بوابة الوفد:
2025-06-27@17:07:59 GMT

حقوق الإنسان.. وحقوق الفلسطينيين

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

عقب الحرب العالمية الثانية، سارعت دول الغرب إلى تأسيس المنظمات والأمم والمجالس وغيرها من الهيئات الدولية، بهدف مواجهة الحروب ونشر السلم والأمن الدوليين ومواجهة كل ما يشكل أو يمثل انتهاكا لحقوق الإنسان أينما كان بفض النظر عن العرق أو الجنس أو اللون أو الدين، وإمعانًا فى تحقيق هذه الأهداف السامية صدرت نصوص وتشريعات لحفظ حقوق الإنسان خلال فترات الحروب والنزاعات تحديدًا.

. وكما كان الغرب متطرفًا فى حروبه العالمية واستخدام السلاح النووى والتكنولوجيا العسكرية فى إبادة عشرات الملايين فى القرن الماضى والقضاء على دول بكاملها.. كان أيضًا متطرفًا فى استخدام شعار حقوق الإنسان، ووصل إلى حد قيام الدول الغربية بتشكيل مؤسسات ومنظمات تختص بمراقبة حقوق الإنسان فى كثير من دول العالم، وخاصة دول العالم الثالث، ورصد حركة المجتمع بها ومراقبة ما يصدر بها من تشريعات وقوانين والتدخل فى شئونها الداخلية تحت مزاعم حقوق الإنسان وما يندرج تحت هذا الشعار من مزاعم حقوق الأقليات وحقوق المرأة والطفل والمثليين وغيرها من الشعارات إلى أن تحول الأمر إلى سيف مسلط على الدول التى تحاول الاستقلال فى قرارها، ومواجهة عقوبات اقتصادية وعزلة دولية وأحيانًا شن حرب عليها بحجة هذه المزاعم.

مؤكد أن الشعب الفلسطينى عاش منذ سبعين عامًا يتابع ويسمع مثل غيره من شعوب العالم عن حقوق الإنسان والشعارات التى يرفعها الغرب ويفرضها على دول العالم.. بينما يفتقدها على مدار أكثر من سبعة عقود ولا يلتفت أحد إليه، والأغرب أن هذه المنظمات والدول التى تجتمع وتقرر وتفرض العقوبات تحت مزاعم حماية حقوق الإنسان، هى ذاتها التى تهدر حقوقه وتقف عثرة أمام حقوقه المشروعة، وترى وتتابع وتشاهد وتساهم على مدار السنوات انعدام حقوق المواطن الفلسطينى على شتى المستويات الدينية والإنسانية والعرقية.. ثم جاءت الحرب البربرية الأخيرة التى تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلى على أبناء غزة لتشكل صورة فجة، ليس للتطرف والعنصرية الإسرائيلية وحدها، وإنما لدول الغرب بشكل عام بعد أن شهد العالم أكبر جريمة تطهير عرقى عرفها التاريخ، واستخدمت فيها كل أشكال الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية الغربية فى تقطيع أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ ودفن الأحياء تحت الأنقاض، والإمعان فى إذلال من يفلت من الموت بالتجويع والترويع والترحال من مكان إلى آخر تحت قصف الطائرات والدبابات فى أكبر جريمة إنسانية وعنصرية يشهدها التاريخ وضجت بها الإنسانية، ودفعت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جرتيرش مؤخرًا إلى تجاوز كل التحفظات الدبلوماسية والاعتراف بازدواجية المعايير الدولية والسقوط الأخلاقى لدول الغرب فى مستنقع غزة.

الحقيقة أن طلب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلى جالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من خلال عمليات الابادة الجماعية والتسبب فى المجاعة كوسيلة من وسائل الحرب ومنع الإغاثة الإنسانية، أمر يشكل بصيص أمل فى بعض المؤسسات الدولية التى ما زالت تحاول الحفاظ على قدر من الشفافية فى مواجهة عالم القطب الواحد والهيمنة الأمريكية التى ما زالت تمارس سياستها الفجة رغم كل التحولات العالمية، التى تحدث بسبب هذه السياسة الأحادية، وهى لا تدرى أن الكيان الصهيونى الذى يهوى إلى القاع بسرعة الصاروخ قد يكون من أهم الأسباب فى سرعة التحولات والتكتلات العالمية فى مواجهة الولايات المتحدة نفسها، خاصة وأن اللوبى الصهيونى بات أكبر محرك وموجة للسياسة الأمريكية، وليس أدل على ذلك من الانقسام الداخلى الشديد فى الولايات المتحدة، وردود الأفعال العنصرية من بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى التى وصلت إلى حد إعلان النائب ليندس جرهام أنه يعمل مع عدد من أعضاء الكونجرس لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب تبنيها محاسبة إسرائيل واصفًا قرارها بالمشين، فى اعلان واضح وصريح وفج عن هيمنة الصهيونية والعنصرية على القرار الأمريكى.

