سودانايل:
2025-05-09@03:40:38 GMT

الحرب المنسية؟؟؟؟ لا، الحرب الإنتحارية!

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

بقلم سعيد محمد عدنان – المملكة المتحدة

هي منسية للحضاريين، أهل الضمائر ومخافة الله
ولكنها متعة العسكرتيريا، التي تسلمت السودان الذي اسسه المستعمر لوقاية الأفارقة من هجمة الرق من مسترقي الجوار، ولا أخال أي سوداني لا يعلم بالزبير باشا والمسترقين في غرب السودان ومملكة الفونج وسلاطين مصر، الذين استفادوا من حظر الرق الأطلسي فمارسوا الرق اللإسلاموي!!! أسرى المعتدين الذين يجب أن يتم فيهم قوله تعالى "فإذا وضعت الحرب أوزارها فشدوا الوثاق فإما منىً وإما فدىً"
وأما في حق الضعفاء من كبار السن والمرضى والنساء الأطفال فاحتضانهم في الأسر المتطوعة لجعلهم أهل اليمين ممن نظم الإسلام دمجهم في الأسرة، يشاركونها اعمالها وخدماتها ويقتاتون معهم طعامهم ويشتركون الإيواء معهم.

هذا ما احترمه المستعمرون بعد توبتهم من الرق الأطلسي ومحاكمتهم فيه.
فإذا بعرب الشتات المدحور من الخلافة العباسة بواسطة التتر، يتدفقون إلى الشام فمصر فصحراء إفريقيا ويتسللون إلى دول الساحل حول بحيرة تشاد، بمواشيهم وتأسست البيوتات الرحالة، في أراضي الأفارقة الوطنيين والذين يزرعون أراضهيم ويربون فيها المواشي للإستهلاك الأسري، فنجمت حروب الحواكير في بلد ثري بالطبيعة، محبٍ لزواره وضيوفه، والذين جاءوا بضمائر ظلم واستعلاء أهلكهم في مملكتهم العباسية.
وهذا امر طبيعي فالخير والشر خياران يقع في أيهما البشر ويتم ضبطها بالتحكيم والتراضي، إلا إذا دخلها الطمع البشري الذي لا حدود له في الظلم والطغيان، قوله تعالى "إنا عرضنا الأمانة للسموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماُ جهولا" صدق الله العظيم.
هذا ملخص لكيف تكون السودانان، الإنجليزي والفرنسي، بعد توبة المستعمر.
فإذا بالداء الظالم الطامع يستشري في القبائل المحررة من ذلك الظلم، حتى اضطر المستعمر لخلق السدود في نهر النيل الأبيض وعمل اتفاقية جوبا عام 1947 بين شمال الوادي وجنوبه، والتي لم يلتزم بها أيهما تحت وطآت الطمع والشوفينية.
هذا تأريخ محزن ولكنه أخف وطأة من خلافه الذي تطبقت فيه تحاذير الآية الكريمة ".... وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا"
هنا قام المؤتمر الوطني المحلول في فلسفة وهندسة هذا العيب الدفين، بدلاً من إزالته بيده، أو بلسانه أو بقلبه وهو أضعف الإيمان، قاموا واستغلوة لمتعة الحكم والتسلط وخداع أنفسهم وغيرهم أنهام يريدون أن يخلقوا للمولى عز وجل دولة إسلامية، لا علاقة لها بالإسلام وإنما بالإرهاب: سفك الدماء وسرقة الموارد وممارسة الفساد الممنهج كما رأيناه جميعاً.
