جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-16@11:05:48 GMT

عُمان الجميلة

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

عُمان الجميلة

 

سالم بن نجيم البادي

يقترح عليَّ شقيقي محمد أن أكتب عن جمال عُمان وطبيعتها الساحرة وتنوع تضاريسها ومناخها المُتنوع وبحارها وشواطئها وجبالها وسهولها وصحاريها وقلاعها وتاريخها المجيد ورجالها الذين ساهموا في صنع هذا التاريخ من العلماء والفقهاء والشعراء والأدباء، والأبطال الذين دافعوا عنها عبر الزمان واالرجال الأبرار الذين نشروا الإسلام في أفريقيا والعالم بالكلمة الطيبة والأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة التي لازمتهم في حلهم وترحالهم والملوك والأئمة والسلاطين، منذ مالك بن فهم وحتى قائدنا المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه.

ولا يمنعي من الكتابة عن كل ذلك غير الخوف من التقصير والعجز عن الإحاطة بكل ما تزخر به عُمان المدهشة من جمال وروعة عُمان التي يملأ حبها قلوبنا ونعشقها حد الهيام. ومع ذلك سوف أحاول أن أكتب رؤوس أقلام وباختصار شديد عن عُمان الغالية.

والبداية من مسقط الزاهية؛ حيث الشواطئ التي تحتضنها الجبال ومطرح وسوق الظلام وقلاع الميراني والجلالي، ومسقط القديمة وعقبة ريام والبستان وجامع السلطان قابوس الأكبر، والمساجد والمباني ذات الطابع العُماني المُميز والفريد، واهتمام السلطان الراحل قابوس بن سعيد- رحمه الله- ببناء دار الأوبرا السلطانية. وكذلك الأسواق الحديثة والمواقع الفاخرة في مسقط مثل مشروع الموج وفندق البستان وغيرها، حتى أصبحت مسقط من أجمل مدن العالم وأكثرها نظافة.

ونزوى وسوقها الشهير والنزل التراثية وقلعتها الشامخة ومدينة سلوت التي تم العثور بها على آثار تعود إلى العصر الحديدي، والمقاهي الحديثة. وولاية بهلا وقلعتها الضاربة في أعماق التاريخ، وحصن جبرين الشاهد على عظمة من قاموا بتشييده والعصر الزاهر الذي بني فيه وسورها الغامض والمُثير للجدل حول من قام ببنائه وتاريخ بنائه وصناعة الفخار والصناعات التقليدية الأخرى. وولاية الحمراء الرائعة؛ حيث الجبال والمناظر الخلابة وكهف الهوتة والقطار الذي يأخذك إلى هذا الكهف العجيب، ومبانيها التراثية وقرية مسفاة العبريين المعلقة في سفح جبل وجبل شمس الفريد في طقسه وتضاريسه وأشجاره.

وقد زرت متحف عُمان عبر الزمان وهو تحفة معمارية فريدة ومحتوياته جل أن توصف. ولا يمكن اختصار الحديث عن هذا المتحف بكلمات قليلة، ومن لم يزر هذا المتحف أجزم أنه يجهل الكثير عن عُمان وتاريخها؛ فهذا المتحف مفخرة لكل عُماني ويحب على كل عُماني زيارته حتى يتعرف على تاريخ بلده من خلال المعلومات والمقتنيات في المتحف، والتي أعتقد أن الكثير منَّا لم يسمع عنها من قبل.

المتحف يحتوي على تاريخ عُمان من فترة قبل الميلاد وقبل ملايين السنين وعبر العصور المختلفة وحتى الآن وطريقة عرض المقتنيات في المتحف رائعة ومبتكرة؛ حيث تم توظيف التقنية الحديثة والمتحف مبهر وفريد من نوعه وليس له شبيه في العالم.

نتحدث عن ولاية الجبل الأخضر التي يعجز القلم عن وصف جمالها وطقسها البارد صيفًا وتساقط الثلوج في الشتاء ووجود الفواكه المختلفة وخاصة رمان الجبل الأخضر الشهير مع وجود فنادق فاخرة ومنشآت سياحية. ويمكن تسلق الجبال في محافظة الداخلية وكذلك السباحة في برك المياه الموجودة في الأودية.

ونذهب إلى الأشخرة وشاطئها الجميل وطقسها المنعش صيفًا، ومن الأشخرة إلى محافظة الوسطى؛ حيث الدقم المدينة الصناعية ومستقبل عُمان الصناعي الواعد وقد زرتها ودهشت من ضخامة مشاريعها ومقاصدها السياحية مثل حديقة الصخور والمنتجعات والشواطئ الخلابة. وهيماء موطن الجمال والمها العربي، والبحيرات الوردية وكثبان الملح، والشويمية وجهة الذين يحبون صيد الأسماك.

