تتجه وفود الدول المشاركة في مفاوضات المناخ التابعة للأمم المتحدة نحو إدراج ملف المعادن الحرجة ضمن أولوياتها، مع تصاعد التحذيرات من أن التحول العالمي بعيدا عن الوقود الأحفوري لا ينبغي أن يستبدل بتوسع غير منضبط في استخراج مواد قد تكون ملوثة للبيئة ومضرة بالمجتمعات المحلية.

ويعد هذا هو الظهور الأول لنص يتناول المخاطر المرتبطة باستخراج ومعالجة المعادن الأساسية لصناعات الطاقة النظيفة، مثل النحاس والكوبالت والنيكل والليثيوم، داخل مسودة قرار يجري التفاوض عليها في قمة المناخ المنعقدة حاليا في مدينة بيليم البرازيلية، ورغم عدم ضمان اعتماد هذا البند عند استئناف المفاوضات الأسبوع المقبل، فإن مجرد إدراجه يعكس القلق المتزايد بشأن سلاسل الإمداد الحيوية لتقنيات الطاقة المتجددة والبطاريات والسيارات الكهربائية.

الأرض في «العناية المركزة».. تحذير مناخي يتزامن مع اجتماعات كوب 30مؤتمر المناخ كوب 30.. البرازيل تستضيف 50 ألف مشارك بالحاويات والسفن والمدارس وثكنات الجيشالشرع يلتقي برئيس البنك الدولي على هامش كوب 30 في البرازيلمفوض شئون المناخ في الاتحاد الأوروبي: غياب الولايات المتحدة عن "كوب-30" يمثل نقطة تحول


وقالت ميليسا مارينجو، كبيرة مسئولي السياسات في معهد حوكمة الموارد الطبيعية، إن قضية المعادن الحرجة لم تعد "موضوعا هامشيا"، بل تحولت إلى عنصر محوري في النقاشات المتعلقة بالتحول العادل للطاقة، بحسب ما نقلته وكالة "بلومبرج" الأمريكية.
ويأتي هذا التحرك في وقت تركز فيه المحادثات على تنفيذ تعهدات العام الماضي بالتحول بعيدا عن النفط والغاز والفحم، غير أن هذا التحول يرفع بدوره الطلب على المعادن التي غالبا ما تُستخرج بطرق ذات أضرار بيئية واجتماعية باهظة، وقد يصعب إصلاحها لاحقا إن كان ذلك ممكنا أصلا.
وتتضمن الصيغة المطروحة للاعتماد اعتراف الدول بـ"المخاطر الاجتماعية والبيئية المرتبطة بتوسيع سلاسل الإمداد الخاصة بتقنيات الطاقة النظيفة، بما في ذلك المخاطر الناجمة عن استخراج ومعالجة المعادن الحرجة"، كما يشير النص إلى توصيات تقرير أممي حديث يدعو إلى تتبع سلاسل الإمداد بشفافية، وإنشاء صندوق لمعالجة مواقع التعدين المهجورة، وتعزيز إعادة التدوير والاستخدام الكفء لهذه المعادن.
وتقف وراء هذا المقترح كل من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وقد حظي بدعم من أستراليا وجنوب إفريقيا وأوغندا وبوركينا فاسو، فيما تعمل الدول المؤيدة على إضافة لغة تعترف بأن الطلب العالمي المتزايد على المعادن الحرجة يمثل أيضا فرصة للدول النامية لتنويع اقتصاداتها وتعزيز القيمة المضافة محليا.
كما تضمن المشروع اعترافا بأهمية حقوق الشعوب الأصلية، بما في ذلك مبدأ "الموافقة الحرة المسبقة والمستنيرة" للمشروعات التي تمس أراضيها، في ظل توسع الاستثمار في التعدين داخل مناطق حساسة بيئيا وثقافيا.
ويتصاعد القلق العالمي بشأن المعادن الحرجة مع تزايد اعتماد الاقتصادات الكبرى على هذه السلاسل الخاضعة لهيمنة الصين، حيث اتفقت الولايات المتحدة وأستراليا في أكتوبر الماضي على الاستثمار المشترك في مشروعات التعدين والمعالجة، بينما أطلقت دول مجموعة السبع مبادرة لتعزيز الاستثمارات في هذا القطاع، بقيمة تتجاوز مليار دولار حتى الآن.
وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن الطلب على المعادن المستخدمة في التكنولوجيا الخضراء قد يتضاعف 3 مرات بحلول عام 2030، وأربع مرات بحلول 2040، وهو ما يضع ضغوطا إضافية على الدول المنتجة التي تواجه تحديات بيئية واجتماعية كبيرة مع توسع عمليات التعدين.
وتحذر منظمات دولية وناشطون من أن التحول الطاقي قد يكرر أخطاء عصر الوقود الأحفوري، من أضرار بيئية جسيمة، واستغلال المجتمعات المحلية، وضعف توزيع العوائد الاقتصادية، وقالت أنابيلا روزمبرج، كبيرة مستشاري شبكة العمل المناخي الدولية، إن التحول يجب أن يخدم المجتمعات القريبة من المناجم والعمال والشعوب الأصلية، مضيفة: "الانتقال يجب أن يحقق الكرامة والعدالة الاقتصادية، لا أن يكتفي بوعود على الورق".
 

