يمانيون../
مما لا شك فيه ان الحصار البحري الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن وبحر العرب على السفن القادمة الى موانئ الاحتلال الإسرائيلي منذ في 19 نوفمبر 2023 قد اثبت نجاحه، وكبد العدو خسائر مالية فادحه، حيث تراجعت نسبة الإيرادات في ميناء “إيلات”بنسبة 80%.

ويقول خبير الاقتصاد، خوجا كاوا، إن خسائر الحصار الكامل على إمدادات الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر تكلف 10 ملايين دولار يوميا على الأقل، مبينا أن تغيير المسار حول إفريقيا “يجعل التجارة غير مربحة”.


وأشار الأستاذ في قسم الاقتصاد بجامعة “بليخانوف” الروسية لوكالة “نوفوستي” إلى أن إجمالي الخسائر الاقتصادية التي يفرضها اليمن في البحر الأحمر تكلف “إسرائيل” نحو 4 مليارات دولار شهريا.

فيما قال الرئيس التنفيذي لميناء إيلات الإسرائيلي، جدعون غولبر، إنه مضطر لتسريح نصف العمال بسبب إغلاق الميناء منذ 8 أشهر، على خلفية العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر.
جاء ذلك، في مقابلة أجرتها صحيفة “معاريف” العبرية مع غولبر، في يوليو الماضي .
وقال غولبر: “ميناء إيلات هو البوابة الجنوبية لإسرائيل، نحو الشرق الأقصى إلى أستراليا وإفريقيا“.

وأوضح غولبر: “توقف كل النشاط لعدم قدرة السفن على المرور في أي اتجاه للوصول إلى ميناء إيلات،.. ولذلك توقف الميناء عن نشاطه وتوقف الدخل“.

وأضاف: “ميناء إيلات به 110 موظفين مباشرين في العمليات، هناك ما بين 40 إلى 100 موظف أمن آخرين حسب النشاط الذي يقومون به“.

وأردف غولبر موضحا: “يوجد ما بين 250 إلى 300 شخص آخرين يعملون بشكل غير مباشر مع الميناء.. منذ اللحظة التي توقف فيها العمل، توقف كل شيء بشكل أساسي، لدينا مصاريف الرواتب، لدينا ضرائب، لدينا الضرائب العقارية، لا يوجد دخل لدينا بل فقط مصروفات“.
80% خسائر في الإيرادات
بدوره، قدر مدير التحليلات في شركة “كروس” أندريه ليبيديف، تراجع حركة الملاحة في ميناء إيلات – الذي يتحمل الحصة الأكبر من الخسائر – بنسبة 85% والإيرادات بنسبة 80% منذ بدء هجمات القوات المسلحة اليمنية على السفن التجارية في البحر الأحمر.