ومن الشويمية الى ظفار الشهيرة حيث الطبيعة الفريدة والخضرة والعيون والشلالات المتدفقة في فصل الخريف والجمال الرهيب، والشواطئ واللبان والنارجيل والمنتجعات والفعاليات الجاذبة للزوار والأسواق التقلدية وظفار محط أنظار الزوار من شمال عُمان ومن دول الخليج في فصل الخريف، وكأنها توأم سويسرا؛ بل هي أجمل في عيون عشاقها.

وفي أقصى شمال عُمان تقع مسندم وجبالها ومياه الخليج الدافئة وجمال مسندم وموقعها الرائع الذي يغري بزيارتها للسياحة والاكتشاف والمغامرة.

ونعود إلى صحار عروس محافظة شمال الباطنة وسوقها النشط في كل المواسم والشواطئ والأودية والجبال. ومحافظة جنوب الباطنة وتاريخها الموغل في العراقة والقدم وفيها حصن الحزم، والرستاق عاصمة عُمان القديمة وقلعتها الشاهدة على تاريخها المجيد، وعين الثوارة في ولاية نخل وعين الكسفة في ولاية الرستاق.

ونُعرِّج على محافظة البريمي ثغر عُمان الباسم وحصن الحلة وحصن الخندق وحصن المرجب وبيت الند، وفلج الصعراني الذي صار حديث النَّاس؛ حيث عاد إلى الجريان مرة أخرى بعد غياب طويل، وهو الآن المكان المُفضَّل لأهل البريمي وللزوار من خارج البريمي.

والبريمي هي الجهة المفضلة للتسوق للناس من جميع مناطق عُمان، وبها سوق تقليدية ومنتجعات حديثة، ولها تاريخ عريق وهي مجاورة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

ومحافظة الظاهرة وكما يقال على غيرها ظاهرة وفيها ثلاث ولايات: ينقل التاريخ وصد الغزوات الخارجية وحصن بيت المراح (الذي كتبت عنه مقالًا الأسبوع الماضي)، وسد وادي العرش وقراها الوادعة مثل باحة والوقبة والصدايم.

وولاية ضنك وحصن المنيخ ووادي فدى والنخيل الباسقات علي ضفتي وادي ضنك، وولاية عبري قلب الظاهرة النابض بالحياة وآثار بات والحارات القديمة، والطبيعة الجميلة في القرى الكثيرة المتناثرة في أطراف الولاية وحولها.

ولا ننسى محافظات الشرقية جنوبها وشمالها وصور العفية وبدية ورمالها مقصد السياح وهواة المغامرات والتخييم وعُمان كلها مذهلة وجميلة عُمان الغالية والعزيزة والحبيبة.

هذا غيض من فيض جمال عُمان وروعتها..

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سحلية غازية تعود إلى موطنها الأميركي بعد غياب 15 مليون سنة

لطالما وصفت السحلية التي تعرف باسم "التيغو" الأرجنتيني والتي انتشرت يولاية فلوريد في أميركا، بأنها نوع "غازٍ" لا ينتمي للبيئة الأميركية، لكن علماء من متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي كانوا على موعد مع مفاجأة غير متوقعة، وهي أنها ليست غريبة عن المكان.

وكشف علماء المتحف في دراستهم المنشورة في دورية "جورنال أوف بالينتولوجي" أن "التيغو" سكنت المنطقة قبل ملايين السنين، وكان دليلهم على ذلك فقرة فقرية صغيرة عثر عليها في شمال فلوريدا أوائل العقد الأول من الألفية، وظلت لغزا محيرا للعلماء على مدى عقدين، لكنها الآن تقلب المفاهيم رأسا على عقب بشأن "الضيف غير المرغوب فيه".

باستخدام الذكاء الاصطناعي ونماذج ثلاثية الأبعاد استطاع الباحثون تأكيد وجه الشبه بين سحلية التيغو والحفرية المجهولة (متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي) الذكاء الاصطناعي بطل الاكتشاف

ويدين علماء المتحف بالفضل للذكاء الاصطناعي في هذا الاكتشاف، والذي مكّنهم من إجراء مقارنات بين الفقرة المحفوظة في صناديق المتحف وفقرات سحالي "التيغو" الحديثة، ليتعّرفوا على وجه الشبه بينهما.

