موقع 24:
2025-08-03@02:54:03 GMT

سوريا.. و"الوطن الترابي التركي"

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

سوريا.. و'الوطن الترابي التركي'

fعد هروب الرئيس السّابق بشار الأسد، وانتهاء حكمه، وانهيار مؤسَسَتَيْه العسكرية والأمنية، ووصول المعارضة ـ العسكرية والمدنية بتوجهاتها المختلفة ـ إلى السلطة، بدعم خارجي خاصة من تركيا، يتساءل كثير من السوريين والعرب ودول لها مصالح في سوريا: ما الذي تريده تركيا في سوريا وقد سبق لها أن حققت عدة مكاسب جيوستراتيجية خلال سنوات الحرب التي انتهت بتفكيك مؤسسات الدولة السورية على النحو الذي نراه هذه الأيام؟

ما الهدف من سعيها لتحقيق الوطن الترابي التركي خارج حدودها على حساب الأرض السورية؟

عمليّاً، فإن تركيا بقيادة رئيسها رجب طيب أردوغان، تتجاوز إقامة منطقة آمنة، واحداث تغيير ديموغرافي في شمال سوريا، من خلال دفع اللاجئين السوريين لديها ليحلوا مكان الأكراد، إلى العمل لأجل لعب دور رئيسي على الأرض، بحيث تحقق ما تعتبره "الوطن الترابي التركي"، الذي تراه ممتداً خارج حدودها، وعليها استعادته.


سيتم العمل من أجل توسيع "الوطن الترابي التركي" من ناحية التمدد بالطريقة نفسها في تحقيق ما تسمّيه بـ"الوطن الأزرق"، الذي يعرف في التركية باسم "مافي وطن" (Mavi Vatan)، نسبة إلى زرقة مياه البحر، ولتمييزه عن "الوطن الترابي" الذي تتشكل منه الجمهورية التركية.
وأعلنت تركيا على ألسنة قياداتها العسكرية، وكذلك رئيسها أن "الوطن الأزرق" يعني سيطرتها وتحكمها في كتلة مائية شاسعة تحفّ خريطتها من الشمال عبر البحر الأسود، ومن الغرب من خلال بحر إيجه ومن الجنوب بواسطة البحر المتوسط، بل أنها تسعى ـ كما تشير بعض التقارير الصحفية ــ لحضور ودور في بحر العرب.
وإذا كان الهدف التركي من "الوطن الأزرق" هو التّوسُّع في المياه البحرية المحيطة بها، التي يقصد بها المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري والمياه الإقليمية المحيطة بتركيا، التي تتيح حرية استخدام جميع الموارد البحرية الموجودة فيها، فما الهدف من سعيها لتحقيق الوطن الترابي التركي خارج حدودها؟
 الأحداث في اللحظة السورية الرَّاهنة يحكمها الحاضر، وتركيا فاعل أساسي في صناعته، إلا أنها تعمل من خلال رئيسها، لأجل تطويع الزمن السوري الحالي، ليكون رهن مواثيق واتفاقات قديمة مرَّ عليها أكثر من قرن و، من ذلك العودة إلى ما يعرف بـ "الميثاق الملّي" لعام 1920، الذي رسم حدود تركيا بعد الحرب ووضع ضمنها شمال سوريا والعراق وبعض جزر بحر إيجه والبحر المتوسط، وهو الرأي الذي يؤيده السياسيون الأتراك، بمن فيهم قادة أحزاب المعارضة والنواب، ويتعمد جميعهم، وعلى رأسهم أردوغان، الإصرار على ذلك.
من ناحية أخرى، يحاول أردوغان تجاهل ما انتهت إليه معاهدة سيفر" عام 1925، التي جرّدت تركيا من بعض الأراضي، بل يرى "أن 400 ميل مربع بين حلب والموصل هي منطقة أمنية تركية"، الأمر الذي كان يخيف كلا من سوريا والعراق.
إذن تركيا تعمل ـ بشكل علني ـ على إعادة رسم الحدود، كما تسعى للسيطرة على مناطق تمتد من البحر المتوسط إلى الحدود الإيرانية، بهدف فرض واقع جغرافي جديد، ويحتمل أن تحقق بعضاً من أهدافها في سوريا في حال مواصلة ضغوطها على الحكومة الانتقالية برئاسة محمد البشير خلال الشهور الثلاثة المقبلة، لكن هذا سيظل مرهوناً بتوافقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وروسيا حول وضع سوريا ودورها في المرحلة المقبلة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد

إقرأ أيضاً:

بدء أول تدفق للغاز الطبيعي من تركيا إلى سوريا

أنقرة (زمان التركية) – بدأت تركيا اليوم بتصدير الغاز الطبيعي إلى سوريا، وذلك في إطار دعم البنية التحتية للطاقة في البلد المجاور. وقد تم تشغيل خط الغاز الطبيعي الذي سيضمن تدفقًا مستمرًا للغاز التركي إلى سوريا.

في كلمة ألقاها خلال افتتاح الخط، ذكر وزير الطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بايراكتار، أن وفدين متخصصين من الوزارة كانا قد زارا دمشق وأنهيا أعمالهما في فترة قصيرة، مما مهد الطريق لهذا التعاون.

وأشار بايراكتار إلى أن تركيا توفر بالفعل إمدادات الكهرباء لمناطق مثل عفرين وإدلب منذ عام 2017، وتصدر الكهرباء إلى سوريا من 8 نقاط مختلفة، وأن أعمال التوسعة الجارية سترفع القدرة على الربط إلى 860 ميجاوات، لتوفير الكهرباء لـ 1.6 مليون منزل سوري.

كما كشف الوزير بايراكتار عن تفاصيل الاتفاقيات الموقعة في شهر مايو الماضي خلال زيارة لدمشق، والتي شملت مجالات الطاقة والتعدين والهيدروكربونات. وفي إطار هذه الاتفاقية، تم اتخاذ خطوات لتلبية احتياجات محطات الكهرباء في حلب من الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب من تركيا.

وأوضح أن الخط قد وصل إلى محطة القياس في قرية يافوزلو بولاية كيليس، وأن التعاون مع شركة الغاز السورية كان ضروريًا للجزء السوري من الخط. وسيبدأ قريبًا ضخ الغاز القادم من أذربيجان عبر كيليس إلى سوريا، بقدرة تصل إلى 6 ملايين متر مكعب يوميًا في المرحلة الأولى، مما سيسمح بتصدير 2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا.

واختتم بايراكتار كلمته بالإشارة إلى اتفاقية مبادلة الغاز التي وقعتها تركيا مع شركة “سوكار” (SOCAR) الأذربيجانية، مما يؤكد على أهمية التعاون الإقليمي في تأمين إمدادات الطاقة لهذه المشاريع المشتركة.

Tags: أذربيجانتركياسورياغازطبيعيكيليس

مقالات مشابهة

  • الإعلان عن بدء تدفق الغاز الأذربيجاني إلى سوريا عبر تركيا.. بتمويل قطري
  • تركيا تبدأ إمداد سوريا بالغاز الأذربيجاني
  • بدعم من دولة قطر.. بدء تدفق الغاز الطبيعي من أذربيجان إلى سوريا عبر تركيا
  • تركيا تقدم دعمًا تعليميًا لصالح سوريا
  • انطلاق أول تدفّق للغاز الأذربيجاني إلى سوريا عبر تركيا!
  • بدء أول تدفق للغاز الطبيعي من تركيا إلى سوريا
  • أذربيجان تبدأ ضخ الغاز الطبيعي إلى سوريا عبر تركيا
  • مراسل سانا: افتتاح خط النقل الإقليمي للغاز الذي يربط سوريا بتركيا بحضور وزير الطاقة السوري المهندس محمد البشير ووزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار ووزير الاقتصاد الأذربيجاني ميكائيل جباروف وممثلين عن صندوق قطر للتنمية
  • عِبر تركيا.. بدء تصدير الغاز من أذربيجان إلى سوريا
  • وزيرا الخارجية التركي والسعودي يبحثان مستجدات الأوضاع في سوريا وغزة