لجريدة عمان:
2025-05-10@11:48:58 GMT

فخ العمل البائس الذي نسميه مهنية

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

تذهب المقولة التي تُنسب إلى ستيڤ جوبز كالآتي «الوسيلة الوحيدة لإنتاج عمل عظيم، هي بأن تحب ما تفعل»، وهي واحدة من مئات المقولات التي تُشجعنا على أن نضع قلوبنا في أعمالنا، إذ «ليس على العمل أن يُشعرك بأنك تعمل»، بل ويتم توصيتنا بأن لا نرضى بالاستمرار في عمل لا نحبه، نُوصى أيضا بأن لا نجعل المال بل الشغف هدفا لنا، وممن تخرج هذه التوصيات الذهبية؟ إنها غالبا ما تأتي من مليونير مولود بملعقة فضة في فمه.

النظام ذاته، الذي يُشجعنا على أن نحب ونعمل بشغف لا يُرحب بالعواطف إلا عندما تصب في مصلحة الإنتاجية. ولا يسمح بالتعبير عن أي شعور يُعد «سلبيا».

أفضل المديرين الذين حظيت بهم في حياتي هم أولئك الذين احترموا كل ما يُوضع عادة في خانة انعدام المهنية، وعرفوا أن «إدارة البشر» تعني الانتباه إلى تعقيدهم، عواطفهم، اختلافهم، وقيمهم الخاصة. من تسامحوا وتفهموا القصور، المزاج، الانفعال. بالمثل، فأكثر زملائي إبداعا هم أولئك الذين ينفعلون، الحديين، والذين لا يسمحون لنظام العمل أن يمحو شخصياتهم، يتكلمون بأصوات عالية، ويعبرون عن خيبتهم وتوجسهم دون مواربة. هذا لا يعني أنهم يترقون في السلم المهني، فالترقي بحاجة لأن يُجيد المرء اللعبة. وإجادة اللعبة لا تحمل دائما معنى سلبيا، فهي تشمل مهارات مثل القدرة على التفاوض، التواصل، الإقناع. مهارات إما أن تكون معك أو لا تكون، قد ينجح التدريب في جعلك أفضل بدرجة، بعدة درجات، لكنك على الأغلب لن تنجح في أن تحوزها كمن ولد بها.

لا أود بهذا ترسيخ أسطورة العبقري المجنون، ولا الذكي المظلوم. إنما أقول إن هذا الإنسان (مجموعة الإنسان) لابد أن يُعامل باعتباره إنسانا.

الفصل بين العواطف والعمل -في النهاية- ليس ضمن المشاكل الأولى. فنحن أمام مشاكل أهم من قبيل انخفاض الدافع، عدم المبادرة، انخفاض الدعم والشراكة بين أفراد الفريق. أمور تسعى المؤسسات والشركات إلى حلها -دون كثير من الجدوى- عبر الاستثمار في أنشطة من قبيل قضاء يوم خارج المكتب، أو فعاليات بناء الفريق.

مشاكل يُمكن حلها -في الواقع- إذا ما كان الموظف راضيا عن بيئة العمل. العمل الذي يُمكن أن يحقق إذا ما كان رفاه الموظف أولوية لدى صاحب العمل.

كوني عشت في ألمانيا لفترة، كثيرا ما يُوّجه لي ما يُقصد به الثناء، لكني لا أقرأه كذلك، إذ يُشار إلى أنني ومن خلال احتكاكي بالألمان، اكتسبت «احترافيتهم»، وقدرتهم على العمل كماكينات. اعتراضي على هذا الكلام ينطلق من عدة أمور؛ أولا، يحترم نظام العمل الألماني مثله مثل النظام الصحي الأمراض النفسية. يُمكن أن يصف لك الطبيب إجازة مرضية إذا ما كنت تعاني من نوبة اكتئاب، هذا بالطبع مشروط بالمكان الذي تعمل فيه، وهذا لا يعني أنني أضع الأمزجة اليومية في كفة القلق والاكتئاب، إنه يعني فقط أن ثمة مساحة لاستيعاب «المشاعر السلبية» لا توجد لدينا في عُمان مثلا. ثانيا، فيما يتعلق بالاستغلال، فألمانيا نسخة مخففة من الخليج. أي أنها دولة تعتمد على المهاجرين، والوجه الإيجابي المتفهم لا ينطبق على الجميع. وغالبا ما يكون الموظفون الذين يتلقون أدنى الأجور، محرومين من مثل هذه الامتيازات، على العكس، يسعى هؤلاء جاهدين لأن يتقدموا في مسيرتهم المهنية للحد الذي يسمح لصاحب العمل أن يفرض عليهم ساعات عمل إضافية، أو يوكل إليهم مهاما خارج نطاق عملهم.

