إبراهيم النجار يكتب: عملية قمة النار.. هل تضحي واشنطن بحلفائها؟!
تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT
نفذت إسرائيل، ضربة عسكرية في قلب الدوحة، استهدفت قيادات من “حركة حماس”، كانت منخرطة في نقاشات حول المقترح الأمريكي، لوقف إطلاق النار في غزة.
قطر، وصفت الهجوم بالجبان، وانتهاك صارخ لسيادتها. ومع تعرض الوساطة القطرية، لاهتزاز غير مسبوق، تطرح أسئلة: هل انتهى دور الدوحة كوسيط؟ ما انعكاس هذه العملية على مستقبل الصراع، والتوازنات الإقليمية؟.
شهدت عملية "قمة النار"، قبل تنفيذها، جدلا كبيرا ونقاشات مكثفة، لدي صانع القرار في إسرائيل، حيث تحفظ جهاز "الموساد"، على التوقيت، بينما كانت تل أبيب، تبحث القرار الأصعب. الهجوم الآن أم الانتظار. يضرب نتانياهو، عرض الحائط بالقانون الدولي، والنظام العالمي، في اعتداءاته، من غزة إلى لبنان، وسوريا واليمن، ومن ثم قطر.
يصمت العالم، على إبادة شعب أعزل في فلسطين، فيتمادى نتانياهو، في جرائمه ضد الإنسانية، برعاية أمريكية، وحماية أطلسية. في النهاية، تزداد إسرائيل، عدوانية وعربدة، وهي العاجزة أمام المقاومة في جباليا وبيت حنون. وتفقد إدارة ترامب، صدقها أمام العالم.
تؤكد "حماس"، أن استهداف قادتها، تأكيد على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، لا يريد وقف المحرقة في غزة. فشل إسرائيلي في تصفية قادة "حماس"، بغارات على مقارها في قطر، تجاه قادة الحركة، يسقط محاولة انتهائها، أي تبعات عسكرية وسياسية، للإخفاق الإسرائيلي.
إسرائيل، تؤكد التنسيق مع واشنطن، قبل الهجوم واعتماد سياسة الخداع والتضليل مجددا، بعد تقديم مقترح جديد لقادة الحركة. الاحتلال، يحاول اغتيالهم خلال الاجتماع لدراسته. فكيف ستبرر واشنطن؟.
العدوان الإسرائيلي، على قطر تجاوز جديد لكل الخطوط الحمر، ومزيد من الامعان في انتهاك القوانين الدولية، وتجسيد لكيفية تعامل نتانياهو، مع دول المنطقة والمجتمع الدولي، ومجلس الأمن، وما فيها من فوقية واستقواء بالحماية والدعم والغطاء، من الإدارة الأمريكية.
بكل تأكيد فإن نجاة قادة "حماس"، هو الفشل العسكري، الذي ستكون له تبعات سياسية، تتصل بحقيقة الموقف الإسرائيلي من المفاوضات، للإفراج عن الأسرى في غزة، ووقف الحرب، ويطرح أسئلة حول، التبرير الأمريكي، للتناقض ما بين المشاركة والعلم والدعم لكل العمليات العسكرية الإسرائيلية، وما بين دور الوسيط والسعي لايجاد الحلول، ووقف الحروب والوصول إلي جائزة نوبل للسلام.
لقد تأكد الخداع أن جهة استهداف دولة وسيطة في المفاوضات، أو الايحاء بالسعي للوصول إلى اتفاقيات والهدنة، فيما الخطط للتصعيد توضع موضع التنفيذ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل الدوحة حركة حماس
إقرأ أيضاً:
بعد الهجوم الأميركي الإسرائيلي.. كيف تغير تعاطي طهران مع الوكالة الدولية؟
منذ الهجوم الإسرائيلي الأميركي على المنشآت النووية لإيران قبل عدة أشهر، اهتزت العلاقة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وارتفعت لهجة التصعيد بينهما، مما يعزز المخاوف بشأن تداعيات هذا التوتر بين الطرفين.
