مسيرة ثقافية متواصلة
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
محمد رامس الرواس
تأتي الدورة الثامنة والعشرون لمعرض مسقط الدولي للكتاب هذا العام لتستكمل مسيرتها الثقافية يكللها العطاء والتواصل طلبًا لمفردات المعرفة، خاصة وأنها تقترب من العقد الثالث منذ انطلاقتها، هادفةً إلى إثراء ميادين المعرفة بشتى أنواع الفكر والأدب والعلوم، فكنوز الثقافة عامة والعُمانية خاصة التي يتم عرضها تُعد وجهًا من وجوه القوة الناعمة التي درجت السلطنة على الاهتمام بها وإبرازها حيث الإرث التاريخي العريق والحاضر المشرق، ورؤية مستقبلية استشرافية للحضارة العُمانية الرائدة.
يحرص معرض مسقط الدولي للكتاب كل عام على أن يطل علينا كتظاهرة ثقافية وموسم معرفي متنوع يحوي أنواع الفعاليات المختارة بعناية، ونافذة تواصل يستطيع القارئ والزائر وضيوف المعرض الاطلاع على مكنونات كنوز المعرفة العُمانية والعالمية، فأصبح قبلة الباحثين عن متعة القراءة والتشوق لجديد المعرفة والإبحار في مراكب وسفن التاريخ الخالدة.
لن أسرد في مقالتي هذه عدد دور النشر، أو عدد العناوين أو غيرها من الأرقام التي عادة ما تطالعنا مع بداية كل معرض؛ بل ما أودُ الإشارة إليه هو مدى تطور حضور وزيادة عدد الزوار العُمانيين للمعرض، ومدى فخرنا بالأسر العُمانية التي تتواصل جميعها مع أيام المعرض لتخلق لنفسها جسر تواصل معرفي وفكري من خلال ما يتم اقتناؤه من كتب وحضور ندوات وأنشطة وفعاليات، فتجدهم يتحاورون ويتشاركون الحديث حول ما اطلعوا عليه وما سمعوه من فكر وأدب وعلوم معرفية، فما أعظمها من متعة وما أسعدها من لحظات.
شرفتُ عام 2018 بأن أكون أحد المشاركين في الإعداد وتقديم مدينة صلالة كضيف شرف في معرض مسقط للكتاب، وكانت مساهمتي من خلال بحث تاريخي عن "الجامع الكبير بمنطقة البليد وكتابات الرحالة والمؤرخين عنه ووصفه"، ولقد قامت جريد الشبيبة مشكورة بطباعة مُلحق خاص بهذا الموضوع، وأهدت معرض الكتاب 500 نسخة مجانية تم عرضها بجناح صلالة. وتوافق هذا البحث مع ما أدلى به وزير الإعلام حينها الدكتور عبدالمنعم الحسني، عندما وصف صلالة في مستهل كلمته الافتتاحية بقوله "صلالة مدينة التاريخ"، وعند جولة راعي الحفل بجناح مدينة صلالة شاهدت ابتسامة واضحة على مُحيَّا الدكتور عبد المنعم، الذي أخذ نسخة من الملحق وفردها أمام راعي الحفل، سعيدًا بتواجد هذا البحث التاريخي في ذلك اليوم الجميل ليلة الافتتاح التي لا أنساها.
ختامًا.. أتمنى للجميع تغذية بصرية من خلال ما يتم عرضه من آلاف العناوين، وتغذية سمعية عبر عشرات الفعاليات الثقافية بالمعرض، وكل عام والجميع ينهل من أمهات الكتب والإصدارات المتنوعة، ويستفيد من الفعاليات المصاحبة للمعرض؛ لتزداد مخزوناتهم الفكرية، وتسمو أرواحهم وعقولهم بخيرِ جليسٍ في الزمان.. الكتاب!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إعلام أمريكي:إدارة ترامب تقدم لأول مرة عرضا رسميًا لإيران بشأن اتفاق نووي جديد خلال جولة المفاوضات الرابعة
الثورة / متابعات
قالت وسائل إعلام أمريكية إن الولايات المتحدة قدّمت عرضًا مكتوبًا إلى إيران بشأن اتفاق نووي جديد، خلال الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة التي استضافتها سلطنة عُمان في 11 مايو الجاري.
ونقل موقع “أكسيوس” الإخباري، أمس عن مسؤول أمريكي لم يُفصح عن اسمه ومصدرين مطلعين على سير المحادثات، قولهم إن إدارة الرئيس دونالد ترامب سلّمت للمرة الأولى عرضًا رسميًا مكتوبًا إلى الجانب الإيراني، عبر المبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف.
وأوضح الموقع أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تسلّم العرض خلال المفاوضات في العاصمة العُمانية مسقط، ونقله إلى طهران للتشاور مع كبار المسؤولين الإيرانيين.
وكان الرئيس ترامب قد انسحب بشكل أحادي من الاتفاق النووي مع إيران في عام 2018. وفي مارس الماضي، بعث ترامب برسالة إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي تتضمن دعوة لاستئناف المفاوضات النووية، وهدد ضمنيا باستخدام القوة.
بدورها، ردّت طهران على الرسالة عبر قنوات دبلوماسية في سلطنة عُمان، ومن ثم انعقدت 3 جولات تفاوض غير مباشرة في مسقط وروما. وأعلنت كل من واشنطن وطهران عن “تقدم ملموس” في هذه المحادثات.
ومحادثات الجولة الرابعة التي عقدت، الأحد، في مسقط هي رابع اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ انسحاب ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021) من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018، الذي نص على تخفيف العقوبات الدولية عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وتطالب إيران برفع العقوبات المفروضة عليها مقابل تقديم ضمانات بأن برنامجها النووي لن يُستخدم لإنتاج قنبلة ذرية.
وأبدت واشنطن سابقًا استعدادها لقبول تخصيب منخفض المستوى لليورانيوم، إلا أنها بدأت مؤخرًا تطالب طهران بوقف كامل لأي عمليات تخصيب بجميع المستويات.
وتؤكد إيران أن تخصيبها المنخفض لليورانيوم لا يمكن أن يكون موضع تفاوض، وأنه جزء من حقوقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.