سلتيكس.. «المعزوفة السابعة»
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
لوس أنجلوس (أ ف ب)
حقق بوسطن سلتيكس متصدّر المنطقة الشرقية، وصاحب أفضل سجل في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين فوزه السابع توالياً، وجاء على حساب وصيفه ميلووكي باكس 122-119.
وبدا أن سلتيكس الذي ضمن تأهله إلى الأدوار الإقصائية «بلاي أوف» يتجه إلى انتصار سهل، بعدما تحكم بالمباراة أمام ضيفه باكس لفترة طويلة على ملعب «تي دي جادرن».
واستغل سلتيكس غياب نجم باكس اليوناني يانيس أنتيتوكونمبو للإصابة، ليتقدم مع نهاية الربع الثالث بفارق 21 نقطة، في حين كان الفريق الضيف قد نجح في تقليص الفارق إلى 5 نقاط بعد الاستراحة.
وعاد باكس إلى أجواء اللقاء في الربع الأخير، وسجّل 36 نقطة مقابل 21 نقطة لمضيفه. من دون أن تكتمل انتفاضته، ليخرج سلتيكس فائزاً بفارق 3 نقاط.
وفرض سلتيكس أسلوبه الجماعي، حيث سجل 5 لاعبين في صفوفه أكثر من 10 نقاط، تقدمهم جايسون تايتوم مع 31 نقطة، و8 متابعات و4 تمريرات حاسمة، فيما أسهم ديريك وايت بـ 23 نقطة وأضاف جايلن براون 21 واللاتفي كريستابس بورزينجيس 17، والبديل بايتون بريتشارد 19.
أقرّ تايتوم بشأن تراجع مستوى فريقه في الربع الأخير قائلاً، «لقد كان الأمر قبيحاً، لم نلعب بالطريقة التي أردناها في الربع الرابع، واستمروا في الركض».
وتابع «لا يمكن الاستهتار برغم التقدم بفارق كبير في الدوري الأميركي للمحترفين، لكن الفوز هو فوز وسنقبله».
وأضاف «لدينا فريق متكامل، لقد لعبنا بشكل رائع طوال الموسم، لكن لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه، نركز فقط على التطور كل يوم، نحن لا نتطلع إلى الأدوار الإقصائية، ولدينا مباراة الجمعة ضد ديترويت، وهذه هي العقلية التي يجب أن نتحلى بها».
وبات سلتيكس يحتاج إلى ثلاثة انتصارات فقط، ليضمن المركز الأول في الشرقية وميزة اللعب على أرضه، خلال الأدوار الإقصائية، بعدما حقق فوزه الـ 55 هذا الموسم، مقابل 14 هزيمة، متقدماً بفارق 11 مباراة عن وصيفه باكس «44-25».
ومع غياب أنتيتوكونمبو، قاد داميان ليلارد هجوم باكس، منهياً اللقاء مع 32 نقطة، فيما أضاف بوبي بورتيس 24 نقطة من مقاعد البدلاء.
وعلى ملعب «فوتبرينت سنتر» في فينيكس، تجاوز كيفن دورانت «35 عاماً» نجم لوس أنجلوس ليكرز السابق شاكيل أونيل في لائحة الأكثر تسجيلاً في الدوري، وتقدم للمركز الثامن، بعدما قاد فريقه صنز إلى فوز سهل على فيلادلفيا سفنتي سيكسرز 115-102.
ودخل دورانت اللقاء متأخراً بفارق 8 نقاط عن أونيل صاحب 28596 ألف نقطة، خلال مسيرة حافلة بالألقاب، إلا انه تخطى أيقونة ليكرز في الربع الثالث، منهياً المباراة مع 22 نقطة، فيما كان جرايسون آلن أفضل المسجلين عند الفائز مع 32 نقطة، منها 9 رميات ثلاثية.
أثنى أونيل في رسالة في رسالة مصورة على إنجاز دورانت، قائلاً «تستحق ذلك، الأمر لا يتوقف هنا، إذا كان هناك من يتجاوزني، فهو بالتأكيد أنت».
في سان فرانسيسكو، استعاد جولدن ستايت ووريرز توازنه، بعد خسارته أمام نيويورك نيكس، وفاز على ممفيس جريزليز 137-116.
وعزز ووريرز مركزه العاشر في المنطقة الغربية، بفوزه الـ 36 مقابل 32 هزيمة.
وفي كليفلاند، انتفض ميامي هيت في الربع الأخير أمام مضيفه كافالييرز، وخرج فائزاً 107-104.