بدأوا بالجنجويد الأول، آل المهدي والخليفة التعايشي، الذين استباحوا الأسر وسفكوا الدماء بحجة تطبيق شرع الله، وتجاوب معهم منافسوهم سلاطين مصر بطائفة الختمية التي استعبدت الفقراء بصكوك الغفران والشيعية ، ففشل استقلال السودان بين إداراتهم حتى لم يفطنوا إلى أن تلك الأرض الغالية هي لمن يملكها كوطن، وليس كمحتل.
وهنا امتدت المرحلة الثانية المخجلة من تلك الطوائف، فانشغلوا بالثراء ولم يفطنوا قط لأن تلك الأرض من يتم تسجيلها بدستور لمواطنيها، لأنهم يؤجلونه ريثما تكبر طائفتهم فينالوأ أكثر (الطمع الذي ودر وماجمع)، ومارسوا أساليب المافيات التي تخلص منها العالم بدحرهم للأراضي الجديدة في القارة الأمريكية، وفعّلوا اساليب الرجعية لمنع نضوج العقل السوداني نحو الحرية وقداسة الحقوق بين الفرد للجماعة والجماعة للفرد،
وبدأو في ممارسة التطور اللا أخلاقي بأسلوب الإنقلابات العسكرية في هيئة ثورات كالثورة البيضاء وثورة مايو إلخ، باختيار الجيش كمليشيا للحاكم.
وأدخلوا تلك الأرض الطيبة في صراغ الطمع والجهل والتسلط، حتى فقدت البلاد كل ميزاتها بعد تحرير المستعمر لها، فأضاعوا الحقوق ودمروا المساكن والقرى، وشردوا المواطنين، ثم تلتها الشوفانية اللأخلاقية بالحكم بالسرقة (كلبتوكراسي)، بين العسكر والمتطرفين الدينيين، وكان ذلك سوء الحصاد لتلك المراحل، فقتّلوا وشرّدوا الكفاءات، وفتحوا الباب للإرهاب العالمي ، وسرقوا الأموال وقسّموا البلاد، فطمع الجيران الذين كانوا يحسدون السودان على خيراته الوفيرة.
ولما رصدهم العالم الحر في تنكرهم لخلق استعمار غجري، وإرهاب، وحاصرهم فيه، فنع قادته الذين استدعوا للمحاسبات الجنائية في محاكم العالم، فظهر العيب الجديد: الجبن والهلع.
باختصار بدءوا يخافون من بعضهم البعض: جيش لا أمان له ولا ذمة، بعد تدليجه بعيداً عن الوطنية لحماية الأرض، وقبل وضع دستور يحفظ حقوق أهله، وخاف قادتهم من انقلاب الجيش عليهم فكونوا الجنجويد واستخدموه للتعرص لدول الجوار للقيام بتصفيات معارضيهم، ولأوروبا لحماية حدودها من الهجرات، وسرعان ما احتكرها رأيسهم الفاسد الخائب واعتبرها جيشاُ لحمايته، وملكهم ثروات من البلاد وانحرف بالسودان من الحياد الإيجابي إلى بيع موانئه وقداسة أرضه.
وقامت ثورة ديسمبر المجيدة، فأصب العسكر الهلع وخافوا المحاسبة، واستغل هلعهم الطائفيون من فلول الأحزاب وسرقوا الثورة من الشعب الباسل وقتّلوا الثوار وحرقوهم .
وأُفسدت بدايات الثورة بالتحالف مع اللجنة الأمنية للحكومة المعزولة، ولعب الجبن والخوف من التجربة ، مع الأطماع الشلرهة للعسكر والمافيات و غسيل الأموال، وسعى الثوار في مراحل مرهقة إلى مراحل بناء الانتقال الديمقراطي، ولكن آفات النظام وما فياته وطمع الجيران رفض إلا أن يفشل محاولات الوثيقة الدستورية، ودخلت المطامع العالمية وحروب الوكالة، في وضع تبلور على حرب بين الجيش المؤدلج (المكون من مليشيات حزبية) والدعم السريع – الجنجويد، وهذا الأخير دخل في اتفاق إطاري لعمل الحكم المدني، والذي لا يريده الحاكم الذي لا زال في براثن جرائم الحاكم المعزول.
