أعلنت وزارة الداخلية السورية عن القبض على أربعة أشخاص بعد قيامهم بارتكاب انتهاكات خطيرة بحق المدنيين في إحدى قرى منطقة الساحل بشكل غير قانوني ودموي. 

تطورات الوضع في سوريا 

وأشارت وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى أن المتهمين تم تحويلهم إلى القضاء العسكري المختص لتولي محاكمتهم.

وتعتبر هذه الحوادث جزءا من سلسلة من أحداث العنف التي شهدتها منطقة الساحل السوري مؤخرا، حيث قتل المئات من المدنيين في موجة من الاشتباكات، وهذه الأحداث تمثل تحديا كبيرا للسلطات السورية الجديدة، وتسلط الضوء على الوضع الأمني المتوتر في المنطقة.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن ما زالت الأوضاع في سوريا تحمل العديد من السيناريوهات المفتوحة، على الرغم من الجهود الحالية المبذولة لتهدئة الوضع وتطويق الأزمات. 

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن تتمثل المشكلة الحقيقية في المناطق التي تشهد وجودا كثيفا للسلاح، وتحديدا تلك الواقعة على خطوط التماس، حيث يتواجد فيها عدد كبير من أفراد الطائفة العلوية، مما يزيد من تعقيد المشهد.

وأشار فهمي، إلى أن تدخل الأزمة السورية مرحلة انتقالية حرجة، تتعدد خلالها أسباب عدم الاستقرار، وأوضح أن الأسباب لا تقتصر فقط على الحوادث الأمنية المتفرقة، بل تشمل أيضا الدعم الخارجي المقدم للقوى المتصارعة، بالإضافة إلى استمرار الانقسامات الداخلية التي تساهم في تفاقم الوضع.

وتلك الأحداث شملت قتل جماعي لأفراد من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السابق بشار الأسد، وهو ما شكل تهديدا كبيرا لجهود توحيد البلاد. في هذا السياق، قال الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع إن هذه العمليات تمثل تحديًا خطيرًا لمهمته في تحقيق المصالحة الوطنية، وأكد عزم الحكومة على معاقبة المسؤولين عن هذه الجرائم، بما في ذلك حلفاؤه إذا لزم الأمر.

وفي تصريحاته، أكد الشرع على أن "سوريا دولة قانون" وأن القانون سيأخذ مجراه مع الجميع، مشددًا على أن القتال كان بهدف الدفاع عن المظلومين، وأنه لن يُسمح بمرور أي دم يُسفك ظلمًا دون محاسبة، حتى وإن كان القاتل من المقربين.

من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع حصيلة ضحايا أعمال العنف في غرب سوريا إلى 1383 مدنيا. 

وكشف مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، أن التطورات في مناطق الساحل أسفرت عن حوالي 40 مجزرة، تجاوز عدد ضحاياها الألف شخص، وأشار إلى أن الأشرطة المصورة أظهرت عمليات إعدام ميدانية نفذها مقاتلون، محملا حكومة دمشق المسؤولية عن هذه الجرائم، مضيفا أن محاولات النظام لإزالة الأدلة من خلال غسل الشوارع والمباني ونقل الجثامين ليست كافية لطمس الحقيقة. 

وأكد عبد الرحمن أن الحل الوحيد لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم هو محاكمتهم، مشيرا إلى أن لجنة التحقيق قد مرت مرور الكرام على بعض المناطق في الساحل دون تحقيق جدي.

تفاصيل اتفاق دمج قوات قسد ضمن المؤسسات الرسمية في سورياتطورات سوريا.. ترحيب باتفاق دمج قسد والاحتلال يستهدف مواقع عسكريةالموقف السياسي الدولي بسوريا

فيما يتعلق بالموقف السياسي الدولي، كشف الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في تصريحات له عن إدانته للقتل الجماعي لأفراد الطائفة العلوية، مؤكدًا أن هذا التصعيد يمثل تهديدا لمهمته في توحيد البلاد.

 وأوضح الشرع- خلال تصريحات له،  أن الجماعات المؤيدة للأسد، المدعومة من الخارج، هي التي أشعلت فتيل العنف، إلا أنه اعترف بوجود عمليات قتل انتقامية أعقبت ذلك.

على الصعيد الدولي، رحبت الولايات المتحدة بالاتفاق الموقع بين الدولة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، الذي يقضي بدمج "قسد" في مؤسسات الدولة ورفض التقسيم. 

وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في بيان له أن واشنطن تدعم هذا الاتفاق، الذي يهدف إلى تعزيز وحدة سوريا. 

وأضاف أن الولايات المتحدة تؤكد دعمها للانتقال السياسي في سوريا، مع ضرورة وجود حكومة غير طائفية، معتبرة أن هذا هو السبيل الأمثل لتجنب المزيد من الصراع، وأشار إلى أن واشنطن ستواصل مراقبة القرارات التي تتخذها السلطات السورية المؤقتة، وأنها تتابع بقلق شديد أعمال العنف المميتة ضد الأقليات في الآونة الأخيرة.

