شاهد.. لاوتارو يقود الأرجنتين للفوز على بيرو بكوبا أميركا
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
واصل لاوتارو مارتينيز توهجه مع منتخب الأرجنتين في بطولة كأس أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كوبا أميركا)، وقاد
أبطال العالم لتحقيق العلامة الكاملة في مرحلة المجموعات بالمسابقة القارية، المقامة حاليا في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2(0-2) نتيجة وملخص مباراة الأرجنتين ضد بيرو بكوبا أميركاlist 2 of 2هل أنهت الإصابة مشوار ميسي في كوبا أميركا؟end of listوتغلب منتخب الأرجنتين 2 – صفر على منتخب بيرو مساء أمس السبت بالتوقيت المحلي (صباح اليوم الأحد بتوقيت جرينتش) في الجولة الثالثة (الأخيرة) بالمجموعة الأولى من مرحلة المجموعات للبطولة.
وفي غياب الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي غاب عن منتخب (راقصو التانغو) في المباراة، بسبب معاناته من إصابة عضلية في ساقة اليمنى، تقمص لاوتارو مارتينيز دور البطولة في المباراة، التي أقيمت على ملعب (هارد روك) في ميامي غاردنز.
وأحرز نجم فريق إنتر ميلان الإيطالي الهدف الأول للأرجنتين في الدقيقة 47، قبل أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 86، معوضا ركلة الجزاء، التي أضاعها زميله لياندرو باريديس في الدقيقة 72.
انهاء رااااااااااااائع من لاوتارو مارتينيز ????????????
pic.twitter.com/mxPhPtH7OA
— عمرو (@bt3) June 30, 2024
ورفع لاوتارو مارتينز، الذي واصل هوايته في هز الشباك للمباراة الثالثة على التوالي، رصيده التهديفي في النسخة الحالية للبطولة إلى 4 أهداف، ليتربع على قمة ترتيب البطولة حاليا، بفارق هدفين أمام أقرب ملاحقيه.
????????????????????????????????????????????
لاوتارو مارتينيز يسجل الهدف الثاني! ????????????
لاوتارو لا يتوقف عن التسجيل
???????? الأرجنتين 2-0 بيرو ????????
pic.twitter.com/0L9kLEyBQB
— عمرو (@bt3) June 30, 2024
بتلك النتيجة، ارتفع رصيد منتخب الأرجنتين، الذي ضمن تأهله لدور الثمانية في البطولة التي توج بلقبها في النسخة الماضية قبل 3 أعوام بالبرازيل، إلى 9 نقاط، محققا العلامة الكاملة في صدارة الترتيب، فيما تجمد رصيد منتخب بيرو، الذي عجز عن تحقيق أي انتصار، عند نقطة واحدة في ذيل الترتيب.
ويلتقي منتخب الأرجنتين في دور الثمانية مع صاحب المركز الثاني في المجموعة الثانية، التي تضم منتخبات فنزويلا والإكوادور والمكسيك وجامايكا.
تأهل كنداحقق منتخب كندا تأهلا تاريخيا لدور الثمانية بعد أن اقتنص تعادلا سلبيا أمام تشيلي.
وكان يكفي منتخب كندا تحقيق التعادل من أجل بلوغ الأدوار الإقصائية في البطولة التي يشارك فيها للمرة الأولى، فيما كان يتعين على المنتخب التشيلي حصد النقاط الثلاث من أجل المضي قدما في البطولة التي توج بها عامي 2015 و2016، لكنه ودعها مبكرا.
بتلك النتيجة، رفع منتخب كندا رصيده إلى 4 نقاط في المركز الثاني، بفارق 5 نقاط خلف منتخب الأرجنتين (المتصدر)، فيما أصبح في جعبة تشيلي نقطتين فقط في المركز الثالث، ليودع البطولة مبكرا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات لاوتارو مارتینیز منتخب الأرجنتین
إقرأ أيضاً:
غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
بقلم : سمير السعد ..
في عالمٍ تُثقله الحروب وتغرقه الفواجع، تبرز قصيدة “تهويدة لا تُنيم” للشاعر العراقي غسان حسن محمد كصرخة شعرية تحمل وجع الوطن، وتجسِّد الإنسان العراقي في زمنٍ لم يعد فيه للتهويدات مكان، ولا للطفولة حضنٌ آمن. غسان، ابن العمارة ودجلة والقصب، هو شاعر يكتب بقلبه قبل قلمه، ويغزل قصائده من نسيج الوجع العراقي بأدقّ خيوط الإحساس وأصفى نبرة صدق.
يفتتح الشاعر قصيدته بمشهد يختزل حجم الانهيار الداخلي في صورة جسدية/معمارية رمزية:
“من ربّت على ظهرِ الجسر..،
حتى انفصمت عُراه.”
ليتحوّل الجسر، رمز العبور والحياة، إلى معبر نحو الفقد والانفصال، ولتمتدّ صورة اليُتم على النهر كلحن لا يُفضي إلى الوصول:
“ليمتدَّ اليتمُ على كامل النهرِ،
يعزفُ لحنَ اللاوصول؟!”
