طلبت محكمة عليا في الهند من حكومة ولاية البنغال الغربية إعادة تسمية الأسد "أكبر" واللبؤة "سيتا"، بعدما أثار اسماهما جدلاً على خلفية وضعهما بنفس الحظيرة في حديقة حيوان الولاية.

وعبّر مواطنون هنود عن رفضهم إطلاق اسم إمبراطور مسلم على الأسد "أكبر"، واسم إلهة هندوسية على اللبؤة "سيتا".

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كاتب هندي: دبلوماسية "النمر المحارب" الهندوسية تضر بمصالح الهندlist 2 of 4حملات المتطرفين الهندوس على الإنترنت تلهب المشاعر ضد المسلمينlist 3 of 4لوموند: القوميون الهندوس يستغلون حرب إسرائيل على حماس لتحقيق مطامحهم الأيديولوجيةlist 4 of 4تايم: على أنقاض مسجد بابري الهند تدشن "فاتيكان الهندوس"end of list

وحسب ما أفادت صحف هندية، فقد "أبدت جمعية (فيشوا هندو باريشاد) اعتراضها على قرار حكومة ولاية البنغال الغربي شرقي الهند بإبقاء الأسود معًا، وقدمت التماسا للمحكمة العليا في مدينة كلكتا -عاصمة الولاية- مطالبة بتغيير اسم اللبؤة، معتبرة أن إبقاء الأسدين معًا في نفس الحظيرة يعد عدم احترام للهندوس".

ويحمل الأسد "أكبر" اسم الإمبراطور المغولي المسلم في القرن السادس عشر، والذي يُنظر له على أنه منارة للتسامح، حيث كانت له زوجة هندوسية، وكان العديد من مستشاريه الرئيسيين من الهندوس.

في المقابل، فإن "أكبر" يعد شخصية مكروهة إلى حد كبير لدى شريحة واسعة من القوميين الهندوس، شأنه شأن معظم أباطرة سلالة المغول التي حكمت قسما كبيرا من شبه القارة الهندية.

وصدر القرار بإعادة تسمية اللبؤة "سيتا" والأسد "أكبر" بعد أن استجوبت هيئة المحكمة محامي حكومة الولاية بشأن تسمية الحيوانات بأسماء شخصيات مرموقة.

وانتقد القاضي ساوجاتا بهاتاشاريا الأسماء المثيرة للجدل، وقال إنه لا يدعم مثل هذه الأسماء، وسألت المحكمة عن من أطلق هذا الاسم؟ كما سألت محامي حكومة الولاية عما إذا كان سيسمي حيوانه الأليف على اسم إله هندوسي، أو نبي مسلم، أو مناضل من أجل الحرية، أو حائز على جائزة نوبل؟

وطلب القاضي في وقت سابق من محامي الدولة الحصول على معلومات حول ما إذا كان زوج الأسود الذي تم إحضاره من حديقة حيوان تريبورا قد أطلق عليه اسم "أكبر" و"سيتا" من قبل سلطات حديقة حيوان البنغال الغربية.

من جانبه، قال أنوب موندال، المسؤول في الجمعية التابعة لحزب "بهاراتيا جاناتا" اليميني الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، "لا يمكن لـ(سيتا) البقاء مع الإمبراطور المغولي (أكبر). تلقينا شكاوى حول جرح المشاعر الدينية من جميع أنحاء الهند".

وبعد تقديم الالتماس، تم نقل الأسود إلى حظائر منفصلة، ​​على ما يبدو لضمان عدم تزاوج أسد "مسلم" مع لبؤة "هندوسية" في بلد استحوذت عليه المشاعر القومية الهندوسية في السنوات الأخيرة في ظل حكم حزب "بهاراتيا جاناتا".

وقالت الأستاذة المساعدة في الدراسات الثقافية في بكلية "إم إف" النرويجية للاهوت والدين والمجتمع موميتا سين، "ما يصدمني في الواقع هو أن هذه قضية أمام المحكمة الآن. أجد ذلك مثيرا للقلق حيث أصبحت الأمور التي تبدو تافهة خطيرة وجرائم تهدد الحياة في الهند".

وأضافت سين: "الأمر الخطير في هذا هو أن هذا سيشكل سابقة في محكمة قانونية".

وزعمت الجمعية أن "أكبر" كان اسمه في البداية "رام" وهو إله هندوسي وزوج "سيتا"، لكن سلطات البنغال الغربية أعادت تسميته، وهو ما نفته سلطات البنغال الغربية مؤكدة أن الأسود جاءت بأسمائها من تريبورا.

وتم إحضار الأسد الآسيوي البالغ من العمر 7 سنوات واللبؤة الآسيوية البالغة من العمر 5 سنوات إلى الحديقة من تريبورا المجاورة كجزء من برنامج تبادل الحيوانات إلى جانب حيوانات أخرى.

وأبلغت حكومة الولاية المحكمة العليا أن سلطات حديقة حيوان تريبورا قامت بتسمية الأسدين عامي 2016 و2018 قبل نقلهما إلى ولاية البنغال الغربية.

ومع ذلك، ليست هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها تسمية الحيوانات في حدائق الحيوان الهندية باسم الآلهة والإلهات الهندية، حيث توجد في حديقة حيوان دلهي، نمرة بيضاء تدعى "سيتا" أيضا كما تم تسمية فهد في حديقة كونو الوطنية في ولاية ماديا براديش على اسم إله النار الهندي "أغني".

