موقع 24:
2025-10-28@22:42:42 GMT

سوريا.. و"الوطن الترابي التركي"

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

سوريا.. و'الوطن الترابي التركي'

fعد هروب الرئيس السّابق بشار الأسد، وانتهاء حكمه، وانهيار مؤسَسَتَيْه العسكرية والأمنية، ووصول المعارضة ـ العسكرية والمدنية بتوجهاتها المختلفة ـ إلى السلطة، بدعم خارجي خاصة من تركيا، يتساءل كثير من السوريين والعرب ودول لها مصالح في سوريا: ما الذي تريده تركيا في سوريا وقد سبق لها أن حققت عدة مكاسب جيوستراتيجية خلال سنوات الحرب التي انتهت بتفكيك مؤسسات الدولة السورية على النحو الذي نراه هذه الأيام؟

ما الهدف من سعيها لتحقيق الوطن الترابي التركي خارج حدودها على حساب الأرض السورية؟

عمليّاً، فإن تركيا بقيادة رئيسها رجب طيب أردوغان، تتجاوز إقامة منطقة آمنة، واحداث تغيير ديموغرافي في شمال سوريا، من خلال دفع اللاجئين السوريين لديها ليحلوا مكان الأكراد، إلى العمل لأجل لعب دور رئيسي على الأرض، بحيث تحقق ما تعتبره "الوطن الترابي التركي"، الذي تراه ممتداً خارج حدودها، وعليها استعادته.


سيتم العمل من أجل توسيع "الوطن الترابي التركي" من ناحية التمدد بالطريقة نفسها في تحقيق ما تسمّيه بـ"الوطن الأزرق"، الذي يعرف في التركية باسم "مافي وطن" (Mavi Vatan)، نسبة إلى زرقة مياه البحر، ولتمييزه عن "الوطن الترابي" الذي تتشكل منه الجمهورية التركية.
وأعلنت تركيا على ألسنة قياداتها العسكرية، وكذلك رئيسها أن "الوطن الأزرق" يعني سيطرتها وتحكمها في كتلة مائية شاسعة تحفّ خريطتها من الشمال عبر البحر الأسود، ومن الغرب من خلال بحر إيجه ومن الجنوب بواسطة البحر المتوسط، بل أنها تسعى ـ كما تشير بعض التقارير الصحفية ــ لحضور ودور في بحر العرب.
وإذا كان الهدف التركي من "الوطن الأزرق" هو التّوسُّع في المياه البحرية المحيطة بها، التي يقصد بها المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري والمياه الإقليمية المحيطة بتركيا، التي تتيح حرية استخدام جميع الموارد البحرية الموجودة فيها، فما الهدف من سعيها لتحقيق الوطن الترابي التركي خارج حدودها؟
 الأحداث في اللحظة السورية الرَّاهنة يحكمها الحاضر، وتركيا فاعل أساسي في صناعته، إلا أنها تعمل من خلال رئيسها، لأجل تطويع الزمن السوري الحالي، ليكون رهن مواثيق واتفاقات قديمة مرَّ عليها أكثر من قرن و، من ذلك العودة إلى ما يعرف بـ "الميثاق الملّي" لعام 1920، الذي رسم حدود تركيا بعد الحرب ووضع ضمنها شمال سوريا والعراق وبعض جزر بحر إيجه والبحر المتوسط، وهو الرأي الذي يؤيده السياسيون الأتراك، بمن فيهم قادة أحزاب المعارضة والنواب، ويتعمد جميعهم، وعلى رأسهم أردوغان، الإصرار على ذلك.
من ناحية أخرى، يحاول أردوغان تجاهل ما انتهت إليه معاهدة سيفر" عام 1925، التي جرّدت تركيا من بعض الأراضي، بل يرى "أن 400 ميل مربع بين حلب والموصل هي منطقة أمنية تركية"، الأمر الذي كان يخيف كلا من سوريا والعراق.
إذن تركيا تعمل ـ بشكل علني ـ على إعادة رسم الحدود، كما تسعى للسيطرة على مناطق تمتد من البحر المتوسط إلى الحدود الإيرانية، بهدف فرض واقع جغرافي جديد، ويحتمل أن تحقق بعضاً من أهدافها في سوريا في حال مواصلة ضغوطها على الحكومة الانتقالية برئاسة محمد البشير خلال الشهور الثلاثة المقبلة، لكن هذا سيظل مرهوناً بتوافقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وروسيا حول وضع سوريا ودورها في المرحلة المقبلة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد

