الأمم المتحدة: الحوثيون يواصلون احتجاز موظفينا في صنعاء بعد مداهمة إحدى المباني الأممية
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
كشفت الأمم المتحدة، عن احتجاز 20 موظفا أمميا بينهم خمسة يمنيين، من قبل جماعة الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة الجماعة التي أفرجت في وقت لاحق عن 11 من بين المحتجزين.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن المتحدث باسم منسق الأمم المتحدة المقيم في اليمن أن جماعة الحوثي احتجزت عشرين شخصًا من موظفي المنظمة الدولية الأحد، بعد يوم من مداهمة منشأة أخرى تابعة للأمم المتحدة في العاصمة صنعاء.
وأشار إلى أن موظفي الأمم المتحدة احتُجزوا داخل المنشأة الواقعة في حي حدة جنوب غرب صنعاء.
وبحسب المسؤول الأممي، فإن عدد المعتقلين بلغ خمسة يمنيين و15 موظفًا دوليًا، في حين أطلقت الجماعة سراح 11 موظفًا أمميًا آخرين بعد استجوابهم في ذات المبنى.
وأوضح أن الأمم المتحدة، تبذل جهودًا للتوسط "لحل هذا الوضع الخطير في أسرع وقت ممكن، وإنهاء احتجاز جميع الموظفين، واستعادة السيطرة الكاملة على منشآتها في صنعاء".
ويوم أمس، اقتحمت جماعة الحوثي، مبنى تابع للأمم المتحدة في العاصمة اليمنية صنعاء، في ظل حملة مستمرة استهدفت موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرة الحوثيين.
وقالت مصادر محلية إن جماعة الحوثي اقتحمت مبنى سكني لموظفي الأمم المتحدة في صنعاء، وأجبروا الموظفين على الخروج من مساكنهم إلى الدور الأرضي وباحة المبنى.
وأشارت المصادر، إلى قيام عناصر الجماعة بعملية تفتيش واسعة على المساكن، في الوقت الذي صادرت أجهزة حواسيب وهواتف الموظفين.
وبحسب المصادر فقد احتجزت جماعة الحوثي العديد من موظفي الأمم المتحدة، في الوقت الذي لم تعلق الأخيرة على الحادثة حتى اللحظة.
وتأتي هذه الحادثة، بعد 3 أيام، من اتهام زعيم جماعة الحوثي، العاملين في المنظمات الإنسانية والأممية بالضلوع والمشاركة في أعمال تجسسية لصالح إسرائيل، واستهداف حكومة الحوثيين برئاسة "أحمد غالب الرهوي"، غير المعترف بها دوليا في نهاية أغسطس الماضي.
وقال زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في كلمة له، دأب على إلقائها يوم الخميس من كل أسبوع: "نؤكد حضورنا وجهوزيتنا في أي تطورات أخرى في مستوى هذا الموقف، وعبرنا عنه في كلمات ومناسبات متعددة، والقاعدة مع العدو وإن عدتم عدنا، ونحن مستمرون على هذا الأساس وواثقون بنصر الله سبحانه وتعالى ومؤمنون بيقين تام بوعد الله الحق في القرآن الكريم عن مآلات القضية والصراع بين أمتنا والعدو الإسرائيلي".
وأوضح الحوثي، أن من سماهم بـ "الأعداء"، حاولوا تحريك الكثير من الخلايا التجسسية التي تعمل لصالحهم لتوفير المعلومات والإحداثيات وتنفيذ عمليات إجرامية، مبينًا أن تلك الخلايا التجسسية تسعى لـ "إثارة الفوضى في الداخل لمصلحة الأمريكيين والإسرائيليين".
وقال: "كل المسارات التخريبية التي تستهدف أمن شعبنا فشلت فشلًا كبيرًا مقارنة بما قدمه الأعداء في هذا الجانب من إمكانات هائلة ومغرية، وخلايا العدو التجسسية ضد بلدنا حظيت بتدريب كبير وزُودت بوسائل حساسة وخطيرة".
وكشف الحوثي، عن من سماهم بـ "أخطر الخلايا التجسسية"، والتي نشطت لمنتسبي منظمات تعمل في المجال الإنساني، وأبرزها "برنامج الغذاء العالمي واليونيسف، وخلايا تجسسية كانت تحتمي بالانتساب إلى المنظمات الإنسانية، وتجعل من ذلك غطاءً لنشاطها العدواني الخطير"، حد وصفه.
وأضاف: "حصلنا على معلومات قاطعة عن الدور التجسسي العدواني الإجرامي للخلايا التي تم اعتقالها من المنتسبين للمنظمات الإنسانية، ومن الجرائم البارزة لتلك الخلايا التجسسية من المنتسبين للمنظمات، أن لها الدور الأساس في الاستهداف الإسرائيلي لاجتماع الحكومة".
