الجزيرة:
2025-05-09@07:22:57 GMT

كندقار.. نازحو الفاشر على موعد مع الفكاهة

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

كندقار.. نازحو الفاشر على موعد مع الفكاهة

الفاشر- في خضم المعارك الدامية التي تشهدها مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، والتي خلفت معاناة ونزوحا كبيرين، تبرز قصص نبيلة وملهمة، من بينها قصة "كندقار".

"كندقار" هو لقب الممثل الكوميدي إلياس إبراهيم عبد الرحمن، وهو أيضا مخرج ومغني تراث، يبث البهجة والسعادة على وجوه النازحين الفارين من ويلات الحرب في مدينة الفاشر.

الشاب ذو الـ25 عاما، يعمل جاهدا على تحويل الألم والمعاناة إلى لحظات من الفرح والتسلية. ينظم مسرحيات كوميدية في مخيمات النازحين ومراكز الإيواء لتكون ملاذا يخفف من تأثيرات الحرب والصعوبات التي يعاني منها السكان يوميا.

نجح هذا الشاب بموهبته في التخفيف من بعض الضغوطات على السكان من خلال شغفه الفريد بالكوميديا، حتى أصبح محل اهتمام الأهالي في مختلف مناطق الولاية وإقليم دارفور بوجه عام.

إصرار رغم التحديات

وُلد كندقار وترعرع في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور لأسرة بسيطة مكونة من 9 أفراد، وفي منزل متواضع مشيد بالطين والقش كما يقول للجزيرة نت. وأضاف "منذ الصغر كنت أحب المسرح والكوميديا وأتدرب عليهما. وعندما شاهدت معاناة النازحين في المخيمات، قررت أن أستخدم موهبتي لإدخال السعادة والفرح إلى قلوبهم".

وكشف الشاب أنه يقدم النصائح للأطفال بشأن غسل اليدين والتعامل مع الصرف الصحي ومخاطر تعاطي المخدرات في سبيل الحفاظ على الصحة والسلامة.

وذكر أنه خلال مسيرته الفنية، قدم العديد من الأعمال الدرامية التي وجدت القبول والاستحسان من قبل مجتمع الإقليم منها مسرحية "نيالا صوت العنف والرعب" و"عيال أبو" ومسرحيات أخرى عن العنف ضد المرأة والطفل وزواج القاصرات ومحاربة خطاب الكراهية.

ويواجه الممثل الكوميدي تحديات تتمثل بالظروف الأمنية التي تشهدها المنطقة والنقص في الموارد المالية، لكنه يبدي إصرارا على مواصلة العمل وتقديم أعمال فنية أخرى.

رمز للأمل والتفاؤل

تقول النازحة المقيمة في الفاشر، زينب حامد "ما يقدمه كندقار من عروض كوميدية كان له الأثر الكبير في رفع الروح المعنوية لنا. إنه يستخدم موهبته بطريقة إبداعية لإدخال البهجة والسرور على قلوبنا في أوقات الشدة والمحن".

وأضافت في حديث للجزيرة نت "لقد تحول كندقار إلى رمز للأمل والتفاؤل في المدينة. فعندما يصعد إلى المنصة ويبدأ أداءه الساخر والمضحك، ننسى للحظات كل الصعاب والتحديات التي نواجهها يوميا".

ورأت أن أسلوبه في التعامل مع الواقع الصعب والظروف القاسية هو "أسلوب ذكي وإبداعي. فبدلا من الاستسلام للظروف القاسية، يختار أن يواجهها بالسخرية والفكاهة".

وتابعت "بالنسبة لنا، كندقار أشبه بنسمة الهواء العليل في يوم حار وشديد الوطأة. لقد نجح في إدخال البسمة على شفاه الجميع، وهذا الإنجاز لا يُقدر بثمن في هذه الأوقات العصيبة".

وتؤكد محاسن صالح، وهي مواطنة بمدينة الفاشر للجزيرة نت، التأثير الإيجابي لنشاط كندقار المسرحي في المدينة. وأضافت "لقد تمكن من إدخال السرور إلينا من خلال عروضه الكوميدية التي تناولت همومنا بأسلوب لطيف وممتع، مما ساعد على تخفيف معاناتنا".

دعم حكومي

وفي حديثه للجزيرة نت، يقول رئيس المجلس الأعلى للثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة شمال دارفور خالد يوسف أبو رقة إن ما يقوم به كندقار وفرقته المسرحية يعد مبادرة إنسانية رائعة تستحق الدعم والتشجيع.

