مصانع سلاح في لبنان.. ماذا قال تقريرٌ إسرائيلي عن الحزب؟
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
نشرت القناة الـ"12" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان بات على وشك الإنهيار، زاعماً أن"حزب الله يواصل الاستفزاز وتعزيز قوته فيما يُجيد استدراج عناصر جُدد".
التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" يقول إنَّ "إسرائيل تدرسُ ردوداً متنوعة، فيما تستعدّ لجولة اضعاف لحزب الله"، وفق تعبيره، وأضاف: "في العلاقات الدولية، من المعتاد الحديث عن 3 أوضاع رئيسية: الحرب، والسلام مع علاقات جيدة، والسلام البارد.
يلفت التقرير إنّ الوضع بين لبنان وإسرائيل قد يصلُ إلى الحرب، مشيراً إلى أن إسرائيل تقترب من إمكانية شنّ جولة حربية أخرى لإضعاف حزب الله، وبالتالي العودة إلى القتال، وتابع: "الهدف من هذه الجولة، إن لجأت إسرائيل إليها، هو عرقلة مساعي الحزب لإعادة بناء نفسه وإجباره على قبول اتفاق وقف إطلاق النار. وعندما يتعلق الأمر باتفاق، فإن الهدف هو التوصل إلى تفاهمات تتضمن جانباً، من وجهة نظر إسرائيل، أكثر أهمية من أي وقت مضى، وهو نزع سلاح حزب الله الذي يهدد الجبهة الداخلية. مع هذا، تسعى إسرائيل حالياً إلى تحقيق ذلك عبر قناتين: العسكرية والدبلوماسية، بمشاركة واشنطن".
يوضح التقرير إنه لم يتم الكشف عن أي نشاط أو إعادة تأسيس لـ"حزب الله" في منطقة خط التماس، خط الحدود، وأضاف: "تسيطر إسرائيل على جنوب الليطاني وفي القرى القريبة من السياج وتهاجم أي عمل أو هدف، وبالتالي فإنَّ الوضع هناك جيد نسبياً".
وذكر أنه "في شمال الليطاني، يُحاول حزب الله إعادة بناء البنية التحتيّة والعودة إلى انتاج الأسلحة"، مشيراً إلى أن "إسرائيل تلحق الضرر بالناشطين المشاركين في إعادة بناء فروع حزب الله المُختلفة".
يكشفُ التقرير أنَّ "حزب الله يُنتج أسلحة في منطقة شمال الليطاني في انتهاك للاتفاق"، وقال: "لا شكّ أنَّ حزب الله تلقى ضربة موجعة في الحرب، ولكن رغم ضعفه، فإنه يحاولُ التعافي بسرعة نسبية، رغم علمه بأنَّ إسرائيل تُراقبه عن كثب، وذلك لأن الإنجاز العسكري الكبير لم يُحوّل إلى إنجاز سياسي، مع أنه كان ينبغي على إسرائيل الإسراع في ذلك".
من ناحيته، يقول الدكتور يهودا بالانغا، الخبير في شؤون "حزب الله" من قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان، إن "حزب الله لم يفكر أبداً في التخلي عن سلاحه ونزعه، فالمقاومة هي جوهر هذه المنطقة"، وأضاف: "على مرّ السنين، صوّر حزب الله نفسه حامياً للبنان، وقد أتقن ذلك على مرّ السنين، فالحزب قادَ الحملة التي دفعت إسرائيل للانسحاب من لبنان في أيار 2000 من دون أي اتفاق في خروج أحاديّ الجانب. وأصلاً، وحتى ذلك الحين، لم ينجح أيُّ زعيمٍ عربي آخر في تحقيق انسحاب إسرائيليّ من أراضٍ عربية من دون توقيع اتفاق".
ويكمل: "عندما نصل إلى الوضع الذي يُضعفُ فيه حزب الله، عندها سيُدرك الأخير أنه إذا نزع سلاحه فسيتمّ حله فعلياً، وهو أمرٌ لم يكُن مُستعداً له. فعلياً، فإن الحزب لا يُوافق على التفكك، بل هُو مستعدّ للحوار مع الحكومة اللبنانية لكن خطه الأحمر هو ألا يتم التدخل بشؤونه".
