1916م الحملة ضد السلطان علي دينار: مفارقات بين الأمس واليوم
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
1916م الحملة ضد السلطان علي دينار :
مفارقات بين الأمس واليوم.
من محطة القطار في الخرطوم بحري تحركت القوات فوصلت الأبيض في 24 ساعة وكان هذا دليلا على ثورة المواصلات التي دشنها دخول السكة حديد في السودان.
من الأبيض تحركت الحملة عبر المحطات التالية : فافا ، النهود ،ود بندة ، أم شنقا ، دم جمد ( تاريخيا آخر قرية في كردفان ومنها دخول دارفور )، جبل الحلة ، بروش ، أم كدادة ، أبيض ومنها شمال غرب إلى مليط ثم جنوبا نحو الفاشر.
في 1916م كانت الحملة بين خرطوم الحكم الثنائي شكلا والبريطاني جوهرا ضد السلطان علي دينار متسربلا ببعد إسلامي متعاطف مؤخرا جدا مع الدولة العثمانية في حربها التي دخلتها خطئا متحالفة مع ألمانيا وفقا لمذكرات السلطان عبد الحميد الذي كان معزولا ومأسورا وقتها.
في 2025م يقف سلطان دارفور أحمد حسين أيوب علي دينار في صف عرب دارفور وخاصة الرزيقات الذين كانوا في 1916م في تحالف قوي ضده مع حكومة الحكم الثنائي في الخرطوم.
في 1874م كذلك لعب الرزيقات دورا متناقضا تسبب في سقوط سلطنة دارفور فقد لجأ شيوخهم منزل وعليان للسلطان إبراهيم قرض في الفاشر طلبا للحماية من الزبير بك رحمة ( لم يكن وقتها باشا) وحين حانت لحظة المواجهة بين جيش السلطان وجيش الزبير رفضوا القتال مع جيش السلطان وقالوا للزبير أنتم الإثنين أعداؤنا وسننتظر نتيجة المعركة للحصول على نصيبنا من الغنائم من المنهزم فوافق لهم الزبير وما أن إتضحت علامات إنكسار جيش السلطنة حتى إندفعوا بخيولهم للحصول على الأسلاب ( بين السيف والنار – ونجت باشا – حاكم دارفور1883م ومفتش عام السودان 1900م – 1915م).
جميع شباب اللايفاتية الذين ينشطون مع الدعم المتمرد ويتهمون كل حين الجلابة بأنهم صنيعة المستعمر وهلمجرا من الأسطوانات المكررة لم يقرأوا تاريخ التعاون الوطيد بين زعامات عرب دارفور والإدارة البريطانية 1916م حتى 1955م فهي التي إستفادت منهم وشكلتهم وضخمتهم.
والغريب أن تمجيد السلطان علي دينار ظل يأتي دائما من سودان 1956م بينما يلتزم عرب دارفور الصمت لأنهم يعلمون دورهم في إسقاط علي دينار وزوال سلطنة دارفور.
حقيقة أنا مستغرب لموقف سلطان دارفور أحمد حسين أيوب علي دينار المتناقض مع حقائق التاريخ وحقيقة أن سودان 56 عامة والإنقاذ 1989م 2019م خاصة هو الذي منحه هذه المكانة ورضي لنفسه أن يكون وسط جوقة تضعه على آخر قائمتها مجرد زعيم إدارة أهلية !!
#كمال_حامد ????
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: السلطان علی دینار
إقرأ أيضاً:
انطباعات أكاديمية أوزبكية بمعهد السلطان قابوس لتعليم اللغة
يرتبط تاريخ وثقافة أوزبكستان ارتباطًا وثيقًا بالثقافة الإسلامية منذ العصور القديمة، لقد أنتج العديد من أسلافنا العظماء أعمالًا في العلوم والأدب، منسجمة مع الثقافة العربية الإسلامية.
ولم يكن المثقفون الأوزبكيون، حتى في العصور الوسطى، بل حتى في بداية القرن الماضي، يتمتعون بمعرفة عميقة باللغة العربية، وكانوا يكتبون أعمالهم باللغة العربية وبالخط العربي.
ولعل الاهتمام الكبير باللغة العربية في الأراضي الأوزبكية، والالتزام بالثقافة الإسلامية في الأسر الأوزبكية، هو ما تأثرت به منذ صغري، عندما كنت في العاشرة من عمري، تعلمت الخط العربي بمفردي، دون مساعدة أحد، من كتاب مدرسي سُمي «الخط الأوزبكي القديم» في منزلنا، ومنذ تلك اللحظة بدأ اهتمامي باللغة والثقافة العربية.
