الجزيرة:
2025-12-05@06:22:42 GMT

هرمون الكورتيزول موضع وعود كاذبة على الإنترنت

تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT

هرمون الكورتيزول موضع وعود كاذبة على الإنترنت

يتصاعد الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي بشأن دور الكورتيزول المعروف بهرمون التوتر في التسبب بمشاكل صحية متعددة، إذ يروّج أشخاص يدّعون التخصص لنصائح ومنتجات يقولون إنّها قادرة على تنظيم مستوياته في الجسم والتخفيف تاليا من آثاره.

يشير هؤلاء الأشخاص إلى "تسعة مؤشرات مُقلقة لارتفاع مستويات الكورتيزول"، معدّدين منها اضطرابات النوم، وصعوبة في فقدان الوزن، والشعور المستمر بالبرد، وسرعة الانفعال.

يقول بعضهم "إذا لاحظتَ وجود واحد على الأقل من هذه الأعراض، فقد صصمتُ برنامجا خاصا لحالتك"، بينما ينشر آخرون "رموز قسائم" لمكملات غذائية تعد بخفض مستويات الكورتيزول "بنسبة تصل إلى 75%".

يقول البروفيسور غيّوم أسييه، المتخصص في الغدد الصماء في مستشفى كوشان في باريس، في حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، إن هذه الرسائل المُتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تشير إلى أنّ الكورتيزول يُؤثّر على الصحة، "بعيدة" عن الواقع.

يؤدي الكورتيزول، وهو هرمون تُنتجه الغدد الكظرية، دورا في تنظيم التوتر والتمثيل الغذائي والجهاز المناعي.

يتبع إفرازه نمطا يوميا منتظما، إذ يكون في ذروته صباحا ثم ينخفض تدريجيا على مدار اليوم. ويمكن أن يتعطل هذا الإيقاع عند التعرض لمواقف عصيبة.

لكن انخفاض مستويات الكورتيزول أو ارتفاعها بشكل مفرط أمر نادر جدا، كما هو الحال عند الإصابة بمتلازمة كوشينغ (زيادة) أو مرض أديسون (نقص).

الهدف هو البيع

خارج هذه الحالات المرضية، "لا داعي للقلق بشأن مستوى الكورتيزول"، على ما يؤكد الطبيب في الصحة العامة تيبو فيولي، مندّدا بما يصفه بـ"دجل" الذين يدعون أنهم اختصاصيين.

ويستخدم هؤلاء مفهوم "تعب الغدد الكظرية"، ليؤكدوا أن "ملايين الأشخاص يعانون من ضعف نشاط الغدد الكظرية نتيجة التعرض المتكرر لعوامل ضغط نفسي، مما يؤدي إلى ظهور عدد كبير من الأعراض غير المحددة"… يمكن وفق فيولي أن "يتعرف الجميع على إصابتهم بها".

إعلان

وبحسب الجمعية الفرنسية للغدد الصماء، "لا يوجد دليل علمي يؤكد أن إرهاق الغدة الكظرية حالة طبية فعلية". وخلصت مراجعة أجريت عام 2016 لـ58 دراسة إلى أنّ هذا مجرد "خرافة".

يزعم بعض "المدرّبين في مجال التغذية" أن الكورتيزول يمكن أن يمنع فقدان الوزن، وهو مسؤول عن ظهور الانتفاخ في البطن أو الوجه.

مع أنّ الإفراز المفرط لهرمون الكورتيزول قد يؤثر على مظهر الوجه، كما هو الحال لدى المصابين بمرض كوشينغ، فإن الضغط النفسي اليومي لا يكفي وحده للتسبّب في تغيّرات من هذا النوع.

ولمكافحة هذا الخلل المزعوم في ضبط الكورتيزول، تعجّ وسائل التواصل الاجتماعي بمنشورات عن الحميات والمكملات الغذائية ومشروبات الديتوكس المصنوعة من ماء جوز الهند وعصير الحمضيات، والتي يُفترض أنها تُنظّم الهرمون.

يُشير فيولي إلى أن "الهدف من الحديث عن الكورتيزول هو الربح المادي فقط، أي البيع"، في حين "لا يوجد بيانات سريرية تُثبت الآثار المفيدة لهذه المنتجات".

تُحذّر المتخصصة في أمراض الكبد والجهاز الهضمي بولين غيّوش، من "سوق" الاختبارات البيولوجية "التي يصفها من يُدّعون أنهم متخصصون" خارج النظام الطبي (ويكيبيديا – إيه إيه أو سي، معهد السرطان الوطني الأمريكي)بين 300 و1500 يورو

تُحذّر المتخصصة في أمراض الكبد والجهاز الهضمي بولين غيّوش، من "سوق" الاختبارات البيولوجية "التي يصفها من يُدّعون أنهم متخصصون" خارج النظام الطبي.

وتوضح غيّوش "نتحدث هنا عن فحص الكورتيزول اللعابي، بالإضافة إلى فحص ميكروبات الأمعاء والحساسية على الطعام، والتي يفترض أن تكشف نتائجها "عن اختلالات أو نقص لا يمكن رصده من خلال ما يُعرف بالطب التقليدي".

وبحسب شهادات جمعتها، تتراوح تكلفة هذه الفحوصات "غير الموثوقة إطلاقا"، بين "300 و1500 يورو للحزمة الكاملة".

