صحيفة التغيير السودانية:
2025-06-29@08:37:47 GMT

كيف نقتل أم لماذا نقتل ؟!

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

كيف نقتل أم لماذا نقتل ؟!

صباح محمد الحسن

منذ سنوات جاءت تقارير لمجموعة مراقبة الأسلحة أن السلطات السودانية وعدداً من الجماعات والميليشيات المتمردة تقوم بشراء وجمع الأسلحة وتخزينها ، قبل حدوث اي صراع بالرغم من حظر السلاح الذي يفرضه الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة .
فما يجعلك تشعر بالألم المتجدد لهذه الحرب هو أنك و بعد أن تقف على حجم الدمار الذي أنتجته من قتل أكثر من ثلاثة آلاف ، وتسببت في إصابة ونزوح الملايين ، وحرق المدن وخراب النفوس ووأد الأحلام والأمنيات.


بدأت أطراف الصراع وليس (طرفي الصراع) تتبادل الإتهامات في مابينها عن من الذي تلقى دعماً من السلاح من دول خارجية ليحكم سيطرته على المعركة ، وماهي الدول التي قدمت أسلحة لقوات الدعم السريع ، وتلك التي قدمت أسلحة للجيش الكيزاني ، وكيف حصلت كتائب الظل على سلاح خارجي عبر الحدود !!
وكأنما العلاقات (المشبوهة) لأطراف الصراع بدأت في عام الحرب وليس قبله فالتعاون من قبل الأطراف المتصارعة مع الدول الخارجية لعملية شراء الاسلحة لم تبدأ في ١٥ أبريل ، بدأت من قبله لأجله ؟!
فالدول التي كانت تنهب الذهب في السودان ، ماذا كانت تقدم بالمقابل للعسكريين وغيرهم من القيادات الإسلامية !! والتي كانت شركاتها تعمل في مجال تهريب الذهب ومازالت تعمل بالخارج

ولو أننا أردنا أن ندين فلول النظام التي قالت أن دولاً صديقة قدمت لها مساعدات عبارة عن مسيرات وأسلحة ، فذات الإتهامات تطول الدعم السريع بأن ثمة دول عربية تقدم له من ذات الطبق (وجبة)
إذن هل نحن ضحايا صراع سببه دول خارجية ام أننا ضحايا حرب سببها أبناء الوطن ، الذين خانوه مسبقا عندما كانوا حُكاما في السلطة ، قبل أن يتحولوا الي قيادات معارك ، عندما كانوا (تجار جملة) في ثرواته من ذهب ومعادن قبل أن يتحولوا الي تجار أرواح ، عندما جعلوا بعض الدول الخارجية في (حباب أعينهم) بعد أن منحتهم القوة والسلطة وكان الوطن ماهو إلا (بقرة حلوب ) لصالح تلك الدول !
والغريب أن الذين نهبوا ثروات البلاد وباعوها لصالح الدول لبناء إمبراطورياتهم لايسمونهم عملاء !!

فالسؤال الموجع هو ليس كيف نُقتل ؟! ، لكن لماذا نُقتل ؟! إن كان بسلاح خارجي أو داخلي فمن الذي يقتلنا اليس هم أبناء الوطن وحكامه، الذين (بيتو النية) لهذه الحرب ، خططوا ونفذوا قتلوا وحرقوا وحققوا هذا الدمار، فالدول الخارجية إن كانت تدعم هذه الحرب بصناعة هذه القوة الفاسدة من قبل سنوات ، إذن ماذا يضير الشاه (سلخا) بعد ذبح، أن نموت بسلاحهم او سلاحنا !!

طيف أخير:
تبحث الآن المؤسسة العسكرية العودة الي طاولة التفاوض ، فبالرغم من الضبابية التي خيمت على الأفق لكن شمس الخلاص لهذا الوطن شارقة مافي شك.

نقلاً من صحيفة الجريدة

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

د. علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب: لماذا توقفت الحرب مع إيران واستمرت على غزة؟

المشهد الإقليمي الراهن، يبدو واضحًا أن إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي يدركان أن الذهاب نحو حرب شاملة يعني كارثة كبرى قد تجر المنطقة كلها إلى الانفجار ولهذا شهدنا توازنًا في الردع وحدودًا محسوبة في التصعيد بين الطرفين .

