حكى لى أحد الوزراء السابقين ما دار بينه وبين الرئيس مبارك أثناء وجوده فى المستشفى بعد الثورة.. طلب الوزير تحديد موعد لزيارة الرئيس مثله مثل الكثيرين الذين طلبوا نفس الطلب، وكان أغلبهم من الشخصيات التى عملت مع الرئيس وتربطهم به علاقة مودة ولم تكن حالة الرئيس وقتها تسمح باستقبال الكثيرين، ولذلك كان يختار زواره فى أضيق نطاق.
زار الوزير الرئيس واستمر الحوار ثلاث ساعات كاملة وتطرق الحديث إلى قضايا ووقائع وأحداث يتناولها التاريخ ويتوقف عندها كثيرا، وكان من بين تلك الوقائع ما دار بين الرئيس مبارك والرئيس الأمريكى أوباما فى المكالمة الشهيرة التى طالبه فيها بالتنحى وقال له الآن يعنى الآن.. كانت التفاصيل فى هذا الموقف وغيره من المواقف تؤكد أن الرئيس مبارك كان رجلاً وطنيًا.. كانت المكالمة بمثابة معركة ومبارزة فريدة من نوعها خاصة عندما تحدث أوباما عن مصر وطلب من الرئيس مبارك التنحى.. كانت كلمات الرئيس الأمريكى مستفزة وكان يتحدث عن مصر كأنها بلد أبوه وهنا انتفض الرئيس مبارك وقال له ماذا تعرف أنت عن مصر.. أنت لا تعرف شيئا عن مصر.. واستمرت المكالمة بهذه الحدة حتى نهايتها.
تذكرت هذا الموقف وأنا أتابع تصريحات جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكى السابق ترامب وكبير مستشاريه.
حديث كوشنر الذى جاء خلال محاضرة بجامعة هارفارد يكشف عن عقيدته الراسخة التى يعمل من أجلها.. التصريحات تؤكد أن كوشنر يسير على نهج أوباما.. بل إنه يتفوق عليه.. فقد كان أوباما يتحدث عن مصر كأنها بلد أبوه.. أما كوشنر فقد تحدث عن مصر ودول المنطقة كلها كأنها بلاد أبوه وأمه وميراث أجداده.
تحدث كوشنر عن ضرورة قيام إسرائيل بطرد الفلسطينيين من غزة و«تنظيفها» وكأنهم حشرات وحيوانات.. تحدث كوشنر عن ضرورة قيام المحتل الغاصب بطرد أصحاب الأرض وأصحاب الحق، ورسخ للمذابح وجرائم القتل والتشريد والدمار بحق غزة وأهلها بل زاد على ذلك بدعوته إلى استئصال الشعب الأعزل ومحوه من على وجه الأرض.. تحدث كوشنر عن ضرورة تهجير الفلسطينيين ونقلهم إلى النقب أو مصر.. نفس العقيدة التى كان يؤمن بها أوباما ونفس النهج ونفس العنصرية والغطرسة.. كان حاكم البيت الأبيض يتحدث عن مصر ودول المنطقة كأنها ولايات أمريكية خاضعة لأوامره ونواهيه وكان يعتبر نفسه الحاكم بأمره فى تحديد مصيرها.
ولأن كوشنر طفل مدلل حديث العهد بالسياسة ومطلوب إعداده وتجهيزه فى أسرع وقت ربما ليكون رئيسا للولايات المتحدة فى المستقبل.. إلا أن هذا المراهق اليهودى لا يملك شيئا من مقومات أوباما ولا القادة السابقين.. ويبدو أنه لا يقرأ ولا يتعلم ولا يستوعب دروس التاريخ.. لا يعلم هذا الأحمق الأرعن أن محو شعب من الوجود هو أمر مستحيل، والحديث عن بلد بحجم مصر بهذه الطريقة لا يعدو كونه حديث الصبيان المراهقين وله فى سيرة السابقين العبرة والعظة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رسالة حب الوزراء السابقين الوزير الرئيس الشخصيات زيارة الوزير الرئیس مبارک تحدث عن مصر
إقرأ أيضاً:
رحلة ترامب ونصائح كوشنر: لديه طريقة لتليين موقف السعوديين من التطبيع
الثورة نت/
قبيل زيارة دونالد ترامب للشرق الأوسط الأسبوع المقبل، ذكرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية مساء الجمعة، أن الشخص الذي يساعد مسؤولي الإدارة الأمريكية ، من وراء الكواليس هو جاريد كوشنر ، صهر ترامب والذي عمل مستشارا له خلال ولايته الأولى، ولعب دورا كبيرا في إقناع دول الخليج بتطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي .
وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية لشبكة “سي إن إن” يقدم المشورة بشكل غير رسمي للإدارة الحالية بشأن المفاوضات مع الزعماء العرب.
وبحسب المصادر ذاتها، ورغم أنه من غير المتوقع أن ينضم كوشنر إلى ترامب في رحلته المقبلة إلى المنطقة، إلا أنه شارك بشكل مكثف في مناقشات مع دول عربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، بشأن توقيع اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.
وتتمثل الأولوية القصوى للرئيس في الأسبوع المقبل في التوصل إلى اتفاقيات اقتصادية مع المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، وهي الدول الثلاث التي سيزورها خلال زيارته.
ولكن وفقًا لمصادر تحدثت إلى شبكة “سي إن إن” فإن كوشنر ومستشارين آخرين للرئيس خططوا أيضًا بشكل خاص للهدف الأكثر طموحًا المتمثل في توسيع اتفاقيات “إبراهام”.
ولعب كوشنر دورا رئيسيا في حشد الإمارات لتوقيع اتفاقية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي في عام 2020. ووفقا للمصادر التي تحدثت إلى شبكة “سي إن إن” فقد نصح عن كثب فريق الرئيس ترامب الأوسع حول كيفية التعامل مع المحادثات الحساسة مع القادة السعوديين خلال الزيارة المقبلة. ولم يتم حتى الآن الإبلاغ عن قيام كوشنر بإطلاع مسؤولي الإدارة على التحضيرات للزيارة.
وقالت مصادر شاركت في المحادثات مع الزعماء العرب إن إدارة ترامب لا تتوهم أن اتفاقا مع الرياض سيتم توقيعه خلال الزيارة، لكنهم يرون أن اللقاءات وجها لوجه بين الرئيس والقادة السعوديين تشكل فرصة ممتازة للتقدم.
وقال مسؤول كبير في الإدارة شارك في المحادثات “نتوقع تماما أن توقع دول أخرى اتفاقيات قبل السعودية”، مضيفا أن مسؤولي الإدارة يجرون محادثات مع “مجموعة واسعة من البلدان”.
ويرى البيت الأبيض أن كوشنر عامل حاسم في المساعدة على التوصل إلى مثل هذه الاتفاقات. وقال مسؤول آخر في الإدارة لشبكة “سي إن إن”: “عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، فإن جاريد خبير”. “إنه يعرف جميع اللاعبين، وهو من الأشخاص القلائل الذين يحظون باهتمام القادة العرب، وكذلك الإسرائيليين.
بدورها، ذكرت وكالة رويترز للأنباء، الثلاثاء، أن ترامب تخلى عن مطلب اعتراف السعودية بالكيان الإسرائيلي مقابل المساعدة الأمريكية للرياض في تطوير برنامج نووي مدني. ووصفت رويترز إلغاء المطلب الأمريكي باتفاق تطبيع واسع النطاق بأنه “تنازل كبير” من جانب واشنطن في المحادثات الجارية بشأن هذه القضية مع الرياض.