سودانايل:
2025-06-24@11:13:34 GMT

بريق الضوء ميكال

تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT

مما قال الشاعر :
" ألهمينى الكلمات
أرسُمها أحرف ولهٍ،
عشقٍ ،
خارطةً للأشواق
قمراً متوهجاً..
أُضىءَ به الآفاق
أُضىء به الآفاق ".

شعراء الصمت، البعض طواهم النسيان وغيبتهم الذاكرة. و أخرون منحتهم وسائل التواصل االحديثة بريقاً من الضوء ليكونوا شهداء على المرحلة الشعرية التي ساهموا في بنائها وأسسوا لهم تجربتهم الخاصة التي عبروا بها عن الذات و المجتمع خلال مرحلة التحرر الوطني.

و حسبنا ان شاعر الطفولة و البحر واحداً من هولاء، الذين ظهروا على عتبات الضوء لأنه يؤمن بالقضية و النصر القادم.
و علاماته الرمز الوطني عواتي، زرع أخضر، طفل يكبر، ديار مغتصبة:" مادام هنالك زرع اخضر / وطفل يكبر /وماساة تتجدد في صور بشعة/وديار مغتصبة/ساقاوم/حتى الرمق الآخر ساقاوم./ومهما كان الزمن الضائع/حتما سنعيد الأرض من المغتصبين/ فاحفاد عواتى يوما ما قادمين ".
هو عبدالقادر بن علي بن حامد ميكال،شاعر اريتري. تنفس نسائم الطفولة في حي ديم النور بمدينة القضارف،
و فيها أتم المرحلة الثانوية في أعرق مدارسها - القضارف الثانوية القديمة. و كان حينها منضوياً في الاتحاد العام لطلبة اريتريا، مما أهله للعمل في قطاع التعليم في مكتب الشؤون الاجتماعية 1976م و لمدة سنة واحدة.
أنتقل بعد ذلك للعمل في المكتب السياسي - الفرقة الفنية. حيث قام بأدوار عدة ، منها الاعلامي، و الفني مع كوكبة من عمالقة الفن الاريتري خلال سنوات تحرير المدن. و أبرز ما فيها الاحتفالية الفنية التي أقيمت في مدينته القضارف ، الأولى عام 1977م في السينما الوطنية. و الثانية في سينما كيكوس 1979م، حين أمطرت نغماته:" سنثابر لا نهادن أو نكابر/نحفر الجدران بالأظافر/ ومن أجل ارتريا نخوض/المخاطر فباقون ما حيينا/ في الزنازين لا نتنازل عن مبادئنا/أو نلين ومن أجلك /يا بلادي ندك بصمودنا /قلاع الظالمين ".
كانت سنوات سمان تليها سنوات عجاف و صراع الأشقاء و خروج من الميدان عام 1982م:" حقول الفلِ ماتت/ ما بقى غير الرمال/ ما بقى غير سرابٍ .../صعب المنال ". و من ثمّ شدّ الرحال الى القاهرة بغرض الدراسة، حيث حصل على دبلوم تجاري تخصص محاسبة. مما أهله للعمل في احدى شركات القطاع الخاص بمدينة جدة السعودية .
و حينها سطرغنائية "شارات النصر":" إني أسمع أجراسا /إني أسمع أجراسا وطبول/مزامير حماسية /وزغرودة لأم شهيد/ ومقاتل /إنها شارات النصر. الفرحة الوضاءة / تأتينا من رحم الماضي/ سنابل قمح / زرعا أخضر وحقول/ مساحات تمتد / إلى الآفاق المنسية / تروى ظمأ الأبطال ".
غادر جدة بعد مشاركته في الاستفتاء لاستقلال اريتريا في ابريل 1993م الى السودان، التي غادرها الى القاهرة. حيث عاش سنوات ليغادرها الى منفاه الاختياري في بلاد الصقيع ليرسم فيها خارطة الأشواق:
" فى وهجِ الشمسِ المحرقِ/ أُجمعَ أشيائىَّ الخرساء / أمتعتى/ وبقايا منكِ. أَشدَّ أشرِعةَ التِسفار/ أتشبعُ بعبقُكِ / إخوتى والأصحاب/ فأنوءُ بحملى بعيداً / أُحيكَ خارطةِ الأشواق/ فيجىء’ الليلُ.. / بعتمٍ دامسِ وسُهاد/ يكونُ أنيسىَّ حرفُ العشقِ/ الوجدِ / أصوغَ به الكلمات/ أنظُمها نبرةَ تحنان ".
هي الغربة الذاتية و المكانية، هي الأشواق و الحنين بلون أزرق قبل ان يبتلع فلذات الأكباد و مراكب الموت تقذف بالجثث على شاطئ لامبدوسا الايطالي:" ﺗﻠﻮن ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺮ../ اﻟﻬﺎدر ﺑﺎﻷﺳﺮار/ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻛﻠﻨﻲ../ ﺗﺨﻨﻘﻨﻲ / ﺗﻘﺘﻠﻨﻲ أﺣﺬﻳﺔ اﻟﺠﻨﺪ/ ﺗﻘﺘﻞ ﺻﻮت اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ". و حبئنذ يترك كلماته لترسم اللحن الجنائزي:
" ﻛﻠﻤﺎﺗﻲ
ﺗﻄﻔﺊ ﺛﻮرة أﻋﻤﺎﻗﻲ..
وﺗﺪﻓﻨﻨﻲ ،
وﺗﺪﻓﻦ ﻛﻞ آﻫﺎﺗﻲ..
ﻟﺘﺰﻳﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﻟﻮان ﺑﻠﻮن دﻣﻲ
ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻤﺘﻤﻮج ﺑﺎﻵﻫﺎت.. إﻟخ ".

