الاحتلال يدمر آلاف المنازل على طول المناطق الشرقية لقطاع غزة
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي آلاف المنازل والمنشآت الفلسطينية على طول المناطق الشرقية لقطاع غزة، والممتدة من بيت حانون شمالاً حتى مدينة رفح جنوبا، وذلك لخلق ما يسمى بالمنطقة العازلة بعمق يزيد عن كيلو متر داخل المناطق السكنية في القطاع.
ووثقت مؤسسات حقوقية فلسطينية في إحصائية أولية لها، تدمير وتفجير وتجريف الاحتلال أكثر من ألف منزل ومنشأة في مدينتي بيت حانون وبيت لاهيا شمال قطاع غزة.
أخبار متعلقة استشهاد 45 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال على غزةاستشهاد 26 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على وسط غزةالخارجية الفلسطينية: صمت المجتمع الدولي يدفع الاحتلال لتكرار جرائمه في رفحوذلك ضمن ما يسمى بالمنطقة العازلة التي عكف الاحتلال على إقامتها، التي تشكل أكثر من 30 في المئة من مساحة القطاع التي تبلغ 364 كم2 .
ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 29606 جراء العدوان الإسرائيلي على #غزة والجرحى إلى نحو 69737 ألف جريح
للتفاصيل | https://t.co/aSMCCHAhei#فسطين | #اليوم pic.twitter.com/s1chGBzT2E— صحيفة اليوم (@alyaum) February 24, 2024شرق مدينة غزةوطالت عمليات التدمير والتجريف للمنازل أكثر من 40% من منازل ومنشآت الفلسطينيين في أحياء الشجاعية والزيتون شرق مدينة غزة، وهذا يعني أن أصحاب تلك المنازل لن يستطيعوا إعادة إعمارها بعد أن حولت قوات الاحتلال المنطقة التي يقطنون فيها لمنطقة عازلة يحظر على الفلسطينيين البناء أو الاقتراب منها.
وفي جنوب مدينة غزة، دمرت قوات الاحتلال بالكامل أكثر من ألف وحدة سكنية في منطقة جحر الديك التي كانت تضم قبل تدميرها الأبراج السكنية والمنازل التي شيدت بتمويل من الدول العربية والإسلامية، وحولت تلك المنطقة لكومة من الركام.
وفي وسط قطاع غزة، في مخيمات البريج والمغازي، يشكل عرض تلك المنطقة الجغرافي لقطاع غزة، الأقل على الإطلاق، حيث لا يتجاوز عرض قطاع غزة في وسط القطاع سوى 7كم، ودمر الاحتلال الإسرائيلي في تلك المناطق الشرقية مئات المنازل.
استشهاد 26 فلسطينياً في قصف إسرائيلي استهدف مدينة #دير_البلح وسط قطاع #غزة#فلسطين | #اليومhttps://t.co/nG9Ec1XMOg— صحيفة اليوم (@alyaum) February 24, 2024مدينة خان يونسووصلت عمليات التدمير الشاملة وفق إحصائيات فلسطينية إلى عمق مخيمات البريج والمغازي.
وفي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، يبدو حجم الدمار هائلًا، فقد طال القصف والتدمير الواسع بلدات خزاعة ومعن والزنة والقرارة، مما أدى إلى تدمير أكثر من ألف منزل على طول المناطق الشرقية لخان يونس.
وغيرت المنطقة العازلة ديموغرافيا وجغرافيا جميع المناطق الشرقية لقطاع غزة، وحرم قطاع غزة من 60 في المئة من مصادر الزراعة والثروة الحيوانية التي كانت تتركز في تلك المناطق.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس القدس المحتلة قطاع غزة غزة فلسطين المناطق الشرقیة لقطاع غزة قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
لو كانار.. البطة المكبلة التي يخافها ساسة فرنسا منذ أكثر من قرن
لا تزال الصحيفة الفرنسية "لو كانار أونشينيه"، وتعني حرفيا "البطة المكبّلة"، تحافظ منذ أكثر من قرن على مكانتها الخاصة في المشهد الإعلامي في فرنسا، باعتبارها منبرا له بصمة تحريرية خاصة، تمزج بين السخرية والعمل الاستقصائي، ويهابها أصحاب القرار في دوائر السياسة والمال.