إقرأ أيضاً:

الكشف عن هوية المتبرع الذي أنقذ "البنتاغون" خلال أزمة الإغلاق

واشنطن - الوكالات

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن رجل الأعمال والملياردير الأمريكي تيموثي ميلون هو المتبرع المجهول الذي قدّم 130 مليون دولار لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لمساعدة العسكريين على تلقي رواتبهم خلال فترة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.

وكان المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، قد أعلن في وقت سابق عن تلقي الوزارة تبرعاً مجهولاً بهذا المبلغ لتغطية رواتب العسكريين، دون الكشف عن هوية المتبرع آنذاك.

وبحسب الصحيفة، فإن المبلغ الذي تبرع به ميلون يعادل نحو 100 دولار فقط لكل فرد من أفراد القوات المسلحة الأمريكية البالغ عددهم أكثر من 1.3 مليون عسكري، ما يثير تساؤلات حول الكيفية التي سيُستخدم بها هذا الدعم فعلياً.

ويُعد تيموثي ميلون مصرفياً ثرياً وقطباً في مجال السكك الحديدية، ومن أبرز الداعمين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث قدّم سابقاً تبرعات بملايين الدولارات للجان السياسية المساندة لحملاته الانتخابية، بينها تبرع بقيمة 50 مليون دولار عام 2024 لصالح لجنة "سوبر باك" الداعمة لترامب.

وتشهد الولايات المتحدة إغلاقاً حكومياً منذ الأول من أكتوبر بسبب فشل الكونغرس في تمرير الموازنة العامة للسنة المالية الجديدة، ما أدى إلى تعطل مؤسسات حكومية وتوقف صرف رواتب بعض الموظفين والعسكريين.

وكان الرئيس دونالد ترامب قد أكد أن إدارته ستستفيد من فترة التوقف لإجراء إصلاحات وتقليصات في الوظائف والمدفوعات، متهماً الديمقراطيين بعرقلة اتفاق الموازنة.

في المقابل، حذر كيفن هاسيت، رئيس المجلس الاقتصادي الوطني، من أن استمرار الإغلاق قد يؤدي إلى خسائر أسبوعية في الناتج المحلي الإجمالي تُقدّر بنحو 15 مليار دولار.

مقالات مشابهة

  • وزير العدل التركي: تعليم وتأهيل السجناء أولوية للإصلاح
  • قطر الخيرية تطلق مشروعا لحماية الأطفال في سوريا
  • زاهي حواس: فخور بمصر رغم الهجوم الذي تعرضت له في 2011
  • القبض على النائب العام العسكري السابق في سوريا
  • في عيد ميلادها الـ 54.. قصة انتصار إليسا على السرطان وحلم الأمومة الذي لم يتحقق
  • من هو أمجد الشوا الذي يطرح اسمه لتولي رئاسة اللجنة الإدارية في غزة؟
  • “حرييت”: “العمال الكردستاني” قد ينهي نشاطه في سوريا والعراق بعد انسحابه من تركيا
  • مهام فوق العادة.. ماذا وراء تعيين تركيا سفيرا بارزا لها في سوريا؟
  • الكشف عن هوية المتبرع الذي أنقذ "البنتاغون" خلال أزمة الإغلاق
  • مؤسسة موانئ البحر الأحمر وهيئة الشؤون البحرية تُحييان الذكرى السنوية للشهيد