تم اختياره رئيساً لمجلس الادارة المؤقت لاتحاد الكتاب الاريتريين بالمهجر في أغسطس 2024م . لكن معانأته المرضية التي صاحبته سنوات و سنوات وجعاً و هماً ، لم تمهله ، حيث توفي يوم الجمعة 24 يناير 2025م في العاصمة السويدية ستوكهولم .

رحل تاركاً أرثه الشعري:" الأطفال و البحر"، اصدار دار النخبة ، القاهرة 2021م. و قصيدة مهداه الى ابنته سطرها بعنوان " رمشك المكحول ":
أهداء إلى إبنتى مثال التى قاسمتنى همى مراراً .
" خبئينى بين عينيكِ
وطوفى كالخيال
خبئينى من زمانى ...
من ظنونى يا مثال
رمشك المكحول يحمينى ..
إذ إشتد القتال
فخبئينى لملمينى من شتاتى ...
من ذهول الإرتحال
من بريق الوحلِ ...
فى دنيا الخيال
أسكبى الحب عقيقاً ...
متوهجاً كنار الإشتعال
فخبئينى ...
دثرينى
حقول الفلِ ماتت
ما بقى غير الرمال
ما بقى غير سرابٍ ...
صعب المنال
فخبئينى دثرينى يا مثال
فما الحب إلا سمفونية ...
عشق وجمال
سمفونية عشق وجمال.

jaliloa1999@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

البديوي يؤكّد أن مجلس التعاون يولي أهمية قصوى للعمل الإسلامي المشترك

شارك معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم محمد البديوي، في الدورة الحادية والخمسين لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، تحت شعار “منظمة التعاون الإسلامي في عالم التغير”، خلال الفترة 21 -22 يونيو 2025م، بمدينة إسطنبول التركية، بحضور وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، ومعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه.
وفي كلمته قدم معالي الأمين العام، الشكر والتقدير للجمهورية التركية، قيادةً وحكومةً وشعبًا، على كرم الضيافة وحسن التنظيم، مثمنًا جهود الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في الإعداد لهذا اللقاء، مؤكدًا أن مجلس التعاون يولي أهمية قصوى للعمل الإسلامي المشترك، وهو شريك فاعل في جهود منظمة التعاون الإسلامي منذ تأسيسها، وسيبقى داعمًا لمبادئها، ومشاركًا في مساعيها السياسية والاقتصادية والإنسانية.
وأشار إلى أبرز أدوار مجلس التعاون الداعمة لمنظمة التعاون الإسلامي، التي تتجسد في تفعيل آليات التعاون في القضايا ذات الأولوية للعالم الإسلامي، مشددًا على وقوف دول المجلس إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، ورفع المعاناة عنهم، وإنهاء الحصار المفروض على القطاع، وضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتأكيد الالتزام بقرارات مجلس الأمن 2735، 2712، و2720، التي تنص على وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتأمين المساعدات الإنسانية، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع.
وأشار معاليه في هذا السياق، إلى إدانة مجلس التعاون للاعتداءات الإسرائيلية على إيران بوصفها انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وسيادة الدول، لا سيّما وأن هذه الاعتداءات تثبت مرة أخرى استهتار حكومة الاحتلال الإسرائيلية ورعونتها وعدم اكتراثها بالقانون الدولي، مجددًا دعوة المجلس إلى ضرورة العودة للمسار الدبلوماسي، والتحلي بضبط النفس، وإبقاء قنوات الاتصال والدبلوماسية مفتوحة مسارًا وحيدًا لتفادي الانفجار الإقليمي، مشيدًا بدور الوساطة الإيجابي لسلطنة عُمان في الدفع باتجاه المفاوضات الأمريكية-الإيرانية، داعيًا جميع الأطراف على إعلاء صوت الحكمة والدبلوماسية، وتجنب الانزلاق نحو مواجهة قد تتجاوز حدود الجغرافيا.
واختتم معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، كلمته بالإشارة إلى أن السياسات المتزنة والرؤى الحكيمة في دول المجلس طالما كانت صمام الأمان في مواجهة اضطرابات السياسة وتقلباتها، وهي الدليل على أن الاستقرار هو نتيجة مباشرة لقيادات حكيمة تُحسن التخطيط، وتتفهم تطلعات شعوبها، وتدير التوازنات بذكاء إستراتيجي، مواصلة تقدمها بثبات، وتتحوّل إلى أقطاب اقتصادية ودبلوماسية على الساحة الدولية.

مقالات مشابهة

  • أرواح خطفها بريق الذهب.. قصة ثورة البسطاء ضد شركات التعدين بأفريقيا
  • «إيدج» تفوز بجائزة «أفضل شركة للعمل»
  • تقارير إعلامية: الصواريخ الأخيرة التي أطلقتها إيران استهدفت الجليل
  • توترات المنطقة تدفع موظفي السفارة الأمريكية في بالبحرين للعمل عن بعد
  • ختام برنامج إسناد للعمل التطوعي بالسويق
  • الحجار في لقاء تعارف لرؤساء بلديات اقليم الخروب: انطلقوا للعمل معًا
  • المشدد 3 سنوات لعاطل حاول إدخال حشيش أثناء زيارة محتجز بقسم المعصرة
  • فيديوهات خادشة للحياء .. ضبط راقصة شهيرة في القاهرة الجديدة
  • محافظ القاهرة يتفقد امتحانات الثانوية العامة بمدرسة النصر الثانوية
  • البديوي يؤكّد أن مجلس التعاون يولي أهمية قصوى للعمل الإسلامي المشترك