أستاذ دراسات إيرانية: طهران وتل أبيب تسعيان لكسب التعاطف داخليا وخارجيا
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
د. أحمد لاشين: هناك 25 عملية اغتيال إسرائيلية للعناصر الإيرانية منذ حرب «غزة»
أكد الدكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس، فى حواره مع «الوطن»، أن «طهران» و«تل أبيب» تسعيان فى ظل الأزمة الأخيرة بينهما إلى كسب التعاطف الشعبى داخلياً وخارجياً، فى ظل ما تعانيه إيران من أزمة اقتصادية، فيما تحاول إسرائيل تجميل وجهها، إذ يسعى رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو للاستفادة من الأزمة، لكسب التعاطف بعد المظاهرات التى تطالب برحيله، متوقعاً أن تواصل إسرائيل استهداف العناصر الإيرانية، دون أن توجه ضربة إلى العمق الإيرانى.
كيف ترى الرد الإيرانى على إسرائيل؟
- فى البداية، يجب الإشارة إلى نوعية الرد الذى قامت به إيران، فهو رد مركَّب وفقاً لما أعلنته، حيث اعتمدت على عنصرين مهمين، الأول مرتبط بأماكن خروج الضربات فلم تكن من الداخل الإيرانى فقط بل خرجت أيضاً من اليمن والعراق وسوريا، أى من مناطق جغرافية متفرقة، أما العنصر الثانى، فهو إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على فترات متفاوتة وليس مرة واحدة، ما يعطى طابعاً استعراضياً وانطباعاً بأن إيران قادرة على إرسال طائرات ذاتية التحكم لإسرائيل بجانب نوعية الصواريخ التى تم إطلاقها.
وهناك نقطة أخرى يجب الإشارة إليها، وهى أن العملية لم يكن لها أى تأثير ملموس على الأرض رغم إرسال عدد ضخم من الصواريخ، فبحسب الإحصائيات المعلنة تم إرسال 110 صواريخ أرض - أرض و180 طائرة مسيرة ذاتية التحكم، إلا أن الصواريخ التى وصلت لم تتعدّ نسبتها الـ10% حسب تأكيدات دولة الاحتلال وأمريكا التى قالت إن 90% من الصواريخ لم تصل، فيما أكد الجانب الإيرانى وصول 50% منها.
ومن الأمور المثيرة حول عملية يعتقد أنها ضخمة، أنه لم ينتج عنها أى ضحايا سوى مستوطنة واحدة أعلن جيش الاحتلال عن إصابتها، لكن كل ما يمكن استنتاجه هو محاولة إيران نقل مشاكلها إلى الخارج، وكسب التعاطف الشعبى والترويج لقدرتها على مواجهة إسرائيل.
رغم اغتيال عدد من عناصر إيران فى عمليات سابقة من جانب إسرائيل لماذا ردت على واقعة قنصليتها الأخيرة؟
- منذ بداية الحرب فى غزة والعدوان الإسرائيلى مع أحداث السابع من أكتوبر كان هناك ما يقرب من 25 عملية اغتيال من جانب إسرائيل ضد عناصر إيرانية تابعة للحرس الثورى الإيرانى أو عناصر تابعة للمقاومة فى العراق، تجاوز عدد الضحايا 120 شخصاً. لكن سبب رد إيران على آخر عملية وقعت فى دمشق وتسببت فى مقتل 7 من عناصرها على رأسهم العميد محمد رضا زاهدى، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى فى سوريا ولبنان، ونائبه محمد هادى رحيمى، هو وجود أزمة فى الداخل الإيرانى خاصة فى الانتخابات الأخيرة للبرلمان ومجلس الخبراء، حيث إن نسبة المشاركة لم تتعدَّ 40% ما سبب حرجاً شديداً، إلى جانب الأزمة الاقتصادية الداخلية وارتفاع سعر الدولار بشكل مبالغ، ما جعل إيران تحاول أن تخرج بأزمتها للخارج وتعطى انطباعاً للشعب الإيرانى بقدرته على حل الأزمات مع كسب تعاطف كبير وتكوين جبهة داخلية.
وفى المقابل، هل هذه الهجمات منحت دولة الاحتلال تعاطفاً دولياً كانت بحاجة إليه؟
- بالطبع، فإسرائيل خلال الشهر الماضى تحديداً تعرضت لانتقادات دولية وشعبية واسعة نتيجة الأزمة الإنسانية فى غزة وحصارهم للمواطنين، بجانب قتل عناصر أممية وعمال من الإغاثة، ما أفقدها التعاطف الدولى، وتغير موقف العالم بما فيه الولايات المتحدة. وإسرائيل تحاول طوال الوقت ومع كل مرحلة كسب التعاطف، حيث تظهر بأن إيران الدولة الشريرة التى تحاول القضاء عليها، وبجانب ذلك يحاول بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، الاستفادة من الأزمة، خاصة بعد الأزمات الداخلية والمظاهرات التى كانت تطالب برحيله ووقف الحرب فى غزة وحل أزمة المحتجزين الإسرائيليين، فحالياً سيضمن تعاطفاً شعبياً ووقف الحرب ضده.