وتابع: "كان هناك دور أساس في جريمة استهداف الحكومة برصد الاجتماع وإبلاغ العدو الإسرائيلي ومواكبة الجريمة، وهناك دور لخلية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي على رأسها مسؤول الأمن والسلامة لفرع البرنامج في اليمن، ونحن على ثقة وتأكد تام من الحقائق المتعلقة بالخلايا المنتسبة للمنظمات، ونمتلك عليها كل الدلائل".
وأشار الحوثي، إلى ما سماه بـ "الحرص على توضيح خلايا تلك المنظمات"، لأن "البعض لا يعون الحقائق ويتأثرون بالضجة الإعلامية ويتصورون بأن هناك استهداف غير مبرر لتلك الخلايا وعدم تقدير لدورها في المنظمات الإنسانية".
وأردف: "حريصون على ما فيه الخير لشعبنا وخدمته، لكن المسألة لا تختلف أبدًا عن مصائد الموت التي لعب بها الأمريكي في قطاع غزة إلا في الشكل، لأن الأمريكي والإسرائيلي رأوا في المنظمات الإنسانية غطاءً مهمًا يحمي تلك الخلايا من الاعتقال ويسهل تحركها بالإمكانات التي تم تزويدهم من أجهزة ووسائل رصد واستهداف، وأجهزة تقنية لاختراق الاتصالات".
وتحدث زعيم الحوثيين، عن تزويد خلايا المنظمات بأجهزة وإمكانات تجسسية تستخدمها عادة أجهزة الاستخبارات العالمية، مؤكدا أن لديهم "أدلة بذلك"، في الوقت الذي وجه اللوم للأمم المتحدة وتلك المنظمات، في الوقت الذي اعتبر توجيه اللوم للأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين في صنعاء محاولة لتبرئة من سماهم بـ "المجرمين"، وتلك الخلايا التي قامت بذلك الدور "الإجرامي".
وأوضح أنه "في كل العالم حتى في البلدان الغربية وفي مواثيق الأمم المتحدة ليس هناك أي نص أو قانون يبيح للمنتسبين إلى المنظمات الإنسانية أو المنظمات الأممية أن تقوم بالأعمال التجسسية والعدوانية والإجرامية في أي بلد، ولا يوجد ما يحمي منتسبي المنظمات الإنسانية من المحاسبة والمساءلة ويبيح لها ذلك".
وأكد الحوثي، أن ما قامت به تلك المنظمات، خارج عن دورها الإنساني، مشيرا إلى أن "دورها عدواني إجرامي يستهدف شعبًا ودولة، وما يجري من تهويل ولوم وضغط إعلامي وسياسي إنما يهدف فقط لتأمين حماية الخلايا لتواصل نشاطها الإجرامي ضد الشعب اليمني".
وفي وقت سابق، أكدت الأمم المتحدة رفضها القاطع لاتهامات الحوثيين بتورط موظفيها أو عملياتها في اليمن بأي شكل من أشكال التجسس أو أي من الأنشطة التي لا تتوافق مع مهمتها الإنسانية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بشأن التطورات المتصلة بموظفي الأمم المتحدة المحتجزين تعسفياً من قبل الحوثيين "هذا أمر غير مقبول".
وعبر عن قلق وانزعاج المنظمة الشديد إزاء هذه الاتهامات المغرضة الصادرة عن الحوثيين بما فيها وصفهم موظفي الأمم المتحدة بـ "الجواسيس والإرهابيين"، كما فعلوا في سياقات أخرى.
وحذر من أن هذه الاتهامات تعرض حياة موظفي الأمم المتحدة في كل مكان للخطر.
وقال إن الأمم المتحدة ستواصل مطالبتها بإنهاء الاحتجاز التعسفي لـ 53 من زملائه الدوليين، إلى جانب موظفي المنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية، مشيراً إلى أن بعضهم محتجز لسنوات دون السماح بأي اتصال معهم.
وأكد أن عمل الأمم المتحدة في اليمن، على غرار جميع الأماكن التي تعمل فيها، يسترشد بمبادئها الأساسية وهي الإنسانية، والنزاهة، والحياد، والاستقلالية وذكر بأن سبب وجود الأمم المتحدة وفرقها الإنسانية في اليمن يكمن فقط في مساعدة الشعب اليمني.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت جماعة الحوثي رفضها القاطع واستنكارها بيان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الذي تناول قضية المختطفين من موظفي الأمم المتحدة على ذمة ما سمته "أعمال التجسس".