ختاما أود أن أقول أن الإخلاص في العمل، احترام الزملاء، تقديم الدعم متى ما أمكن هي قيم أساسية نتفق على أهميتها، أما افتراض أن المهنية تعني المعاملة الروبوتية، عدم التفهم، والجلافة فهذا ما يجب ألا يُقبل.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

“الذين تركوا الدّراسة لأسباب مختلفة”.. تدشين حملة العودة للمدارس بمحليّة المتمّة

دشّن الأستاذ عبد الرّحيم العبيد الفكي، مدير الإدارة العامّة للتّعليم بولاية نهر النّيل، من مدرسة عمربن الخطّاب الابتدائيّة بنين بمحليّة المتمّة انطلاق حملة العودة للمدارس التي تنفّذها منظّمة العطاش للسّلام والتّنمية بتمويل من منظّمة اليونسيف بالتّعاون مع وزارة التّربية والتّعليم بالولاية وذلك بحضور الأستاذ إيهاب ربيع مجذوب، المساعِد الإداري لمدير تعليم الأساس بالولاية ، والأستاذة سامية العبيد علي بشير، مدير إدارة تعليم البنت بالولاية، والأستاذ هاشم الجزولي، مدير الإدارة العامّة للتّعليم بمحليّة المتمّة إلى جانب عددٍ من قيادات التّعليم بالمحليّة وقيادات منظّمة عُطاش.وتهدف الحملة لتشجيع الأطفال والشّباب الذين تركوا الدّراسة لأسباب مختلفة للعودة للمدارس كما تستهدف تسجيل الأطفال للقبول بالصّف الأوّل ابتدائي بعد إكمالهم لمرحلة التّعليم قبل المدرسة.وقد خاطب الاحتفال بهذه المناسبة الأستاذ عبد الرّحيم العبيد الفكي، مدير الإدارة العامّة للتّعليم الأساسي بالولاية مشيراً إلى أهمية حملة العودة الآمنة للمدارس في تجسيد الشّراكة بين الجهدين الحكومي والشّعبي والمنظّمات التي شهدت حضوراً ملحوظاً بالولاية في الآونة الأخيرة .وتقدّم الأستاذ عبد الرحيم العبيد بالشّكر لمنظّمتي اليونسيف والعُطاش كما شكر مجتمع محليّة المتمّة وإدارة التّعليم بالمحليّة في إنجاح فعاليّات الحملة وأشاد بالفقرات المتميّزة التي قدمها التّلاميذ والتّلميذات وأضاف أن التّحدي الكبير الذي ينتظر الحكومة والمجتمع هو مواصلة الأبناء التّلاميذ لتعليمهم في المراحل التّعليميّة المتقدّمة وأشار في هذا الصّدد إلى أهميّة تهيئة البيئة الجاذبة التي تساعد الأبناء على مواصلة تعليمهم.وأوضح ممثّل منظّمة العُطاش للسّلام والتّنمية الدّكتور/ عبد العال حسن، أن منظّمة العطاش من المنظّمات الوطنيّة الدّاعمة للبيئة التّعليميّة بالتّعاون مع منظّمة اليونسيف وهي تتبنى عودة الأطفال خارج إطار المدرسة لمواصلة تعليمهم وطمأن الأسر بأنّ الأطفال سيكونوا في أيدي أمينة بالمدارس.وكان الأستاذ هاشم الجزولي مدير الإدارة العامّة للتّعليم بمحليّة المتمّة قد رحّب بالحضور من القيادات التّعليميّة وأسرة منظّمة عطاش وشكر كل المدارس التي شاركت في إنجاح برنامج الحملة.هذا وقد شهد برنامج الحملة تسجيل نماذج من الأطفال الذين أكملوا سن التّمدرس للقبول بالصّف الأوّل الابتدائي وقدّمت المنظّمة حقائب وأدوات مدرسيّة للأطفال والتّلاميذ الفائزين في المسابقات الأكاديميّة التي أقيمت على شرف المناسبة.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تدريبات استشفائية للاعبي الزمالك الذين بمواجهة سيراميكا كليوباترا
  • “الذين تركوا الدّراسة لأسباب مختلفة”.. تدشين حملة العودة للمدارس بمحليّة المتمّة
  • الحجاج الأسبان الذين وصلوا إلى المملكة على متن الخيول يرتدون الزي السعودي.. فيديو
  • بوتين: ننحني أمام الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل النصر
  • لينا يعقوب صحفية مهنية ومحترمة وليست عدوا للسودان
  • مؤتمر “مفترق الطرق” يناقش تمكين الخريجين من اتخاذ قرارات مهنية مبنية على معرفة دقيقة
  • أشد الناس عذابًا يوم القيامة.. من هم «المصوِّرون» الذين حذّر منهم النبي؟
  • خالد بيبو يكشف عن اللاعبين الذين ظلمهم كولر في الأهلي
  • البالغون الذين يعانون من حب الشباب تتزايد لديهم احتمالية الاضطرابات الغذائية
  • الشهرة على حساب البراءة.. مسلسل يكشف الثمن النفسي الذي يدفعه الأطفال المؤثرون