«نصابة الشروق» تبتز المواطنين.. و«حياة كريمة» تكتشف الحقيقة
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
انتشرت خلال الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لسيدة تفترش أحد الشوارع بمدينة الشروق، وبرفقتها طفلة، تبكي وتطلب المساعدة من المارة، ولاقت هذه القصة تعاطفا واسعا من المواطنين، الذين نشروا صورها مطالبين من يرغب في مساعدتها بالتدخل، وذلك بعد أن ادعت السيدة أن زوجها متوفٍ، وأنها لا تستطيع الإنفاق على نفسها أو ابنتها.
وانطلاقا من دورها المجتمعي، سارع متطوعون من مؤسسة «حياة كريمة»، بالتحرك ومحاولة تقديم المساعة، وذلك استمرارا لدور المبادرة في تقديم المساعدات للمحتاجين والحالات الإنسانية بجميع ربوع مصر.
وعلمت «الوطن» أنه فور الوصول إلى الحالة، اكتشف المتطوعون عدم صحة هذه الواقعة، وأن هذه السيدة مدعية؛ ولا تحتاج المساعدة، وإنما تقوم بهذه الأفعال وتفترش الطريق رغبة منها في التسول وكسب أكبر تعاطف من المواطنين.
ولا تدخر مؤسسة «حياة كريمة» أي جهد في مساعدة المحتاجين، والوقوف جانبهم، مع التأكد على الاحتياج الحقيقي للمساعدة، وعدم ترويج معلومات كاذبة، لجذب تعاطف المواطنين على غير الحقيقة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حياة كريمة مؤسسة حياة كريمة مبادرة حياة كريمة حیاة کریمة
إقرأ أيضاً:
كريمة أبو العينين تكتب: من خاف سِلم
يقولون إن الأمثال الشعبية انعكاس لشخصية البشر وطريقة تفكيرهم وحياتهم، ولعل مايحظى به تراثنا الوفير من أمثال تقول لنا الكثير من حياة الماضين والأجداد والكهول.
كنت اتصفح كتاب ( أصل ألف مثل ومثل ) ووجدت ان معظم الأمثال المتوارثة قريبة المعنى والظرف فى معظم الدول العربية مع اختلاف اللهجة والحدث والحديث أمثال كثيرة منها من يسعى الى شحذ الهمم واعلاء الكرامة ومنها من يؤكد لك ان هناك أناس منذ القدم كانوا يريدون أن يعيشوا فى ذلة ومهانة بل وأنهم يبررون ذلك ويريدون ان يقنعوا غيرهم بأن ينتهجوا نهجهم .
من بين الأمثال المحيرة مثلا يقول " من خاف سلم " ويتبعه آخرون بمثل مكمل له يقول " من عاش ندل مات مستور " ، المثل فى شقيه مخير وغريب فمن خاف سلم ذلك المثل الذى يتناقله كثير من الناس وهو مثل له معنى واضح ان من خاف سلم من الانجازات وتحقيق الغايات والتمتع بالحياة والفوز باللذات ذلك المثل من المفترض ان يحمل من ينطبق عليه صفات تؤهله لتخطى العقبات وبالطبع لا أن يكون خانعا ذليلا بل لابد أن يكون جسورا تخلص من الخوف وواجه التيار بقرار وواصل المسار وانت مقدر لذاتك رغم صعوبة الظروف وتذكر ان من خاف سلم لكنها سلامة الذل والخنوع والمهانة.
المثل مع مرور الزمان فقد جزءا من مفهومه وأصبح منزوع الهوية وصار يقول ان من عاش وكل همه ان يحيا فقط مثله ومثل باقى المخلوقات غير العاقلة ولذا فعليه أن ينأى بنفسه عن أية مواجهات وتحديات لان هدفه الاسمى أن يظل على قيد الحياة ، وهنا نتساءل أية حياة تلك التى تجعل بنو عروبتنا يصموا آذانهم وينفضوا عن أيديهم ويغمضوا أعينهم عن معاناة أهل غزة الذين يقتلون بدم بارد ويحاصرون ويموتون جوعا وعطشا وقهرا وذلا بيد الصهاينة جبابرة هذا العصر .
من خاف سلم أصبح الآن مقولة المرحلة وشعارها وسلوجانها البغيض، فقد صار الحال يظهر لنا ان الكل اصبح يريد العيش فى سلام مهما كلفه ذلك من مذلة وهوان . ان تعيش سالما آمنًا فى هذا الزمان فلابد ان تكمل المثل الذى يقول من عاش ندلا مات مستورا ؛ لان مايحدث فى الاراضى المحتلة طاغ وزاد الطين بلة وأصبح حال المنطقة والامة المسماة بالعربية تاريخيا فقط وليس أخلاقيا اصبح حالها من خاف سلم وبالطبع اكمل المثل بلا خذلان ولا قلق لان الكل سيغض بصره ويصم أذنه من اجل ان يعيش بمبدأ من خاف سلم . أى سلم هذا وأى أمان ذاك الذى نتغنى به ونتخذه نبراسا لنا . لعن الله المرحلة التى فرضت علينا فرضا وجبرتنا اجبارا بأن نخاف كى نعيش سالمين آمنين .. لاعزاء لنا ولا صوان ينصب لأخذ العزاء لاننا لم نمت بأجسادنا ولذا فلن يقام عزاء ولن نتلقى التعازى لأننا نعيش سالمين خائفين.