لقد فزتُ عدة مرات بالمرحلة الجمهورية من أولمبياد العلوم في اللغة والأدب، الذي يتم تنظيمه بين تلاميذ المدارس في أوزبكستان، ولكن بعد تخرجي من المدرسة، تغلب اهتمامي باللغة العربية، وقررت الدراسة في معهد طشقند الحكومي للدراسات الشرقية، بفضل الله، في العام الذي تخرجت فيه من المدرسة الثانوية، أصبحت طالبة في المعهد الذي حلمت به.
ومن الجدير بالذكر أنه قد تم تشكيل مدرسة علمية قوية جدًا للدراسات الشرقية، وخاصة مدرسة قوية للدراسات العربية، في أوزبكستان، وبدأت كطالبة أتعرف على أسرار اللغة العربية وأدبها القديم والراقي، وازداد اهتمامي بالعالم العربي أكثر فأكثر، لقد تلقيت تعليمًا ممتازًا من معلمين مؤهلين تأهيلاً عاليًا في معهد الدراسات الشرقية، وبعد تخرجي من المعهد تزوجت وأنجبت طفلًا.
وبعد انقطاع طويل لسنوات، اهتممت بقضايا الأدب العربي، وخاصة شعرية الخطابات العربية القديمة، ودافعت بنجاح عن أطروحتي للدكتوراه حول هذا الموضوع، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، كانت لدي فكرة في عقلي أنني في يوم من الأيام سأسافر بالتأكيد إلى الأراضي العربية.
بالطبع، مثل كل النساء، كنت دائمًا أعطي الأولوية للعائلة وتربية الأطفال على مهنتي، لذلك لم أتمكن لسنوات عديدة من تحقيق هذا الحلم...
ونتيجة للإصلاحات الفعالة في قطاع التعليم العالي في أوزبكستان في السنوات الأخيرة، بدأت مؤسسات التعليم العالي الخاصة تفتح أبوابها أيضًا، وعلى الرغم من أن جامعة «أوريينتال» (Oriental University) افتُتحت منذ 4 سنوات فقط، إلا أنها تمكنت من احتلال أحد المراكز الرائدة في سوق التعليم في أوزبكستان، وعلى وجه الخصوص، حققت جامعة «أوريينتال» نتائج إيجابية في المدى القريب في مجال فقه اللغة العربية، وقد توصلت الجامعة حتى الآن إلى اتفاقيات ومذكرات تعاون مع العديد من الجامعات الأجنبية الحكومية وغير الحكومية.
أنا أعمل حاليًا كدكتورة في جامعة «أوريينتال»، ولذلك، عندما دعتني رئيسة قسم اللغات الشرقية لحضور دورة تدريبية لمدة شهر في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها في معهد السلطان قابوس في سلطنة عمان، كنت مترددة في البداية، ولكن زملائي الذين شاركوا سابقًا في الدورة نفسها في معهد السلطان قابوس أبدوا آراء إيجابية جدًا حول الدورة، ودعوني للمشاركة في الدورات التي نُظمت في شهري مايو ويناير من العام الماضي، لكن كما قيل: «كل شيء في أوانه»، لم أستطع أن أقرر السفر.
ولكن هذه المرة شيء ما دعاني للذهاب، وأنا أشارك في هذه الدورة والحمد لله؛فعُمان ومعهد السلطان قابوس... بصراحة، ربما الكلمات لا تكفي للتعبير عن مشاعري منذ اليوم الذي وصلت فيه إلى هنا.
بالطبع، كنت قد سافرت إلى عدة دول أجنبية من قبل، وخاصة أوروبا وتركيا ودول آسيا الوسطى المجاورة، ولكن مباشرة في مطار عُمان، بدأت أشعر بالأمان والراحة لدرجة أنني لم أشعر بهذه الطريقة من قبل في أي من رحلاتي السابقة، وخاصة في بداية الرحلة، إن الصدق والمستوى الرفيع من الضيافة الذي أظهره ممثلو معهد السلطان قابوس الذين رحبوا بنا، والأستاذ سالم الذي راسلناه، يدل على فضائل الضيافة العالية.
إن قيادة معهد السلطان قابوس والمباني التعليمية والمساكن المعدة للمشاركين في الدورة، والظروف الرفيعة فيها، تدل على الأخلاق العالية والروحانية الكاملة لهذا الشعب العماني الكريم المضياف.
وأود أن أعرب عن امتناني لفريق عمل معهد السلطان قابوس بأكمله: فريق الإدارة، وهيئة التدريس، وكل موظف يخدمنا بدون كلل وملل، والموظفين، والسائقين، وموظفي المطبخ.
وأتمنى أن يشارك المزيد من المعلمين والطلبة في مثل هذه الدورات التي ينظمها معهد السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وجامعة السلطان قابوس، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في سلطنة عمان.
أتمنى كذلك أن المتدربين، بعد الرجوع، سوف يُسهمون في تنمية أوطانهم بالمعرفة التي يتعلمونها هنا.