وصدرت الصحيفة في 10 سبتمبر/أيلول 1915 في أجواء الحرب العالمية الأولى، واختار مؤسسها موريس ماريشال أن تكون منصة مضادة للدعاية الرسمية التي كانت سائدة في أجواء الحرب، ونهج أسلوب الفكاهة والسخرية سلاحا لمواجهة الرقابة التي كانت سائدة آنذاك.
وبنبرة ساخرة، وعد ماريشال قراءه بأن تواظب "لو كانار" على نشر "أخبار غير دقيقة تماما"، في تناقض صارخ مع الصحافة الرسمية التي كانت تنشر "أخبارا حقيقية بلا هوادة"، كما جاء في افتتاحية العدد الأول من الصحيفة.
وخاض الفريق المؤسس في البدايات لعبة القط والفأر مع موظفي الرقابة الذين كانوا يراجعون المحتوى قبل النشر، مما دفع العاملين في الصحيفة لشحذ روح السخرية والإبداع في رسوم الكاريكاتير لتفاذي الحذف.
وفي تلك الأجواء المشحونة، لم تصدر الصحيفة أكثر من 5 مرات، وتوقفت بعد نحو شهرين على إطلاقها، قبل أن تعود إلى الأكشاك في يوليو/تموز 1916 ببداية جديدة في التصور والعزيمة نفسيهما، كما توقفت عن الصدور طيلة سنوات الحرب العالمية الثانية (1939-1945) عندما كانت فرنسا ترزح تحت الاحتلال النازي.
واختارت الصحيفة شعار "حرية الصحافة لا تتدهور إلا إذا لم تُستخدم"، وتتميز صفحتها الأولى بصريا بترويسة لافتة تظهر فيها بطتان، واحدة على اليمين والأخرى على اليسار، تحملان لافتتين يتغير مضمونهما بحسب الأحداث.
لم تُحد الصحيفة عن روحها على مر العقود، وظلت وفيّة لأسلوبها الذي يجمع بين روح الفكاهة والنبرة الخفيفة، والتلميحات والإيحاءات واستخدام السخرية والنقد اللاذع أحيانا والتلاعب بالألفاظ والعبارات المسكوكة وشحنها بالرموز.
إعلانكما تمزج الصحيفة، التي تصدر كل يوم أربعاء في عدد محدود من الصفحات (8 صفحات في عام 2025)، بين النصوص والرسومات الكاريكاتيرية والتعبيرية، دون أن تتغير صياغتها كثيرا منذ انطلاقها، لتُشكل بذلك استثناء في المشهد الصحفي الفرنسي وتحافظ على مكانتها كأشهر صحيفة ساخرة في البلاد.
ووفاء لاستقلاليتها المعلنة من العدد الأول، لا تنشر الصحيفة أي إعلانات تجارية أو ترويجية، ولا تفتح رأسمالها لأي مستثمر خارجي، وظلت تعتمد كليا على مبيعاتها ورقيا قبل أن تركب الموجة الرقمية في وقت متأخر نسبيا مقارنة بباقي الصحف الفرنسية.
وتراهن الصحيفة على ولاء قرائها، وتؤكد أنها في ملك موظفيها، وتستثمر أرباحها بانتظام لضمان التمويل اللازم من أجل تطويرها واستمرار استقلاليتها عن أصحاب القرار السياسي والمالي.
وأصبحت "لو كانار"، وخاصة منذ ستينيات القرن الماضي، نموذجا للصحافة الاستقصائية في فرنسا وخارجها، مما مكّنها من كشف فضائح كبرى طالت شخصيات بارزة وهزت أركان المؤسسة السياسية والاقتصادية والمالية في البلاد.
وعرفت الجريدة أوجها في عهد مؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة الجنرال شارل ديغول الذي كان دوما يسأل المقربين منه كلما أمسك بأحد أعداد الجريدة المشاكسة "ماذا قالوا عني اليوم؟"، حيث كانت شخصية ديغول وقراراته وسياساته مادة دسمة لصحفيي "لو كانار".