ونوه بأن ميناء “إيلات” يعتبر الشريان الوحيد الذي يتيح لـ”إسرائيل” الوصول مباشرة إلى طرق التجارة نحو الشرق متجاوزة العبور في قناة السويس.
وبالتالي ،فإن إعادة هيكلة طرق التجارة من إيلات عبر المتوسط ​​​​وحول إفريقيا ستزيد وقت السفر بمقدار أسبوعين إلى 3 أسابيع، الأمر الذي سيزيد بشكل كبير من تكاليف الشركات التجارية ويجعل التجارة غير مربحة”.
وفي تقريرين متتاليين في العشرين والحادي والعشرين من شهر أغسطس الماضي بشأن الخسائر التي تتكبدها موانئ العدو، أقرت صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية نشرته “وكالة الصحافة اليمنية” أن ميناء أسدود، أحد أكبر موانئ العدو في البحر الأبيض المتوسط، “فقد 63% من أرباحه خلال الربع الثاني من العام الجاري، بسبب تداعيات الحرب، وعلى رأسها الحصار البحري من ‎اليمن، وتغيير طرق الشحن بعيدًا عن البحر الأحمر”.
كما كشف تقرير صادر عن بنك الاحتلال الإسرائيلي المركزي عن تداعيات خطيرة للحصار البحري الذي تفرضه قوات صنعاء على الملاحة الإسرائيلية، محذرًا من تأثيرات واسعة النطاق على حركة التجارة الخارجية الإسرائيلية.
ولفت التقرير إلى أن الوضع في البحر الأحمر ألقى بظلاله على الصادرات “الإسرائيلية”، حيث كانت تُنقل بضائع بقيمة 3.4 مليار دولار إلى جنوب شرقي آسيا وأوقيانوسيا وشرق إفريقيا عبر هذا الممر البحري.
ولخص التقرير أبرز التداعيات الاقتصادية للحصار البحري على النحو التالي:
ارتفاع تكاليف الشحن: أدى تغيير مسارات السفن وتأخر وصول البضائع إلى ارتفاع كبير في تكاليف الشحن، مما أثر سلبًا على هامش ربح الشركات الإسرائيلية.
انخفاض تنافسية الصادرات: أدت الزيادة في تكاليف الإنتاج والشحن إلى انخفاض تنافسية الصادرات الإسرائيلية في الأسواق العالمية، مما قد يؤدي إلى فقدان حصة إسرائيل في الأسواق الحالية وتراجع قدرتها على دخول أسواق جديدة.
تضرر القطاعات الاقتصادية: يعاني العديد من القطاعات الاقتصادية الإسرائيلية، مثل الصناعة والتجارة والزراعة، من تداعيات الحصار البحري، حيث تعتمد هذه القطاعات بشكل كبير على استيراد المواد الخام والسلع الوسيطة وتصدير المنتجات النهائية.
تهديد الأمن الغذائي: يؤثر الحصار البحري على الأمن الغذائي في إسرائيل، حيث يعتمد جزء كبير من واردات البلاد من المواد الغذائية على الملاحة البحرية.
تأثير سلبي على الاستثمار: يقلل الحصار البحري من جاذبية الاستثمار في إسرائيل، حيث يزيد من تكاليف الإنتاج ويقلل من كفاءة سلاسل الإمداد.

مخاوف من تفاقم الأزمة:
وحذر التقرير من أن استمرار الحصار البحري سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في إسرائيل، وقد يدفع الشركات إلى نقل عملياتها إلى دول أخرى، مما سيؤدي إلى فقدان الوظائف وتراجع النمو الاقتصادي.

وطالب التقرير الحكومة الإسرائيلية باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة تداعيات الحصار البحري، بما في ذلك:
زيادة التعاون الدوليوذلك بالعمل مع الدول الشريكة لضمان حرية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.
تنويع مصادر الإمداد ةالبحث عن مصادر بديلة للواردات وتصدير السلع عبر طرق بديلة.
دعم الشركات المتضررة بتقديم حزم دعم مالي للشركات المتضررة من الحصار البحري.
الاستثمار في البنية التحتية لتعزيز مرونة الاقتصاد الإسرائيلي.

تحذيرات من تداعيات أوسع:
وأكد التقرير أن تداعيات الحصار البحري تتجاوز الأبعاد الاقتصادية، حيث تهدد أمن الطاقة لدى الاحتلال الإسرائيلي وتؤثر على العلاقات الإقليمية. وحذر التقرير من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وزيادة التوتر بين الدول.
فيما اعتبر الحصار البحري الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية تحديًا وجوديًا للاقتصاد الإسرائيلي، ويتطلب من الحكومة الإسرائيلية اتخاذ إجراءات حاسمة وحذرة لمعالجة هذه الأزمة.
وعلى الصعيد العسكري وتحليل للقدرات العسكرية اليمنية، تحدثت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية عن تطور قدرات اليمنيين وتشكيلهم خطراً حقيقياً على الكيان الصهيوني.

