عمر هاشم: العالم يحتاج إلى نشر الثقافة الصوفية المعتدلة ولا ننكر كرامات الأولياء
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
حل الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ضيفًا مع الإعلامية قصواء الخلالي، خلال الجزء الأول من لقائه في برنامج «مملكة الدراويش»، عبر قناة «الحياة»، والذي يناقش الفكر الإسلامي الوسطي.
وتستعرض «الوطن» أبرز تصريحات عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف خلال البرنامج، وجاءت كما يلي:
1- أشكر «المتحدة» على برنامج «مملكة الدراويش» عن «التصوّف»، لأنه جاء في توقيت مناسب، العالم كله يحتاج فيه إلى نشر الثقافة الصوفية المعتدلة والتصوف هو الإسلام الوسطي.
2- انتشار التصوّف والثقافة الصوفية المعتدلة يجعل المجتمع أكثر اتزانًا، ويجعل المسلمين يعبدون الله دون مغالاة أو تقصير.
3- اتَّفَق مع رأي شيخ الإسلام «ابن تيمية» بأن «الصوفية» هم الصادقون الذين وصلوا إلى درجة «الصدّيقية» في عباداتهم.
4- أقولها بصوتٍ جهير، لابد من انتشار التصوف، لأن التقدم الحضاري والمادي بحاجة إلى تقدم روحي وديني ووسطية تقابله، وهذا يحققه التصوّف.
5- كما أيد الله الرسل بالمعجزات، أيد أيضًا الأولياء بالكرامات وهو أمر خارق للعادة لا ننكره، وأهل التصوف على حق.
6- الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق كان صوفيًا كبيرًا، ومن أولياء الله العارفين، وهو أول من قرر مادة علم التصوف، في كلية أصول الدين ولا تزال تُدرّس حتى الآن.
7- د. عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق، وصف الشيخ محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المُحمدية، بأنه من أولياء الله الصالحين وصاحب كرامات.
8- د. عبد الحليم محمود، رأى رؤية بأن جيش مصر قام بالعبور قبل حرب أكتوبر 1973، فنقل تلك الرؤية للرئيس «السادات» وقال له: توكل على الله وخذ قرار المعركة، فتحققت الرؤية وكان النصر من الله.
9- «السحر» موجود ولا يزال السحرة حتى الآن يقومون بهذا الفعل المُحرّم شرعًا.
10- طلب الدعاء من الصالحين والأولياء والعارفين مطلوب ومهم جدا، وكان معمولًا به في عهد السلف الصالح.
11- ما يحدث للبلدان من «أزمات اقتصادية وضعف» قد يكون «ابتلاء»، وقد يكون أمرًا طبيعيًا، وليس غضبًا من الله أبدًا، وقد حدث هذا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، رغم أنها كانت خير القرون كما أخبرنا.
12- برنامج «مملكة الدراويش» يعيد للمصريين ثقافة الوسطية والصوفية التي قال عنها شيخ الإسلام «ابن تيمية»، هم الذين وصلوا للصديقيّة.. وأمتنا الآن في أمس الحاجة إلى الثقافة الصوفية المعتدلة
13- فاجئني الشيخ «محمد الغزالي» عندما كتب كتابًا عن «التصوف» قال فيه إنه جانب في «الإسلام» يتنكر له بعض الناس، وسيندمون.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: برنامج مملكة الدراويش مملكة الدراويش قصواء الخلالي أحمد عمر هاشم
إقرأ أيضاً:
عبدالرحمن النقبي: تكريم هاروكي موراكامي يضيف بُعداً عالمياً لجائزة الشيخ زايد
الحوار مع الكاتب الإماراتي عبدالرحمن النقبي مهم للغاية، فهو يشغل منصب مدير إدارة الجوائز الأدبية في مركز أبوظبي للغة العربية، التي تنظم جوائز مهمة مثل جائزة "الشيخ زايد" و"جائزة سرد الذهب" و"جائزة كنز الجيل"، وتدعم جائزة البوكر، خاصة مع التوسع في عدد الجوائز واستهدافها كافة المجالات مثل الشعر النبطي وغيره.
عبدالرحمن النقبي يتحدث هنا حول الاستراتيجية الحاكمة لإدارة الجوائز في المركز، وكيف تستهدف دعم الكتَّاب العرب، وإيصال الثقافة العربية إلى آفاق عالمية، ومستقبل تلك الجوائز، وكيف يفكرون في تطويرها، وكذلك كيف يرون الجدل الذي تثيره كل عام.
أنتم تدعمون جائزة البوكر.. فما الذي قدمته تلك الجائزة للرواية العربية؟
جائزة البوكر مثَّلت نقلة نوعية في مسيرة الرواية العربية. أعادت السرد العربي إلى الواجهة، وفتحت آفاقاً جديدة للقراءة والنقاش. أصبحت الرواية موضوعاً عاماً يُناقش في الصحف والمنصات، بعد أن كانت محصورة في النخب. الجائزة أيضاً أسهمت في تسويق الرواية وترجمتها ونشرها عالمياً، رغم ما يرافقها أحياناً من جدل.
