محكمة أمريكية تُدين شركة التجسس الإسرائيلية NSO وتفرض حظرًا دائمًا على برامجها ضد واتساب
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
في حكم قضائي جديد يُسلّط الضوء على معركة مستمرة منذ أكثر من خمس سنوات بين شركة ميتا المالكة لتطبيق واتساب وشركة برامج التجسس الإسرائيلية NSO Group، أصدرت قاضية المقاطعة الأمريكية فيليس هاميلتون قرارًا يقضي بتخفيض التعويضات التي ستحصل عليها ميتا من 167 مليون دولار إلى 4 ملايين دولار فقط، لكنها في المقابل ألزمت NSO بالتوقف نهائيًا عن محاولات اختراق تطبيق واتساب أو استهداف مستخدميه.
تعود جذور القضية إلى عام 2019 عندما رفعت ميتا (التي كانت تُعرف آنذاك باسم فيسبوك) دعوى قضائية ضد شركة NSO Group، متهمة إياها باستخدام برنامج التجسس الشهير "بيجاسوس" (Pegasus) لاختراق تطبيق واتساب والتجسس على أكثر من 1400 مستخدم في 20 دولة مختلفة.
شملت قائمة المستهدفين صحفيين ونشطاء حقوقيين ومسؤولين حكوميين، حيث ذكرت ميتا في حينها أن البرنامج الخبيث كان قادرًا على إصابة الأجهزة دون علم المستخدمين، حتى عبر مكالمة فائتة أو رسالة نصية واحدة تحتوي على رموز ضارة.
التحقيقات أظهرت أن "بيجاسوس" يُعد من أكثر برامج التجسس تطورًا في العالم، إذ يستطيع استخراج البيانات من الهواتف المحمولة وتتبع الموقع الجغرافي وتشغيل الكاميرا والميكروفون دون إذن المستخدم، مما أثار مخاوف عالمية بشأن انتهاك الخصوصية وحقوق الإنسان.
ووفقًا لتقرير صادر عن خدمة أخبار المحكمة الأمريكية، قررت القاضية هاميلتون تقليص التعويضات المالية لأن المبلغ الأولي لم يكن متناسبًا مع الإطار القانوني للتعويضات المعمول به، ومع ذلك، اعتبرت أن خطورة أفعال NSO تتطلب إصدار أمر قضائي دائم يمنع الشركة من استخدام أو تطوير أي أدوات لاختراق واتساب أو منصات ميتا الأخرى.
القرار جاء بعد مراجعة دقيقة لتصريحات محامي الشركة الإسرائيلية ورئيسها التنفيذي، والتي أظهرت أن NSO واصلت – رغم التحقيقات – تطوير أدوات جديدة لمحاولة تجاوز أنظمة الأمان الخاصة بواتساب وجمع الرسائل بشكل غير مشروع.
وأشارت القاضية إلى أن هذه الممارسات تُثبت نية واضحة للاستمرار في الأنشطة غير القانونية، ما يجعل الحظر القضائي ضروريًا "لحماية المستخدمين ومنع الانتهاكات المستقبلية"، بحسب نص القرار.
رحب "ويل كاثكارت"، رئيس واتساب، بالحكم واعتبره خطوة مهمة في سبيل محاسبة الشركات التي تستخدم برامج التجسس ضد المدنيين، وقال في بيان رسمي: "يمنع حكم اليوم شركة NSO من استهداف واتساب ومستخدمينا حول العالم مرة أخرى، هذا القرار تتويج لست سنوات من التقاضي، ويُثبت أن من يهاجم شركات التكنولوجيا الأمريكية أو ينتهك خصوصية الأفراد سيواجه عواقب قانونية صارمة".
ورغم أن الحكم يُعد انتصارًا رمزيًا وقانونيًا لميتا، إلا أن بعض المراقبين يرون أن تطبيقه فعليًا قد يكون صعبًا، فالقاضية أمرت NSO بحذف جميع البرمجيات المتعلقة بمنصات ميتا وإتلافها نهائيًا، لكن من غير الواضح كيف ستتأكد ميتا من التزام الشركة الإسرائيلية بذلك، خصوصًا في ظل طبيعة برامج التجسس التي يصعب اكتشافها أو تتبعها.
وتُضاف هذه القضية إلى سلسلة من التحقيقات العالمية التي طالت NSO بعد أن كشفت تقارير دولية، من بينها تحقيقات "مشروع بيغاسوس" الذي أجرته مؤسسات إعلامية كبرى، عن استخدام البرنامج للتجسس على مئات الشخصيات السياسية والإعلامية في مختلف الدول.
اللافت أن الحكم صدر بعد فترة قصيرة من استحواذ مجموعة استثمارية أمريكية على شركة NSO، وضخ عشرات الملايين من الدولارات في محاولة لإعادة هيكلتها وتغيير سمعتها السيئة عالميًا، لكن قرار المحكمة الأمريكية الأخير يعيد تسليط الضوء على تاريخ الشركة المثير للجدل ودورها في انتهاك الخصوصية الرقمية.
ورغم تقليص مبلغ التعويض بشكل كبير، فإن الأمر القضائي الدائم الصادر ضد NSO يُعد من أبرز الأحكام القضائية التي تُفرض على شركة متخصصة في تقنيات التجسس الإلكتروني.