وقالت الصحيفة في تقرير إن اليمنيين تحولوا إلى أحد أكثر أعداء الكيان قسوة وقدرة على الصمود، مستعرضًا صعودهم كقوة إقليمية بارزة في إطار محور المقاومة.
وتابع التقرير ” رغم الضربات التي وجهتها “إسرائيل” والولايات المتحدة لهم، فإن هذه الهجمات لم تضعف عزيمتهم، بل على العكس، عززت ارتباطهم بمحور المقاومة، مما مكنهم من بناء قدراتهم العسكرية والتقنية بشكل كبير”.
وأشارت الصحيفة إلى أن اليمنيين أصبحوا أكثر كفاءة من الناحية الفنية، وهو ما يجعلهم يشكلون تهديدًا استراتيجيًا ذا أبعاد إقليمية.
ويواصل التحالف الأمريكي البريطاني عدوانه على اليمن دعما للعدو الصهيوني، في محاولة منه لثني اليمن عن دعمه الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية منذ أكثر من عام.
فيما تؤكد القوات المسلحة اليمنية استمرارها في معركة طوفان الأقصى، وفرض الحصار البحري على الكيان حتى يتوقف العدوان الصهيوني على غزة.

وكالة الصحافة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة الاحتلال الإسرائیلی فی البحر الأحمر الحصار البحری میناء إیلات

إقرأ أيضاً:

البحر الأحمر يعيد رسم خرائط القوة البحرية.. اليمن يفرض معادلات جديدة على واشنطن ولندن

يمانيون | تقرير
المعارك التي اندلعت في البحرالأحمر، والمواجهة البحرية بين القوات المسلحة اليمنية من جهة، والأساطيل الغربية بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا من جهة أخرى، إلى ما يشبه “منعطفًا تاريخيًا” في الحروب البحرية.

فالمعارك التي اندلعت في هذه الرقعة الحساسة من العالم، لم تكن مجرد صراع محلي، بل اختبارًا واقعيًا لأحدث منظومات الدفاع والهجوم في بيئة معقدة، حيث تتداخل الجغرافيا الضيقة مع المصالح الدولية، وتتصادم التكتيكات غير المتكافئة مع الترسانة التكنولوجية المتقدمة.

في هذا التقرير، نستعرض من خلال المصادر الغربية كيف شكّلت معركة البحر الأحمر نقطة فاصلة في تطور العقيدة البحرية العالمية، والتحديات التي تواجه البحرية البريطانية، والتحولات الصناعية التي تقودها الولايات المتحدة جراء الدروس التي تعلمتها من المواجهة مع اليمن.

التحول الأمريكي.. من الدفاع التقليدي إلى الابتكار منخفض التكلفة
حيث أكد موقع The War Zone العسكري الأمريكي أن البحرية الأمريكية اضطرت، تحت ضغط التجربة اليمنية، إلى إعادة تقييم منظوماتها الدفاعية، بعدما أظهرت المعركة محدودية فاعلية الأنظمة الصاروخية التقليدية في مواجهة التكتيكات اليمنية المعقدة والمبتكرة.

فقد اعتمدت القوة البحرية اليمنية على مزيج من الطائرات المسيّرة والصواريخ، بتنظيم هجومي متزامن ومفاجئ، أربك قدرات الاعتراض التقليدية، وأدى إلى استنزاف مخزون الصواريخ باهظة الثمن خلال زمن قصير.

وفي خطوة عملية، بدأت البحرية الأمريكية بتزويد عدد من مدمرات فئة “إيرلي بيرك” بأنظمة اعتراض متطورة، مثل “كويوت” و”رود رونر إم”، التي تتميز بقدرتها على التحليق قبل الاشتباك، وإمكانية إعادة التوجيه أثناء الطيران، وكلفتها المنخفضة مقارنة بالصواريخ الدفاعية التقليدية.

هذه الأنظمة وُصفت بأنها أكثر ملاءمة للتعامل مع التهديدات غير المأهولة، خاصة في بيئة القتال البحري التي تفرض قيوداً على إعادة التذخير أثناء العمليات.

