"نيويورك تايمز": هل ستحمي الولايات المتحدة نفسها من رئيسها؟.

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل روسيا أمن قطاع غزة ضحايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل روسيا أمن قطاع غزة ضحايا روسيا الصين الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب ديمقراطية حقوق الإنسان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل روسيا أمن قطاع غزة ضحايا إيران الاتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية غزة حركة حماس سوريا

إقرأ أيضاً:

هل تقود إسرائيل نفسها إلى فخ العراق؟

قرار تل أبيب بشنّ حرب جديدة ضد إيران في الثالث عشر من يونيو/ حزيران كارثة وشيكة. فلن يستفيد أحد منها، بما في ذلك الحكومة الإسرائيلية، وسيقاسي الكثيرون. فقد أودى تبادل إطلاق النار بالفعل بحياة ما لا يقل عن 224 شخصًا في إيران، و19 في إسرائيل.

من المؤسف أن دروس المغامرات العسكرية الفاشلة السابقة في المنطقة قد تم تجاهلها تمامًا.

لقد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الحرب بأنها "استباقية"، وتهدف – كما قال- إلى منع طهران من تطوير سلاح نووي خاص بها. وبهذا، يكرر الخطأ الإستراتيجي ذاته الذي وقع فيه السياسيان اللذان شنّا آخر هجوم "استباقي" مزعوم في المنطقة: الرئيس الأميركي جورج بوش، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير.

فمع تحليق المقاتلات الإسرائيلية وصواريخها في أجواء الشرق الأوسط لتنفيذ ضرباتها القاتلة ضد مواقع عسكرية إيرانية وقادة عسكريين، أصبح العالم في لحظة أكثر خطورة. وكما حدث مع الغزو الأميركي- البريطاني للعراق، فإن هذا الهجوم غير المبرر سيؤدي حتمًا إلى مزيد من عدم الاستقرار في منطقة تعاني أصلًا من التوتر.

ادّعى نتنياهو أن الهجمات تهدف إلى تدمير قدرات إيران النووية، وقد استهدفت القوات الإسرائيلية حتى الآن ثلاث منشآت نووية: نطنز، وأصفهان، وفوردو، مما تسبب في أضرار متفاوتة. ومع ذلك، من غير المرجح أن توقف هذه الضربات فعليًا برنامج إيران النووي، ويدرك رئيس الوزراء الإسرائيلي هذه الحقيقة.

فلقد صُمّم موقع نطنز عمدًا ليكون في عمق الأرض، مما يجعله مقاومًا لأي قصف إلا من أقوى القنابل الخارقة للتحصينات. ولا تملك تل أبيب القدرة على تدميره بشكل دائم، لأنها لا تمتلك قنابل "اختراق التحصينات الهائلة" أو قنابل "الانفجار الهوائي الهائل" التي تنتجها الولايات المتحدة.

وقد امتنعت واشنطن عن تزويد إسرائيل بهذه الأسلحة، حتى خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي كانت على علاقة وثيقة بالمسؤولين الإسرائيليين وسعت لحمايتهم من العقوبات بسبب جرائم الحرب في قطاع غزة. ومؤخرًا، أشارت إدارة ترامب مجددًا إلى أنها لن تزود تل أبيب بهذه الأسلحة.

إعلان

ومن ردود الفعل الرسمية الأميركية بعد الهجوم، لا يبدو واضحًا تمامًا إلى أي مدى كانت واشنطن على علم مسبق بالعملية. فقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في البداية أن الهجوم كان عملية إسرائيلية "أحادية الجانب"، قبل أن يصرح ترامب بأنه كان "على علم تام".

ويبقى مدى تورط الولايات المتحدة – وموافقتها- في هذا الهجوم مسألة غامضة، لكنّه أنهى على الفور أي آمال بأن تسفر الدبلوماسية المكثفة بين واشنطن وطهران في الأسابيع الأخيرة عن اتفاق جديد، وهو ما يشكل مكسبًا قصير الأمد لنتنياهو.

بيدَ أن أي عمل إضافي ضد إيران يبدو مشروطًا بجرّ الولايات المتحدة إلى الصراع. وهذه مقامرة خطيرة من قبل تل أبيب، نظرًا لوجود عدد كبير من المنتقدين للتدخلات الأميركية بين كبار مستشاري ترامب. بل إن الرئيس الأميركي نفسه سعى لجعل الانسحاب من التدخلات الخارجية حجر زاوية في إرثه السياسي.

