28 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة: تشير عناصر من تحقيق اطّلعت عليه «وكالة الصحافة الفرنسية» إلى وجود شبهات في أن الجزائري الموقوف في إيطاليا بتهمة قتل مسيحي عراقي في فرنسا في سبتمبر (أيلول) الماضي كانت له صلات، ولو غير مباشرة، بتنظيم «داعش».

وكان آشور سارنايا، وهو لاجئ سياسي من أصول آشورية كلدانية ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، قد قُتل مساء العاشر من سبتمبر أسفل المبنى الذي يقطنه في مدينة ليون (وسط شرق فرنسا)، بينما كان في بث مباشر عبر منصة «تيك توك» استمر لأكثر من خمس ساعات.

وهاجمه الجاني بطعنة قوية في عنقه، قبل أن يفرّ سيراً على الأقدام.

وكان الضحية البالغ 45 عاماً معروفاً بنشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان ينشر مقاطع يتحدث فيها عن إيمانه المسيحي.

وأظهر تحليل بيانات الهاتف المحمول للمشتبه به، وهو جزائري يبلغ 27 عاماً أوقف لاحقاً في إيطاليا، أنه تابع البث المباشر الذي كان يقدّمه سارنايا لنحو 30 دقيقة في المنطقة نفسها التي يقيم فيها، بحسب عناصر التحقيق التي كشفتها صحيفة «لوفيغارو» وتمكنت «وكالة الصحافة الفرنسية» من التأكد منها.

وأظهرت المعطيات أن هاتف «صبري. ب» كان في موقع الجريمة بين الساعة 21:15 و22:50 بالتوقيت المحلي، مع تحركات متكررة، بينما أشار شهود إلى وجود رجل «يراقب المكان» قبل تنفيذ الهجوم وفرّ بعده مباشرة.

تهديدات

وأفاد أحد سكان الحي بوجود «رجل مغاربي» تصرّف بشكل مريب في الأسابيع التي سبقت الجريمة.

كما أظهرت التحقيقات أن للمشتبه به اتصالات، على الأقل غير مباشرة، مع تنظيم «داعش»، إضافة إلى صلات مع سوريا ومع الجزائر بلده الأم.

وسبق للمشتبه به، الذي كان يعمل موصل طلبات ولم يكن معروفاً لدى أجهزة مكافحة الإرهاب، أن تلقى فقط مخالفات مرورية تتعلق بدراجته التي شوهدت في موقع الجريمة عشية الهجوم وفي اليوم نفسه.

وفي 9 أكتوبر (تشرين الأول)، تولّت النيابة العامة المتخصصة في قضايا الإرهاب في باريس التحقيق في القضية، وفتحت تحقيقاً قضائياً بتهمة «قتل مرتبط بمشروع إرهابي» و«الانخراط في عصابة إرهابية إجرامية».

وقالت شقيقة الضحية للمحققين إن العائلة هربت من العراق عام 2014 بعدما تلقّى شقيقها تهديدات من متشددين.

وأوضحت التحقيقات أن سارنايا، الذي وصفه جيرانه بأنه رجل هادئ ومسالم، تلقى تهديدات متكررة عبر الإنترنت من متطرفين، من بينها «إذا وجدناك سنقتلك»، كما واجهه أحد الأشخاص في صيف 2025 قائلاً له: «نحن نراقبك».

ونفّذ تنظيم «داعش» إعدامات مصوّرة بين عامي 2014 و2019 على أراض كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، حيث كان يبسط «خلافته» على أراض واسعة، وليبيا.

وفي أول تعليق له، قال المحامي ديفيد أنديك، وكيل عائلة آشور سارنايا والمجلس التنسيقي للكلدان الآشوريين في فرنسا، إن «الضربة لم تطل آشور وحده، بل ما كان يمثّله: المسيحية المشرقية التي أنهكتها الجراح عبر القرون».

وغداة الجريمة، أغلق المشتبه به هاتفه وغادر ليون بالحافلة، قبل أن يُعتقل في 2 أكتوبر في جنوب إيطاليا داخل منزل جزائري آخر، وكان يحمل سكاكين عدة. وتأمل السلطات الفرنسية تسليمه سريعاً.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

مسلحون يقتلون مرافق برلماني عراقي داخل منزله

مسلحون يقتلون مرافق برلماني عراقي داخل منزله

مقالات مشابهة

  • صواريخنا ستحلق كأسراب الجراد.. ما حقيقة فيديو تهديدات وزير دفاع الحوثيين للسعودية؟
  • الأمن الوطني يُطيح بداعشي شارك في هجمات ارهابية
  • إنتلجنس أونلاين: تهديدات الحوثي لا تزال تعطّل صيانة الكابلات البحرية الاستراتيجية في البحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • الأردن.. مراقبون يُعلّقون لـCNN على دلالات خطاب العرش: مصارحة داخلية لمواجهة تهديدات ضم الضفة
  • أكثر من 800 عراقي يغادرون مخيم الهول إلى بلدهم (صور)
  • لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني أدانت الجريمة التي أدت إلى مقتل الشاب إيليو إرنستو أبو حنا
  • مسلحون يقتلون مرافق برلماني عراقي داخل منزله
  • برونزية لتوأم عراقي في بطولة الألعاب الآسيوية
  • أنا عراقي أنا اقرأ.. 50 ألف كتاب توزع على ضفاف دجلة