عربي21:
2025-05-11@18:59:09 GMT

حينما يعبث نتنياهو بالمخاطر

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

باغتيال قائدين من وزن ثقيل، في حزب الله وحركة حماس، يبدو أن بنيامين نتنياهو بصدد صناعة مسارات جديدة للصراع في المنطقة، أو تجريب خيارات من خارج الصندوق. واللافت أن هذه التطورات تحصل مباشرة بعد عودته من زيارة واشنطن ولقائه بالمسؤولين الأمريكيين على مستويات مختلفة.

يدرك نتنياهو، الذي كان على صلة مباشرة بإدارة الحرب طوال الشهور العشرة الماضية، الخطوط الحمر في هذه الحرب وطبيعة قواعد الاشتباك، وإن كانت على الجانب اللبناني أكثر وضوحا منها في الجانب الفلسطيني، أن قتل فؤاد شكر، القائد العسكري الأول في حزب الله، واغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، هما حدثان من نوع اللعب على حافة الهاوية، ليس بالنظر لأهمية الشخصيتين داخل تنظيماتهما، بل لأن استهدافهما سيولد دينامية جديدة في الصراع قد تنسف مختلف الضوابط التي تم مراعاتها حتى الآن، فلا حماس ولا حزب الله استهلكا جميع أوراقهما في هذه الحرب، ولا إسرائيل، وكما ثبت بالتجربة العملانية، قادرة على الخروج من مأزق غزة أو الانخراط بحرب جديدة.



كما يعلم نتنياهو، وبخبرته المديدة، أن اغتيال القيادات لا ينهي حروبا ولا يعطل مسارات، والتجربة الفلسطينية خير مثال على ذلك، حيث اغتالت إسرائيل عشرات القادة والمؤسسين، من الشيخ أحمد ياسين الى عبد العزيز الرنتيسي وفتحي الشقاقي، وخليل الوزير وصلاح خلف، استهدافهما سيولد دينامية جديدة في الصراع قد تنسف مختلف الضوابط التي تم مراعاتها حتى الآن، فلا حماس ولا حزب الله استهلكا جميع أوراقهما في هذه الحرب، ولا إسرائيل، وكما ثبت بالتجربة العملانية، قادرة على الخروج من مأزق غزة أو الانخراط بحرب جديدةورغم أهمية هؤلاء القادة إلا أن حماس وفتح والجهاد الإسلامي لم تحصل لها حالة انهيار وبقيت قوة وازنة وفاعلة ومؤثرة في مسرح الحدث الفلسطيني والإقليمي.

إذا ماذا يريد نتنياهو من وراء هذه السياسة الجديدة؟ ثمة أكثر من احتمال لتفسير هذا التصعيد وفهم أبعاده ومراميه:

الأول: إغلاق حساب، بمعنى أنه يريد طي صفحة الحرب التي بدأت تظهر آثارها الخطيرة على إسرائيل، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وبالتالي فهو يريد مخرجا من وزن اغتيال قادة مهمين ليعلن أن الحرب أدت أهدافها، غير أن ذلك قد يورطه في حرب أكبر إذا رأى حزب الله وإيران أن السكوت عن هذه الأفعال سيشكل إحراجا لهما وإعلانا لهزيمتهما في المنطقة.

الثاني: إعادة تشكيل الحرب، بمعنى تغيير كل قواعد الاشتباك التي انتظمت عليها الحرب طوال الشهور السابقة، وفرض قواعد اشتباك من طرف واحد، بحيث تقر إسرائيل وتفرض على الفاعلين الآخرين نمطا جديدا من الحرب لن يجدوا أمامه إلا التكيف معه، نظرا لفارق ميزان القوّة، وهذا أيضا تصوّر غير متسق مع مجريات الحرب ووقائعها، وقد يزيد من إشكاليات نتنياهو بدلا من حلها.

الثالث: دفع إيران الى الانخراط في الحرب، بعد تجاوز الخطوط الحمر، الأمر الذي سيستتبعه انخراط أمريكي مقابل، بعد أن سمع نتنياهو، ومن مستويات أمريكية عديدة، التزام أمريكا بأمن وسلامة إسرائيل، وبالتالي فلا داعي للاستنزاف والمراوحة الحاصلة الآن بدون آفق، والذهاب إلى الحسم، حتى لو كان ذلك يعني السير إلى حريق إقليمي كبير. أيضا هذا الاحتمال دونه وضع أمريكي غير مريح على المستوى الجيوسياسي، نظرا لأولويات واشنطن ومشاغلها العالمية والداخلية.

