استشهاد وإصابة العشرات فى غارات إسرائيلية على غزة
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
المقاومة ترفض بيان الخارجية الأمريكية.. وتتهم الاحتلال بنشر الفوضى
شنت امس قوات الاحتلال الصهيونى غارات مكثفة على جميع مناطق قطاع غزة فى انتهاك سافر اتفاق وقف إطلاق النار الموقع الاسبوع الماضى مع المقاومة الفلسطينية ممثلة فى حركة حماس ضمن خطة السلام الامريكية برعاية مصرية ودولية فى شرم الشيخ.
وزعمت حكومة الاحتلال الصهيونى برئاسة «بنيامين نتنياهو» هجوم المقاومة على أحد المواقع العسكرية برفح جنوب القطاع ما اسفر عن مصرع عنصرين من الاحتلال فيما اكت مصادر ميدانية لـ«للوفد» رفضت الكشف عن هويتها ان من وصفتهم بمقاتلى «رجال الله» وصلوا لمخبأ عصابة «ياسر أبوشباب» الخائن الميل مع الاحتلال فى رفح، وتفاجأوا بوجود آليات إسرائيلية فى المكان، فدارت اشتباكات أسفرت عن مقتل صهيونيين وإصابة آخرين مع تدخل سلاح الجو الإسرائيلى فى المعركة.
أعلنت وزارة الصحة فى القطاع غزة وصول 18 شهيدا إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الأخيرة، بعضهم تم انتشالهم من تحت الأنقاض. وقالت الوزارة، فى التقرير الإحصائى اليومى لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي، إن مستشفيات القطاع استقبلت 10 شهداء «انتشال»، و8 شهداء نتيجة استهداف مباشر من الاحتلال، إلى جانب 3 إصابات، خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأعربت حركة المقاومة حماس عن رفض الادعاءات الواردة فى بيان وزارة الخارجية الأمريكية، نافية جملة وتفصيلا المزاعم الموجهة بحقها حول هجوم وشيك أو انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار. وقالت فى بيان لها «هذه الادعاءات الباطلة تتماشى بشكل كامل مع الدعاية الإسرائيلية المضللة، وتوفر غطاء لاستمرار الاحتلال فى جرائمه وعدوانه المنظّم ضد شعبنا». وشددت حماس على أن الحقائق على الأرض تكشف العكس تماما، فسلطات الاحتلال هى التى شكّلت وسلّحت وموّلت عصابات إجرامية نفّذت عمليات قتل وخطف، وسرقة شاحنات المساعدات، وسطو ضد المدنيين الفلسطينيين، وقد اعترفت علنا بجرائمها عبر وسائل الإعلام والمقاطع المصورة، بما يؤكد تورط الاحتلال فى نشر الفوضى والإخلال بالأمن.
وأكدت الحركة أن الأجهزة الشرطية فى غزة، وبمساندة أهلية وشعبية واسعة، تقوم بواجبها الوطنى فى ملاحقة هذه العصابات ومحاسبتها وفق آليات قانونية واضحة، حمايةً للمواطنين وصونًا للممتلكات العامة والخاصة.
ودعت حماس الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن ترديد رواية الاحتلال المضللة، والانصراف إلى لجم انتهاكاته المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، وفى مقدمتها دعم هذه العصابات وتوفير الملاذات الآمنة لها داخل المناطق الخاضعة لسيطرته.
وادعت الخارجية الأمريكية فى تدوينة نشرتها الإدارة الأمريكية على حساب وزارة الخارجية على موقع إكس إن حركة حماس تخطط لانتهاك وشيك لاتفاق وقف إطلاق النار بهجوم فى غزة ضد العصابات الإجرامية.
وسلمت كتائب القسام، الجناح العسكرى لـ«حماس»جثمانى أسيرين إسرائيليين، فى إطار اتفاق وقف الحرب على غزة وتبادل الأسرى. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استلام 15 جثمانا لشهداء أفرج الاحتلال عنهم، بواسطة منظمة الصليب الأحمر، وضمن اتفاق وقف الحرب على غزة. وارتفع بذلك إجمالى عدد جثامين الشهداء المستلمة إلى 150 جثمانا.
وأكدت الوزارة، فى بيان لها، أن بعض الجثامين تظهر عليها علامات التنكيل والضرب وتكبيل الأيدى وتعصيب للأعين. وأضافت أن طواقمها الطبية تواصل التعامل مع الجثامين وفق الإجراءات الطبية والبروتوكولات المعتمدة، تمهيدا لاستكمال عمليات الفحص والتوثيق والتسليم للأسر.
وقالت حركة حماس، فى بيان، إن جثامين شهداء غزة المفرج عنهم من قبل الاحتلال، تحمل أدلة مثخنة بالإجرام؛ تنكيلا، وتعذيبا، وشبحا وإعداما، وتجويعا، وبترا، وهى عبارة عن جرائم نازية بحق الإنسان الفلسطيني.
واعلن المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة فى وقت سابق أن الاحتلال سلم عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر 120 جثمانا خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث وصلت معظم الجثامين فى حالة مزرية تظهر آثار تعذيب وإعدام ميداني. ووجدت أيدى وأقدام الشهداء مقيدة، وعيونهم معصوبة، بالإضافة لوجود إصابات بطلقات نارية فى الرأس والصدر من مسافة قريبة، كما تم تأكيد التسليم العشوائى للجثامين دون توثيق هوياتهم.
