متى تشعر الإنسانية بالخجل أمام غزة؟!
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
د. أحمد بن علي العمري
تخيلوا لو أنَّ ما يحدث في غزة، حدث في أمريكا أو أوروبا أو في الصين أو أستراليا أو كندا؛ المؤكد أن تضج الصحافة العالمية بالعناوين الرنانة، ويتسابق السياسيون على المنابر للتنديد والإدانة وتطلع لنا حقوق الإنسان وحقوق الحيوان وحقوق المرأة والطفل، ولطالت قوائم الموصوفين بالإرهاب وقوائم المحظورين والمحجوز على أموالهم.
لكن ولأنه يحدث في غزة، في فلسطين، البلد العربي المسلم، ومن عدو صهيوني غاشم ومعتدٍ، فقد خفتت المنابر وتلعثمت التصريحات؛ بل وحُرفت ظلمًا وبهتانًا في الاتجاه الآخر.
هل رأيتم تناقضًا صارخًا أكبر من أن يوصف المعتدي بالدفاع عن النفس بينما يوصف المعتدى عليه بالإرهاب؟!
حتى الصحافة العالمية التي يدّعون أنها حرة لا تدخل غزة، إلا مع جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى يروا ما تسمح به إسرائيل فقط!
بلد وشعب يُباد ودمار هائل وقصف جوي وبحري وأرضي وتوغل عنيف وهدم وجرف لجميع البنى التحتية وكل مقومات الحياة وهدم للمنازل على رؤوس ساكنيها وتسويتها بالأرض؛ بل وهدم للمساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس والمعاهد والجامعات وحتى استهداف المقابر ونبش القبور، ومنع دخول الغذاء والدواء والماء وقطع الاتصالات والإنترنت، والضغط للتهجير القسري، في وحشية لم ترَ الإنسانية مثيلا لها من قبل.
بينما العالم في سكوت مُطبق عدا بعض الأصوات الخجولة التي تظهر بين الحين والآخر وباستحياء وبصوت خافت لا يكاد يسمع.
كل هذا يجعلنا نتساءل هل توجد إنسانية عالمية فعلا؟ وهل توجد حقوق إنسان؟ وهل لدى البشرية ضمائر حية؟ وهل هناك عدالة دولية حقيقية؟ وهل هناك من ينصاع للحق والمنطق والواقع والحقيقة؟
هذه كلها مشكوك في تواجدها وحياديتها ووقوفها مع الحق.. في المقابل هناك سياسة المصالح فقط وهذه ظاهرة وواضحة للعلن.
أمور كثيرة وأسئلة مُحيِّرة وطلاسم من الصعوبة بمكان تفسيرها أو فك شفراتها ورموزها.
إنني لأحيّي جنوب أفريقيا الدولة التي عانت من الظلم والتفريق العنصري، على موقفها النبيل على الرغم من أنها دولة ليست عربية ولا إسلامية، لكنها دولة تقف مع الحق والعدالة الإنسانية.
ولا يفوتني أن أشيد بالدور العماني المميز الذي يقف مع الحق والعدالة والمبادئ والثوابت والحقائق بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه. حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
قيام الليل في العشر الأول من ذي الحجة.. اغتنمه هذه الأيام
قيام الليل في العشر الأول من ذي الحجة، يتساءل الكثيرون عن قيام الليل في العشر الأول من ذي الحجة، وهل تعظم الطاعات في الأشهر الحرم عن مثيلتها من شهور العام الهجري، وهل لشهر ذو الحجة من الدرجات ما يقارب أو يعدل الثواب الذي نحصل عليه من الطاعة في رمضان وتحديداً ليلة القدر.
قيام الليل في العشر الأول من ذي الحجةوقد ثبت في السنة النبوية أنالدعاءمستجاب في الثلث الأخير من الليل،فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ» (رواه البخاري).
وتعتبر صلاة قيام الليل من أعظمِ الطّاعات عند الله - سبحانه وتعالى-، وهي كنزٌ عظيمٌ لمن أدركها؛ فتتحصَّلُ فيها الطُّمأنينة والرِّضا، ويحصل العبد منصلاة قيام الليلعلى الأجر الوفير والخير الكثير حيث تشهدها الملائكة وتكتبها السَّفرة الكِرام البررة.
وهناك اعتقاد شائع بين البعض أنه لا يؤجر على صلاة قيام الليل إلا بعد نوم، وهذا خطأ شائع يجب على الجميع تغييره تمامًا، وصلاة قيام الليل تجوز في أي وقت حتى ولو كانت بعد صلاة العشاء مباشرة، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث بشأن قيام الليل منها أن قيام الليل شرف المؤمن حيث يقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه الحاكم في المستدرك عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ قال: جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا محمد عش ما شئت، فإنك ميت، وأحبب من أحببت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت، فإنك مجزي به، ثم قال يا محمد: شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس. قال الذهبي في التلخيص: صحيح.
و قيام الليل واحدة من آيات الله تبارك وتعالى التي يعظم بها اختبار الله لعباده فمن أقام منه ولو دقائق كانت له حسنات يصعب حصرها، لذا يبحث البعض عن دعاء قيام الليل المستجاب، حيث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه الله تبارك وتعالى ينزل في الثلث الأخير من ويقول هل من داعٍ فاستجيب له؟ هل من مستغفرٍ فأتوب عليه؟، هل من سائلٍ فأعطيه؟، فالدعاء والذكر في هذا الوقت من الليل مجاب والطاعة فيها لا تعادلها طاعة في أي وقت سواها.
وقد ورد عن عبدالله بن عباس، أن رسول لله صلى لله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول: (اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت فاغفر لى ما قدمت وأخرت وأسررت وأعلنت أنت إلهى لا إله الا أنت).
(اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ولك الحمد أنت قيوم السماوات والارض ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك امنت و عليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت فاغفر لي ماقدمت وأخرت وأسررت وأعلنت أنت إلهى لا إله الا أنت).