بالأمس مرّت عشرة أعوام على وفاة الأديب جمال الغيطانى الروائى الذى ثقّف نفسه واستطاع أن يصبح الأديب العالمى الذى يصغى له أساتذة الأدب والنقد والاستشراق بجامعات العالم، قرأ التراث وأفاد منه وأنتج منه، دعوتُ الغيطانى مراتٍ لزيارة قنا وجامعتها وكتَبَ عنّى فى يومياته وفى عموده بالأخبار؛ التقيته فى جامعة بون مرتين بدعوة من المستشرق الألمانى إشتيفان فيلد ودار حوار جاد عن الأدب العربى بينه والألمان، تمشَّينا معا على نهر الراين، كان يرى فيه نهر النيل ويقارن بين هذا وذاك، فى محاضرة ثانية قرأ صفحات من روايته الزينى بركات وراح يفسر للألمان ما وراء النص.
مختتم الكلام
وما كانَ يُبكينى اللقاءُ وإنّما
وراءَ المُلاقى لاحَ ظِلُّ المُودعِ
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأديب العالمى
إقرأ أيضاً:
مصر والعرب!
في العام 1959 دعت مصر لأول مؤتمر إقتصادى عربى بعنوان"بترول العرب للعرب"طالب خلاله الخبير الإقتصادى اللبنانى إميل البستانى بتخصيص نسبة 5% من مبيعات البترول العربى لتنمية الدول العربية غير المصدرة للبترول ولم يجد هذا الإقتراح طريقه للتفعيل حتى اليوم؟!
جاء هذا المؤتمر في الوقت الذى كان الرئيس عبدالناصر يفاخر بأن ميزانية وزارة مصرية بموازنات دول الخليج مجتمعة وتلك حقيقة قبل طفرة الأسعار التى تلت حرب أكتوبر 1973!
وفشلت محاولات إمبراطور إيران محمد رضا بهلوى في إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية عام 1971 لبيع برميل البترول بدولار واحد لمدة عشر سنوات وكان سعر البرميل بأقل من دولار أمريكى واشتهرت تلك الصفقة بصفقة القرن في حينه!
وجاءت حرب أكتوبر 1973 ليظهر سلاح البترول العربى بمنع وصوله للدول المؤيدة لإسرائيل في حربها مع مصر ولا ينسى الموقف البطولى للمملكة العربية السعودية بقيادة العاهل السعودى الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود الذى زار الجبهة المصرية بصحبة الرئيس أنور السادات وصدر غلاف مجلة الحوادث اللبنانية أشهر المجلات العربية بعنوان"وحدة غير معلنة بين مصر والسعودية"في حينه.
كما لا ينسى الموقف التاريخى للشيخ زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة فى تلك المقاطعة الذى جاء على لسانه في غلاف مجلة الحوادث اللبنانية بعنوان"أقطع أبوه"ما أكد قمة التضامن العربي مع مصر وانتعاش خزائن دول الخليج وليبيا والجزائر والعراق وجارتها إيران مع ارتفاع سعر برميل البترول من أقل من دولار لأربعين دولارا بعد أن وضعت حرب 1973 أوزارها.
وجنت الشركات الأمريكية والأوربية العاملة في صناعة البترول ومشتقاته والغاز المسال أرباحاً طائلة لاحتكارها أسرار تلك الصناعة بداية من البئر مروراً بالنقل والتسويق عبر البحار والمحيطات وانتهاء بمحطة البنزين وصولاً للمستهلك النهائى ولا تقبل منافساً لها في هذا المجال خاصة الشركات الروسية والصينية كما لا تقبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة بغير الدولار عملة وحيدة لبيع وشراء الغاز والنفط عالمياً!
ويتضح هذا الإحتكار من خلال الضغط العلنى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب حالياً على الهند وبلغاريا لوقف استيرادهما البترول من روسياً وما سبقه من عرقلة لمشروع تصدير الغاز الروسى لدول أوروبا عبر خط أنابيب(نورد ستريم) بسبب اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية!
وما حصل عليه ترامب من استثمارات خليجية لبلاده مؤخراً بحوالى 5 تريليونات دولار أضعاف أضعاف أضعاف نسبة الخمسة في المائة التى نادى بها الخبير الإقتصاد العربى إميل البستانى لتنمية الدول العربية غير المصدرة للبترول منذ 66 عاماً لم تجد آذاناً صاغية لأن أرباح بترول وغاز العرب ليست للعرب!
(وللحديث بقية..)