الملفت إزاء هذا المشهد المتدحرج بسرعة صوب الانفلات، الهدوء الذي يعم العاصمة الأمريكية، والتي عبر عنها أكثر من خبير ودبلوماسي وعسكري في واشنطن، بأنه لن تكون هناك حرب شاملة حتى بعد إقدام نتنياهو على مغامراته الطائشة، دون شرح وتحليل أسباب هذا التأكيد، مع أن النخبة الأمريكية ذاتها كانت قد توقعت في بداية الحرب أن احتمال توسعها الى حرب إقليمية أمر وارد بدرجة كبيرة
الرابع: حسابات خاطئة، من نوع أن إسرائيل وطوال الشهور العشرة قتلت شخصيات فاعلة ومؤثرة وكانت ردود حزب الله وحماس محدودة جغرافيا ولم تصل إلى حد التمرد على قواعد الاشتباك، وخاصة من قبل حزب الله. ويدخل ضمن هذه الحسابات، أن الاغتيالات المتدرجة قد يكون الهدف منها تعويد حزب الله وحماس على هذا النمط من الاغتيالات، وبالتالي، وخاصة حزب الله، عليه الاستعداد لاغتيالات من حجم كبير جدا.

الملفت إزاء هذا المشهد المتدحرج بسرعة صوب الانفلات، الهدوء الذي يعم العاصمة الأمريكية، والتي عبر عنها أكثر من خبير ودبلوماسي وعسكري في واشنطن، بأنه لن تكون هناك حرب شاملة حتى بعد إقدام نتنياهو على مغامراته الطائشة، دون شرح وتحليل أسباب هذا التأكيد، مع أن النخبة الأمريكية ذاتها كانت قد توقعت في بداية الحرب أن احتمال توسعها الى حرب إقليمية أمر وارد بدرجة كبيرة، فما الذي تغير؟ هل تعتقد واشنطن أن المنطقة باتت مستنزفة وبالتالي لا رغبة لدى أطرافها بالخوض في حرب تستنزفها أكثر من ذلك، أم أن واشنطن تدير قنوات اتصال خلفية مع الأطراف المختلفة وتعرف بالتالي تفاصيل أكثر مما هو معلن؟

بكل الأحوال، المنطقة ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر تعيش في قلب الخطر، الذي كانت نتيجته قتل وجرح ما يزيد عن 130 ألف غزي وتدمير كامل القطاع، فإن لم يكن كل ذلك خطرا فماذا يعني الخطر أصلا؟

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حزب الله حماس نتنياهو الحرب إيران إيران حماس نتنياهو حزب الله الحرب مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله أکثر من

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: الحرب في غزة يجب ألا تستمر وعلى ترامب الضغط على نتنياهو

دعت مجلة "إيكونوميست"، في افتتاحية لها، إلى وقف الحرب في قطاع غزة، مشددة على أن الأمريكيين الضغط على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القبول بوقف إطلاق النار ثم الضغط  على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لنزع سلاحها.

وقالت المجلة في الافتتاحية التي نشرتها الخميس وترجمتها "عربي21"، إن المسؤولين الإسرائيليين أكدوا أن المرة هذه ستكون مختلفة، في إشارة لقرار حكومة الاحتلال في 5 أيار/مايو توسيع العدوان على قطاع غزة.

وتهدف إلى تعبئة عشرات الآلاف من جنود الاحتياط. وسوف يستعيد جيش الاحتلال جزءا من القطاع، ويقوم بهدم بعض المباني أثناء تقدمه وسيتم تهجير الفلسطينيين إلى قطعة صغيرة من الأرض في جنوب غزة. وفي موازاة ذلك، ستسمح إسرائيل بإدخال بعض المساعدات إلى القطاع الذي تفرض عليه حصارا منذ 2 من آذار/مارس حيث سيتم تخزينها في مراكز يحرسها مرتزقة أمريكيون. ومن ثم تأتي العائلات مرة كل أسبوعين لجمع الطعام وبعض الضروريات.


وتقول المجلة إن أنصار الخطة يجادلون بأنها ستكون حاسمة حيث سيتم تدمير ما تبقى من حماس وحرمانها من المساحة لإعادة تجميع صفوفها أو قمع سكان غزة ومنع الغذاء عنها بحيث لا تكون قادرة على إطعام مقاتليها. 

وتعلق المجلة أن نتنياهو أمضى 18 شهرا وهو يعد بتحقيق "النصر الكامل"، ويقول مؤيدو الخطة إنهم بحاجة إلى بضعة أشهر أخرى فقط لتحقيقها.

