شبكة انباء العراق:
2025-07-30@18:54:45 GMT

عميروش والامل والبندقية .. قصة

تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT

بقلم : كلثوم الجوراني ..

ولدت في قرية تحيطها الأشجار وحقول القمح والشعير، النسيم في تلك القرية يكاد لو مر على القبور لاحيا من فيها، صوت تدفق المياه في السواقي وزقزقة العصافير وأصوات المواشي كلها تدعو إلى الحياة
ولدت بأحضان الطبيعة الخلابة وربيت على مكارم الاخلاق .
تلهمني جبال جرجرة الشموخ وتوطد في نفسي العزة
لم تكن طفولتي قاسية بل كان أبي من أعيان القرية واثريائها .


ذات يوم وانا في عمر الأربع سنوات سمعت امي تندب مولولة ولا اعلم ما السبب ولكنني فهمت فيما بعد أن الفرنسيين قد احتلوا البلاد وكان ذلك سبب ولولة امي وبكائها، دموع امي ورجفة شفتيها لم تغادر مخيلتي ، تحولت اغانينا نحن الاطفال إلى أناشيد وطنية نسمع كل يوم قصص الثائرين واخباراً عن غطرسة الاحتلال وجرائمه فتنمو في نفوسنا روح الثورة .
أنا عميروش الذي إطاح بخطط العدو الفرنسي واحبط مخططات روبير لاكوست حتى شك في عبقريته ، تركت حياة الرفاهية والترف وتركت دراستي في كلية الحقوق وعملت في أحد المتاجر إلى جانب نشاطي السياسي في توزيع المنشورات التي تستنهض الهمم وتحرض الناس على القتال ومناضلة الاحتلال في إحدى الليالي جمع روبير القادة والخبراء العسكريين ليخطط خطة محكمة توقع بالمجاهدين وتقتل اكبر عدد منهم فكانت خطة تذهل عقول الشياطين لذكائها واحكامها ولكنني افشلتها وتركت روبيراً حائرا مذهولا وكان نشاطي ملحوظا مما جعل العدو يعتقلني مرتين، في المرة الأولى اقتادوني وظننت أنها النهاية إلا أنها كانت اسوء من النهاية بكثير لقد وضعوني في زنزانة لا تصلح سكنا حتى لحيوان ، أرضها الرطبة والطحالب تملأ جدرانها ورائحة العفن تزكم الانوف ، كانت باردة جدا حتى أنها أبرد من الشتاء ذاته ، ظلماء كأنها قبر ، يخرجونني منها للتعذيب واي تعذيب ، سياطهم عندما تلامس جلدي تسلخ جلدي معها ، احيانا كنت اصحوا لارى العالم بالمقلوب ، نعم فبعد أن يغمى عليّ يعلقونني من قدمي ورأسي الى الاسفل ، أشعر أن رأسي ينفجر وعيني تكادا ان تخرجا من محجربهما ، لم يكن هذا كافيا فما أن استفيق حتى تنهال عليّ الركلات والصفعات ووابل من الجلد ، تعرضت لاشد انواع التعذيب والإهانة من قبل الاحتلال ثم أفرج عني وما هي إلا اشهر قليلة وعدت إلى ذات الزنزانة وذات العذاب ثم أفرج عني ، لم يثنني الاعتقال والتعذيب عن مبادئي كثائر يقارع الاحتلال بل زادني ذلك عزم وهمة ، بعد الاعتقال عدت لمزاولة نشاطي السياسي ثم اندلعت الثورة التحريرية فألتحقت باخوتي المجاهدين ومنذ الايام الأولى لالتحاقي ابديت قدرة كبيرة في تنظيم الجهاد مما جعلني اتدرج في المسؤوليات وفي فترة وجيزة ارتقيت لرتبة ملازم ثان تمكنت من خلالها مواجهة كل خطط العدو واحباطها ومن أشهرها خطة (الامل والبندقية ) التي كانت عصارة افكار العبقري روبير لاكوست .
بذلت كل جهدي في القتال من أجل استقلال الجزائر حتى ارتقيت شهيدا .
عميروش الشهيد مات جسدا ولم يمت فكراً ، عميروش له الأثر البالغ في نفوس الثائرين ، عميروش اسم لن تنساه الجزائر وشعبها ابدا فدماء عميروش وزملائه المجاهدين هي من أرست دعائم الثورة وشقت سبيل النضال ، بعد استشهاد عميروش بثلاث سنوات أعلن استقلال الجزائر وطرد المحتل خارج البلاد خائبا خاسئا والفضل بذلك للرائدين من أهل النضال والجهاد ومن اوائل اولئك المجاهدين هو عميروش ، سماء الجزائر ملئى بنجوم الحرية وعميروش من المعها واجملها ، عميروش صفحة مضيئة من صفحات تاريخ الجزائر ، ومشعل يضيء دروب الثائرين .