ويحكي بيان صحفي رسمي صادر عن المتحف قصة الاكتشاف، الذي جاء عن طريق الباحث جيسون بورك من قسم علم الحفريات الفقارية بالمتحف، والذي رأي بالصدفة الفقرة محفوظة في صناديق المتحف فتذكرها وأعاد النظر إليها، وجاءت المفاجأة عندما رأى صورة لفقرات سحالي "التيغو" الحديثة، وتعرف على الشبه مباشرة.

إعلان

ولتوثيق مع توصل له بالفحص المبدئي، استعان بورك بزميله خبير التصوير الرقمي إدوارد ستانلي، الذي استخدم تقنيات حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي ونماذج ثلاثية الأبعاد لتأكيد هوية الفقرة ومقارنتها بأكثر من 100 عينة رقمية من الفقرات الحديثة.

وكانت النتيجة المذهلة التي توصل لها الباحثان هي أن الفقرة تعود إلى نوع من سحالي "التيغو" لم يعرف من قبل، وأطلقوا عليه اسم "واوتاوغاتيجو فورميدوس" تكريما للغابة القريبة من موقع الاكتشاف، والتي تنتمي لفترة دافئة في تاريخ الأرض تعرف باسم "الذروة المناخية الميوسينية".

رحلة "التيغو" عبر العصور

ويقول الباحثون في البيان الذي نشره الموقع الرسمي للمتحف، إن سحلية "واوتاوغاتيجو فورميدوس عبرت على الأرجح من أميركا الجنوبية إلى جنوب شرق أميركا خلال فترة دفء عالمي قبل نحو 15 مليون سنة، ولم تتمكن من البقاء طويلا مع انخفاض درجات الحرارة لاحقا، إذ إن البيض الذي تضعه هذه السحالي حساس جدا للبرد، مما أدى إلى انقراضها في المنطقة".

ويضيف الباحثون أن "أحفادها الحديثة عادت اليوم إلى الموطن نفسه، ليس عبر البحر أو التغيرات المناخية، بل في صناديق الحيوانات الأليفة خلال التسعينيات، حيث أصبحت سحالي التيغو من الكائنات المفضلة في تجارة الحيوانات الغريبة، وما لبث الكثير منها أن هرب أو أُطلق في البرية، ليبدأ فصل جديد من التفاعل البيئي المعقد في فلوريدا".

ورغم أن سحالي "التيغو" تعرف بمظهرها الجذاب ونمطها الهادئ، فإنها ليست دائما ضيوفا مرحبا بها في البيئة البرية، فعند بلوغها يمكن أن يصل طولها إلى نحو متر ونصف  المتر، ووزنها إلى أكثر من 4 كيلوغرامات.

وقد أسهمت هذه البنية الضخمة، إلى جانب قابليتها للهرب أو الإطلاق العشوائي من قبل أصحابها، في تحولها إلى مصدر تهديد حقيقي للنظام البيئي في فلوريدا، حيث تصنف اليوم ككائن غازٍ يلتهم بيض الطيور والزواحف الأصلية ويقوض التوازن البيئي الهش.

إعلان

ورغم أهمية الاكتشاف الجديد في إلقاء الضوء على تاريخ سحلية "التيغو" بإعادتها إلى موطمها الأصلي، فإنه يبرز أيضا دور التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والمسح الثلاثي الأبعاد، في إعادة كتابة فصول من تاريخ الحياة على الأرض، والتسريع من وتيرة الاكتشافات في المتاحف التي تختزن كنوزا علمية في انتظار من يكشف أسرارها.

مقالات مشابهة

  • برشلونة يحصد ثمار «الكرة الجميلة» و«القوة المدمرة»!
  • أيادي تصنع الخلود.. معرض أثري بالمتحف القومي للحضارة
  • المتحف المصري الكبير يطلق النسخة الثانية من سلسلة «GEM Talks»
  • من الماضي إلى الحاضر.. المتحف المصري الكبير يطلق النسخة الثانية من GEM Talks
  • سحلية غازية تعود إلى موطنها الأميركي بعد غياب 15 مليون سنة
  • مصر تعلن الموعد الرسمي لافتتاح أكبر متحف في تاريخها
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحّى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين. (تغريدة عبر X)
  • آخر استعدادات الحكومة لافتتاح المتحف المصري الكبير
  • المتحف القومي للحضارة المصرية يحتفي بتراث المنوفية .. صور
  • من اليابان إلى مصر.. تطورات أمنية وثقافية تشغل الساحة الدولية