ولفتت المجلة إلى أنه لا يوجد أي سبب يدعو لتصديق كلامهم. فبداية لن تؤدي العملية لتحرير الأسرى المتبقين في غزة. إلى جانب معاناة جيش الاحتلال الإسرائيلي من أزمة معنويات، ففي بعض الوحدات العسكرية لم تستجب سوى نسبة 50% من جنود الإحتياط للدعوة إلى الخدمة مرة أخرى. وتكشف الاستطلاعات أن نسبة 60% من الإسرائيليين يعارضون هجوما جديدا يؤدي لاحتلال غزة.

وزعمت المجلة أن دولة الاحتلال "حطمت قيادة حماس ودمرت ترسانتها العسكرية بشكل تستطيع شن هجمات معقدة، وما تبقى هي قوة عصابات والتي ستجد إسرائيل صعوبة في القضاء عليها لأن الأعداد الجديدة من المجندين كثيرة".

ويعاني المدنيون من الجوع بسبب الحصار. كما أن خطة إسرائيل لتقديم المساعدات لن تقدم سوى القليل من الإغاثة. ولا تتضمن على أي أجراءات خاصة تتعلق بالأشخاص المرضى أو غير القادرين على الذهاب إلى مركز التوزيع.

وتقول المجلة إن المستفيد الوحيد من استمرار الحرب هو نتنياهو وتحالفه المتطرف الذي يحلم بإفراغ غزة من سكانها وإعادة بناء المستوطنات اليهودية هناك. ولو تمكنوا من تحقيق هدفهم، فإن 2 مليون إنسان سوف يضطرون إلى العيش في 25% من مساحة غزة على أساس حصص غذائية.

ويتفاخر بعض الوزراء الإسرائيليين بالفعل بأن مثل هذه الظروف من شأنها أن تدفع سكان غزة إلى المنفى، وهو ما يعتبر بمثابة تطهير عرقي.

وتضيف المجلة أنه يجب عدم استخدام الطعام كسلاح في الحرب. ويجب على إسرائيل السماح بدخول المساعدات إلى غزة والسماح للمنظمات الخيرية بتوزيعها.


وتزعم المجلة أنه حتى لو أخذت حماس بعضا من المساعدات، وهذا أمر سيء، ولكن البديل سيكون المجاعة. وإلى جانب ذلك، فقد حان الوقت للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم. ويجب على  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يطالب نتنياهو بالموافقة على صفقة تبادل، مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى. وهو ما لا يستطيع أي زعيم آخر أن يفرضه.

ويتطلع الرئيس الأمريكي إلى تحقيق انتصار في السياسة الخارجية، وعندما يزور الخليج الأسبوع المقبل، ينبغي للقادة العرب أن يحثوه على مواصلة هذه الجهود.

وبعد وقف إطلاق النار، تقول المجلة إن على ترامب الضغط على حماس، مستخدما الوسيلة القوية والاخيرة، وهي إعادة الإعمار. وتقدر الأمم المتحدة أن هذه التكلفة ستصل إلى 53 مليار دولار على مدى العقد المقبل.

وشددت المجلة على أن الحرب التي لا تنتهي سوف تعمق الخلافات في إسرائيل وتضر أكثر بمكانتها في العالم، موضحة أنه في حال انتهى الأمر بإخلاء غزة من سكانها وإعادة احتلالها، فسوف ترتكب إسرائيل خطأ استراتيجيا وفضيحة أخلاقية.

مقالات مشابهة

  • رامي جبر: تفاؤل باتفاق بين واشنطن وطهران والمحادثات أكثر جدية
  • محلل عسكري صهيوني: هذه هي “إسرائيل نتنياهو” اليوم ..!
  • دعوات جديدة في إسرائيل لإسقاط حكومة نتنياهو
  • إيكونوميست: الحرب في غزة يجب ألا تستمر وعلى ترامب الضغط على نتنياهو
  • هآرتس: واشنطن تضغط على إسرائيل لإبرام اتفاق في غزة
  • واشنطن تقطع الاتصالات مع نتنياهو: لن ننتظر إذن تل أبيب للتعامل مع الحوثيين
  • خطة أمريكية لإنهاء حرب غزة دون التنسيق مع إسرائيل..ترامب قطع التواصل مع نتنياهو
  • الحبل الأميركي الذي قد يشنق نتنياهو
  • موسم الأفول : هذه أسباب اعطاء ظهر ترامب إلى نتنياهو !
  • توتر غير مسبوق بين واشنطن وتل أبيب.. ترامب يقرر قطع الاتصال مع نتنياهو