وقال وزارة الخارجية في حكومة الحوثي (غير معترف بها دوليا) في بيان لها، إن الأحرى بأمين عام الأمم المتحدة طلب إطلاع المنظمة الأممية على الدلائل القاطعة لارتكاب بعض موظفي برنامج الأغذية العالمي ومنظمة اليونيسف لأعمال تجسس خطيرة أدت لاستهداف قيادات في الدولة، ممثلة برئيس حكومة التغيير والبناء وعدد من أعضاء الحكومة، بدلاً من التسرع وإنكار حقيقة تلك الجريمة البشعة، وغيرها من الجرائم التي تُرتكب تحت غطاء المساعدات، واستغلال معاناة أبناء الشعب اليمني جراء العدوان والحصار القائم.
ودعت خارجية الحوثي، الأمم المتحدة وكافة الوكالات والبرامج والصناديق التابعة لها، وكل العاملين فيها، إلى النأي بالنفس عن الأعمال والأنشطة العدائية التي تُشكل إنتهاكاً لولايتها ومهامها واختصاصاتها.
وحسب البيان فإن ما يقوّض العمل الإنساني هو انتهاك بعض المنظمات الأممية لولايتها، ولمبادئ العمل الإنساني من حياد واستقلال ونزاهة، وجعل من نفسها مظلة لشرعنة الأعمال الجاسوسية لصالح دول وكيانات معادية للجمهورية اليمنية وتُهدد أمنها القومي، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وكيان العدو الإسرائيلي.
وجددّ البيان التأكيد على أنه لا حصانة للجواسيس والمخربين ومن يحاولون إثارة الفوضى، فالأمن القومي والمصلحة الوطنية العليا تعلوا على ما دونها من المصالح.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: الامم المتحدة دوجاريك مليشيا الحوثي صنعاء انتهاكات موظفی الأمم المتحدة المنظمات الإنسانیة الخلایا التجسسیة للأمم المتحدة فی الوقت الذی جماعة الحوثی تلک الخلایا فی المنظمات المتحدة فی فی صنعاء فی الیمن
إقرأ أيضاً:
اقتحام جديد و صادم في قلب صنعاء: الحوثيون يغزون مبنى الأمم المتحدة تحت أنظار العالم!
وأوضح جان علم، المتحدث باسم منسق الأمم المتحدة المقيم في اليمن، أن مسلحين من الحوثيين دخلوا مجمع الأمم المتحدة في صنعاء بشكل مفاجئ، بينما كان داخله 15 موظفًا دوليًا، مؤكداً أنهم جميعًا بخير وتمكنوا من التواصل مع عائلاتهم بعد الحادثة.
الحادثة ليست الأولى من نوعها؛ إذ سبق أن اقتحم الحوثيون مكاتب الأمم المتحدة في أغسطس الماضي، واحتجزوا حينها أكثر من 11 موظفًا أمميًا، زاعمين أنهم يتجسسون لصالح الولايات المتحدة، وفق ما أفادت به الأمم المتحدة آنذاك.
وفي تطور خطير للأزمة، أعلن ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن 53 موظفًا تابعين للأمم المتحدة ما زالوا محتجزين لدى الحوثيين، مشيراً إلى أن بعضهم لم يُعرف مصيرهم منذ سنوات.
وأضاف دوجاريك أن المنظمة "تدين بشدة هذه الاعتقالات التعسفية" وتطالب بإطلاق سراح جميع المحتجزين فوراً. ويأتي هذا التصعيد بعد تصريحات مثيرة للجدل لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، اتهم فيها منظمات تابعة للأمم المتحدة، بينها برنامج الأغذية العالمي واليونيسيف، بالتورط في "أنشطة تجسسية" لصالح "العدوان الإسرائيلي"، حسب وصفه. وردت الأمم المتحدة على هذه الاتهامات ووصفتها بأنها "خطيرة وغير مقبولة"، مؤكدة أن مثل هذه الادعاءات تعرّض حياة العاملين في المجال الإنساني للخطر وتُهدد استمرار عمليات الإغاثة في اليمن.
يُذكر أن التصعيد الأخير يأتي في ظل تداعيات الغارات الإسرائيلية على صنعاء، التي أودت بحياة رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي وعدد من وزرائه في أغسطس الماضي، تلاها مقتل رئيس أركان الجماعة محمد عبد الكريم الغماري في غارة أخرى أكدت إسرائيل مسؤوليتها عنها.
حادثة تطرح تساؤلات خطيرة: هل باتت مقرات الأمم المتحدة في اليمن رهينة لصراع الميليشيات؟ وهل يمكن للمجتمع الدولي ضمان سلامة موظفيه بعد أن أصبحوا أهدافًا في ساحة حربٍ متعددة الأطراف؟