السعودية – بدأت رحلة “الكنز السعودي” على متن سفينة الشحن الأمريكية “إس إس جون باري” في يوليو عام 1944 انطلاقا من نيويورك ثم فيلادلفيا حيث حملت بمعدات عسكرية وأنابيب نفط و”شحنة سرية”.

الشحنة السرية كانت عبارة عن 3 ملايين ريال فضي سعودي، كانت مخصصة لدفع أجور عمال النفط السعوديين. المملكة في ذلك الوقت لم تكن متعودة على التعامل بالأوراق النقدية.

الجدير بالذكر أن روايات عديدة تحدثت عن شحنة سرية أخرى قيمتها أكبر بكثير من شحنة العملات االنقدية. قيل إن السفينة الأمريكية كانت تنقل أيضا سبائك من الفضة بقيمة 26 مليون دولار، إلا أن الولايات المتحدة لم تؤكد هذه المعلومة، كما لم يتم العثور لاحقا على أي أثر لها.

تلك الريالات السعودية الفضية كانت ضمن نقود معدنية تم سكها في فيلاديلفيا بالولايات المتحدة بموجب طلب من الملك السعودي المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.

في ذلك الوقت كان الريال السعودي يساوي 30 سنتا أمريكيا، وتبعا لذلك كانت قيمة الـ3 ملايين ريال التي تحملها السفينة دون باري 900000 دولار أمريكي.

كانت أولى الريالات السعودية الفضية التي تم سكها في الولايات المتحدة قد وصلت على المملكة اثناء الحرب العالمية الثانية في عام 1943، وبنهاية تلك الحرب في عام 1945 وصل بسلام إلى المملكة ما مجموعه 49 مليون ريال . الشحنة الوحيدة التي فقدت كانت تلك التي نقلتها سفينة الشحن جون باري.

رست سفينة الشحن الأمريكية جون باري في ميناء بور سعيد المصري في 18 أغسطس 1944، وتلقت أوامر بأن تغادر القافلة البحرية المرافقة، وتبحر منفردة إلى ميناء راس تنورة الواقع في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية.

التزمت السفينة في رحلتها سرية بالصمت اللاسلكي، وسارت في مسار متعرج بعد دخولها إلى بحر العرب. غواصة ألمانية من طراز يو – 859 اكتشفتها بالصدفة أثناء قيامها بدورية قتالية قبالة السواحل العمانية.

الغواصة الألمانية أطلقت طوربيدا أخطأ السفينة، فيما أصابها الطوربيد الثاني محدثا انفجارا ضخما. سفينة الشحن الأمريكية جون باري أصيبت بطوربيد ثالث، وحينها أمر قبطانها جون إليرفالد، الطاقم المكون من 41 بحارا و27 من مشاة البحرية الأمريكية، كانوا يتولون حراسة الشحنة السرية بمغادرة السفينة. جون باري غرقت واستقرت على عمق 2800 متر.

فريق من الباحثين عن الكنوز تمكن في عام 1991 بعد الحصول على التصريحات الضرورية بما في ذلك من السلطات العمانية، تمكن من تحديد مكان السفينة الغارقة باستخدام أحدث التقنيات الحربية وصور الأقمار الصناعية.

عملية انتشال “الكنز” من السفينة جون باري والتي كلفت الملايين، توصف بأنها أغرب وأكبر عملية استعادة لثروة غارقة في التاريخ. بعد أن مر الفريق بأوقات يائسة ولم يعثر على أي شي ثمين في عام 1994، تمت الاستعانة بسفينة حفر محمولة قامت بتمزيق هيكل السفينة العلوي وجرى استخراج ما في جوفها.

تناثرت الريالات الفضية أمام أعين الفريق المتعبة التي كانت تراقب ما تنقله الكاميرات. جرى انتشال 1.4 مليون ريال، أي أقل من نصف إجمالي 3 ملايين ريال فضي، فيما اعتبرت الريالات المعدنية المتبقية المبعثرة في قاع المحيط غير قابلة للانتشال.

عرض الكنز الفضي السعودي في مزاد علني بسويسرا في نوفمبر عام 1995، إلا أنه لم يتلق أي عرض وتم سحبه من المزاد، ثم بيع لاحقا بكميات صغيرة لجامعي التحف التاريخية.

في وقت لاحق، أعلن متحف الفن الإسلامي في السعودية مطلع يونيو عام 2010 أنه حصل على 1000 قطعة نقدية فضية سعودية هدية من رجل الاعمال السعودي بسام عمر سلامة.

تلك الخطوة كانت تحمل في طياتها معان رمزية. قسم من الكنز السعودي أكمل رحلته أخيرا بعد 66 عاما، ووصل إلى محطته الأخيرة.

المصدر: RT

 

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: سفینة الشحن فی عام

إقرأ أيضاً:

في بيان أصدرته: “الدعم السريع” تؤيد العقوبات الأمريكية على الجيش لاستخدامه الأسلحة الكيمائية والتسبب بكارثة إنسانية

تؤكد قوات الدعم السريع، أن العقوبات الأمريكية التي تم الإعلان عنها مؤخراً، ضد جيش الحركة الإسلامية الإرهابية، تمثل خطوة متقدمة تكشف حجم الجرائم البشعة المرتكبة بحق الشعب السوداني.. هذه العقوبات جاءت تعزيزاً لما ظلت تحذر منه قواتنا مراراً بشأن خطورة استخدام جيش الإرهابيين لأسلحة محرمة دولياً ضد المدنيين في مختلف مناطق السودان.