وفي الفراغ بينهم تلاعبت الفلول الطامعة، والحركات المسلحة في طمع السطو على مايمكن السطو عليه من البلاد.
وتناغم الدعم السريع مع الأحزاب لإرجاع الديمقراطية وهزيمة المؤتمر الوطني وفلوله، ولكن في صفوف عرب الشتات هؤلاء، خبث دفين هو حاكم توحدهم، يطمعون في السكني في مباني "الجلابة" كما يسمونها.
وسائط النظام العالمي والإفريقي أتى بعدة مفاوضات، أهمها مفاوضات جدة، والتي توصلت ألى مفصل حل متفق عليه: أن يخلي الدعم السريع منازل المواطنين (في الوقت الذي ليس فيه حكومة شرعية ولا شرطة، والبلاد في حالة حرب مشتعلة.
يطالب الجيش بأنه لا زال الحاكم الشرعي بحكم الوثائق التي انقلب عليها، ووضح أن المؤتمر الوطني لا زال يمسك بالسلطة، وضاطه معرضون للمحاسبة إذا فقدوها: مسرح جبن جديد!!!
أصبح البرهان يرغي رافضاً أي تفاوض بحجة أن آخر مخرجات مفاوضات جدة، أن يخلي الدعم السريع منازل المواطنين التي يحتلها، ومباني الخدمات العامة، وإلا فحرب لا تبقي ولا تذر. ما هذا الهراء؟
مادام لديك يا برهان صك مثل ذلك، من أجل وقف سفك الدماء وعودة النازحين، فلماذا تطالب باستمرار الحرب؟ هل حاولت أن تدخل في مفاوضات تطالب فيها بمشارتك مع قوات دولية للإشراف على إخلاء المنازل المنهوبة وحراستها بقوات دولية مع قوا ت رمزية من الجهتين المتحارب؟ أو بمليشيا تكونها الأمم المتحدة بقبول الطرفين وحماية الأمم المتحدة؟
وإن كان الإدراك والفهم معدومان، أليس قصف تلك المانزل أرحم من دمار البنية التحتية للبلاد ووضياع السودان بعد تدمير كل منشآته وتشريد أهاليه وطحنهم بالمجاعة والأوبئة؟
هذا ما نعنية بالشوفانية العسكرية "جاكس اوف افري ثنق آند ماسترز أوف نوثنق"
لقد تغربنا تشريداً في محاربة الفساد، والآن ننعي أهالينا ووطننا لبلادة البندقية التي تقود من يمسكها إلى فقدان عقله، إلا إذا وضع قيد قيود وقوانيو جماعية لا يحتكرها أحد ولا يزورها أحد.
إن جيشك مؤدلح ولا يصلح ليكون قوة يبيح لها العالم الحر مجالاً، ومصير كل تلك القوى الشريرة هو الفناء، هذا إذا ما أصاب العالم الفناء بسوء استخدامه وبالتنبؤ المرصود بهلاك الأرض بسبب سيطرة الذكاء الصناعي، وانحسار الأراضي لارتفاع مياه المحيطات، وتضاعف السكان و بطء دوران الأرض ورصد تغيرات في مواقع النجوم والتي تفضي باقتراب اختلاط مدارات الصخور واقتراب الشموس، وصراع الحروب الوكالية وانحسار المياه العذبة إلى آخر عىلامات الساعة.
فهلا فكرتم في العدالة والمانة التي حملتموها ظلماً وجهلاً لدنيا في نها يتها؟
إذا كان هناك من له ضمير ويخاف ربه لاستوعب ما ورد هنا وسعى للإطلاع على هذه العلامات، فيكسب من ترفع من التغول على أمانة الله (العبء في تقسيم خيرات وبلاءات المولى عز وجل)، من كنز الذهب والفضة لتكوى بها الجباه والجنوب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