وأحكم هيت قبضته على معظم فترات المباراة، إلا أن كافالييرز أخذ الأفضلية بفارق 4 نقاط قبل 1.34 دقيقة من النهاية، قبل أن يفرض تيري روزيير كلمته الأخيرة بتسجيله 9 نقاط في الوقت الحاسم، منها رمية ثلاثية قاتلة قبل 15 ثانية على بُعد قرابة 8 أمتار من السلة، ليعيد ميامي إلى المقدمة ويحسم المباراة.
وأنهى روزيير اللقاء مع 24 نقطة، فيما كان زميله جيمي باتلر أفضل المسجلين مع 30 نقطة، قال روزيير «هذا هو الشيء الأكثر أهمية، مجرد تحقيق الفوز، ويقوم زملائي والمدربون بعمل رائع في تذكيري يومياً، على مدار الساعة، بمن أنا وكيف أكون كذلك، نحن سعداء بفوزنا».
وحقق هيت فوزه الـ 38 في الدوري المنتظم هذا الموسم مقابل 31 هزيمة، وتقدم للمركز السابع في المنطقة الشرقية، في حين ظل كافالييرز ثالثاً «43-26».
وفاز أوكلاهوما سيتي ثاندر متصدر المنطقة الغربية على يوتا جاز 119-107 في مباراة سجل خلالها الثنائي شيت هولمجرين، والكندي شاي جيلجوس-ألكسندر 66 نقطة معاً «35 للأول و31 للثاني» في صفوف الفائز.
وفاز ساكرامنتو كينجز بفارق كبير على تورونتو رابتورز 123-89، وإنديانا بايسرز على ديترويت بيستونز 122-103، وخسر بورتلاند ترايل بلايزرز أمام لوس أنجلوس كليبرز 103-116.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كرة السلة أميركا
إقرأ أيضاً:
فيما الجوع يفتك بغزة.. أنظمة خليجية تغدق المليارات على ترامب وتُدير ظهرها لفلسطين
الثورة / متابعات
في وقت يشتد الحصار الخانق على قطاع غزة، ويُقاسي أبناؤه الجوع والمرض والمجازر المتواصلة، حط المجرم دونالد ترامب رحاله في العاصمة السعودية الرياض، متباهياً بوصوله ومستعرضاً انتصاراته الوهمية، وسط استقبال رسمي لافت من ولي العهد محمد بن سلمان، متناسياً وصف ترامب سابقاً لمملكة آل سعود بـ”البقرة الحلوب”.
وبينما كان ترامب في طريقه للرياض، استبقت قطر وصوله بالإعلان عن شراء طائرة فاخرة بقيمة 400 مليون دولار كهدية شخصية له، في مشهد يعكس حالة الانسلاخ الأخلاقي والتبعية العمياء لقوى الاستكبار العالمي، فمبلغ كهذا كان كفيلاً بإغاثة آلاف العائلات الفلسطينية المحاصرة في غزة، أو علاج الجرحى، أو إعادة إعمار ما دمره العدو الصهيوني، لكن المال السعودي والقطري والإماراتي اختار طريق الخضوع وشراء الولاءات.
وفي امتدادٍ لهذا الانحدار السياسي، لم تكتف تلك الأنظمة بإغداق أموالها على ترامب وأمثاله، بل ترافق ذلك مع أداء إعلامي مأجور يعمل على تزييف الوعي وتلميع صورة التطبيع مع الكيان الصهيوني، متجاهلًا الجرائم اليومية التي ترتكب بحق النساء والأطفال تحت الحصار والقصف، ما يجعله شريكاً أساسياً في المؤامرة لا مجرد متفرج صامت.
طفل يُحمّل جثمانه في كيس بلاستيكي، وأم تنادي أبناءها تحت الركام، ومشفى بلا وقود أو دواء، هكذا يبدو المشهد في غزة اليوم، في ظل صمت عالمي، وتخاذل أممي وخيانة عربية، وإغلاق كامل لكل المنافذ، فيما تغدق عدد من العواصم الخليجية أموالها على قاتل الشعوب ومدمر الأوطان.
وفي وقت كان ترامب يجري صفقات الابتزاز مع ولي عهد السعودية، كان المجرم بنيامين نتنياهو يطلق تهديدات جديدة باجتياح غزة، ويكشف عن تحركات تفاوضية مع دول أجنبية لترحيل سكان القطاع، في مؤشر واضح على نية الاحتلال المجرم تنفيذ مخطط التهجير القسري، باستخدام الحصار والتجويع كأدوات ضغط لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية.