يشير بالانغا إلى أنَّ "حزب الله يُواصل العمل ببطء لتجنيد مُقاتلين جُدد"، وأضاف: "نحن نتحدث عن آلاف، معظمهم من الشباب، ومعظمهم من سكان جنوب لبنان.. حزب الله يعرف كيف يُغري هؤلاء، ويمنحهم ما ينقصهم. نحن نتحدث عن منظمة لديها كيانات اقتصادية، وكل ما تفعله هو دفع الرواتب وتوفير فرص العمل. لا يزال حزب الله يمتلك بنوكاً، ولا يزال يعمل في مجالات الرعاية الاجتماعية والتعليم والصحة، ولديه كيانات يديرها لصالح الشيعة، ولكن ليس لصالحهم فقط. إنه يجند المزيد والمزيد من المقاتلين، ويبدأ بتنصيب جيل جديد من القادة مكان الجيل الذي تم القضاء عليه، ويهرب كميات هائلة من الأسلحة التي، من بين أمور أخرى، تتدفق من سوريا إلى لبنان، مثل صواريخ، وأسلحة خفيفة، وقذائف مهربة، ومحاولات لإنشاء مقالع ومخارط جديدة. يفعل حزب الله كل هذا، من بين أمور أخرى، في منطقة جنوب لبنان، ولكن ليس هناك فقط، بل أيضاً خارجها - أي حتى في المناطق التي يعلم أنَّ الجيش الإسرائيلي لن يعمل فيها، لأن ذلك هو بالفعل خط أحمر للبنان".
ويشير بالانغا إلى أن "حزب الله ما زال يتلقى أموالاً من إيران"، لافتاً إلى أنه "لا تُوجد رغبة لدى طهران في إضعاف الحزب، فيما لا توجد رغبة لدى الأخير في الانفصال عن إيران، على الرغم من الوضع الصعب الذي كان قائماً بين الجانبين طوال الفترة التي سقط فيها نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد أيضاً".
يتحدث بالانغا عن محاولات لعودة "حزب الله" إلى المنطقة الحدودية من خلال عناصر مدنية أو من خلال منظمات متنوعة مثل "أخضر بلا حدود"، وأضاف: "إسرائيل تريد التحرك ضد حزب الله وتريد أيضاً إرسال رسالة إلى المنطقة بأنها سترد بحزم على أي انتهاك، ولكن بهذه الطريقة العدوانية، فإن إسرائيل من المرجح أيضاً أن تضعف أولئك الذين من المفترض أن يتحركوا ضد حزب الله في مرحلة ما، أولئك الذين من المفترض أن يديروا دولة في لبنان - فالحكومة هناك تدعو حزب الله إلى التفاوض معها لإيجاد حل، ولكن طالما أن إسرائيل موجودة هناك وتعمل على أرض جارتها، يقول حزب الله إن هذا دليل على أننا لا نزال مطلوبين كمنظمة مقاومة". المصدر: ترجمة "لبنان 24" مواضيع ذات صلة ماذا قال تقريرٌ أميركي عن لبنان؟ تحدّث عن "قضية مركزية"! Lebanon 24 ماذا قال تقريرٌ أميركي عن لبنان؟ تحدّث عن "قضية مركزية"!
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: تقریر إسرائیلی ماذا قال تقریر Lebanon 24 Lebanon 24 إطلاق النار حزب الله ی أمیرکی عن إسرائیل ت فی لبنان ما زال إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد تصعيد إسرائيل وتهديدات "حزب الله".. هل تشتعل الحرب مجددا؟
ارتفعت في الأسابيع الأخيرة وتيرة التصعيد العسكري الإسرائيلي على لبنان عبر غارات جوية وتوغلات برية في قرى وبلدات في الجنوب، في انتهاك مستمر لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
وفي ظل هذا التصعيد، هدد الحزب بـ"وضع حد" للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، مؤكدا تمسكه بـ"سلاح المقاومة" والدفاع عن أراضي البلاد.
من جانبها، تواجه الحكومة اللبنانية تحديات كبيرة في ضبط الوضع الأمني وإدارة ملف السلاح، وسط مخاوف من اتساع دائرة المواجهة.