تنظمون فعاليات للجائزة في دول العالم.. ما الذي تضيفه هذه الفعاليات؟
الفعاليات الدولية تُعدُّ ركيزة أساسية في استراتيجيتنا الثقافية. فهي تساهم في الترويج للأدب والثقافة العربية، وتُقرّب الجائزة من الأسواق الجديدة المستهدفة، مما يزيد من المشاركات من تلك الدول. كما تتيح لنا الالتقاء بالمؤسسات الثقافية العالمية، وتُمهِّد لبناء شراكات استراتيجية تعزز حضور الثقافة العربية في المشهد الدولي.
ما حيثيات اختياركم للكاتب الياباني العالمي هاروكي موراكامي شخصية العام الثقافية في جائزة الشيخ زايد للكتاب؟ وهل كانت هناك منافسة من أسماء عالمية؟
اختيار هاروكي موراكامي جاء انطلاقاً من رؤيتنا لتكريم الأصوات الأدبية التي تُجسِّد الإبداع العابر للثقافات، وتبني جسوراً بين الإنسان والإنسان، بصرف النظر عن اللغة أو الجغرافيا. موراكامي هو كاتب ياباني عالمي، لكنَّ حضوره الروحي والأدبي موجود في وجدان قرَّاء العالم كله، بمن فيهم القرَّاء العرب. وقد رأت لجنة الجائزة، وسط منافسة من أسماء مرموقة، أن مشروع موراكامي السردي الطويل هو الأجدر، لأنه يمثِّل الضمير الإنساني في لحظة يتعثر فيها الخطاب الثقافي العالمي.
هل تسهم مثل هذه الأسماء في صبغ الجائزة بطابع عالمي؟ وهل تجعل من العالم العربي مصدراً للجوائز الرفيعة؟
نعم، تكريم شخصية مثل موراكامي يضيف بُعداً عالمياً للجائزة ويؤكد أنها لا تتحرك داخل حلقة مغلقة. هي جائزة تنطلق من أبوظبي، لكنها تخاطب الإنسانية جمعاء، وتؤمن بأن العالم العربي يمكن أن يكون ليس فقط متلقياً، بل مرجعاً ومانحاً للجوائز الرفيعة. عندما تحتفي أبوظبي بموراكامي، فهي لا تُظهر انفتاحها فقط، بل تؤسس لمكانة ثقافية تعيد تعريف اتجاهات التقدير في العالم.
قلت في مقال إن ظهور موراكامي في العالم العربي قد يكون الأول وربما الأخير، لماذا؟
هذا ليس تقييماً رمزياً فقط، بل قراءة واقعية. موراكامي، بطبيعته، ليس من الكتَّاب الذين يحبِّذون السفر أو الأضواء، ويُعرف بانعزاله واكتفائه بحوارات نادرة وظهورات قليلة. ومع تقدمه في العمر، فإن احتمالية ظهوره مستقبلاً تقلُّ بشكل كبير. لذلك فإن هذا الظهور عبر جائزة الشيخ زايد للكتاب يُعدُّ حدثاً فريداً واستثنائياً، قد لا يتكرر.
ما الذي يعنيه تكريم أسماء مرشحة دائماً لجائزة نوبل؟
بلا شك، اختيار أسماء من هذا النوع يُكسب الجائزة قيمة مضاعفة، ليس فقط بسبب شهرتها، بل لأن هذه الشخصيات تمثل طموح الإنسانية في الأدب والفكر والفن. لكن في الوقت ذاته، ليست هذه هي القاعدة الثابتة. فجائزة الشيخ زايد منحت لقب "الشخصية الثقافية" لموسيقيين وعلماء ومؤسسات معرفية. على سبيل المثال، فاز بها الموسيقار المصري عمر خيرت. هذا يدل على أن الجائزة لا تُكرِّم فقط ما هو أدبي، بل ما هو مؤثر، إنساني، ومُلهم على مستوى الثقافة ككل.
من أين تستمد الجائزة مصداقيتها؟
تستمد جائزة الشيخ زايد للكتاب مصداقيتها من منظومة حوكمة دقيقة تقوم على الشفافية والنزاهة، ومن لجان تحكيم مستقلة تُراجع بشكل دوري، وتُشكَّل وفق أعلى المعايير. الجائزة لا تتبع أي نزعة شعبوية، بل تُقيِّم المحتوى أولاً، بغضِّ النظر عن الأسماء أو الجنسيات. ولذلك نرى أن عدد المشاركات يتزايد باستمرار، وهو انعكاس لثقة المؤلفين والناشرين بها.
ما رؤيتكم لتطوير الجوائز مستقبلاً؟
رؤيتنا تقوم على أمرين: الثبات في المبادئ، والتجدد في الأدوات. ورغم أن الجائزة حظيت بمكانة عالمية وشهرة متزايدة، فإننا لا نكتفي بذلك. الدليل أننا أضفنا فرع "تحقيق المخطوطات" في الدورة قبل الماضية بعد أن لاحظنا فراغاً في هذا المجال. وتوافدت علينا مشاركات كثيرة تؤكد صحة هذا التوجه. نحن نؤمن بأن الجائزة يجب أن تتطور وفقاً لحاجات المشهد الثقافي، لا أن تكتفي بما أنجزته.