سخرية على منصات التواصل

الواقعة أثارت سخرية من بعض النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي ونشر بعضهم صورة تم رسمها بواسطة الذكاء الاصطناعي تظهر أسدًا، يُفترض أنه أكبر، يرتدي الزي المغولي الملكي المطرز، وبجانبه يوجد ما يبدو أنه سيتا، ترتدي زيا ملكيا هندوسيا على خلفية البلاط الملكي.

Lo bhai correct kar liya ???? pic.twitter.com/megZdWu1VG

— محمد فیصل ???????? Proud Converted (@2witter_dot_com) February 18, 2024

فيما نشر آخر، صورة لأسد مسلم ولبؤة هندوسية خلف القضبان.

The Hindu Group VHP moves to High Court against keeping Lioness ‘Sita’ with Lion ‘Akbar’ at Bengal Safari Park. VHP thinks housing ‘Sita’ with ‘Akbar’ is an insult to the Hindu Religion. @10DowningStreet @POTUS @JustinTrudeau @EmmanuelMacron @GiorgiaMeloni @markrutte @BBCBreaking pic.twitter.com/OV26oiv8aC

— M M Abraham (@MMAbraham522577) February 19, 2024

ويعاني المسلمون الذين يزيد عددهم على 200 مليون نسمة من بين تعداد سكان البلاد الذي يقدّر بنحو 1.4 مليار نسمة، اضطهادا وتمييزا عنصريا منذ أن وصول حزب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى السلطة في 26 مايو/أيار 2014.

وقبل نحو 10 سنوات، أطلق مودي سلسلة من الإجراءات وأقر سياسات ضد المسلمين، بدأها بإلغاء الوضع الخاص بكشمير الهندية والتضييق على المسلمين.

بعدها شرع الحزب الحاكم في تعديل قانون الجنسية ومطالبة المسلمين بوثائق تثبت أن أجدادهم كانوا في الهند قبل عام 1971، ثم أقر الحزب القانون الذي يمنح الجنسية الهندية للمهاجرين شرط ألا يكونوا مسلمين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حدیقة حیوان فی الهند

إقرأ أيضاً:

 دعاوى قضائية لإيقاف حفل غنائي في البصرة.. واتهامات بإثارة “ضغائن طائفية” 

21 نونبر، 2025

بغداد/المسلة: في تطور يعكس التوترات الاجتماعية المتجددة في جنوب العراق، قدم المحامي ضرغام البعاج إخباراً قضائياً إلى محكمة تحقيق البصرة يطالب بإيقاف حفل غنائي مقرر في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بمنتزه “البصرة لاند”، يحييه الفنان العراقي محمد عبد الجبار، وسط مخاوف من إثارة “ضغائن” خطيرة.

المعارضون للحفل، يرون انه يتضمن غناءً ورقصاً، يسيء إلى الشعائر الدينية ويخالف الآداب العامة.

ويبدو أن هذا التحرك يستند إلى المادة 373 من قانون العقوبات العراقي، التي تعاقب على “خرق الذوق العام”، في خطوة قد تفتح الباب أمام تدخل قضائي سريع يهدد بإلغاء الفعالية تماماً.

على صعيد آخر، شهدت محافظة ذي قار قبل أيام فقط جدلاً مشابهاً حول حفل لعبد الجبار نفسه ضمن فعالية استثمارية، حيث أكد المنظمون اقتصاره على أغانٍ وطنية، إلا أن الاعتراضات أثارت نقاشاً حاداً حول “القدسية”، مما دفع بعض النواب إلى اقتراح منع الحفلات المركزية.

وتشير قراءات إلى أن هذه الحوادث تتكرر، كما في كربلاء عام 2019 وبابل 2021، حيث ألغيت فقرات غنائية بدواعٍ دينية، في ظل صراع بين تيار يدافع عن الهوية المدنية وآخر يرى في الفعاليات الفنية تهديداً للقيم الدينية.

و يفيد تحليل الوضع بأن هذه التوترات تعكس انقساماً مجتمعياً عميقاً في العراق ما بعد 2003، حيث يدافع ناشطون عن الحريات الثقافية معتبرين الاعتراضات تجاهلاً لمشكلات أكبر كالفساد وسوء الخدمات، بينما يحذر آخرون من “توريث ضغائن طائفية” قد تهدد الاستقرار.

و مثل هذه النزاعات سبق أن أدت إلى إلغاء حفلات عدة في بغداد ومحافظات جنوبية خلال السنوات الأخيرة، مما يثير تساؤلات حول حدود الحرية الفنية في بلد يشهد صراعاً بين المدنية والتأثير الديني.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • دعوى قضائية ضد جامعة بار-إيلان بعد منع طالبة فلسطينية من الدراسة بسبب النقاب
  •  دعاوى قضائية لإيقاف حفل غنائي في البصرة.. واتهامات بإثارة “ضغائن طائفية” 
  • الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأمريكية مطالبة بجدية أكبر لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات
  • أول رد فعل من يارا تامر بعد إعلان شقيقة مسلم عودته لطليقته
  • ربنا يبعدنا عن العيشة الحرام| منشور صادم من شقيقة مسلم يقلب السوشيال ميديا
  • مدبولي: الفسطاط أكبر حديقة بالشرق الأوسط.. والافتتاح يناير 2026
  • بأمر سامٍ.. تسمية مشروع مجمع عُمان الثقافي بمجمع السيد طارق بن تيمور الثقافي
  • بأمرٍ سامٍ.. تسمية مشروع مجمع عُمان الثقافي بـ "مجمع السّيد طارق بن تيمور الثّقافي"
  • تأجيل معارضة المطربة بوسي على 3 أحكام قضائية صادرة ضدها
  • ابن مسلم وطليقته ميكا يدخلان المستشفى