وفي هذا السياق، اتهم الجيش الإسرائيلي، في بيان الثلاثاء، الحزب بالسعي إلى "استعادة قدراته القتالية" في جنوب لبنان، الأمر الذي تعتبره تل أبيب "تهديدا مباشرا لأمن إسرائيل".
بدوره، لوّح الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، في حفل بالعاصمة بيروت بمناسبة "يوم الشهيد"، الثلاثاء، بوضع حدّ للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، مؤكدا أن "الحزب لن يتخلى عن سلاحه وسيواصل الدفاع عن نفسه وأرضه".
وفي الوقت ذاته، تتهم السلطات اللبنانية إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار عبر استمرارها في احتلال 5 نقاط حدودية بجنوب لبنان، إضافة إلى شن غارات جوية وتوغلات برية خلفت قتلى داخل الأراضي اللبنانية.
** إرباك لبنان
العميد الركن المتقاعد، الخبير العسكري اللبناني ناجي ملاعب، تحدث للأناضول عن التطورات الأخيرة قائلا إن إسرائيل تسعى من خلال عملياتها إلى "إرباك الوضع الداخلي اللبناني، وخاصة بالجنوب، عبر استهداف بنى لوجستية ومنازل قريبة من الحدود، وأشخاص من مستويات غير قيادية في حزب الله".
وأوضح ملاعب أن "الضغط في الجنوب كبير جداً ويجري بموافقة أمريكية".
وأضاف: "هناك مقاربة أمريكية تعتبر أن لبنان لن يتلقى أي دعم عربي أو دولي ما لم يُرفع خطر سلاح حزب الله عن إسرائيل".
وقال الخبير العسكري إن الرسالة المقصودة من تهديدات أمين عام "حزب الله" جاءت "لرفع معنويات البيئة الحاضنة للحزب أكثر من كونها موجّهة إلى رئيس الجمهورية أو الحكومة".
وأشار إلى أن "الجيش اللبناني يقوم بمهامه في الجنوب وباقي المناطق، والحكومة التي يشارك فيها حزب الله ملتزمة بتعهدها في البيان الوزاري بحصر السلاح بيد الدولة".
وتحت ضغوط إسرائيلية أمريكية، أقرت الحكومة اللبنانية في 5 أغسطس/ آب الماضي حصر السلاح بيد الدولة، بما يشمل "حزب الله"، لكن الأخير يرفض ذلك.
ورحبت الحكومة اللبنانية بخطة وضعها الجيش لتنفيذ القرار، غير أنها لم تحدد مهلة زمنية لتطبيقه، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لإرضاء الحزب وقاعدته.
** لا معارك مباشرة
وأوضح ملاعب أن إسرائيل تحقق أهدافها في لبنان "دون الدخول في معارك مباشرة مع الحزب".
ووصف المرحلة الحالية بأنها "معركة بين الحروب" تعمل فيها تل أبيب على "تعزيز قدراتها وتوجيه ضربات محدودة لتفادي الدخول في حرب برية شاملة".
واستبعد الخبير "اندلاع حرب واسعة"، موضحا أن الجهود الدبلوماسية اللبنانية والعربية والفرنسية، إلى جانب الاهتمام الأمريكي، تتركز على تثبيت الاستقرار في الجنوب.
وبيّن أن التصعيد الخطابي الأخير لحزب الله "مرتبط بفشل المفاوضات الإيرانية – الأمريكية".
وأضاف: "إذا تم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، فإن المطلوب من حزب الله سيكون موقفاً سياسياً لا استخداماً للسلاح، إذ إن دوره العسكري سيفقد مبرره في حال تم الاتفاق بين أمريكا وإيران".
يُذكر أنّ المفاوضات النووية التي بدأت في نيسان/ أبريل الماضي بين إيران والولايات المتحدة توقفت بعد الهجمات التي شنّتها إسرائيل وواشنطن على إيران.
وفي 13 يونيو/ حزيران الماضي، شنت إسرائيل بدعم أمريكي حربا مفاجئة على إيران استمرت 12 يوما، وتخللتها ضربات متبادلة أسفرت عن مئات القتلى والجرحى بين الجانبين، قبل أن تعلن واشنطن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في 24 من الشهر ذاته، وسط ادعاءات متبادلة بتحقيق النصر.
