ترامب: نخوض مفاوضات عميقة مع حماس.. هذا الأمر يعود لإسرائيل
تاريخ النشر: 6th, September 2025 GMT
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن إدارته تخوض مفاوضات عميقة "للغاية" مع حركة المقاومة الإسلامية حماس لإطلاق سراح جميع الأسرى لديها.
وجدد ترامب مطالبته لحماس لالإفراج عن كامل "الأسرى" وستحدث أمور جيدة وأفضل بكثير لحماس إن أطلقت سراحهم، وفق زعمه.
وأضاف، "إن لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن فسيكون الوضع صعبا وقاسيا، وهذه وجهة نظري والخيار يعود لإسرائيل".
وأشار إلى أن الاحتجاجات الكبيرة في إسرائيل بشأن الأسرى تضعها في موقف صعب، مبينا أن من بين الأسرى الـ20 الأحياء ربما يكون هناك من توفوا مؤخرا.
والأربعاء، طالب الرئيس الأمريكي حركة حماس بإعادة جميع الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة، مضيفا أن الأمور وقتها "ستتغير سريعا"، في إشارة إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية.
وردا على ذلك أكدت حركة حماس استعدادها لإبرام صفقة تبادل توقف الحرب بشكل كامل.
وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس أسامة حمدان إن حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إنهاء الحرب بإطلاق الأسرى الإسرائيليين "مجرد فكرة لا ينطوي على عرض".
وأضاف حمدان في تصريحات نقلتها عنه شبكة الجزيرة، أن الحركة ستتعامل مع أي مقترح بجدية كبيرة إذا قدم إليها، مؤكدا أن حماس لا يهمها سماع "كلام إيجابي"، وإنما تريد عرضا سياسيا واضحا وإجراء عمليا "يوقف العدوان ويضمن انسحاب قوات الاحتلال".
وشدد على أن حماس ستتعامل مع أي مقترح بجدية كبيرة يُقدم لها "إذا تضمن ما يغطي المطلب الفلسطيني ويعالجه بشكل واضح".
وأوضح القيادي في حماس، أن حركته طرحت مبكرا صفقة شاملة تنهي العدوان كليا، وينسحب بموجبها الاحتلال من كافة أراضي قطاع غزة مع إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب إنهاء الحصار وفتح المعابر والبدء في الإعمار.
كما طالب حمدان بضرورة أن يمارس ترامب ضغوطه على الاحتلال ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو، الذي تنصل من اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى (تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 وكانون الثاني/ يناير 2025).
وشدد على أن حماس والفصائل الفلسطينية وافقت على مقترح الوسطاء الشهر الماضي، لكن دولة الاحتلال لم ترد عليه حتى اللحظة، رغم تطابق بنوده بشكل شبه تام مع ما سبق أن وافقت عليه، بحسب ما أكده وسطاء.
وأكد أن موقف حماس واضح بالتمسك بإنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني، ومواجهة الاحتلال وآلته العسكرية في الميدان بما تمتلك من إمكانات.
وقال حمدان، إن الاحتلال لا يهاجم غزة وحدها، إذ يخطط لتهجير نصف سكان الضفة الغربية إلى الأردن في ظل تهديدات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.
كما أشار إلى أن الوقت لا يدهم فقط الجانب الفلسطيني، بل يضغط أيضا على إسرائيل في وجود مزاج دولي يتغير حاليا وله تداعيات مستقبلية، مؤكدا أن سحق إرادة الشعب الفلسطيني "غير ممكن" وأنه لن يرفع راية الاستسلام يوما ما.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب حماس الاحتلال حماس الاحتلال صفقة التبادل ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
قرار مجلس الأمن حول غزة.. هزيمة عسكرية لـإسرائيل ودبلوماسية للعرب
الأولى أن "إسرائيل" منيت بهزيمة سياسية كبرى بعد عامين من العدوان، فرغم الدمار الهائل الذي ألحقته بالقطاع، إلا أنها لم تتمكن من فرض أهدافها، فإعادة الأسرى تمت باتفاق، ومحاولة تدمير المقاومة ونزع سلاحها تحولت عبر قرار مجلس الأمن، عوضا عن الحرب الفاشلة والوحشية في نفس الوقت.
والحقيقة الثانية أن الدول العربية المتورطة مع واشنطن في مشاريع المنطقة قد منيت بهزيمة دبلوماسية واضحة، بعد فشلها في الحصول على اعتراف أمريكي صريح بالدولة الفلسطينية، أو حتى بإلزام دولي بقيامها. على الأقل ظاهريا تقول تلك العواصم العربية إن هذا أهم أهدافها.
فالقرار الذي بدا -في ظاهره- خطوة نحو السلام، كان في جوهره مشروعا أمريكيا كاملا لإدارة ما بعد الحرب، يمنح واشنطن -عبر دونالد ترامب تحديدا- سلطة مطلقة على مستقبل غزة، دون أن يمنح الفلسطينيين أي ضمانات حقيقية لحقوقهم الأساسية.
هزيمة "إسرائيل" عسكريا رغم الدماربعد عامين من القصف المستمر الذي خلف أكثر من 70 ألف شهيد، ودمر أكثر من 90% من مباني غزة، كان الكيان الإسرائيلي تأمَّل في حصد مكاسب سياسية واضحة، من بينها تصفية حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفرض نظام حكم جديد يخضع للرقابة الإسرائيلية، وتأسيس بيئة أمنية تضمن سيطرة طويلة الأمد على القطاع، لكن القرار الأممي جاء ليضع مستقبل غزة في يد “مجلس السلام” بقيادة ترامب، ما يعني -فعليا حسب المراقبين- انتزاع ملف غزة من يد "إسرائيل" ووضعه تحت وصاية دولية-أمريكية.
وهذا، وإن كنا غير متفائلين به، إلا أنه يعد اعترافا غير مباشر بأن الكيان المجرم لم ينجح في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، رغم الدمار واسع النطاق الذي خلفته آلته العسكرية في القطاع.
غموض ومخاطر.. إدارة أمريكية بصيغة دوليةينص القرار 2803 على تشكيل "مجلس سلام" يرأسه ترامب، يتولى الإشراف على قوة استقرار دولية لـ"نزع السلاح"، ولجنة تكنوقراط فلسطينية، وقوة شرطة محلية، لإدارة غزة لمدة عامين.
واللافت أن هذا الـ"مجلس" لا يتبع الأمم المتحدة، ولا يخضع لقراراتها السابقة، ويملك سلطة شبه مطلقة على الترتيبات السياسية والأمنية المقبلة. وفي ظل الغموض الذي يكتنف المجلس من حيث العضوية والصلاحيات، فإنه يعكس رغبة واضحة في تدويل غزة وفق الرؤية الأمريكية دون التزامات أو قيود.
هزيمة عربية في معركة الاعتراف بالدولة الفلسطينيةرغم ما يبدو أنها ضغوط عربية وإسلامية مكثفة من أجل "حل الدولتين"، فشلت العواصم العربية في إدراج صياغة صريحة تتعلق بالحق الفلسطيني في تقرير المصير، أو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والالتزام بـ"حل الدولتين"، فجاءت النتيجة بصياغة ضعيفة ومشروطة تقول إن “الظروف قد تتهيأ لمسار موثوق نحو تقرير المصير وإقامة الدولة”، وهي عبارة لا تلزم أحدا بشيء، وتربط الحق الوطني الفلسطيني بشروط إجرائية تتعلق بإصلاحات السلطة وإعادة الإعمار، لم تحددها أي معايير، ما يجعل هذه الشروط أداة بيد واشنطن و"تل أبيب" للتنصل والمماطلة وكسب الوقت للعمل على تصفية القضية الفلسطينية بأسوأ من "أوسلو" نفسه.
وبهذا تكون الدول العربية قد خسرت الجولة الدبلوماسية، واكتفت بقبول صيغة ناقصة لا ترتقي لمستوى اللحظة، ولا لحجم التضحيات الفلسطينية.
مخاوف دولية، وتوجس صهيونيالقرار أثار غضب "اليمين" الإسرائيلي، الذي ادعى أنه "تهديد مباشر" لأمن الكيان، ما دفع "بنيامين نتنياهو" لإعادة التأكيد على رفضه لأي حديث عن السيادة الفلسطينية. في المقابل ترى عواصم أوروبية وإسلامية أن القرار -رغم ما فيه من عيوب وغموض- يبقي ترامب منشغلا بالملف، وقد يفتح نافذة لتحسين دخول المساعدات إلى غزة، وربما استئناف الحديث عن التسوية السياسية. وبناء على ذلك، يرى البعض أن تدويل الملف قد يساهم في الحد من التفرد الإسرائيلي بغزة، وقد يمثل بعضا من الحماية للمدنيين فيها، ويفتح هامشا للمناورة مستقبلا داخل ما يسمى “مجلس السلام”.
وإن كان هذا صحيحا بعض الشيء، إلا أن التاريخ والتجارب مع الكيان المدعوم من واشنطن تقول إن هذه مجرد تسلية لا علاقة لها بالواقع، على الأقل لأن لا أحد من هؤلاء قادر على فرض أي شيء ميدانيا. لكن بالمقابل تعمل "إسرائيل" وأمريكا على فرض وقائع على الأرض، مستندة لإطلاق يدها دون رقيب، وهذا هو سبب الخشية الفلسطينية والدولية، وقد كانت الأكثر تعبيرا عن تلك الخشية مداولات مندوبي روسيا والصين في جلسة التصويت على القرار.
خلاصةجاء القرار 2803 ليعكس فشلا إسرائيليا في تحويل الحرب إلى مكسب سياسي، وفي الوقت نسه فشلا عربيا في انتزاع اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية. وبين هذين الفشلين، تتقدم واشنطن خطوة جديدة نحو إعادة هندسة المشهد الفلسطيني، بينما يبقى مستقبل غزة رهين آليات التطبيق المفترض لهذا القرار، وطبيعة تشكيل القوات الدولية، لا سيما بعد سماع الأنباء عن رفض دول عربية وإسلامية المشاركة فيها، نأيا بنفسها عن أن تكون في مواجهة المقاومة ومحاولات نزع سلاحها.