كلثوم الجوراني

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

فريدة الشوباشي: رجالة الباشا قبل ثورة يوليو كانت بتضربني عشان بمشي على الرصيف

أكدت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، عضو مجلس النواب، أن الحياة تغيرت للأفضل بعد ثورة 23 يوليو، موضحة أنها كانت تسكن في منطقة بحلوان وكان لها جار «باشا»، وكانت الجنود قبل الثورة تمنع سير المواطنين من على الرصيف المجاور لمنزل الباشا.

وزير سابق: فلسفة ثورة 23 يوليو هددت كثيرا من المشاريع بالمنطقةبرلماني: ثورة 23 يوليو وضعت أساس الاستقلال.. وكلمة الرئيس تؤكد إنه يسير على درب البناء والتحديثخبير استراتيجي: ثورة 23 يوليو كانت السبيل الوحيد لإحداث تغيير في مصراحتفالات متنوعة بذكرى ثورة 23 يوليو بـ"ثقافة الجيزة"

وأضافت فريدة الشوباشي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج " علامة استفهام" تقديم الإعلامي مصعب العباسي، أنها كانت متمردة وكانت تسير على الرصيف، وكانت تتعرض للضرب من الأشخاص التي كانت تقف أمام منزل الباشا « رجالة الباشا».  

وأوضح أنه بعد الثورة شعرت بأن كل جزء في مصر مملوك لها، وأن ثورة 23 يوليو أكدت الهوية المصرية الرافضة للاستعمار، والذل، وأعادت لمصر مكانتها، وهويتها الوطنية.

عبد الناصر أعاد للفلاح قيمته 

وأوضح أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، زرع في أبناء جيلها العزة والكرامة، والإحساس بأن كل شخص له حقوق، وأن عبد الناصر أعاد للفلاح قيمته.

ووجهت رسالة للمصريين قائلة:" المؤامرات ضد مصر لا تزال مستمرة حتى اليوم، وأن الإرادة الشعبية والتصميم على التقدم كانا أقوى من كل هذه العقبات".

وأشارت الشوباشي إلى أن ثورة 23 يوليو لم تبقَ حبيسة حدود الوطن، بل تحولت إلى أيقونة عالمية ألهمت حركات التحرر في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، مضيفة: "كانت الثورة رسالة قوية للعالم بأن الشعوب قادرة على انتزاع حريتها وصياغة مصيرها بنفسها".

طباعة شارك فريدة الشوباشي مجلس النواب النواب ثورة 23 يوليو

مقالات مشابهة

  • أول طائرة ركاب نفاثة في العالم تستعيد مجدها.. فهل كانت آمنة؟
  • وزير الداخلية العراقي يعلن تفكيك شبكة دولية للاتجار بالمخدرات كانت تنشط بسوريا
  • إليك 10 من أفضل المدن للزيارة في الـ2025 إن كانت أمريكا وجهتك
  • فريدة الشوباشي: رجالة الباشا قبل ثورة يوليو كانت بتضربني عشان بمشي على الرصيف
  • أحمد موسى: كلمة الرئيس السيسي بشأن غزة كانت مرتجلة ورسالة مباشرة إلى العالم
  • كانت قادمة من حفظ القرآن.. سيدة تسرق قرط طفلة وتلقى بها فى المصرف ببنى سويف
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • استشهاد طيارين في تحطم طائرة عسكرية من نوع(Alpha Jet) بمحيط مطار فاس سايس كانت في مهمة تدريبية 
  • «في سن الـ17».. هدى المفتي: تجربتي الأولي في الحب كانت مؤلمة
  • أصالة كامل عن تجربة الولادة: كانت مريحة.. فيديو