وفي ظل التواطؤ المكشوف وتكامل الأدوار بين العدو الصهيوني والداعمين له من بعض الأنظمة الخليجية، جاءت عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023، كرد فلسطيني وطني جامع على غطرسة الكيان الغاصب، غير أن الأنظمة العربية العميلة أظهرت انحيازها السافر ضد المقاومة، متهمة إياها بالتمرد، ومتناسية أن هذه العملية انطلقت من منطلق وطني لا يختزل في فصيل أو جهة.
لقد أثبتت الأحداث أن من يعادي المقاومة، إنما يقف في صف العدو الصهيوني، حتى وإن ارتدى عباءة العروبة، فالمقاومة اليوم، بما تمتلكه من إرادة وشعبية وامتداد، لم تعد بحاجة لتصاريح الأنظمة، بل هي صوت الشعوب الرافضة للوصاية والهيمنة.
على النقيض من ذلك، كانت الجمهورية اليمنية قيادة وشعباً في طليعة الداعمين للمقاومة، منذ اللحظة الأولى، عبر الدعم السياسي والإعلامي والعسكري، بما في ذلك فرض حظر بحري شامل على السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، وخليج عدن، ما أدى إلى شلل ميناء “أم الرشراش” الصهيوني وتسجيل خسائر فادحة للعدو وصلت حد إعلان إفلاسه.
لم يتوقف الدور اليمني عند ذلك الحد، إنما واصلت القوات المسلحة اليمنية توجيه ضربات صاروخية وجوية نوعية على أهداف عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي المحتلة، ما أجبر العدو على القبول باتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته قوى المقاومة، واشترط اليمن فيه تنفيذ كامل البنود دون خداع أو مراوغة.
ومع تنصل العدو من بنود الاتفاق وعودته لتصعيد عدوانه، انتقلت القوات المسلحة اليمنية إلى المرحلة الثانية من الردع، التي شملت إعلان حظر الملاحة الجوية في مطار “بن غوريون”، وهو ما مثل صدمة اقتصادية وأمنية كبرى لكيان الاحتلال.
التداعيات السريعة لإعلان الحظر الجوي طالت شركات الطيران والسياحة والاستثمار، وأربكت الداخل الإسرائيلي، وأثبتت للعالم أن المقاومة لم تعد محصورة داخل حدود فلسطين، بل بات لها عمق استراتيجي يمتد من اليمن إلى كل نقطة مقاومة حرة في الأمة.
تأتي زيارة ترامب إلى المنطقة – بحسب محللين سياسيين – في إطار استجداء المال الخليجي، لتعويض الفشل الأمريكي في إخضاع اليمن، وتراجع الهيمنة في البحر الأحمر، وفقدان القدرة على حماية حلفائه، وليست هذه الزيارة كما يُروج الإعلام الغربي والعربي بأنها جولة دبلوماسية، بل هي حملة ابتزاز علني، تمارسها واشنطن على أنظمة فقدت قرارها السيادي.
ويؤكد المحللون، أن هذه الزيارة، ليست مدفوعة برغبة في حل القضايا العالقة أو البحث عن مخرج للقضية الفلسطينية، وإنما جاءت في سياق سعيه للحصول على مليارات الدولارات من السعودية وقطر والإمارات، لترميم صورة أمريكا المتداعية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، والحفاظ على ما تبقى من نفوذها في المنطقة.
فترامب لا يزور الخليج لحل نزاعات، بل لصب الزيت على النار، وضمان استمرار التوترات التي تبقي سوق السلاح مفتوحاً، والمليارات الخليجية تحت الطلب، في ظل غياب مشروع وطني لدى تلك الأنظمة سوى البقاء تحت حماية البيت الأبيض.
في مقابل هذا الانهيار الأخلاقي والسياسي، يبرز موقف اليمن كصوت حر شجاع ونموذج صادق في دعم القضية الفلسطينية، ليؤكد أن زمن الخضوع والارتهان قد ولّى، وأن الكلمة العليا ستكون للشعوب الحرة لا للأنظمة المأجورة.
ما يجري اليوم هي معركة كرامة وهوية وقرار، تتكشف فيها المواقف وتصاغ فيها المعادلات، واليمن في قلب هذه المواجهة يتحرك بثبات من منطلق إيماني وشعبي أصيل، يرى في فلسطين القضية المركزية للأمة، ويجسد بخياراته وفعله الواعي موقفاً راسخاً لا تحكمه الحسابات المؤقتة، بينما تمضي السعودية وقطر والإمارات في تسخير ثرواتها لصالح أعداء الأمة وتحويلها إلى صناديق تمويل للعدوان، غافلة عن أن الشعوب تُدرك وتُسجّل، وأن المرحلة المقبلة تُبنى فيها المواقف بالانحياز الصادق لقضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين.
المصدر / سبأ