طباعة شارك كوب 30 التحول الأخضر مفاوضات المناخ قمة المناخ التحول العالمي السيارات الكهربائية الطاقة المتجددة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: كوب 30 التحول الأخضر مفاوضات المناخ قمة المناخ التحول العالمي السيارات الكهربائية الطاقة المتجددة المعادن الحرجة

إقرأ أيضاً:

هل تتسبب مشروبات الطاقة في توقف عضلة القلب؟ طبيبة تحذر من المخاطر الصحية

مع تزايد الإقبال على مشروبات الطاقة، خصوصًا بين الطلاب خلال موسم الامتحانات، حذرت الدكتورة نهلة عبد الوهاب، استشاري البكتيريا والمناعة، من مخاطر هذه المشروبات على صحة الأفراد.

خبراء يحذرون: الإفراط في مشروبات الطاقة يهدد الحياة

 وأكدت “عبد الوهاب” أن هذه المشروبات قد تتسبب في مشكلات صحية خطيرة، تتراوح بين اضطرابات في النوم وزيادة ضربات القلب، وقد تصل إلى الإصابة بشلل العصب السابع، وهو ما يعتبر تهديدًا حقيقيًا لصحة الدماغ والجهاز العصبي. 

في هذا السياق، دعت “عبد الوهاب” إلى توخي الحذر، خاصة بين فئة الشباب والمراهقين.

 "مشروبات الطاقة: قنبلة موقوتة"

خلال مداخلة هاتفية في برنامج "صباح البلد" المذاع على قناة “صدى البلد”، وصفَت الدكتورة نهلة عبد الوهاب مشروبات الطاقة بأنها "قنبلة موقوتة"، محذرة من تناولها بشكل مفرط، خاصة في أوقات الامتحانات أو عند محاولة تحسين التركيز.

 وأوضحت أن هذه المشروبات تؤثر بشكل مباشر على القلب والأعصاب، حيث تسبب تسارع ضربات القلب، وقد تؤدي إلى مشكلات صحية مثل السكتات القلبية أو الدماغية لدى الأفراد الذين لديهم مشاكل قلبية غير مكتشفة.

 "تحذيرات خاصة للأطفال والمراهقين"

وقالت “عبد الوهاب” إن مشروبات الطاقة محظورة تمامًا على الأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا، وذلك بسبب ما تحتويه من مكونات قد تؤدي إلى أضرار صحية خطيرة في مراحل النمو.

 وأضافت أن الإفراط في تناول هذه المشروبات يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية في الكبد والكلى، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على الأداء العقلي والبدني، وهو ما يهدد بتدهور الصحة العامة على المدى البعيد.

 "المحليات الصناعية والمخاطر الصحية"

في حديثها عن المكونات التي تُضاف إلى بعض مشروبات الطاقة، أشارت “عبد الوهاب” إلى أن بعض هذه المشروبات تُروج بأنها "خالية من السكر"، لكنها تحتوي في الواقع على محليات صناعية مثل "الأسبرتام"، التي تم ربطها ببعض الأبحاث بآثار صحية خطيرة. 

وقد يتسبب هذا المحلي الصناعي في مشاكل صحية قد تصل إلى شلل العصب السابع، وهو ما يجعل بعض الدول تحظر استخدامه في مشروبات الطاقة.

 وأكدت “عبد الوهاب” أن هذه المحليات قد تساهم في زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض العصبية على المدى الطويل.

 دور المؤسسات الصحية في التوعية

وشددت على ضرورة تكثيف التوعية بين الشباب وأولياء الأمور حول المخاطر المرتبطة بتناول مشروبات الطاقة، خاصة مع تزايد استخدام هذه المشروبات بين طلاب المدارس والجامعات. 

ودعت المؤسسات الصحية والتعليمية إلى التعاون في نشر الوعي وتقديم النصائح حول البدائل الصحية التي يمكن استخدامها لتحسين التركيز والطاقة دون المخاطرة بالصحة العامة.

طباعة شارك اضرار مشروبات الطاقة مخاطر مشروبات الطاقة احذر مشروبات الطاقة

مقالات مشابهة

  • المستثمرون الصينيون يحققون نجاحا في مجال الذكاء الاصطناعي
  • نشطاء من غزة يرسمون جدارية تندد بالإبادة البيئية وتوجه رسالة إلى مؤتمر المناخ في البرازيل
  • اليمن يبحث مع صندوق المناخ الأخضر دعم مشاريع التكيف
  • وزير الكهرباء يبحث مع وفد البنك الدولي التعاون في الطاقات المتجددة
  • وزير المياه والبيئة يبحث مع صندوق المناخ الأخضر دعم مشاريع التكيف في اليمن
  • الصحة تنظم جلسة حول التحول الأخضر في القطاع الصحي
  • «القومي لعلوم البحار» يشارك للمرة الرابعة في مؤتمر المناخ العالمي COP30
  • وزيرة التنمية المحلية:توافق عمل الهيئات النووية التابعة للكهرباء مع الاشتراطات البيئية
  • هل تتسبب مشروبات الطاقة في توقف عضلة القلب؟ طبيبة تحذر من المخاطر الصحية