أستاذ علوم سياسية: إسرائيل توظف الفوضى في سوريا لتحقيق أهدافهاهلهل: ما يجري في سوريا قد يؤدي إلى حرب أهلية ونطالب بحماية دولية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا الحكومة السورية الأزمة السورية المزيد فی سوریا إلى أن

إقرأ أيضاً:

قراءة في دلالات دخول نتنياهو الأراضي السورية: خبير يحذر من تصعيد استباقي

#سواليف

مثل دخول رئيس #حكومة #الاحتلال الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو إلى #الأراضي_السورية إحدى أكثر الخطوات الإسرائيلية إثارة للجدل منذ سنوات، في خرق واضح، يعكس توجها استباقيا مرتبطا بمرحلة إقليمية تموج بالتحولات والتقارب الدولي نحو دمشق.

ويشير الخبير في العلاقات السورية الإسرائيلية خالد خليل إلى أن هذه الخطوة لا يمكن فصلها عن الضغوط الداخلية التي يواجهها نتنياهو، ولا عن محاولاته تصدير أزماته إلى الخارج وصناعة وقائع سياسية جديدة تخدم حضوره الانتخابي، في وقت تستعيد فيه #سوريا موقعها الدولي وتبني شبكة علاقات متغيرة مع واشنطن وعواصم المنطقة.

دلالات التحرك الإسرائيلي
واعتبر خليل أن الاقتحام يمثل تماديا غير مسبوق ومحاولة إسرائيلية للتحرك خارج قواعد #الاشتباك التقليدية، مشيرا إلى أن الأسلوب يعبر بوضوح عن العقلية السياسية التي يقود بها نتنياهو المرحلة الراهنة.

مقالات ذات صلة “المجد” تنسق لرحلة تهجير جديدة لسكان غزة رغم فضيحة جنوب أفريقيا 2025/11/22

ونوه إلى أن الخطوة تأتي كاستجابة انفعالية للتغيرات المتسارعة في المشهد الإقليمي، وخاصة الحديث المتزايد عن زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دمشق، وما تعنيه مثل هذه الزيارة من إقرار أمريكي بالانفتاح على سوريا الجديدة.

وأوضح أن التصعيد الإسرائيلي يهدف إلى إرسال رسائل بأن تل أبيب لا تزال قادرة على إرباك المشهد وفرض حضورها رغم التحولات التي تضيق الخناق على نفوذها.

وأشار خليل إلى أن هذه الخطوة تأتي أيضا بالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن وتوقيع اتفاقيات استراتيجية مهمة، وهو ما يضيف بعدا إضافيا للتوتر، إذ تبدو إسرائيل في لحظة تُعاد فيها هندسة المنطقة سياسيا واقتصاديا، بينما تجد نفسها خارج كثير من مسارات التفاهم الإقليمي الجديد.

ولفت إلى أن هذا ما يفسر القلق الإسرائيلي من التقارب السوري الأمريكي والتبدلات الدولية التي قد تؤثر على ميزان القوى مستقبلا.

وفي قراءة عسكرية، أُكد أن احتمال حدوث صدام مباشر يبقى ضعيفا، لأن سوريا اليوم في ظل مرحلة إعادة البناء السياسي والدبلوماسي تتجنب أي مواجهة مفتوحة، وتعتمد بدلا من ذلك على الزخم الدولي والدعم الأمريكي والتحولات الجيوسياسية التي تصب في مصلحتها.

وأشار إلى أن المفاوض السوري يدرك تماما طبيعة المناورات الإسرائيلية، ويعي حجم التخبط الذي يشهده اليمين المتطرف داخل إسرائيل، ما يجعل دمشق أكثر ميلا إلى توظيف اللحظة لصالحها دبلوماسيا.

ومن جهة إسرائيل الداخلية، فقد أبرز خليل حالة الصراع المتصاعد داخل حزب الليكود، التي بدأت تظهر إلى السطح بشكل واضح، خصوصا مع ظهور شخصيات مثل رون ديرمر ونفتالي بينت كأسماء مطروحة لخلافة نتنياهو.

وأوضح أن هذه المنافسات تجعل نتنياهو في سباق مع الزمن، ما يدفعه إلى خطوات عالية المخاطر لتثبيت قيادته وإثبات أنه ما يزال الرجل الأقوى في إسرائيل.

كما نُوه إلى أن التوتر الداخلي لا يقتصر على الليكود وحده، بل يمتد إلى الائتلاف الحاكم الذي يعاني من أزمات عميقة في ملف التجنيد والعلاقة بين الأحزاب.