ما توقعاتك لمسار الأزمة الحالية؟
- رغم تعليمات الولايات المتحدة والرئيس الأمريكى بعدم الرد من الجانب الإسرائيلى، فإن هناك توقعات بشأن الرد، لكن دون تحديد النمط، فمن الممكن أن تستمر فى ضرب عناصر إيرانية داخل سوريا مع استبعاد أى ضربات فى العمق الإيرانى.
تأثير هجمات إيران على الحرب فى غزةللأسف، ستظل الحرب فى غزة مستمرة، وإيران تحاول استغلال القضية الفلسطينية، كما تستخدمها فى حال تعرضت لأى هجوم سياسى أو اقتصادى، وفى إسرائيل فإن الحرب تضمن وجود نتنياهو فى منصبه ومجلس الوزراء الخاص به.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إيران إسرائيل أسواق النفط الحرب فى غزة
إقرأ أيضاً:
الإعلام أثناء الأزمات بين الحرية والمسؤولية
صراحة نيوز- بقلم/ سلمان الحنيفات…
يواجه الإعلام تحدياً كبيرأً في تحقيق التوازن بين الحرية والمسؤولية من جهه، ومن جهه أخرى يجب أن يكون الإعلام حرًا في نقل المعلومات والحقائق،وعليه أن يتحلى بالمسؤولية لتجنب نشر الشائعات أو إثارة الذعر بين أطياف المجتمع .
خلال الأزمات قد يواجه الإعلام تحديات في الحفاظ على الحرية والمسؤولية وقد يتعرض لضغوط من مختلف الأطراف، بما في ذلك الحكومة والجماعات السياسية والجمهور، كما قد يكون من الصعب في بعض الأحيان تحديد ما هي المعلومات التي يجب نشرها وما هي المعلومات التي يجب حجبها.
ينطلق دور الإعلام فى المراحل المختلفة للأزمة أو ما يطلق عليه دورة حياة الأزمة ويعتمد على ثلاثة مبادىء رئيسة ،إدارة القضايا التى تثيرها الأزمة والتخطيط لمنع الأزمة الإنجاز والعمل على انحسار الأزمة.
يبرز دور الاعلام في إدارة الازمات من خلال مراقبة البيئة والبحث فى الأفكار السائدة والاتجاهات المتعلقة بالمشكلات أو العناصر التى تنبيء بوقوع الأزمة وتجميع معلومات عن القضايا التى يحتمل أن تسبب مشكلات أو أزمات بالنسبة للدولة وتطوير استراتيجية اتصال تستهدف منع حدوثها أو إعادة توجيه القضايا وأطراف الأزمة على النحو الذى يمنع وقوعها.
وفي مرحلة أخرى يبرز دور الإعلام والاتصال فى المشاركة فى التخطيط لمنع الأزمة من خلال وضع سياسة وقائية تتناول وتناقش أبعاد المواقف والمشكلات التى تؤدى إلى احتمال وقوع الأزمات والتنبيه إليها ، و إيجاد قنوات من الاتصال بين وسائل الإعلام وفريق إدارة الأزمة فى الدولة التي تحدث بها .
تصميم رسائل اتصالية للجمهور المستهدف لتوضيح مواقف الأطراف المعنية من الأزمة والجهود المبذولة لاحتواء المشكلة وإبراز الحلول المطروحة قد تساعد هذه الرسائل في فهم الجمهور للازمة والتكيف مع القرارات التي تصدر من الجهات المعنية.
وفي مرحلة اخرى من إدارة الازمة إعلاميا هي إستمرار تدفق المعلومات والبيانات المتعلقة بالأزمة ، وهذا ما تعمل عليه العديد من المؤسسات الرسمية وهو إبراز أسباب تطور الأزمة وأبعادها وأبعاد التأثيرات التى يمكن أن تحدثها، وتوعية الجمهور بأساليب مواجهة الأزمة وتداعياتها والأدوار والوظائف المطلوبة منهم للإسهام فى احتواء آثارها.
يمكن أن يكون الإعلام أداة فعالة في تهدئة الأوضاع أو تصعيدها أثناء الازمة ، اعتمادًا على طريقة تقديم المعلومات كما أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تلعب دورا كبيرا في نشر الأخبار، مما يزيد من مسؤولية الإعلام الحكومي والخاص في التحقق من صحة المعلومات قبل نشرها.