هنا لا يتحدث الشاعر عن اليتيم بمعناه الفردي، بل يُحوّله إلى حالة جماعية تسري في جسد المكان، حالة بلد بأكمله يُرَبّى على غياب الآباء، وانقطاع الحكايات.
تدخل الحرب بوصفها شخصية غاشمة، لا تنتظر حتى تهدأ التهويدة، بل تُباغت الزمن وتفتك بالطمأنينة:
“الحرب..،
الحرب..،
(لعلعةٌ..):
كانت أسرعَ من تهويدة الأمِّ لوليدها”
هكذا يضع الشاعر التهويدة، رمز الحنان والرعاية، في مواجهة مباشرة مع صوت الحرب، لنعرف أن النتيجة ستكون فاجعةً لا محالة. ولا عجب حين نسمع عن الوليد الذي لم تمنحه الحياة حتى فرصة البكاء:
“الوليدُ الذي لم يفتر ثغرهُ
عن ابتسام..”
فهو لم يعرف الفجيعة بعد، ولم يلعب، ولم يسمع من أبيه سوى حكاية ناقصة، تُكملها المأساة:
“لم يَعُد أباه باللُعبِ..,
لم يُكمل حكايات وطنٍ..،
على خشبتهِ تزدهرُ المأساة لا غير.!”
في هذا البيت تحديدًا، يكشف غسان عن قدرة شعرية مدهشة على تحويل النعش إلى خشبة مسرح، حيث لا تزدهر إلا المأساة، في تورية درامية تفتك بالقلب.
ثم يأتي المشهد الفاصل، المشهد الذي يُكثّف حضور الغياب:
“عادَ الأبُّ بنعشٍ.. يكّفنهُ (زهرٌ)
لم يكُن على موعدٍ مع الفناء.!”
فالموت لم يكن مُنتظرًا، بل طارئًا، كما هي الحرب دومًا. لقد كان الأب يحلم بزقزقة العصافير، وسنابل تتراقص على وقع الحب:
“كان يمني النفسَ
بأفقٕ من زقزقات.،
وسنابلَ تتهادى على وقع
أغنية حبٍّ..
تعزفها قلوبٌ ولهى!”
بهذا المشهد، يقرّب الشاعر المأساة من القلب، يجعل القارئ يرى الأب لا كمقاتل، بل كعاشق كان يحلم بأغنية، لا بزئير دبابة. حلمُ الأب كُسر، أو بالأدق: أُجهض، على خيط لم يكن فاصلاً، ولا أبيض، بين الليل والنهار:
“حُلم أُجهض على الخيط
الذي لم يكن فاصلاً..،
ولا ابيضَ..
بين ليلٍ ونهار”
لا زمن في الحرب، لا بداية ولا نهاية، ولا فاصل بين حلمٍ وحطام. فالحرب تعيش في الفراغ، وتُشبع نهمها من أجساد الأبناء دون أن ترمش:
“ذلك أن لا مواقيت لحربٍ..
تُشبعُ نهمَ المدافع بالأبناء..”
وفي النهاية، تأتي القفلة العظيمة، القفلة التي تحوّل الحرب من آلة صمّاء إلى كائنٍ لو امتلك عيناً، لبكى، ولابتسم الطفل:
“فلو كانَ للحربِ عينٌ تدمع.،
لأبتسم الوليد!”
ما أوجع هذا البيت! إنه انقلابٌ شعريّ كامل يجعل من التهويدة التي لم تُنِم أيقونةً لفجيعة كاملة، وابتسامة الوليد غاية ما يتمنّاه الشاعر، وكأنّها وحدها قادرة على إنهاء الحرب.
غسان حسن محمد الساعدي ، المولود في بغداد عام 1974، والحاصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية، هو عضو فاعل في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق. صدرت له عدة مجموعات شعرية ونقدية منها “بصمة السماء”، و”باي صيف ستلمين المطر”، و”أسفار الوجد”، إضافة إلى كتابه النقدي “الإنصات إلى الجمال”. شاعرٌ واسع الحضور، يكتب بروح مغموسة بجماليات المكان وروح الجنوب العراقي، وينتمي بصدق إلى أرضه وناسها وتاريخها الأدبي والثقافي.
شاعر شفاف، حسن المعشر، لطيف في حضوره، عميق في إحساسه، يدخل القصيدة كمن يدخل الصلاة، ويخرج منها كما يخرج الطفل من حضن أمه، بكاءً وشوقًا وحلمًا. هو ابن العمارة، وابن دجلة، وابن النخيل والبردي، يدخل القلوب دون استئذان، ويترك فيها جُرحاً نديًّا لا يُنسى.
في “تهويدة لا تُنيم”، لا يكتب الساعدي الشعر، بل يعيش فيه. يكتب لا ليواسي، بل ليوقظ. لا ليبكي، بل ليُفكّر. قصيدته هذه، كما حياته الشعرية، تُعلن أن الشعر ما يزال قادراً على فضح الحرب، وردّ الضمير إلى مكانه، لعلّ الوليد يبتسم أخيرًا.