بسم الله الرحمن الرحيم
قوات الدعم السريع
بيان مهم
25 مايو 2025


تؤكد قوات الدعم السريع، أن العقوبات الأمريكية التي تم الإعلان عنها مؤخراً، ضد جيش الحركة الإسلامية الإرهابية، تمثل خطوة متقدمة تكشف حجم الجرائم البشعة المرتكبة بحق الشعب السوداني.. هذه العقوبات جاءت تعزيزاً لما ظلت تحذر منه قواتنا مراراً بشأن خطورة استخدام جيش الإرهابيين لأسلحة محرمة دولياً ضد المدنيين في مختلف مناطق السودان.


في بيان سابق صدر بتاريخ 31 مارس 2025، نبهت قواتنا إلى تمادي الجيش الإرهابي في ارتكاب جرائم حرب باستخدام أسلحة كيميائية، أدّت إلى مقتل آلاف المدنيين، مستندة إلى تقارير موثقة جمعتها منذ يناير، عبر فرق مختصة وتحقيقات ميدانية، تضمنت أدلة قوية وشهادات حية من مناطق مختلفة.


لقد رصدت دوائر دولية متخصصة في الولايات المتحدة، وبريطانيا، وعدد من الدول الأوروبية، أدلة متزايدة حول استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل "جيش الدواعش"، مما أدى إلى صدور العقوبات الأخيرة بحق قياداته. وقد تم توثيق هذه الجرائم في مدن مثل (مليط والكومة) بولاية شمال دارفور والعاصمة الخرطوم، من خلال فحوصات لعينات التربة والمياه وبقايا جثامين محترقة لضحايا مدنيين، وشهادات فرق تحقيق محايدة.


وقد تم تعزيز هذه الأدلة عبر مقاطع مصورة نشرتها وسائل إعلام دولية، ظهر فيها عناصر من الجيش وهم يعرضون هذه الأسلحة، بالإضافة إلى شهادات صحفيين أجانب زاروا السودان بدعوة من مجموعات موالية للفلول كما ساهم ناشطون سودانيون في توثيق هذه الجرائم وصولاً إلى إدانة وزارة الخارجية الأميركية لقيادات الجيش الإرهابي.


وتؤكد قواتنا أن ما يُعرف بـ"لواء البراء بن مالك"، إحدى الكتائب التابعة للحركة الإسلامية الإرهابية، هو الجهة التي تتحكم في الأسلحة الكيميائية ، بأوامر مباشرة من المجرم البرهان. وقد كشفت قواتنا في وقت سابق استعانة هؤلاء الإرهابيين بخبراء أجانب لادارة هذه الأسلحة الفتاكة.


إن قواتنا تحذر من كارثة بيئية خطيرة سببها وجود أسلحة كيميائية في مخازن داخل كلية التربية في أم درمان، وبعض المواقع الأخرى تعود إلى جيش الحركة الاسلامية وكتائب البراء. وقد أدت إلى تفشي حالات تسمم وإسهالات حادة خلال اليومين الماضيين، ليس بسبب الكوليرا كما رُوّج، وإنما بسبب التلوث الكيميائي.


تؤكد الشواهد أن استخدام الأسلحة الكيميائية لم يكن محدوداً، بل جرى على نطاق واسع في شمال وجنوب دارفور والعاصمة الخرطوم والجزيرة ، حيث طالت مناطق مدنية مكتظة، منها أحياء بيت المال، الضباط، الشهداء، الركابية، الهاشماب، الموردة، وأجزاء من الخرطوم بحري ووسط وشرق العاصمة، بما فيها منطقة القصر الجمهوري.


إننا في قوات الدعم السريع نُدين، بأشد العبارات، هذه الجرائم ضد الإنسانية، ونعتبرها جرائم إبادة جماعية مكتملة الأركان، وانتهاكاً صارخاً لكل القوانين والأعراف الدولية، وعلى رأسها اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ونشير إلى تواطؤ بعض الدول مع هذه الجرائم بمحاولة توفير الحماية للارهابيين كما أن بعض أجهزة الإعلام مارست تعتيما اعلاميا على هذه الجريمة الخطيرة .


ندعو المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لفتح تحقيق مستقل وشفاف، وتقديم المتورطين إلى العدالة الدولية.


نُجدد التزامنا الكامل بالدفاع عن حقوق الشعب السوداني، ونؤكد مواصلة القتال من أجل تحرير كامل الوطن من قبضة هذه العصابة الإرهابية، وبناء دولة سودانية جديدة، عادلة،، تحترم حياة مواطنيها وتصون حقوقهم.


الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار
الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع

 

مقالات مشابهة

  • حماس: الآلية الأمريكية لتوزيع المساعدات في غزة “فخّ يُعرّض حياة المدنيين للخطر”
  • دزيري: “هزيمتنا أمام شباب بلوزداد كانت قاسية”
  • مظاهرات تجتاح إسرائيل.. أمام منزل الرئيس وبالشوارع وعند السفارة الأمريكية
  • بيتكوفيتش عن مشواره مع الخُضر: “الهزيمة أمام غينيا كانت نقطة الانطلاق الحقيقية”
  • الغارديان البريطانية: الضربات الجوية الأمريكية-الإسرائيلية على اليمن لم تضعف قدرات “الحوثيين”
  • غدا تشيلسي يواجه ريال بيتيس في نهائي “المؤتمر الأوروبي”
  • “النفط مقابل التنمية”.. باحث بالشأن الأفريقي يكشف أسرار شراكة أنجولا والصين
  • “الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي”و” لجنة الإعلام الرياضي القطري” يوقعان مذكرة تفاهم
  • “تينيو” تعزز فريقها القيادي في السعودية
  • في بيان أصدرته: “الدعم السريع” تؤيد العقوبات الأمريكية على الجيش لاستخدامه الأسلحة الكيمائية والتسبب بكارثة إنسانية