بهذا القرار، تُرسل الولايات المتحدة إشارة قوية بأن استهداف منصات التواصل الاجتماعي أو المستخدمين المدنيين عبر أدوات تجسس رقمية لن يمر دون عقاب، حتى لو جاء من شركات خاصة تدّعي العمل لصالح الحكومات أو الأمن القومي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: برامج التجسس التجسس ا
إقرأ أيضاً:
المخرج عمرو سلامة يكشف أسباب خلافه مع الشركة المنتجة لـ فيلم شمس الزناتي 2
كشف المخرج عمرو سلامة، عن سبب انسحابه من تصوير فيلم شمس الزناتي 2، موضحا أن السبب يعود إلى خلافه القائم مع الشركة المنتجة للفيلم، وذلك بسبب تأخر في المستحقات المالية.
وقال عمرو سلامة في بيان صحفي: «أؤكد أولًا أن مشكلتي ليست مع الفيلم أو مع زملائي العاملين عليه، بل أتمنى لهم وللفيلم كل النجاح، لأنه عمل أحببته، وشاركت فيه لما يقارب ثلاث سنوات، وأراه فيلمًا رائعًا، مشكلتي الوحيدة مع الشركة التي تتولى تنفيذ العمل وتشارك في إنتاجه».
وأضاف: «تم التصريح بأنني تقاضيت 30% من أجري، بينما لم أنجز سوى 15% فقط من عملي، وأنه لا توجد لي مستحقات مادية، هذا استغلال لعدم معرفة الجمهور بطبيعة التعاقدات بين شركات الإنتاج والمخرجين، وشروطها وأعرافها، وأنا على يقين بأن النقابة ستفصل، والمحكمة ستحكم بما يتوافق مع العدل وحقوق الملكية الفكرية. والتي تقف بالطبع في صفي و صف اصول المهنة».
وأشار المخرج عمرو سلامة إلى أن منج فيلم شم الزناتي لم يحاول التواصل معه لحل الخلاف إلا بعد أن رفع عليه أول قضية «شيك دون رصيد»، وبعد تبين طبيعة الشركة، وطريقتها في التعامل دائما مع أي مشروع تنفذه، وبعد توقيعه ملحقا للعقد ينهي التزاماتي معه وينقلها إلى شركة أخرى في مقابل تنازلي عن القضية، وهو من أخل بهذا الملحق وتحايل عليه.
وتابع: «يقول إنه استخرج تصاريح ولوحة عمل باسم المخرج الجديد، وهذا إما كذب صريح، إذ يستحيل استخراج لوحة عمل جديدة من النقابة دون تنازل رسمي مني عن حقوقي، وهو ما أكّدته لي النقابة، أو أن النقابة أصدرت فعلًا لوحة عمل جديدة دون تنازل مني، وهو ما يثير كثيرًا من علامات الاستفهام، لذا أطالب برد من النقابة».
ونفى عمرو سلامة تصريحات منتج فيلم شمس الزناتي حول تقاضي جميع العاملين لأجورهم، قائلا: «إن كان جميع العاملين تقاضوا مستحقاتهم، فلم إذا رفعت الماكيرة الإسبانية قضية لأنها لم تتقاضَ أجرها؟ ولماذا نشر مدير التصوير صورًا من موقع التصوير احتجاجًا على عدم حصوله على مستحقاته؟ ولماذا غادر موقع التصوير عنوة في أول يومين هربًا من دفع حق صاحب الموقع؟ ولماذا ذهب العاملون إلى البنك لصرف شيكاتهم فوجدوا أنها بلا رصيد، رغم وعوده؟ لماذا نشر مورد الأسلحة منشورا على الإنترنت يفضح ما وصفه هو بسرقة الشركة له؟، أستطيع أن أروي مئات القصص المشابهة: لماذا لم يتقاضَ من قاموا بالمعاينات على مدار العام الماضي أجورهم؟ ولماذا أنا شخصيًا أدّعي أن لي مستحقات؟ هل كنت سأخوض كل هذا الصراع حبًا في “الشوشرة” أو رغبة في وجع القلب؟».
واستكمل: «هذه الشركة تواجه قضايا عديدة في المحاكم، أبرزها تصوير فيلم في فرنسا ثم الهروب من دفع مستحقات منفذي الإنتاج والممثلين الفرنسيين، ما أدى إلى سحب الفيلم من دور العرض يوم عرضه الأول. وهناك غيرها من القضايا الأخرى. ومن سوء حظنا جميعًا أننا اكتشفنا هذه الوقائع بعد التعاقد والعمل على الفيلم. ونحن وقعنا معهم لوجود شركاء محترمين وأسماء كبيرة في السوق. وهذه الأسماء تخارجت بالفعل من الفيلم فما سبب تخارجهم؟، الحق سيظهر قريبًا، وهذا إيماني ويقيني. وغدًا لناظره قريب. وانا هنا لا أدافع عن عمرو سلامة بل أدافع عن أصول وأخلاقيات مهنة نعيش منها جميعا».
اقرأ أيضاًيبدأ تصويره غدًا.. من هم أبطال فيلم «شمس الزناتي.. البداية»؟
«الزناتي» يطالب المعلمين بمساندة وإنجاح منظومة البكالوريا