وأوضح أن المجلس الأعلى للثقافة والإعلام في شمال دارفور يعمل حاليا على تقديم الدعم اللازم له ولفرقته المسرحية وكافة الكوميديين لتمكينهم من الاستمرار في إسعاد النازحين ونشر البهجة والسرور في مختلف المناطق.

وكشف أن الحكومة تعمل حاليا على إعداد مشروع تحت عنوان "رايات الثقافة ترفرف أجنحة السلام" وهو مشروع ثقافي ضخم يعمل في عدد من المحاور، منها إحياء المنتديات الثقافية في مراكز الإيواء وبعض المناطق.

الأكاديمي آدم خاطر يؤكد أن الكوميديا تخفف حدة التوترات في المجتمع (مواقع التواصل) تلاشي الحواجز

من جهته، أكد آدم خاطر، أستاذ التربية الموسيقية المساعد بجامعة الفاشر ومدير المعهد الدارفوري للموسيقى والفنون، على أهمية دور الفنون، وخاصة الكوميديا، في تعزيز السلم الاجتماعي والتفاهم بين مختلف شرائح المجتمع.

وأوضح خاطر -في تصريحات للجزيرة نت- أن الكوميديا، بما تحمله من طاقة إيجابية وروح البهجة والمرح، تسهم في تخفيف حدة التوترات وبناء جسور التواصل بين الناس. "فعندما يتشارك الناس المرح والفكاهة، تتلاشى الحواجز والخلافات التي قد تفرقهم" حسب قوله.

وقال الأكاديمي: إن الكوميديا تمتلك القدرة على طرح القضايا الاجتماعية والسياسية بطريقة غير مباشرة، مما يجعلها أداة فعالة في التوعية والتوجيه والتثقيف. وتابع "الكوميدي الماهر يستطيع انتقاد الممارسات السلبية وتسليط الضوء على مظاهر الظلم والقهر بطريقة لطيفة وجذابة".

وأشار إلى أهمية الاستثمار في هذا المجال الفني الحيوي وتشجيع الشباب الموهوبين على ممارسة الكوميديا، من أجل صناعة الوئام والتفاهم بين مختلف فئات المجتمع في ظل هذه الظروف الصعبة، مشيدا بالأعمال الفنية الرائعة التي يقدمها الفنان "كندقار" لمجتمع الفاشر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

ماهي الرسائل والدلائل من استهداف بورتسودان بالمسيرات وعدم استهداف القاعدة العسكرية في الفاشر بواسطة الدعم السريع

بقلم د. معاوية الفكي يحيى الضو
في ٦ مايو ٢٠٢٥م

في ظل وصول حرب السودان العبثية هذا المنحنى الخطير باستخدام مسيرات استراتيجية تتحكم فيها نظم الذكاء الاصطناعي، والتي تصيب اهدافها بدقة وبكل امان بدون ان تسقطها اي مضادات دفاعية، كما حصل في بورتسودان خلال الثلاثة ايام الماضية، يضعنا امام اسئلة حقيقية، ومثلا دون اي عواطف او دوافع ايدلوجية او أغراض سياسية مسبقة، امام تساؤل هام جدا وهو كالاتي:

*"اذا كان الدعم السريع يملك هذه المسيرات الاستراتيجية، وكان يحاول الايستلاء على مدينة الفاشر ويحاول الانقضاض على القاعدة العسكرية فيها، فلماذا لم يستخدمها في الفاشر واستخدمها الان في مواقع عسكرية واستراتيجية في مدينة بورتسودان!؟"*

وهنالك تساؤل ايضا هام جدا، سوف نطرحه على انفسنا اولا وايضا على طرفي الحرب وعلى كل الاطراف السياسية و العسكرية التي تقاتل اما داعمة للجيش او للدعم السريع، وايضا على الاطراف التي تقف على مسافة واحدة بين الطرفين، وهو كالاتي:

*"ماهي الرسائل المستفادة من وصول هذه الحرب لهذا المستوى، والتي نشهدها عندما قام الدعم السريع باستهدافه للمناطق الحساسة والاستراتيجية في مدينة بورتسودان في هذا الوقت بالذات وماهي الدلائل والمآلات على حرب السودان بعد هذا الاستهداف!؟"*

في اعتقادي الجازم للاجابة على هذه التساؤلات اعلاه لابد ان نكون مسلحين بصفات هامة، ودونها لانستطيع اجابات صحيحة وقاطعة، وايضا لابد ان نستدرك الاحداث القريبة جدا من هذه الاحداث الحالية، التي غيرت من دينماكية الحرب، وهي ببساطة شديدة تتلخص في الاتي:

