قال علي محمد الزين رئيس وزراء النيجر، للتلفزيون التشادي الوطني إن تشاد ستكون مستعدة لدعم النيجر في هذه المرحلة الحرجة.

 

جاء ذلك في أول زيارة خارجية يجريها رئيس الوزراء النيجري بعد توليه المسئولية إثر أحداث 26 يوليو واحتجاز الرئيس محمد بازوم في قصره بالعاصمة نيامي.

 

واستقبل "الزين" في نجامينا من نظيره التشادي صالح كبزابو، واجتمع مع الرئيس محمد أديس ديبي، وأثيرت تساؤلات عديدة حول ما دار في هذه الزيارة.

وبحسب رئيس الوزراء النيجيري المعين من قبل الجيش، فإن رحلته إلى تشاد "تأتي في إطار زيارة تعاون وصداقة" بين البلدين، وأكد أن تشاد ستكون مستعدة لدعم النيجر وشعبها في هذه المرحلة الحرجة.

 

ومع ذلك، لم تؤكد السلطات التشادية هذا الدعم. 

وكشف وزير الإعلام التشادي والمتحدث باسم الحكومة الانتقالية عزيز محمد صالح، عن أن رئيس الوزراء النيجري كان يحمل رسالة سرية من رئيس المجلس العسكري النيجيري إلى رئيس المرحلة الانتقالية التشادية، محمد إدريس ديبي إيتنو لكنه لم يفصح عن محتواها.

 

وفي هذا السياق قالت إذاعة "دويتش فيلة" الألمانية، إن تشاد والنيجر شريكان في العديد من النواحي في مكافحة الإرهاب على جدول أعمال مجموعة الساحل الخمس وعلى جدول أعمال لجنة حوض بحيرة تشاد (LCBC)، من خلال القوة المختلطة متعددة الجنسيات. 

 

وأضافت في تقريرها المنشور اليوم الخميس "لذا من الطبيعي أن يعود النظام العسكري الحالي في النيجر، الذي يبحث عن نفسه والذي يجد نفسه في سياق إقليمي معقد نسبيا ومعاد، إلى حلفائه التقليديين".

 

وأشارت إلى أن "الرسالة التي يمكن أن ينقلها مبعوث النيجر إلى الرئيس التشادي ستذهب في اتجاه السعي للحصول على الدعم والدعم السياسي والدبلوماسي".

 

ورجح كاميرون هدسون الدبلوماسي الأمريكي السابق والخبير في الشئون الأفريقية، أن الرسالة السرية تتعلق بالتدخل العسكري المزمع من مجموعة غرب أفريقيا الاقتصادية "إيكواس" في النيجر.

 

وقال "هدسون" عبر حسابه بموقع "إكس" إنه يعتقد أن النيجر طلبت من تشاد عدم السماح باستخدام أراضيها لإطلاق أو المساعدة في اختراق مسلح، من المفترض أن يكون من قبل فرنسا، والذي وافق عليه ديبي".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النيجر رئيس تشاد رئيس وزراء النيجر تشاد محمد بازوم

إقرأ أيضاً:

رغم التوتر بين البلدين.. تدفق غير مسبوق للاجئين السودانيين نحو تشاد

شهدت الأيام الأخيرة موجة نزوح وصفت بغير المسبوقة من للاجئين السودانيين من دارفور نحو شرق تشاد، وذلك رغم تفاقم الأزمة بين الخرطوم وانجمينا.

وفي الأسابيع الأخيرة، اشتدت حدة المعارك للسيطرة على الفاشر، آخر مدينة كبيرة في دارفور غير خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع التي تسعى إلى تعويض خسارتها للخرطوم الشهر الماضي.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، إن الأيام الماضية عرفت نزوحا جماعيا بوتيرة مقلقة للاجئين السودانيين نحو مناطق من شرق تشاد.

وقالت المفوضية في بيان، إن هذا التدفق الذي وصفته بالمفاجئ ناجم عن تصاعد العنف في منطقة شمال دارفور، مضيفة أن نحو 20 ألف سودانيين نزحوا إلى تشاد خلال الأيام الماضية "معظمهم من النساء والأطفال المنهكين والمصدومين".

"عنف وانتهاكات"

وقالت ممثلة مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، في تشاد ماغات غيس، إن العديد من النازحين السودانيين، تحدثوا عن "تعرضهم لعنف جسيم وانتهاكات لحقوق الإنسان أجبرتهم على الفرار، كما تحدثوا عن إحراق منازل بالكامل، فيما كانت رحلاتهم محفوفة بالمخاطر، حيث واجهوا السرقة والابتزاز عند نقاط التفتيش وتهديدات متكررة على طول الطريق".



وأوضحت ممثلة المفوضية أن معظم اللاجئين وصلوا بلا أي شيء، ومن بينهم أشخاص لديهم احتياجات خاصة، بمن فيهم مصابون، وأطفال غير مصحوبين بذويهم، ونساء حوامل ومرضعات، وكبار السن، وشددت على ضرورة وقف الهجمات على المدنيين في السودان، وتوفير ممر آمن للفارين من أجل البقاء.

وقالت غيس في تصريحات من نجامينا قبل يومين، إنه على الرغم من الجهود الاستثنائية التي تبذلها المجتمعات والسلطات المحلية، فإن القدرة على استيعاب الوافدين الجدد "مُرهقة بشدة"، حيث تستضيف تشاد بالفعل 1.3 مليون لاجئ، من بينهم 794 ألف شخص عبروا الحدود مع السودان منذ بداية الصراع.