وأشار إلى أن استقالة رئيس الموساد، واستقالة رئيس وفد التفاوض مع سوريا رون ديرمر، شكلت ضربة لهيبة الحكومة الحالية، وزادت من هشاشتها في لحظة انتخابية حساسة.

وأكّد خليل أن نتنياهو يعتمد على خطاب أيديولوجي حاد، يعيد إنتاج صورة “إسرائيل الكبرى” ومحاولة ترسيخ نفسه كزعيم تاريخي على غرار بن غوريون وغولدا مئير، مستندا إلى فائض القوة العسكرية والفراغ الأمني في المنطقة. غير أن هذا المسار، بحسب خليل، يمثل نوعا من “جنون العظمة” ومحاولة للهروب من المحاكمات والفضائح والقضايا التي تهدد مستقبله السياسي.

وفي البعد الجيوسياسي، أوضح أن المنطقة تشهد إعادة تشكيل كاملة وفق ما يُعرف بالهندسة الإقليمية الجديدة، التي تدفع نحو الدمج الاقتصادي والأمني بين الحلفاء الإقليميين لواشنطن، في مرحلة يُعاد فيها تعريف الشرق الأوسط بوصفه ساحة استقرار وتنمية، وليس ساحة صراع مفتوح. ولفت إلى أن هذه الرؤية الأمريكية لا تنسجم مع تصعيد اليمين الإسرائيلي، ما خلق فجوة واسعة بين أولويات واشنطن وتل أبيب في الملف السوري تحديدا.

وأشار الخبير إلى أن إسرائيل عبر هذا التصعيد تحاول فرض معادلة تقوم على خيارين أمام دمشق: إما الحرب أو الاستسلام. لكن في ظل المرحلة الانتقالية السورية التي تتسم بالحساسية والهشاشة، فإن دمشق تعتمد على المسار السياسي والدبلوماسي كخيار استراتيجي، مستندة إلى شبكة دعم إقليمية ودولية آخذة بالاتساع.

وأوضح أن هذه السياسة تتعارض مع محاولات إسرائيل خلق وقائع عسكرية جديدة، ما يجعل التصعيد الحالي أقرب إلى رد فعل متوتر أكثر من كونه استراتيجية متماسكة.

كما لفت التحليل إلى أن جولته التي وصفها نتنياهو بأنها “ميدانية أمنية” كانت في حقيقتها محاولة للتهرب من إحدى جلسات المحكمة، وفق ما كشفت تقارير إسرائيلية.

وأضاف أن ربط نتنياهو خطوته بالزيارة المرتقبة للرئيس أحمد الشرع إلى البيت الأبيض، والتحركات السعودية والأمريكية، يشير إلى أن التصعيد يدخل في إطار انتهازية سياسية تهدف إلى خلق مكاسب تفاوضية واستخدام الملف السوري كأداة للضغط الداخلي والخارجي.

وفي 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 اقتحم بنيامين نتنياهو برفقة وزير دفاعه إسرائيل كاتس ورئيس الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر وعدد من كبار قادة جيش الاحتلال الحدود السورية، في خطوة اعتُبرت تصعيدا خطيرا.

وخلال الزيارة، قال كاتس إن “إسرائيل ستتحرك ميدانيا كلما اقتضت الضرورة”، بينما صرح ديرمر بأن “هذه رسالة واضحة بأن المعادلات على الحدود لن تتغير على حساب إسرائيل”. أما نتنياهو فقال إن “الأيام المقبلة ستكشف جدية إسرائيل في حماية مصالحها”.

بينما سارعت دمشق إلى التنديد بالزيارة، معتبرة إياها “انتهاكا صارخا للسيادة السورية” و”محاولة لخلط الأوراق في مرحلة سياسية حساسة”.

مقالات مشابهة

  • قراءة في دلالات دخول نتنياهو الأراضي السورية: خبير يحذر من تصعيد استباقي
  • إيران تدين بشدة دخول مسؤولين صهاينة إلى الأراضي السورية
  • قطر تدين دخول مسؤولي حكومة الاحتلال إلى الأراضى السورية المحتلة
  • حديث ترامب الذي قال انه سيفعل شيئاً بخصوص الأزمة في السودان
  • دمشق تعلق على دخول نتنياهو للجنوب السوري
  • وزارة العدل السورية لـعربي21: هذا هو الهدف من محاكمة أحداث الساحل
  • غوتيريش يحذر من الوضع الأمني في غرب أفريقيا والساحل
  • تأجيل محاكمة أحداث الساحل السوري إلى 18 و25 كانون الأول.. واستفهامات حول مصداقية المسار القضائي
  • 3.5 مليار دولار تعاملات رقمية يوميًا تدفع مصر لصدارة أسواق مراكز البيانات.. وخبير اقتصادي يكشف مكاسب هائلة
  • سوريا تبدأ بدء محاكمة المتهمين في أحداث الساحل