*"في اعتقادي هنالك صفتين لابد ان نملكهما اولها ان نكون بعيدين وغير متاثيرين بدعم اي طرفي من طرفي الحرب، ثانيهما ان نكون متابعين دقيقين لكل احداث هذه الحرب ومآلاتها منذ يوم ١٥ ابريل، وهنالك حدثين هامين لابد ان ناخذهما في اعتبارنا، اولهما تأخر اعلان الحكومة الموازية وتعثر وجودها بشكل فاعل على الساحة السياسية الحالية، وثانيهما هو المحاولات الاخيرة للجيش السوداني في الهجوم و تحييد مطار نيالا، الذي اتهمت الدعم السريع باستخدامه اذا قامت الحكومة الموازية ضدها."*

الان لكل من وهبه الحق سبحانه وتعالى عقل وقلب سليمين، وهو يقرأ هذا المقال ويتصف بالصفتين اعلاه، يستطيع بكل بساطة الوصول والاتفاق معي على هذه الرسائل والدلائل التي سوف اطرحها عليكم ادناه.

اول الدلائل هي وصول الحرب العبثية لمرحلة النضوج، كما يصل الانسان النضوج عند الاربعين، وهذه المرحلة بالطبع سوف تتبعها مرحلة الشيخوخة، التي سوف تقوقع الحرب عند نقطة انتهاء، اما هذه المرحلة التي وصلتها الحرب الان هي مرحلة خطيرة جدا جدا، وهي مرحلة الحرب بمسيرات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة للتصدي لها، اي مرحلة الحرب الجوية، بعد ان كبر الطرفين، من مرحلة الشباب، وهي مرحلة حرب المدن.

وهنالك دلالة اخرى هامة جدا، ومرتبطة بشكل مباشر باستمرار الفشل والتعثر في قيام الحكومة الموازية وايضا فشل الموقعين على ميثاق نيروبي اقناع الشعب السوداني بها او اقناع المجتمع الاممي بها، وايضا نجاح الجيش السوداني لحد ما في تحييد مطار نيالا، وهي وصول الدعم السريع مرحلة الحقد على كل ماهو يدعم هذا الفشل والتحيد، فمن الملاحظ انهم بدأوا في تدمير المنشأت الاستراتيجية والعسكرية مثل مطار بورتسودان و مخازن الوقود وحتى الفندق الذي اصابته مسيرة ياتي ضمن هذا الحقد وهذه الرسالة.

وهنالك رسالة هامة جدا مفروض ان تصل في بريد كل الاطراف وخصوصا طرفي الحرب، والاطراف السياسية والعسكرية التي تدعم طرفي الحرب، وهي نفسها الرسالة التي حاولنا توصيلها لهم دون مسيرات ودون تدمير ودون حرق ضمن رؤيتنا التي طرحناها يوم ١٥ ابريل ٢٠٢٥م، وهي بكل ببساطة:

*"انتهى الدرس يا اغبياء ولابد لكم الان من قبول الاخر وايقاف الحرب بينكما، قبل ان تدخلوا في سن الشيخوخة بعد بضع سنوات، ويتدخل الاخرون وانتم شيوخ في السياسة والعسكرية ويجبروكم على التوقف عن هذه الحرب العبثية بينكما كابناء وطن واحد."*  

مقالات مشابهة

  • بجوازات سفرهم.. مرتزقة يمنيين فنيي "المسيرات" يعملون مع الإمارات في السودان (وثائق)
  • وزير الدفاع الباكستاني يتحدث للجزيرة عن التصعيد مع الهند
  • الجيش السوداني: استشهاد 3 مدنيين وإصابة 8 آخرين جراء قصف الفاشر
  • الخيام لا تحمينا.. نازحو غزة في مواجهة القصف
  • عاجل.. هجوم جديد بالمسيرات على قاعدة بحرية فى بورتسودان
  • هكذا تتبنى الدعم السريع نموذج الإبادة الجماعية الإسرائيلي بالسودان
  • تكية الفاشر.. توفير الوجبات الغذائية للنازحين بمراكز الإيواء والمعسكرات بشمال دارفور
  • ماهي الرسائل والدلائل من استهداف بورتسودان بالمسيرات وعدم استهداف القاعدة العسكرية في الفاشر بواسطة الدعم السريع
  • الدعم يقصف بورتسودان لليوم الثالث والآلاف يفرون من دارفور إلى تشاد
  • الحركات الدارفورية… هامش المناورة وثمن الحرب