واعن مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين ان أوضاعهم فى قسم «راكيفت» بسجن الرملة مأساوية، حيث يتعرضون لتجويع متعمد، وإهمال طبى خطير، وضرب وإهانات متواصلة من إدارة السجن، ما يعكس سياسة قمع ممنهجة تهدف إلى كسر إرادتهم، خاصة أسرى قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأضاف «إعلام الأسرى» فى بيان له، أن الأسرى يحرمون من أبسط الحقوق الإنسانية، بما فى ذلك أداء الصلاة الجماعية والفردية، ويتم مصادرة المصاحف عنهم بالكامل، فى حين يعانى العديد منهم من فقدان الوزن والأمراض الجلدية نتيجة التعذيب والإهمال الطبي، دون أى تدخل أو علاج من إدارة السجن.
وأشار إلى شهادات مؤكدة، منها الأسير (ع.م) الذى فقد أكثر من 10 كغم ويعانى من فطريات جلدية بعد تعرضه لتعذيب وحشى أثناء التحقيق، والأسير (إ.ح) الذى فقد نحو 35 كغم ويعانى من أمراض جلدية حادة بسبب سوء النظافة، رغم تمديد اعتقاله الإدارى دون توجيه تهم حقيقية له.
وحمل مكتب إعلام الأسرى إدارة سجون الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياة الأسرى وسلامتهم، ودعا اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومجلس حقوق الإنسان إلى التحرك العاجل لوقف هذه الجرائم الإنسانية وضمان حقوق الأسرى وفق القانون الدولى. ويقبع نحو 9 آلاف أسير فلسطينى فى سجون الاحتلال، بينهم مئات المرضى والمصابين، ويواجهون ظروفًا وصفتها المؤسسات الحقوقية بأنها «جحيم إنسانى مفتوح»، بينما يترقب ذووهم عودتهم وسط أمل قد يتأخر طويلاً.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السلام استشهاد وإصابة غارات إسرائيلية غزة وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يُفخخ "اتفاق غزة" بأزمة الجثامين
◄ "حماس" تؤكد المصاعب الفنية واللوجستية في العثور على جثث الأسرى
◄ جثث الأسرى المتبقون تحت الأنقاض.. وغياب المُعدات يفاقم التحديات
◄ مصر: استعادة جثث الأسرى الإسرائيليين "مهمة معقدة وتحتاج لوقت"
◄ تركيا تبدي قلقها من استغلال إسرائيل للأزمة لخرق وقف إطلاق النار
◄ "حماس" تحث الوسطاء على الضغط من أجل تنفيذ مراحل "اتفاق غزة"
الرؤية- غرفة الأخبار
يُهدد الاحتلال الإسرائيلي بنسف اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظل الضغوط المتواصلة على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لتسليم ما تبقى من جثث الأسرى الإسرائيليين، فيما تؤكد حماس أن عملية استخراج الجثث من تحت الأنقاض بالغة الصعوبة، وتحتاج إلى وقت ومُعدات فنية وتقنية تساعد على البحث؛ حيث ترقد هذه الجثث تحت الأنقاض التي خلفها القصف الهمجي والعشوائي على القطاع طيلة عامين.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" أمس أنها سلمت جثتين أخريين لاثنين من الأسرى الإسرائيليين. وأمس الأول الجمعة، أعلنت إسرائيل أن الصليب الأحمر سلم للجيش الإسرائيلي جثة أسير آخر من الذين لقوا حتفهم خلال فترة الأسر في غزة، وسط خلاف حول تأخير إعادة الرفات بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
وبذلك تكون حماس قد سلمت 12 جثة، لإسرائيل من أصل 28 جثة محتجزة في غزة. وعزت حماس التأخير في تسليم الجثث إلى مشكلات فنية وقالت إنها بحاجة إلى آليات ثقيلة ومعدات حفر لتسريع عملية تحديد أماكن الجثث المدفونة تحت الأنقاض.
وكانت إسرائيل، التي تصر على أن حماس تعرف أماكن جثث الأسرى، قالت إن الوقت ينفد أمام الحركة.
وقالت حماس إنها لا تزال ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار وتسليم جثث جميع الأسرى المتبقين.
وألقت هذه المسألة بظلالها على اتفاق وقف إطلاق النار، وهو المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة لإنهاء الحرب.
وفي مؤتمر صحفي بأنقرة، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن التصريحات الإسرائيلية مثيرة للقلق. وأضاف "هل ستستغل إسرائيل عجز حماس عن العثور على الجثث تحت الأنقاض... ذريعة لخرق وقف إطلاق النار؟ هناك قلق في المجتمع الدولي حيال هذا الأمر".
وفي وقت سابق، حثت حماس الوسطاء على الضغط من أجل تنفيذ الخطوات التالية في اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، بما في ذلك إعادة فتح الحدود والسماح بدخول المساعدات وبدء إعادة الإعمار وتشكيل إدارة واستكمال الانسحاب الإسرائيلي.
وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أكد أن استعادة جثث جميع المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، ستكون "مهمة معقدة وتحتاج إلى وقت"، مشيرا إلى "الظروف الميدانية الصعبة في القطاع التي تعيق الوصول إلى الجثث". وقال عبد العاطي في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، إن صعوبة الوصول إلى الجثث كانت من النقاط الواضحة خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في مدينة شرم الشيخ؛ حيث تؤدي مصر دورًا رئيسيًا في الجهود الرامية إلى تحقيق تهدئة في غزة.
وأوضح عبدالعاطي أن نجاح خطة وقف إطلاق النار مرتبط بشكل مباشر بضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، قائلا: "نحتاج إلى إغراق غزة بالمواد الغذائية والإغاثية".
وشدد على أن تداعيات الحرب باتت ملموسة على مستوى المنطقة بأكملها، متوقعا أن تكون المرحلة الثانية من المفاوضات صعبة. لكن الوزير المصري أعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق، شرط استمرار انخراط كافة الأطراف الدولية، بمن فيهم الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب.