بكتيريا أمعاء الطفولة قد تسبب الإصابة بسرطان القولون
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
أميرة خالد
كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة نيتشر أن التعرض لسموم بكتيرية في القولون قبل سن العاشرة قد يكون سببا في زيادة حالات سرطان القولون والمستقيم لدى المرضى الأصغر سنا.
وارتفعت حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم مؤخرا بين الشبان في 27 دولة على الأقل، بعد أن كان يعد مرضا يصيب كبار السن، وتضاعف معدل الإصابة به لدى البالغين دون سن الخمسين تقريبا كل عقد على مدى العشرين عاما الماضية.
وحلل الباحثون في الدراسة جينات 981 ورما سرطانيا في القولون والمستقيم لدى مرضى أصيبوا بالمرض مبكرا أو متأخرا في 11 دولة وتتفاوت مستويات خطر المرض لديهم ، سعيا لاكتشاف السبب،.
وكانت طفرات الحمض النووي في خلايا القولون المعروفة بأنها ناجمة عن سم تنتجه بكتيريا الإشريكية القولونية، ويسمى كوليباكتين، أكثر شيوعا بما يصل إلى 3.3 مرة لدى البالغين الذين أصيبوا بسرطان القولون قبل سن الأربعين مقارنة بمن جرى تشخيصهم بالمرض بعد سن السبعين.
وذكر الباحثون أن أنماط الطفرات يعتقد أنها تنشأ عندما يتعرض الأطفال للكوليباكتين قبل سن العاشرة، وقد كانت أنماط الطفرات شائعة بشكل خاص في الدول التي تشهد ارتفاعا في حالات الإصابة المبكرة.
وقال لودميل ألكساندروف الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة كاليفورنيا في سان دييجو في بيان: “إذا أصيب شخص بإحدى هذه الطفرات قبل بلوغه العاشرة من عمره، فقد يتسارع بعقود العمر المحتمل للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، إذ يصاب به في سن الأربعين بدلا من الستين”.
وأضاف “لا يترك كل عامل أو سلوك بيئي ندرسه أثرا على تكويننا الجيني. لكننا وجدنا أن الكوليبكتين هو أحد تلك العوامل التي يمكنها ذلك. في هذه الحالة، يبدو أن بصمته الجينية مرتبطة ارتباطا وثيقا بسرطان القولون والمستقيم لدى الشبان”.
ووجد الباحثون بصمات أخرى في سرطانات القولون والمستقيم من دول بعينها وخاصة الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا وروسيا وتايلاند، مضيفين إن هذا يشير إلى أن التعرض لعوامل بيئية خاصة بالمكان قد تساهم أيضا في خطر الإصابة بالسرطان.
وقال ماركوس دياز- جاي المؤلف المشارك في الدراسة من المركز الوطني الإسباني لأبحاث السرطان في مدريد في بيان “من المحتمل أن يكون لكل دولة مسببات مجهولة مختلفة.. يمكن أن يفتح ذلك الباب أمام استراتيجيات وقائية محددة وموجهة لكل منطقة”.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: أمعاء بكتيريا دراسة حديثة سرطان القولون القولون والمستقیم بسرطان القولون
إقرأ أيضاً:
على ضفاف الألم… جرحٌ أبكى الطفولة وأفزع القلوب!!
بقلم : تيمور الشرهاني ..
تتوالى الأعوام، وتبقى أحداث سبايكر ندبة غائرة في قلب العراق، لا تبرأ مهما تعاقبت الفصول وتبدلت الأزمنة. ذلك اليوم، حين تكسرت أحلام الشباب على صخور الغدر، وصعدت الأرواح البريئة إلى السماء وهي تحمل على أجنحتها أمانة وطن جريح، كان العراق كله يختبر أقسى امتحانات الفقد والخيانة.
كم كان الحلم بسيطاً حين وقف أولئك الفتية على ضفاف دجلة، يحدوهم الأمل بمستقبلٍ آمنٍ وكرامةٍ تحفظ إنسانيتهم. وما هي إلا لحظات حتى امتدت يد الظلام، فحصدت زهرة أعمارهم، ونثرت الحزن في كل بيت، وجعلت من دمائهم الطاهرة نداءً لا يخبو صداه في ضمير الأمة.
ما جرى في سبايكر لم يكن لحظة عابرة في كتاب الأيام، بل صار شاهدًا خالداً على أن خيانة الداخل أشد فتكًا من كل سيفٍ مسلول، وأن الصمت والتغاضي شركاء في الجريمة كمن تلطخت يداه بالدماء. هناك، تمايزت المعادن، فبانت وجوه الوفاء والتضحية، وافتضح العار والخسة على رؤوس الأشهاد.
أما الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات للشر، أو جعلوا الخوف مبرراً للسكون، فلن تغفر لهم ذاكرة العراق، ولن تشفع لهم دموع الأمهات، ولا أنين الآباء. ستظل لعنة تلك الدماء تطاردهم، وتبقى الأرواح المظلومة شاهدة على خذلانهم، حتى يقضي الله بين الخلق بالعدل.
سبايكر قصة تُروى للأجيال، وعهدٌ يقطعه الشرفاء بأن لا يُغلق باب العدالة، ولا يُنسى حق الشهداء، ولا تُرمى جراح الوطن في غياهب النسيان. عراق الشهداء لن يساوم على دم أبنائه، ولن يسمح أن تمرّ جريمة بغير حساب، فالتاريخ لا يمحو آثار الخيانة، والعدالة وإن تأخرت لا تضل طريقها.
ها هي الذكرى تعود، فتغسل القلوب بدموع الوفاء، وترفع الأكف بالدعاء أن يمنح الله للعراق الأمن والسكينة، وأن يجبر كسر كل أم فقدت فلذة كبدها، ويعوض كل عائلة فُجعت بمن تحب. الخلود والرفعة لأرواح شهداء سبايكر، والعار الأبدي لمن باع العراق وخذله. دماؤهم أمانة في رقابنا، وذكراهم ميثاق لا يُنقض.