الجوائز المادية ضخمة.. هل الهدف دعم الكتَّاب للتفرغ للإبداع؟
بالضبط. القيمة المادية ليست فقط مكافأة، بل هي جزء من فلسفة الدعم الثقافي. الجائزة تؤمن بأن المبدع لا يكفي أن يُكرَّم، بل يجب أن يُمكَّن من التفرغ والإنتاج والاستمرار. ولذلك نعتبر المبالغ المجزية استثماراً في المستقبل الثقافي، لا مجرد مكافأة على الماضي.
تخصيصكم فرعاً للشباب في الجائزة، هل هو لضمان فوزهم؟
تخصيص هذا الفرع هدفه الأساسي تشجيع الطاقات الشابة على دخول المشهد الثقافي من بوابة الجائزة. نحن نعي أن بعض الأسماء الشابة قد لا تستطيع المنافسة في فئة الآداب العامة أمام أسماء راسخة، لذا فإن هذا الفرع يُوفِّر لهم مساحة أكثر عدالة، ويُحفِّزهم على مواصلة الكتابة والتطوير والإنتاج.
جائزة "كنز الجيل" هل هي لحماية الشعر النبطي؟
هي لحمايته، وتكريمه، وإحيائه أيضاً. الشعر النبطي ليس مجرد تراث لغوي، بل يحمل قيماً أخلاقية وإنسانية عميقة. الجائزة جاءت لتخليد إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان للشعر النبطي مكانة خاصة في وجدانه. كما أنها تُكرِّم المبدعين في هذا الفن، وتدفع الأجيال الجديدة لتبنيه وتطويره.
ما الذي تعكسه أرقام المشاركة في الجائزة؟
أكثر من 4000 مشاركة سنوياً، بزيادة تقارب 30٪ في آخر دورتين، وهذا رقم يتحدث عن نفسه. هو دليل على أن الجائزة باتت تحظى بثقة المجتمع الثقافي، عربياً وعالمياً. أما في ما يخص الترجمة، فنحن لا نُكرّم فقط الترجمة إلى العربية، بل نحتفي كذلك بالأعمال المنقولة من العربية إلى لغات العالم. وهذا الدور هو من أهم الجسور الحضارية التي تبنيها الجائزة.
هل تقومون بترجمة هذه الأعمال ونشرها؟
نعم، وقد نشرنا بالفعل ترجمات لعشرات الأعمال الفائزة، وكذلك التي وصلت إلى القوائم القصيرة في فرعي الأدب وأدب الطفل. حتى الآن تمت الترجمة إلى أكثر من عشر لغات عالمية، وهو ما يعكس الحاجة الحقيقية لترجمة الأدب العربي، ويُبرز قدرتنا على نشره بطرق مهنية وواسعة التأثير.
هل أنقذت جائزة "سرد الذهب" القصة القصيرة من التراجع؟
يمكن القول إن الجائزة أنعشت هذا الفن وأعادته إلى الواجهة. القصة القصيرة تستحق أن تُحتفى بها، لما فيها من تكثيف وتعبير عميق عن التجربة الإنسانية. عدد المشاركات الكبير كل دورة يؤكد أن هناك تعطشًا لهذا النوع من الكتابة، وأن مركز أبوظبي للغة العربية أحسن صنعًا حين أطلق هذا المسار.
قلت إن الجدل حول نتائج الجوائز صحي.. هل هذا عن قناعة؟
بكل قناعة. الجدل لا يُزعجنا، بل نعتبره جزءًا من الحراك الثقافي الضروري. كل جائزة معتبرة لا بد أن تثير النقاش، لأنه لا يوجد إجماع تام على أي عمل. كثير من المحبين يتعاطفون مع أسماء بعينها، وهذا طبيعي. لكننا نؤمن بأن الجدل يُثري النقاش، ويُروِّج للأعمال الفائزة حتى من دون قصد.
كيف تختارون المحكمين؟
نحرص على اختيار أصحاب الكفاءة العالية والخبرة العميقة في كل فرع. نُراعي التنوع الجغرافي والثقافي، وكذلك التوازن بين الجنسين. تُراجع الأسماء بشكل دوري، وتُحاط بسرية تامة لضمان نزاهة القرار. لدينا نظام داخلي دقيق يضمن أعلى درجات المهنية والشفافية.
أخيراً.. كيف تُسهم الجوائز في تعزيز العلاقات بين الدول؟
الثقافة هي الجسر الأصدق بين الشعوب. الجوائز تفتح قنوات للحوار، وتُعمِّق الشراكات بين الدول، خاصة من خلال الترجمة والفعاليات المشتركة. نحن نؤمن أن الثقافة ليست فقط وسيلة للتفاهم، بل للبناء أيضاً، ولهذا فإن الجوائز أصبحت أداة من أدوات التقارب العربي والدولي.