** احتمال اتساع المواجهة
بدوره، توقع العميد المتقاعد، الخبير العسكري اللبناني هشام جابر، مواصلة إسرائيل "توسيع عدوانها ضد لبنان بدرجات متفاوتة"، لكنه استبعد احتمال نشوب حرب شاملة على غرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وأشار إلى أن استهداف البنى التحتية للدولة اللبنانية بشكل مباشر "غير مرجّح" لأن الولايات المتحدة لن تسمح بذلك.
وقال جابر إن إسرائيل "استنزفت مبدئياً بنك أهدافها، وستستهدف في المرحلة المقبلة أهدافًا اقتصادية وصناعية، وقد تدعي أن بعض المصانع تستخدم لصناعة أسلحة لحزب الله".
وتابع: "العدوان سيشهد توسعا في دائرة الاستهداف، خاصة بعد انتهاء زيارة بابا الفاتيكان لوي الرابع عشر إلى لبنان" المرتقبة أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
ووصف الخبير العسكري التصعيد في خطاب أمين عام "حزب الله" بأنه "متوقع وطبيعي"، واصفًا مواقف الحزب بأنها "رد فعل على الضربات الإسرائيلية المتكررة".
ورغم اتفاق وقف النار الموقع بوساطة أمريكية في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، لا تزال إسرائيل تنفذ هجمات على مناطق متفرقة في لبنان، وتواصل احتلالها 5 تلال في الجنوب سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.
وأشار جابر إلى "وجود توتر داخل البيئة الحاضنة للحزب بعد بدء بعض الأصوات في انتقاد صمته، لذلك قال قاسم إنه مستعد للرد".
وحذر الخبير من أن "أي رد قد يستجلب ردودا أعنف من إسرائيل، ما قد يؤدي إلى اتساع نطاق المواجهة" بين الطرفين.
وأوضح أن قائد الجيش يعمل بتنسيق مع "حزب الله"، مشددا على أن "أي محاولة لانتزاع السلاح بالقوة ستؤدي إلى انقسام الجيش، ما قد يعرّض البلاد لتفكك يصعب تحمله".
** انتقادات للحكومة
المحللة السياسية اللبنانية ميسا عبد الخالق، قالت للأناضول إن كلمة أمين عام "حزب الله" حملت "نقطة إيجابية" تمثلت في إعلان الحزب موافقته على انتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني فقط، لكنه أكد تمسكه بسلاحه.
وأضافت أن خطاب قاسم "أكد رفض الحزب التخلي عن سلاح المقاومة، وأن العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، وأن من حق الحزب الدفاع عن لبنان بكل الوسائل الممكنة".
وأوضحت أن الخطاب احتوى على انتقادات واضحة للحكومة اللبنانية، حيث دعاها إلى وضع خطة واضحة للسيادة الوطنية، واتهمها بـ"الاستماع إلى الإملاءات الأمريكية والتركيز المفرط على ملف حصر السلاح".
"كما وجّه سهامه إلى معارضي الحزب باتهامهم بـ"العمل لخدمة مصالح إسرائيل والولايات المتحدة"، أضافت عبد الخالق.
وقالت المحللة السياسية إن المشهد الميداني هو "العامل الحاسم" في التطورات، مشيرة إلى أن "حزب الله يؤكد وقوفه خلف الدولة اللبنانية".
وأوضحت أن "أي تطورات إقليمية، خصوصًا المتعلقة بالعلاقات بين إيران والولايات المتحدة، قد تدفع الحزب إلى تغيير قواعد الاشتباك إذا طلبت طهران ذلك".
وأكدت أن الجيش اللبناني يقوم بواجبه رغم الظروف الصعبة، حيث انتشر في نحو 120 موقعا جنوبي البلاد، مشيرة إلى أن الانتشار الكامل يتعثر بسبب استمرار الاعتداءات واحتلال إسرائيل خمس نقاط حدودية.
ولفتت إلى وجود مخاوف من تصعيد أو حرب واسعة قد تشنها إسرائيل، في ظل عدم رضا أمريكي وإسرائيلي عن وتيرة تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة خلّفت أكثر من 4 آلاف قتيل وما يزيد على 17 ألف جريح.