الإفتاء توضح حكم الوضوء لقراءة القرآن
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن لا يجوز شرعًا مس المصحف إلا لمن كان طاهرًا من الحدثين جميعًا؛ وهو قول مالك والشافعي والحنابلة، واحتجوا بكتاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمرو بن حزم: «أَنْ لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ» أخرجه الإمام مالك في "الموطأ".
. دار الإفتاء توضح
وأضافت دار الإفتاء، أن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلا طَاهِرٌ» أخرجه الطبراني في "الكبير"، وقال أبو حنيفة: يجوز حمله بعلاقته بدون وضوء، ومنع ذلك مالك والشافعي.
وأوضحت أنه بالنسبة لـ قراءة من المصحف: فيجب على القارئ أن يكون على طهارة تامة من الحدثين الأصغر والأكبر؛ لحديث علي رضي الله عنه: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ قَرَأَ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ قَالَ: «هَكَذَا لِمَنْ لَيْسَ بجُنُبٍ، فَأَمَّا الْجُنُبُ فَلَا، وَلا آيَةً» أخرجه أبو يعلي في "مسنده". أما إذا كان القارئ حافظًا للقرآن أو لجزء منه ويتلوه بغير مس للمصحف فلا مانع من ذلك شرعًا.
وأكدت دار الإفتاء، أنه إذا لم يستطع الشخص أن يحافظ على وضوئه بسبب بعض الأمراض، وكان غير حافظ للقرآن؛ فإنه يجوز له -تحت حكم الاضطرار- أن يقرأ من المصحف، ولكن بعد أن يتوضأ لمس المصحف، ولا يضره نقض الوضوء بعد ذلك.
وفيما يتعلق بقراءة القرآن الكريم بنية قضاء الحوائج، قالت دار الإفتاء المصرية، إن قراءة القرآن في ها الأمرٌ مشروعٌ بعموم الأدلة الدالَّة على استحباب قراءة القرآن؛ ومنها: قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ [فاطر: 29].
قراءة القرآن الكريم بنية قضاء الحوائجواستشهدت دار الإفتاء بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ» رواه مسلم من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، إلى غير ذلك من النصوص المطلقة.
وأضافت دار الإفتاء: وقال العلامة محمد بن علان الصديقي الشافعي في كتابه "دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين" -في شرح حديث ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما في صحيح مسلم في فضل سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، وقول سيدنا جِبْريلُ عليه السلام: أبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤتَهُمَا نَبيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَواتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهَا إِلاَّ أُعْطِيتَه. قال ابن علان: [(بحرف) الباء فيه صلة للتأكيد وتجويز كونها للالتصاق بعيد، نعم يجوز كونها للاستعانة؛ أي: (لن تقرأ) مستعينًا (بحرف) أي جملة (منهما) على قضاء غرض لك (إلا أعطيتَه) كيف لا والفاتحة هي الكافية؟ وتلك الخواتيم لمن قرأها في ليلة كافية].
وتابعت دار الإفتاء: وقد انتفع السلف الصالح بالقرآن الكريم على نية الحفظ؛ فقد روى ابن أبي شيبة في "المُصَنَّف" (7/ 98، ط. دار الفكر) عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت: "مَن قرأ بعد الجمعة فاتحةَ الكتاب و﴿قُلْ هُوَ ٱللهُ أَحَدٌ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ حفظ ما بينه وبين الجمعة".
وقال العلَّامة ابن مفلح الحنبلي في "الآداب الشرعية" (2/ 455، ط. عالم الكتب): [قال المَرُّوذِيُّ: شَكَت امرأةٌ إلى أبي عبد الله أنها مستوحشةٌ في بيتٍ وحدَها؛ فكتب لها رقعةً بخطه: بسم الله، وفاتحة الكتاب، والمعوذتين، وآية الكرسي].
واستحب العلماء الاستشفاء بالقرآن من خلال بعض سوره؛ كسورة الفاتحة، قال العلامة ابنُ حَجَرٍ الهَيْتَمِيُّ الشافعي في "الفتاوى الفقهية الكبرى" (4/ 29، ط. المكتبة الإسلامية) أنه: [يستحب قراءة الفاتحة عند وقوع الطاعون؛ لأنها شفاءٌ من كل داء].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القرآن قراءة القرآن الكريم دار الإفتاء الإفتاء القران الكريم قراءة القرآن دار الإفتاء رضی الله ال ق ر آن الله ع
إقرأ أيضاً:
الإفتاء توضح: الحجاب فريضة شرعية للمرأة.. ولا يخضع للأهواء
رد الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على تساؤل فتاة تُدعى ساجدة ياسر من مدينة طنطا، بشأن سبب إلزام المرأة المسلمة بارتداء الحجاب دون الرجل، رغم أن النساء يعتبرن شعرهن جزءًا من الزينة ويشعرن بالضيق من تغطيته.
جاءت إجابة الشيخ شلبي خلال مشاركته في حلقة من برنامج "فتاوى الناس" الذي تقدمه الإعلامية زينب سعد الدين، والمذاع عبر قناة الناس، حيث أوضح أن الحجاب فريضة شرعية على كل امرأة مسلمة، وهو أمر إلهي لا علاقة له بشكل المرأة أو عمرها، وإنما هو التزام ديني قائم على طاعة الله وتنفيذ أوامره.
قبل عيد الأضحى 2025.. دار الإفتاء توضح حكم حلاقة الشعر وتقليم الأظافر النواب يناقش مشروع قانون "تنظيم الفتوى الشرعية".. حصر الإفتاء في جهات رسميةوأشار الشيخ شلبي إلى أن الزينة لا تعني بالضرورة كشف العورة، مشددًا على أن المرأة المحتشمة قد تكون أكثر زينة من غيرها، لأن الزينة الحقيقية تنبع من الوقار والطاعة، وليس من مظاهر الجمال الظاهرة فقط، مضيفًا: "الحجاب لا يمنع الزينة، بل هو شكل من أشكال الالتزام الشرعي".
وأكد أمين الفتوى أن فرض الحجاب جاء بنص صريح، واستشهد بقول الله تعالى:
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"،
مبينًا أن الأحكام الشرعية لا تُبنى على الأهواء أو الرغبات الشخصية، بل تُعد واجبات دينية تُفرض على كل مسلم ومسلمة التقيّد بها.
وفي توضيحه لمفهوم الحجاب، أوضح الشيخ محمود شلبي أن الحجاب لا يقتصر على النساء فقط، بل يشمل الرجال أيضًا، فكما أن المرأة مأمورة بستر جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين (وبعض الفقهاء أضافوا القدمين)، فإن الرجل مأمور أيضًا بستر ما بين السرة والركبة على الأقل، مؤكدًا أن لكل من الجنسين حدودًا شرعية تخصه.
واختتم الشيخ شلبي حديثه بالتأكيد على أن الالتزام بالحجاب ليس مجرد مظهر خارجي، بل هو تعبير عن طاعة الله واحترام أوامره، داعيًا إلى ترسيخ هذا الفهم في نفوس الأطفال منذ الصغر، حتى ينشؤوا على حب الدين واتباع أوامره عن قناعة ويقين.