وأضافت: "بينما تواصل البلاد إظهار تضامن ملحوظ في استضافة اللاجئين، فإنها لا تستطيع تحمل هذا العبء بمفردها. لا تزال الموارد الإنسانية في جميع أنحاء البلاد محدودة للغاية، بينما تزداد الاحتياجات للمياه والمأوى والصحة والتعليم والحماية".

نزوح رغم الأزمة الدبلوماسية

واستمر تدفق النازحين السودانيين إلى تشاد، رغم تصاعد حدة الأزمة بين الخرطوم وانجمينا، حيث يتهم الجيش السوداني الحكومة التشادية بمنح تسهيلات كبيرة للإمارات من أجل نقل السلاح إلى قوات الدعم السريع.

وكان الجيش السوداني لوح الشهر الماضي بضرب مطار العاصمة التشادية انجمينا، متهما السلطات التشادية بدعم مليشيا الدعم السريع المتمردة، بما في ذلك نقل أسلحة وذخائر مصدرها الإمارات.



فقد قال مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن ياسر العطا، في تصريحات قبل شهر، إن السودان "سيقتص من الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي" وحذّره من أن مطاري انجامينا وأم جرس هما "أهداف مشروعة للقوات المسلحة السودانية".
 في المقابل وصفت تشاد، حينها هذه التصريحات بأنها بمثابة "إعلان حرب" محذرة من تصعيد خطير في المنطقة.

ومن حين لآخر يؤكد الجيش السوداني، أن تشاد باتت ممرا رئيسا للأسلحة التي تزود بها الإمارات قوات الدعم السريع، ويحذر من مخاطر تحول تشاد إلى ممر لدعم المتمردين.

وكانت السودان أعلنت الثلاثاء الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، متهما إياها بشن "عدوان" على البلاد عبر دعمها لـ"قوات الدعم السريع" فيما تنفي الإمارات هذه التهم وتشدد على عدم تدخلها في الشؤون الداخلية للسودان.

تاريخ من الصراع

وخلال السنوات الأخيرة ظلت العلاقة بين الخرطوم وانجمينا مثقلة بالخلافات الناتجة عن الأنظمة السياسية المتعاقبة، فمنذ اندلاع أزمة دارفور سنة 2003 طبع الاتهام المتبادل العلاقة بين السودان وتشاد.

ومرت علاقات البلدين بالعديد من المحطات البارزة، ففي العام 1987 اتهم الرئيس التشادي الأسبق حسين حبري الخرطوم بإيواء مسلحين معارضين لبلده، وفي العام 1989 لجأ الرئيس التشادي السابق إدريس ديبي إلى السودان بعد فشله في انقلاب عسكري ضد نظام انجمينا، قبل أن يتمكن من الإطاحة بالرئيس حسين حبري وتولي السلطة في 1990.

وفي عام 2003 لجأ قرابة ربع مليون من سكان دارفور إلى تشاد، وفي 2004 اتهمت تشاد الجيش السوداني بالهجوم على بلدة تينه الحدودية، وفي 2007 دارت مواجهات بين جيشي البلدين داخل الحدود السودانية، وأكدت تشاد حينها أن جيشها كان يطارد متمردين تشاديين.



وفي 2008 وقع البلدان في دكار وبوساطة من السنغال، على اتفاق مصالحة ينص على ضبط حدود البلدين وعدم دعم حركات التمرد في كليهما.

وازدادت الأزمة بين البلدين تعقيدا منذ بدء المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث أصبحت حدودهما مسرحا للتوترات الأمنية.

وترتبط السودان وتشاد بحدود تمتد لنحو 1403 كيلومترات، وهي الأطول بعد حدود السودان مع جنوب السودان، فيما يجمع البلدان تداخل اجتماعي معقّد يبرز في وجود 13 قبيلة مشتركة على جانبي الحدود.

ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع خلفت عشرات آلاف القتلى وشردت 13 مليون شخص على الأقل، في حين تعاني بعض المناطق من المجاعة وسط "أسوأ أزمة إنسانية" في العالم حسب الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء يشهد عرضا بشأن المرحلة الأولى من المخطط الشامل لتطوير ميناء غرب بورسعيد
  • بورتو متهم بخرق شرط السرية.. ما القصة؟
  • أكثر من 18,500 لاجئ إلى تشاد خلال أسبوعين
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون فريدريش ميرتس بمناسبة انتخابه مستشاراً لجمهورية ألمانيا الاتحادية
  • القضاء التشادي يطالب بسجن مدير مكتب الرئيس محمد ديبي بتهم الفساد
  • رغم التوتر بين البلدين.. تدفق غير مسبوق للاجئين السودانيين نحو تشاد
  • النيجر تصعد ضد الشركات الأجنبية بمصادرة المعدات وإغلاق المكاتب
  • رئيس الدولة ونائباه يعزون خادم الحرمين في وفاة الأميرة جواهر بنت بندر بن محمد
  • أشرف عبد الباقي: يجب تقديم بدائل درامية شيقة دون التنازل عن القيم أو الرسالة
  • رئيس مجلس الوزراء يعزي خادم الحرمين الشريفين