إضافة إلى ذلك، تعمل البحرية على تطوير تقنيات إعادة التذخير في عرض البحر، مستفيدة من الخبرات الميدانية المكتسبة في مواجهة المسيّرات والصواريخ اليمنية، وكذلك التهديدات الإيرانية الموجهة نحو كيان الاحتلال الصهيوني.

انعكاسات التجربة اليمنية على صناعة السلاح الأمريكية
إلى ذلك أشارت مجلة Aviation Week الدفاعية إلى أن وزارة الحرب الأمريكية تعمل على زيادة إنتاج صواريخ Patriot PAC-3 وأنظمة THAAD، استجابةً للطلب المتزايد داخلياً وخارجياً، مدفوعة بتجارب الاشتباكات الأخيرة مع إيران والقوات اليمنية، بما في ذلك أكبر عملية اعتراض في تاريخ منظومة THAAD خلال يونيو الماضي.

وأكدت شركة Lockheed Martin المصنعة للـ THAAD أن الدروس المستفادة من هذه المواجهات ستُدمج في التحديثات المستقبلية للمنظومات، في إقرار واضح بأهمية التكتيكات الهجومية اليمنية في اختبار حدود الدفاعات الجوية والبحرية الغربية واختراقها.

الأزمة البريطانية.. فجوات استراتيجية وصناعية
وعلى الجانب الآخر، كشف موقع Navy Lookout البريطاني المتخصص في الشؤون البحرية أن البحرية الملكية البريطانية تواجه أزمة عميقة، وصفها بـ”المقلقة”، تهدد قدرتها على تنفيذ المهام العالمية.

فقد أدى خروج عدد من السفن والمقاتلات البحرية من الخدمة، مع نقص حاد في الكوادر البشرية، إلى غياب شبه كامل عن مناطق استراتيجية مثل غرب آسيا، وعدم القدرة على دعم العمليات في البحر الأحمر.

التقرير أشار أيضاً إلى فجوات صناعية وتمويلية متراكمة منذ ما بعد الحرب الباردة، تسببت في فقدان مهارات وقدرات حيوية، بينما يواصل المسؤولون تقديم صورة دعائية وردية تتناقض مع الواقع الميداني.

البحر الأحمر.. مختبر تكتيكي يعيد رسم خرائط القوة
تكشف هذه التطورات أن معركة البحر الأحمر لم تكن مجرد حدث محلي في سياق الإسناد اليمني لغزة، بل مختبراً تكتيكياً أعاد صياغة مفاهيم الحرب البحرية.

فقد أثبتت التجربة أن منظومات الدفاع البحري التقليدية، مهما بلغت كلفتها، يمكن تحييدها عبر تكتيكات ذكية وتكنولوجيا منخفضة التكلفة، وأن التفوق ليس بالضرورة لمن يمتلك السلاح الأغلى، بل لمن يوظفه في الإطار الزمني والميداني الأكثر فاعلية.

مقالات مشابهة

  • كيف يفاقم حصار كادقلي والدلنج الأزمة الإنسانية بالسودان؟
  • كالكاليست: ميناء إيلات يبدأ بترحيل عماله
  • العزلة الأمريكية تتسع.. والبحر الأحمر يتحول إلى ساحة مواجهة بين اليمن والكيان الصهيوني
  • البحر الأحمر يعيد رسم خرائط القوة البحرية.. اليمن يفرض معادلات جديدة على واشنطن ولندن
  • حصار صنعاء البحري يخنق قطاع البناء في “إسرائيل”
  • تقارير غربية: اليمن حيّد القوة البحرية البريطانية وأربك الأساطيل الدولية في البحر الأحمر
  • كالكاليست: ميناء إيلات يبدأ بترحيل عماله !
  • غروندبرغ يحذر من جر اليمن إلى أتون الاضطرابات الإقليمية ويطالب بوقف الهجمات في البحر الأحمر
  • روسيا: العمليات البحرية اليمنية سببها الحرب الإسرائيلية على غزة
  • كاتبة أمريكية: اليمن يحقق سابقة تاريخية في كسر هيبة البحرية الأمريكية