حفظ الله مصر.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حقوق الإنسان وحقوق الفلسطينيين صواريخ الحرب العالمية الثانية دول الغرب حقوق الإنسان حقوق الإنسان دول الغرب

إقرأ أيضاً:

إريتريا تسعى لإلغاء ولاية المحقق الأممي لديها بعد إدانتها

أظهرت وثيقة مقدّمة إلى مجس حقوق الإنسان التابع للأمم المتّحدة أن دولة إريتريا تطالب بإلغاء ولاية الخبير الأممي المكلف بمزاعم انتهاكات حقوق الإنسان لديها، وهي خطوة يخشى مراقبون غربيون أن تشكّل سابقة للدول التي تسعى إلى الإفلات من العقاب.

والمقرر الخاص للأمم المتحدة المكلف بالتحقيق في انتهاك حقوق الإنسان في إريتريا، منصب يشغله حاليا المحامي الدولي السوداني محمد عبد السلام بابكر.

وتقول مصادر، ومنظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش إن انتهاكات حقوق الإنسان والإفلات من العقاب في إريتريا باتا منتشرَين بشكل واسع.

ويصف تقرير قدّمه المحقّق السوداني محمد عبد السلام بابكر في مايو/أيار الماضي، الوضع الحقوقي في إريتريا بـ"الحرج"، مشيرا إلى حالات من الاحتجاز التعسّفي، والاختفاء القسري، والإلزام بالخدمة المدنية التي باتت تدفع الكثير من المواطنين إلى الفرار من البلاد.

وقال التقرير إن اللاجئين الإريتريين الذين فرّوا من بلادهم بسبب القمع يعيشون ظروفا قاسية في دول الجوار، ويواجهون التمييز والمعاناة الاقتصادية، إلى جانب صعوبات كبيرة في الحصول على الحماية القانونية والخدمات الأساسية، ما يجعلهم من أكبر تجمعات اللاجئين في العالم.

التصويت على الاقتراح

وقد أنشئت ولاية الخبير الأممي بشأن إريتريا عام 2012 بمبادرة من مجموعة دول أفريقية، ويتم تجديدها سنويًا بقرار من مجلس حقوق الإنسان في جنيف، لكن الحكومة في أسمرا طرحت هذه السنة مشروع قرار يهدف إلى إلغاء الولاية، وفق ما جاء في الوثيقة التي اطلعت عليها وكالة رويترز.

خريطة إريتريا (الجزيرة)

وقد أرسلت الحكومة وفدا كبيرا للدفاع عن اقتراحها خلال اجتماع للأمم المتحدة في جنيف يوم الاثنين الماضي، وعبرت عن رفضها للتحقيقات التي تستهدف سجلات دول بعينها في مجال حقوق الإنسان.

وقد دعمت دول مثل السودان وروسيا وإيران الاقتراح، في حين عارضته دول من بينها الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.

إعلان

ورغم أن الدول التي تخضع لتحقيقات أممية غالبا ما تمارس ضغوطا لإضعاف التقارير المتعلقة بالاتهامات الموجهة إليها، أو التأثير عليها، فإن خبراء حقوقيين قالوا إنه لم يُطرح من قبل أي اقتراح رسمي لإنهاء ولاية خبير أمام المجلس منذ إنشائه قبل نحو 20 عاما، ما يثير المخاوف من أن تشجع هذه الخطوة دولًا أخرى على تقويض آليات المحاسبة الدولية.

وسبق لحكومة إثيوبيا أن حاولت في عام 2023، إنهاء ولاية أحد الخبراء لديها، لكنها تراجعت في نهاية المطاف عن تلك المساعي.

وقال الاتحاد الأوروبي إن عدم موافقة الحكومة في أسمرا على ولاية الخبير الأممي، لا ينبغي أن يستخدم كذريعة للهروب من الرقابة الدولية في مجال انتهاكات حقوق الإنسان، والإفلات من العقاب.

ومن المقرر أن يتم إجراء تصويت في مجلس حقوق الإنسان منتصف الشهر القادم، حول اقتراح دولة إريتريا على إنها ولاية منصب المقرر الخاص لديها.

مقالات مشابهة

  • تنمية المشروعات المالية وغير المالية .. محاضرة بمكتبة الإسكندرية
  • «حقوق الإنسان» تبحث التعاون مع «المفوضية السامية»
  • «حقوق الإنسان» و«المفوضية السامية» يبحثان تعزيز التعاون
  • ندوة توعوية بالرستاق تناقش سُبل حماية كبار السن من الإساءة
  • وزير العدل: العراق ملتزم بتطبيق معايير حقوق الإنسان
  • لجنة ثقافة القانون والمواطنة وحقوق الإنسان بالمجلس الأعلى للثقافة تطلق استراتيجية وطنية لثقافة القانون
  • «قرقاش الدبلوماسية» تستضيف جلسة آليات حقوق الإنسان
  • حقوق الإنسان بالبصرة تطالب بإعلان حالة الطوارئ: نواجه كارثة مائية
  • إريتريا تسعى لإلغاء ولاية المحقق الأممي لديها بعد إدانتها
  • منتدى في مراكش يناقش مدى احترام المقاولة لحقوق الإنسان