ومن أشهر ملفات الفساد التي فجّرتها الصحيفة في السنوات اللاحقة "قضية ألماس بوكاسا" عام 1979 التي يعتبرها المهتمون بالصحافة الفرنسية أكبر سبق صحفي في تاريخ "لو كانار".
ففي تلك السنة، كشفت الصحيفة أن الرئيس فاليري جيسكار ديستان تلقى عندما كان وزيرا للمالية عام 1973 ألماسا من دكتاتور وإمبراطور جمهورية أفريقيا الوسطى جان بيدل بوكاسا، وحاول ديستان الدفاع عن نفسه دون أن ينجح في ذلك، وبعد عامين خسر الانتخابات الرئاسية أمام المرشح الاشتراكي فرانسوا ميتران.
وبعد ذلك بعامين، كشفت الأسبوعية الساخرة أن موريس بابون، الذي كان مسؤولا أمنيا في سنوات الحرب العالمية الثانية وتعاون مع الاحتلال النازي لفرنسا، قام بدور مهم في ترحيل اليهود، ووُجهت إليه اتهامات عام 1983 بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وحُكم عليه عام 1998 بالسجن 10 سنوات.
وفي بداية التسعينيات سببت الصحيفة متاعب جمة لرئيس الوزراء الاشتراكي بيير بيريغوفوا بعد أن كشفت في فبراير/شباط 1993 أنه حصل عام 1986 على قرض من دون فوائد قيمته مليون فرنك فرنسي (قرابة 190 ألف يورو) من رجل أعمال مقرب من الرئيس ميتران.
وتزامن الكشف عن تلك المعاملة المالية مع أجواء الانتخابات التي خسرها الحزب الاشتراكي الحاكم، مما فاقم الشكوك حول نزاهة وسمعة بيريغوفوا الذي انتحر في الأول من مايو/أيار 1993، وتعليقا على تلك النهاية المأساوية، اتهم الرئيس ميتران الصحافة بالضلوع في الحادث.
كما كشفت الصحيفة فضائح فساد أخرى بينها فضيحة تمويل الرئيس الأسبق جاك شيراك إحدى حملاته الانتخابية الرئاسية بتمويل عيني من الرئيس الغابوني الراحل عمر بونغو، كما كشفت الجريدة في 2006 وجود حساب بنكي لجاك شيراك في اليابان.
إعلانوعلى الصعيد العربي، وفي أول أيام الربيع العربي عندما انطلقت أولى المظاهرات ضد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عام 2010، كشفت "لو كانار" أن وزيرة الدفاع آنذاك أمضت إجازة في تونس، وتلقت هدايا من رجل أعمال مقرب من نظام الرئيس بن علي، وبسبب ذلك الكشف استقالت الوزيرة من منصبها بعد بضعة أسابيع.
ورقي ورقميولا تزال الصحيفة تحقق نسبة مبيعات جيدة، وبلغ إجمالي متوسط توزيعها عام 2024 حوالي 242 ألف نسخة، في حين بلغ متوسط مبيعات "ملفات لو كانار" التي تصدرها كل 3 أشهر نحو 46 ألف نسخة، وتتوفر الصحيفة على احتياطات نقدية تزيد عن 130 مليون يورو.
وظلت الصحيفة تصدر ورقيا فقط إلى عهد قريب جدا، ولم تركب الموجة الرقمية إلا عام 2020 بإنشاء موقع إلكتروني محدود الخدمات والمحتوى قبل أن تتوسع على الشبكة العنكبوتية منذ سبتمبر/أيلول 2024.
وطورت "لو كانار" موقعها الإلكتروني وحوّلته إلى منصة يجد فيها المتصفح محتوى العدد الأسبوعي، إلى جانب مقالات ورسومات كاريكاتيرية، ويجري العمل تدريجيا على نشر وثائق ومواد أرشيفية يحتاج الاطلاع عليها إلى اشتراك مدفوع، وتقول الصحيفة إن ذلك الاشتراك يسهم إلى جانب اقتناء النسخة الورقة، في تعزيز استقلاليتها المالية، وبالتالي ضمان حريتها في البحث عن الحقيقة.