وتؤثر أفعال إسرائيل سلبًا بالفعل على مصالح ترامب الأخرى، من خلال دفع أسعار النفط العالمية إلى الارتفاع، وتعقيد علاقاته مع دول الخليج التي ستتكبد الكثير في حال تعطّلت حركة الشحن عبر مضيق هرمز.

فإذا بدت إسرائيل وكأنها تحقق نصرًا، فسيسارع ترامب إلى نسبه لنفسه، بلا شك. أما إذا بدا أن إستراتيجية نتنياهو تعتمد بشكل متزايد على محاولة جرّ واشنطن إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، فقد ينقلب ترامب عليه.

وكما هو الوضع الحالي، فإنه ما لم تلجأ إسرائيل إلى خرق القواعد الدولية، وتستخدم سلاحًا نوويًا، فإن تحقيق أي مكاسب إستراتيجية إضافية في إيران سيظل مرهونًا بتدخل أميركي.

أما الهدف الثاني المعلن لنتنياهو- وهو إسقاط النظام الإيراني- فيبدو بعيد المنال.

فقد قُتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين في هجمات محددة، كما دعت تل أبيب الشعب الإيراني إلى الانتفاض ضد حكومته. غير أن هذا العدوان الأحادي من جانب إسرائيل من المرجح أن يثير سخطًا واسعًا تجاه تل أبيب بين الإيرانيين، أكثر من أي نقمة تجاه حكومتهم، بصرف النظر عن طبيعة النظام ومدى ديمقراطيته.

بل إن الادعاء الإيراني بأن القنبلة النووية تُشكّل رادعًا ضروريًا في مواجهة العدوان الإسرائيلي سيبدو الآن أكثر منطقية لأولئك الذين كانوا يشككون في ذلك داخل إيران. وفي البلدان الإقليمية الأخرى التي كانت علاقاتها بطهران قد بدأت تتراجع، تهدد أفعال نتنياهو الآن بإعادة إحياء تلك التحالفات.

لكن حتى لو نجحت إسرائيل في زعزعة استقرار طهران، فإن ذلك لن يُفضي إلى سلام في المنطقة. وهذه هي العبرة التي كان ينبغي استخلاصها من سقوط صدام حسين في العراق. فقد أدى انهيار الدولة العراقية لاحقًا إلى تصاعد كبير في التطرف، وانتهى الأمر بظهور تنظيم الدولة الإسلامية، الذي أرعب أجزاء واسعة من المنطقة خلال العقد الثاني من الألفية.

ولا تملك إسرائيل أدنى فرصة لترتيب انتقال سلس للسلطة إلى نظام أكثر مرونة في طهران. كما أن احتلال إيران لتحقيق هذا الهدف أمر مستبعد تمامًا، لا سيما أن الدولتين لا تتشاركان حدودًا. كما أن دعم الولايات المتحدة لمثل هذا المسعى يصعب تصوره في ظل إدارة ترامب، لأنه سيزيد، بلا شك، من مخاطر استهداف الولايات المتحدة بهجمات انتقامية.

إعلان

بعبارة أخرى، قد تُحقق هجمات نتنياهو مكاسب تكتيكية قصيرة المدى لإسرائيل، مثل تأخير طموحات إيران النووية، أو تعطيل مفاوضاتها مع واشنطن، لكنها تعد بكارثة إستراتيجية طويلة المدى.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • هل تقود إسرائيل نفسها إلى فخ العراق؟
  • “نيويورك تايمز”: إيران تجهز صواريخ لضربات انتقامية محتملة على قواعد أمريكية
  • نيويورك تايمز: مسؤولون إيرانيون يحذّرون من ضرب القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط إذا شاركت واشنطن في الحرب
  • فيديو. جماهير الوداد تجتاح ساحة تايمز سكوير في نيويورك قبل مواجهة الوداد ومانشستر سيتي
  • نيويورك تايمز تنشر تفاصيل خطة إيران لمواجهة حرب محتملة مع الولايات المتحدة
  • "نيويورك تايمز": إيران تجهز صواريخ لضربات انتقامية محتملة على قواعد أمريكية
  • نيويورك تايمز: إيران تجهز صواريخ لضرب القواعد الأمريكية في المنطقة
  • صمت وفرصة.. نيويورك تايمز تحلل موقف سوريا من التصعيد الإسرائيلي الإيراني
  • نيويورك تايمز: فرنسا وإسرائيل على حافة أزمة دبلوماسية بسبب الاعتراف الفلسطيني
  • ترامب: الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل للدفاع عن نفسها