وفي هذا السياق، قدمت الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة أمس الثلاثاء مسودة قرار إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يطالب إيران بسرعة التعاون مع الوكالة، وجاء فيه "يتعين على إيران أن تزود الوكالة الدولية للطاقة الذرية دون تأخير بمعلومات دقيقة عن حصر المواد والمنشآت النووية الخاضعة للحماية في إيران، وأن تمنح الوكالة كل ما تحتاجه من إمكانية الوصول للتحقق من هذه المعلومات".
لكن طهران اعتبرت في ردها أن ذلك من شأنه استبعاد اتفاق القاهرة، مبدية استعدادها للنظر في وساطة روسيا والصين لاستعادة تعاونها مع الوكالة.
وعن طبيعة العلاقة بين إيران ووكالة الطاقة الذرية، يقول مراسل الجزيرة في طهران نور الدين الدغير إن المسؤولين الإيرانيين لا يتحدثون عن قطيعة مع الوكالة الذرية، بل يؤكدون أن بلادهم لا تزال عضوا في هذه المنظمة، ولا تزال مطبقة لمعاهدة الحد من الانتشار النووي.
وقد صرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بأن الجامع بين إيران ووكالة الطاقة هي العضوية والتزام طهران بمعاهدة الحد من الانتشار النووي ومسألة الضمانات.
وبحسب وجهة النظر الإيرانية، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتوقع من إيران أن تتعامل معها بشكل كامل ومفتوح، وأن تكون الكرة ومفاتيح العمل بيد الوكالة، بحيث تكون لها حرية إرسال المفتشين والوصول إلى المواقع النووية.
وترى الوكالة الدولية للطاقة الذرية -يواصل مراسل الجزيرة- أن الاتفاق النووي يلزم الجانب الإيراني بالانصياع لقراراتها.
مفاتيح اللعبةبيد أن الهجوم الإسرائيلي الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية أدى إلى تغير المعطيات والحسابات، فقد أصبحت اللعبة ومفاتيحها بيد الإيرانيين، كما يقول المسؤولون الإيرانيون -والكلام لمراسل الجزيرة- وليس بيد وكالة الطاقة الذرية، لأن إيران لم تعد ملتزمة بالبروتوكول الإضافي.
إعلانوتطالب إيران في المقابل بأن تخضع منشآتها النووية لبروتوكول جديد يضمن لها السلامة الأمنية، ويفسح المجال لوكالة الطاقة الذرية أن تصل إلى مواقعها ومنشآتها بالشكل الذي تريده طهران وفق معاهدة الحد من الانتشار النووي والضمانات الشاملة.
ولجأت طهران إلى اتفاق القاهرة، لأن الحكومة الإيرانية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية ملزمتان بقرار محكم من البرلمان الإيراني بشأن طريقة تعاطي إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وخلص مراسل الجزيرة إلى أن إيران تريد أن ترسم مفاتيح وصول الوكالة لمواقعها، لأنها تعتقد أن أي وصول غير آمن قد يؤدي إلى استهداف منشآتها النووية مستقبلا.
وكانت وزارة الخارجية المصرية أعلنت في الشهر الماضي أن القاهرة اتفقت مع طهران وواشنطن ووكالة الطاقة الذرية على "مواصلة متابعة الجهود والاتصالات، ودراسة الأفكار المطروحة" لتحقيق انفراجة مأمولة في الملف النووي الإيراني.
يشار إلى أن إيران كانت قد علقت في يوليو/تموز الماضي تعاونها مع الوكالة الذرية الدولية عقب حرب استمرت 12 يوما ضد إسرائيل اندلعت إثر قصف إسرائيلي أميركي لمنشآت نووية إيرانية، وردت عليها طهران بإطلاق صواريخ ومسيّرات على إسرائيل.