«الزكاة والتكافل الاجتماعي في الإسلام» لقاء توعوي لخريجي الأزهر بمطروح
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
واصل فرع خريجي الأزهر بمطروح، لقاءته التوعوية والتثقيفية، لترسيخ القيم والأخلاق الحميدة، والفكر الإسلامي الوسطي ، بعقد ندوة توعوية لطلاب معهد بنين عمر بن عبد العزيز بعنوان «الزكاة والتكافل الاجتماعي في الإسلام»، وذلك بحضور شيخ المعهد الشيخ على فرحانة، والوكيل الشرعي بالمعهد الشيخ محمد عباس حامد.
حاضر اللقاء الشيخ عبد العظيم سالم، رئيس مجلس إدارة المنظمة، وأدارها وليد زنباع، الإخصائي الاجتماعي بالمعهد.
وتهدف الندوة إلى حث الطلاب على التكافل فيما بينهم وإحياء القيم النبيلة التي حثت عليها الدين الإسلامي.
وبدأ رئيس المنظمة اللقاء بتوضيح معني «التكافل الإجتماعي» بأن يكون أفراد المجتمع مشاركين في المحافظة على المصالح العامة والخاصة ودفع المفاسد والأضرار المادية والمعنوية، بحيث يشعر كل فرد فيه أنه إلى جانب الآخرين وأن عليه واجبات تجاههم، وخاصة الذين ليس باستطاعتهم أن يحققوا حاجاتهم الخاصة، وذلك بإيصال المنافع إليهم ودفع الأضرار عنهم.
واضاف إلى أن الإسلام من أكثر الأديان التى حثت على التكافل بين المسلمين وغيرهم وتظهر صور هذا التكافل جليا فى الصدقات والكفارات والزكاة التى فرضها رب العزة على المسلمين، مستشهدا ببعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تتحدث عن الزكاة والصدقات، ومنها قوله تعالى: "وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين"، وحديث النبى -صلى الله عليه وسلم- "حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء الدعاء".
واشار الشيخ عبد العظيم سالم، أن الصدقات أول نوع من أنواع التكافل فى الإسلام، وهو ذلك الحب الذى ينشأ بين القلوب والذى وضحه النبي -صلى الله عليه وسلم- فى الكثير من الأحاديث النبوية، أما النوع الثانى، فهو الزكاة وينقسم إلى نوعين، زكاة الفطر ولها مواعيد محددة تبدأ مع أول أيام شهر رمضان وحتى قبل صلاة عيد الفطر المبارك، يخرجه المسلم عن نفسه وزوجته وأولاده ومن يعول، وهناك الزكاة التى فرضها الله على عباده وفق شروط ومواعيد ومقادير معينة، ومن الآيات التى وردت فيها "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل ۖ فريضة من الله ۗ والله عليم حكيم"، وهناك نوع ثالث من التكافل هو الكفارات، كذلك تبادل الهدايا وهدفها غرس المحبة بين الناس ومبدأ الإيثار الذي يتخلى فيه الشخص عن مصالحه للصالح العام.
وتخلل الندوة العديد من المداخلات أكدت جميعها على أهمية التكافل في المجتمع وضرورة نشر ثقافة التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع ليسود الاستقرار والتعاون بين الجميع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مطروح محافظة مطروح اخبار المحافظات ازهر مطروح
إقرأ أيضاً:
حكم بر الأم التى تحرض أبناءها على الأب بعد الطلاق.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه:"ما حكم بر البنت بأمها التي لم تطالب بحضانتها عند الطلاق، ثم طالبت بالرؤية بعد فترة، وفي أثناء الرؤية تحرضها على الأب وتوقع بينهما، ويحاول أهل الأم لسوء أخلاقهم وانعدام الوازع الديني لديهم تحريضها على خلع الحجاب وفعل كل ما هو غير أخلاقي؟
بر الوالدين
وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: إن البر بالوالدين وصلتهما والإحسان إليهما فرض على ولدهما؛ سواء أكان ذكرًا أم أنثى، وذلك في حدود رضا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فالبر لا يعني الطاعة العمياء، وعلى الولد أن يجتنب مواطن الشُّبهة، وألَّا يطيعَ أيًّا منهما في أمره له بالمعصية؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ».
وأضافت: أنه إذا كانت أحوال الأم وأهلها على الوجه المذكور، الذي يجعل البنت تخاف على نفسها من أن تتأثر أخلاقها به؛ فيمكنها أن تكتفي ببر أمها والإحسان إليها والزيارة الخاطفة من غير أن تطيل المكث أو المبيت.
وأشارت الى أن الشرع حرص على صلة الأرحام على وجه العموم؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ خَلَقَ الخَلْقَ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتِ الرَّحِمُ: هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَهُوَ لَكِ»، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾» متفقٌ عليه.
ونوهت أن علاقةَ الولد بوالديه مسألةٌ تتعلق بالإنسانية المَحْضَة، فضلًا عن أن تكون مسألةً تحث عليها الشرائع؛ فليس هناك نظامٌ اجتماعيٌّ على مَرِّ التاريخ لم يتمسك بهذه القيمة؛ لذا قال تعالى محذِّرًا مِن المَسَاس بهذه العلاقة مهما يكُن مِن شيءٍ: ﴿لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ﴾.ونوهت إلى أن البر بالوالدين فرضُ عينٍ؛ فهو عبادةٌ لا تقبل النيابة؛ قال العلَّامة برهانُ الدين ابنُ مازه البخاري الحنفي في "المحيط البرهاني في الفقه النعماني"(5/ 386، ط. دار الكتب العلمية): [وطاعةُ الوالدين وبِرُّهُما فرضٌ خاصٌّ لا يَنُوبُ البعضُ فيه عن البعض] اهـ. بخلاف رعايتهما؛ فإنها فرضُ كفايةٍ.
وبينت أن الإسلام أوجب على الآباء حقوقًا للأبناء تتمثل في تعليمهم وتأديبهم وتوجيههم إلى عملِ كلِّ خيرٍ والبُعدِ عن كلِّ شرٍّ؛ أخْذًا مِن قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6]، لكن هذه المقابلة لا تعني سقوطَ أحدِ الواجبين حال انعدام الآخَر، بل إن هذا الحُكم ثابتٌ حتى في حال أَمْرِهما ولدَهما بالكفر؛ كما سبق في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا واتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [لقمان: 15] في توجيهٍ صريحٍ إلى أنَّ الأمر بالبِرِّ مجردٌ عن دِين الوالدين وسلوكهما، وتنبيهٍ إلى عدم التدخل فيما بين العبد ورَبِّهِ.