izcorpizcorp@yahoo.co.uk  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الهُوَ والأنا .. حكاية الوادي الأعلى

من مقولة ابن خلدون «الإنسان ابن بيئته»، وفي محاولة لتبادل المعنى والرمزية؛ فإن الأرض لها من الإنسان الشيء الكثير، فماذا لو كانت الأرض التي نحياها ذاتًا حيّة تحمل من الصفات الإنسانية الكثير؟ ولسنا بذلك نقصد التركيب الخارجي أو تلك السلوكيات المكتسبة، بل نعود إلى ما هو أبعد من ذلك وأعمق، الذات الإنسانية كتفاعلات ما بين (الهُوَ والأنا والأنا الأعلى)، وليس لنا في هذا المقام سوى أن نعبر عليها عبورًا يسارع بنا لربطه بالأرض، فماذا لو كانت أرضنا ذاتًا بشرية؟ فحسب فينومينولوجيا الأشياء، تلك الكيانات التي نحسبها جامدة حولنا تعكس تجربتنا الشعورية حين النظر إليها.

فما بين الهو الذي يعبّر عن أصالة تكويننا، والذي يسير بنا باتجاه يجعله بيولوجيًا جينيًا، والأنا التي تجعلنا نعي ما نحن عليه، والأنا الأعلى التي تجعلنا نرجع إليها كلّ حين لتُلقي لنا بأحكامها المُثلى، ذلك هو الإنسان بتكوينه العميق، فلو كانت الأرض كمثل تلك النفس الإنسانية بأبعادها الثلاثة، فما هو الهو والأنا والأنا الأعلى على نحو يُحاكي جيولوجيا الأرض التي نحياها؟

أنا والأنا الأعلى، أنا والوادي الأعلى، في قرية لو لم تُخلق نائية لنأت عن العبثية، وإن لم تكن تبعد مسير ٣٠ كيلومترًا عن الولاية الأم (بهلا)، لتدفقت عبر عين وضّاح، ولتربّعت عرش برج الريح، إلا أنها نأت بكلّ ذلك، فكانت «وادي الجلال والجمال»، ولو لم تُخلق على سفح جبل الكور لاتكأت عليه، ذلك الجبل في تشكيلته من قمم جبال الحجر الغربي، وتتأرجح بينه محافظتا الداخلية والظاهرة، ولو لم تُخلق بوادٍ يَجري منسلًا عبرَ شعابها، التي تعبر تلك الجروف الصخرية، تتلمّس الطريق عبر الالتواءات والانحناءات، لكانت الآن تتسلّل لها وديان الأراضي المحيطة لتطمئن على سطحها، ولو لم تلتحف رداء أخضر بعشبها وشجرها، لأحضرت الطيور البذور بذرة بذرة، لتعرف أنها هي الأرض الملائمة لتكون سفحًا ندِيًا يُشِعّ بتدرجات الأخضر.

الوادي الأعلى، باعتبارها أرضًا بإسقاطات مبتكرة لكاتب امتهن الحنين قبل الكتابة، يجد فيها الذات الإنسانية حاضرة في مقوماتها الثلاثة الأساسية، في جبل الكور والسفوح الخضراء، والوادي المنساب عبر انحدارات التكوينات الصخرية، وبإسقاطات أكثر تفصيلًا، فذاك الجبل يبدو كـ(الأنا الأعلى)، يلتفت لك على الدوام وأنت تناظر قممه نادرًا، ليوحي لك بالقمم التي عليك أن تصل إليها بإنسانيتك، وإني لأذكر بذلك حديث أحد متسلقي الجبال حين سُئل حول ما يفتنه بتسلّق الجبال رغم وعورتها، دونًا عن كل الرياضات الأخرى، ليقول: «هي القمم التي تصعدها فتُخبرنا أننا سنصل إلى القمة على الدوام، وعلى الدوام هناك قمم».

أما تلك السهول الخضراء المسيّجة بتعريشات أشجار الحناء، فهي وعينا بكل شيء حولنا (الأنا)، بما في ذلك الجبل والوادي، ليكون الوادي هادرًا متدفقًا، معبّرًا عن (الهو) الذي يُغذّي إنسانيتنا مرة بعد مرة، في تكوين بيولوجي يحكي البطء الشديد الذي تلاحمت فيه التكتلات الصخرية، وتنشد أشجار الحناء سياج الأمان حول سهولها، فينساب الماء مبتهلًا بعظمة الخالق، ليكون التلاحم ما بين الإنسان والأرض.

وبخلاصة تأملية، أتذكّر مقولة علي بن أبي طالب: «وتحسب أنك جرم صغير، وفيك انطوى العالم الأكبر».

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة يصدر قراراً يقضي بإلغاء جميع الإجراءات المتخذة بحق الأشخاص الذين ترتبت عليهم ذمم مالية لقاء بدل فوات خدمة العلم بما في ذلك الحجوزات الاحتياطية والتنفيذية
  • ماذا يعني اسم سيندور الذي أطلقته الهند على عمليتها ضد باكستان؟
  • أشد الناس عذابًا يوم القيامة.. من هم «المصوِّرون» الذين حذّر منهم النبي؟
  • خالد بيبو يكشف عن اللاعبين الذين ظلمهم كولر في الأهلي
  • البالغون الذين يعانون من حب الشباب تتزايد لديهم احتمالية الاضطرابات الغذائية
  • السلاح لن يحسم هذه الحرب اللعينة العبثية المنسية
  • اكتشاف مذهل في سماء الأرض وراء الكوارث الطبيعية
  • وزير الطوارئ والكوارث لـ سانا خلال الاجتماع التشاوري للوزارة :إحداث مركز وطني لإزالة مخلفات الحرب والألغام غير المتفجرة ‏التي خلفها النظام البائد
  • تايمز: ما الذي يتطلبه إحلال السلام في غزة؟
  • الهُوَ والأنا .. حكاية الوادي الأعلى