فحين ردت إيران على استهداف قنصليتها في دمشق بهجوم أبريل 2024، كان الرد محسوبًا ومدروسًا، كما أن رد دولة الاحتلال جاء دون الذهاب نحو مواجهة مفتوحة. كلا الطرفين حرص على إبقاء قواعد الاشتباك دون كسر الخطوط الحمراء، في رسالة متبادلة بأن كل منهما مستعد ومتمكن عسكريًا ، وهكذا تحقق نوع من "توازن الهيبة" أدى إلى احتواء التصعيد خلال أيام معدودة.

الاحتلال لا يسعى لفتح جبهة مباشرة مع إيران، إدراكًا منه لتكلفتها اللوجستية والجيوسياسية العالية، بينما طهران تدرك أن الصدام المباشر قد يفتح الباب أمام ضربات استراتيجية قد تنهي منشآتها الحيوية أو برنامجها النووي.

أما الصورة في غزة تختلف تمامًا فالمواجهة هناك ليست محكومة بتوازن ردع بل بصراع وجود ترى فيه دولة الاحتلال فرصة لتصفية فصيل مقاوم هو حركة حماس التي تمثل عقبة دائمة أمام مشروعها الاستيطاني والسيطرة على الجغرافيا الفلسطينية.

وأرى الحرب على غزة مستمرة لأن أهداف الاحتلال لم تتحقق بعد من وجهة نظر الاحتلال لأن الهدف المعلن هو تحجيم حماس وتدمير بنية المقاومة الفلسطينية كليًا، تحت غطاءً سياسيًا وعسكريًا من الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية.
وترى دولة الاحتلال أن أي تهدئة دون هذه الأهداف تمثل فشلًا استراتيجيًا .

كما أن المقاومة في غزة رغم صلابتها لا تملك ما تملكه إيران من أدوات الردع الاستراتيجي أو النفوذ الإقليمي وهو ما يجعل حصيلة العدوان منخفضة من منظور الاحتلال .

ومع ذلك، فإن المقاومة الفلسطينية تقاتل في معركة وجودية للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة والكرامة وسط حصار مطبق وصمت دولي يكتفي بالتنديد ، إلا الموقف المصري الذي يسعى إلى وقف الحرب والي سلام عادل واستقرار دائم للشعب الفلسطيني .

ومن أسباب استمرار الحرب الانقسام الفلسطيني الداخلي، الذي أضعف الموقف الوطني الموحد وأثر سلبًا على قدرة الفلسطينيين على فرض شروط سياسية أو عسكرية.

ومن ضمن أسباب وقف الحرب علي إيران واستمرارها على غزة هو مدي تأثيرها علي الاقتصاد العالمي وعلى السياسة الخارجية والعلاقات الدولية .

لذلك ما يمنع الحرب الشاملة بين إيران ودولة الاحتلال هو توازن الردع، بينما ما يسمح باستمرار العدوان على غزة هو غياب هذا التوازن.
ولن يتوقف هذا النزيف إلا إذا نجحت المقاومة في إعادة بناء معادلات ردع جديدة، أو إذا تحرك المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بجدية بعيدًا عن الانتقائية والانحياز .

وإلى أن يتحقق ذلك، ستظل غزة ساحة مفتوحة للألم، بينما توقف عواصم ودول القرار الحروب فقط عندما تهدد مصالحها، وتتغاضى عنها حين يكون الضحايا خارج دوائر نفوذها.

طباعة شارك إيران الخطوط الحمراء طهران

مقالات مشابهة

  • ما الذي دفع إسرائيل لوقف الحرب دون حسم؟
  • الكشف عن الخسائر المادية التي تكبدتها إسرائيل في الحرب مع إيران
  • “الخارجية”: المملكة تدين استمرار أعمال العنف التي يشنها مستوطنون إسرائيليون بحمايةٍ من قوات الاحتلال ضد مدنيين فلسطينيين
  • أبرز الدول العربية التي تعتمد على النفط في توليد الكهرباء
  • خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي؟
  • د. علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب: لماذا توقفت الحرب مع إيران واستمرت على غزة؟
  • إذا كانت الحروب تُقاس بخواتيمها
  • لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
  • هل كانت روسيا حليفًا متخاذلًا لإيران في اللحظة المفصلية؟
  • إيران: خسائر إسرائيل في الحرب كانت كبيرة