من الفاشر إلى الخرطوم: لستُ مهزومًا ما دمت تقاوم
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
قالت تنسيقية مقاومة الفاشر إن بيان التضامن الذي وصلها من العاصمة حمل «أحر التحايا وعمق الامتنان»، مؤكدة أن هذا الموقف الأخلاقي يجسد وحدة السودان ويبرهن أن المعاناة واحدة وإن اختلفت الجغرافيا..
التغيير: الخرطوم
وجهت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر رسالة إلى رفاقها في تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم، وإلى الشعب السوداني أعربت فيها عن امتنانها العميق لتضامن الخرطوم مع محنة الفاشر.
وقالت إن بيان التضامن الذي وصلها من العاصمة حمل «أحر التحايا وعمق الامتنان»، مؤكدة أن هذا الموقف الأخلاقي يجسد وحدة السودان ويبرهن أن المعاناة واحدة وإن اختلفت الجغرافيا.
وأوضحت التنسيقية عبر بيان الخميس أن السلام مبدأ إنساني نبيل، وأنها ليست دعاة حرب، غير أن الحرب فُرضت على أهل الفاشر وهم في منازلهم.
وأكدت أن موقفها هو موقف تصدٍّ للمليشيات التي حولت حياة المدنيين إلى جحيم عبر القتل والتهجير والنهب والاغتصاب وتدمير المستشفيات والمراكز الصحية وقصف الأحياء السكنية، وفرض الموت البطيء بالحصار والتجويع.
وقالت إن هذه الممارسات دفعتهم إلى المقاومة كواجب استدعته الضرورة، لا رغبة في القتال.
وأكد البيان أن موقف التنسيقية من السلام يقوم على كرامة الإنسان والعدالة والمساواة واحترام إرادة الشعب، رافضًا أي اتفاق يُفرض على المدنيين بقوة السلاح أو على حساب حقوق الضحايا. وأشارت إلى أن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا عبر إنهاء وجود مليشيات الجنجويد عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا ومحاسبة جميع من أجرم في حق الشعب السوداني.
وقالت تنسيقية الفاشر إنها ستواصل مقاومة المليشيات التي ارتكبت أبشع الجرائم ضد المدنيين، وإنها لن تقبل محاولات فرض السيطرة عبر الحصار والتجويع والإجرام، مؤكدة أنها ستواصل المقاومة بكل الوسائل المشروعة التي تحمي الأهالي وتردع العدوان حتى تضع الحرب أوزارها.
وأضافت أنها تتعامل بمسؤولية مع الدعوات إلى إيقاف الحرب، لكنها تحتفظ بحق الدفاع المشروع عن النفس والجماهير دفاعًا عن الحق في الوجود والحياة في مواجهة مليشيات الدعم السريع والمرتزقة.
مبادرات كسر الحصاركما أكدت دعمها للمبادرات التي تسعى إلى كسر الحصار، شاكرة كل من يعمل على فتح ممرات الإغاثة وتقديم العون، وداعية منظمات المجتمع المدني والهيئات الإنسانية المحلية والدولية إلى التدخل الفوري لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات دون عوائق.
واختتمت التنسيقية بيانها بتأكيد استمرار المقاومة والدفاع عن حياة المدنيين حتى يتحقق سلام عادل يصون الكرامة، قائلة: «لستُ مهزومًا ما دمت تقاوم».
واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بعد أشهر من التوترات السياسية والعسكرية بين الطرفين الدعم السريع والجيش.
وسرعان ما امتدت المواجهات من العاصمة الخرطوم إلى ولايات دارفور وكردفان والنيل الأزرق والجزيرة، مسببة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. خلّفت الحرب آلاف القتلى والمصابين، ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخليًا وخارجيًا، وسط انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية وانقسام مؤسسات الدولة.
وتعيش مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، منذ مايو 2024 تحت حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع التي تحاصر المدينة من الجهات الأربع.
وأدى الحصار إلى انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية وانهيار الخدمات الصحية، مع تصاعد القصف المتبادل وسقوط ضحايا مدنيين يوميًا.
وتصف منظمات الأمم المتحدة الوضع في المدينة بأنه “كارثي وغير آمن”، محذرة من مجاعة وشيكة ما لم يُسمح بوصول المساعدات الإنسانية.
الوسومتنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم تنسيقية لجان مقاومة الفاشر حرب الجيش والدعم السريع حصار الفاشرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: تنسيقية لجان مقاومة الفاشر حرب الجيش والدعم السريع حصار الفاشر الدعم السریع لجان مقاومة
إقرأ أيضاً:
مسيّرات الدعم السريع تستهدف مطار الخرطوم لليوم الثاني على التوالي
الخرطوم- أفاد مصدر عسكري سوداني وكالة فرانس برس بأن مسيّرات لقوات الدعم السريع استهدفت الأربعاء مطار الخرطوم لليوم الثاني على التوالي.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه لأنه غير مخول التصريح للاعلام "مسيّرات المليشيا الإرهابية استهدفت مطار الخرطوم مرة أخرى فجر اليوم وتصدت مضاداتنا للمسيرات".
ويتواجه الجيش السوداني الذي يسيطر على الخرطوم مع قوات الدعم السريع في نزاع دام اندلع في نيسان/أبريل 2023.
وكان من المقرر أن يعاد فتح المطار الأربعاء للرحلات الداخلية للمرة الأولى منذ أكثر من عامين من الحرب. ومن غير الواضح ما إذا كان سيكون ذلك ممكنا عقب الضربات الأخيرة.
والثلاثاء، قال شهود لوكالة فرانس إنهم سمعوا عدة انفجارات في المنطقة القريبة من المطار في الصباح الباكر.
ولم يبدُ أيّ أثر للهجوم على المطار خلال تفقّد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان المرفق خلال النهار.
وخلال الزيارة التفقدية قال البرهان "نحن عازمون على القضاء على هذا التمرّد"، وتابع "يجب ألا ندع فرصة لأن يعود هذا التمرد مرة أخرى"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
ولم تُعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن هذه الغارات، ولم يُبلّغ عن وقوع إصابات لكن قوات الدعم السريع اتهمت مرارا باستخدام مسيّرات لاستهداف البنية التحتية العسكرية والمدنية في الأشهر الأخيرة.
وأكد دقلو في بيان نشر على شبكات التواصل الاجتماعي في وقت متأخر الثلاثاء أن قوات الدعم السريع لا تهاجم غير "ثكنة عسكرية، (أو) موقع عسكري" متعهّدا استئصال "السرطان" في إشارة إلى الجيش.
شهدت الخرطوم تراجعا نسبيا في المعارك البريّة منذ استعاد الجيش أجزاء من العاصمة في وقت سابق هذا العام، لكن الضربات بالمسيّرات تواصلت في ظل مساعي الحكومة لإعادة الخدمات ونقل المؤسسات الرئيسية من بورت سودان، العاصمة بحكم الأمر الواقع والمطلة على البحر الأحمر.
- تصاعد العنف -
عاد أكثر من مليون شخص إلى العاصمة في غضون الأشهر العشرة الأخيرة، بحسب وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة.
لكن أجزاء كبيرة من الخرطوم ما زالت مدمّرة، فيما لا يزال الملايين يعانون انقطاعات متكررة للطاقة مرتبطة بهجمات المسيّرات التابعة للدعم السريع.
لكن العنف الأكثر حدّة ما زال يتركّز في الغرب حيث حاصرت قوات الدعم السريع الفاشر، آخر مدينة رئيسية في دارفور ما زالت خارجة عن سيطرتها.
وحذّرت الأمم المتحدة الاثنين من تصاعد العنف في ولايتي شمال وغرب دارفور وفي منطقة كردفان وولاية النيل الأزرق في الجنوب مع تسجيل ضربات بالمسيرات ومواجهات ميدانية في مختلف المناطق.
وفي ولاية النيل الأزرق، أعلن الجيش في وقت متأخر الثلاثاء أن دفاعاته الجوية اعترضت مسيّرات استهدفت محطات للطاقة في مدينة الرصيرص.
ورغم الجهود الدولية المتكررة للتوسط من أجل وقف إطلاق النار لم يظهر أي الطرفين استعدادا كبيرا لتقديم تنازلات.
وقال البرهان الثلاثاء في إطار حديثه عن الدعم السريع "لا نريد لأي مرتزق او ميليشي أن يكون له أي دور في السودان في المستقبل".
ورفضت الحكومة السودانية الموالية للجيش الشهر الماضي مقترحا جديدا للسلام طرحته الولايات المتحدة والسعودية ومصر الإمارات العربية المتحدة.
ولمحت الخطة إلى استبعاد الحكومة الحالية وقوات الدعم السريع من عملية الانتقال السياسي ما بعد الحرب.
ودعت البلدان الأربعة بشكل مشترك إلى هدنة إنسانية في السودان، يليها وقف دائم لإطلاق النار وانتقال نحو حكم مدني.
وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف وتهجير 12 مليون شخص، وتسببت بأكبر أزمتي جوع ونزوح في العالم.