يقول أسييه "إذا لجأتم إلى مسار بديل، فإنكم تخسرون أي ضمانة لجودة التحاليل أو النتائج".

وتتوفر أيضا اختبارات "منزلية" للكورتيزول عبر الإنترنت.

ويوضح أسييه "إذا كانت الخدمة المقدمة غير معتمدة وتوفر لك معدات لإجراء الفحوصات بنفسك، بدون أن تكون النتائج معتمدة من مختبر طبي رسمي في المدينة أو المستشفى، فهناك مخاطرة فعلية" تتعلق بصحة ودقة التحاليل.

إلى جانب "خسارة المال"، تشير الدكتورة غيوش إلى خطر التشتت لهؤلاء الأشخاص الذين غالبا ما يكونون في حالة يأس، ويتلقون وعودا بإيجاد حلول لكل مشاكلهم، ما قد يدفعهم إلى الابتعاد عن الطب التقليدي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

ما الحكمة من تناثر القصص القرآني داخل السور وعدم جمعها في موضع واحد؟.. خالد الجندي يوضح

أكّد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن للقرآن الكريم أهدافًا متعددة في عرض القصص القرآني، مشيرًا إلى أن هذه الأهداف لا يمكن حصرها نظرًا لثراء هذا الباب القرآني واتساعه، مشيرًا إلى أن القرآن يتكوّن من ثلاثة أقسام رئيسية، هي: التوحيد والتشريع والقصص، موضحًا أن هذا التقسيم لا علاقة له بالأجزاء الورقية المعروفة، وإنما هو تقسيم موضوعي لمضامين القرآن.

وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج لعلهم يفقهون، المذاع على قناة dmc، اليوم الخميس، أن قسم التوحيد يشمل الآيات التي ترسخ عقيدة الإيمان بالله مثل قوله تعالى: «وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ»، أما قسم التشريع فيضم الآيات التي تتعلق بالأحكام العملية، مثل آيات الصيام والمعاملات والزواج والطلاق، بينما يأتي قسم القصص ليعرض نماذج الأنبياء والمجتمعات السابقة، ومنها قصص موسى والخضر، وأصحاب الكهف، وأصحاب الجنة وغيرهم.

وأشار الجندي إلى أن القصص القرآني يتميّز بقدرة فريدة على جذب النفوس، موضحًا أن النفس البشرية تمل من التعليم المباشر، لكنها تميل بطبيعتها إلى السرد القصصي، وهو ما اعتبره براعة قرآنية استثنائية في مخاطبة الإنسان وتربيته. ولفت إلى أن القرآن مزج بين الأقسام الثلاثة بشكل متقن، فطعّم التشريع والتوحيد بالقصص، وضمّن القصص آيات توحيدية وتشريعية، مما يمنح المتلقي فهمًا شاملًا ورسائل مركبة ذات تأثير بالغ.

وأكد الجندي أن من أمثلة هذا المزج ما ورد في قصة يوسف عليه السلام حين قال لأصحاب السجن: «أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ»، حيث يندمج السرد القصصي مع بيان عقيدة التوحيد.

كما ضرب مثالًا آخر بقصة ذي القرنين، التي تضمّنت بيانًا واضحًا للعدل والثواب والعقاب، وكذلك قصة الخضر وموسى التي أبرزت قيمة الصلاح وثمار التقوى.

وشدّد الجندي على أن كل لفظ في القصص القرآني يحمل دلالة ومعنى وتوجيهًا، وليس فيه حشو أو تكرار بلا غرض، مؤكدًا أن القصص الذي اختاره الله للقرآن ما هو إلا خلاصة الخلاص مما يعلمه الله من قصص وحكم وعبر لا نهاية لها، موضحًا أن دراسة هذا الباب وحده تحتاج إلى مدارس وأكاديميات متخصصة، نظرًا لغزارة دلالاته وعمق معانيه.

وأكد على أن الاشتغال بالقصص القرآني باب واسع من أبواب العلم والتربية، وأن تعمّق المسلمين فيه يعزز فهمهم للقرآن ويزيد ارتباطهم به.

مقالات مشابهة

  • عباس شراقي: البيان الإثيوبي الأخير يحتوى على "مغالطات كثيرة وادعاءات كاذبة"
  • قناة بريطانية تعتذر وتدفع تعويضات للإغاثة الإسلامية بعد اتهامات كاذبة
  • خالد الجندي يكشف الحكمة من تناثر القصص القرآني داخل السور وعدم جمعها في موضع واحد(فيديو)
  • ما الحكمة من تناثر القصص القرآني داخل السور وعدم جمعها في موضع واحد؟ خالد الجندي يوضح
  • ما الحكمة من تناثر القصص القرآني داخل السور وعدم جمعها في موضع واحد؟.. خالد الجندي يوضح
  • البوسعيدية: مؤتمر "عُمان للسكري والغدد الصماء" محطة محورية في الارتقاء بجودة رعاية المرضى
  • بعد نزاع على قطعة أرض.. الأمن يكشف ملابسات فيديو ادعاءات كاذبة عن تهديدات أمنية | فيديو
  • معبر رفح: وعود المفاوضات تصطدم بالواقع الميداني
  • والد السباح يوسف: ابني تعرض لاتهامات كاذبة.. ورد اعتباره أولوية قصوى
  • تعرف إلى دواء ليناكابافير لعلاج الإيدز