أكاديمي: إجراءات تنظيم التجارة الإلكترونية «شكلية»… والحاجة لبرامج بحثية وتنموية
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
إقبال متزايد على دورات التجارة الإلكترونية في ليبيا… شباب وأُسر يبحثون عن بدائل للدخل
ليبيا – سلّط تقرير اقتصادي نشرته صحيفة «العربي الجديد» القطرية الضوء على تنامي إقبال الليبيين على الدورات التدريبية لاحتراف مهن التجارة الإلكترونية، ناقلًا عن محسن الكوافي، صاحب منصة «تقريب» التدريبية المتخصصة في إنشاء المتاجر الإلكترونية والتسويق عبر الإنترنت، قوله إن الطلب «كبير» من الشباب والأسر الساعين لدخول عالم التجارة الرقمية.
مجالات تدريب رائجة
أوضح الكوافي أن معظم المتدربين يأتون من خلفيات بسيطة ويطمحون لتعلم مهارات التسويق وإدارة المحتوى الرقمي، لافتًا إلى أن الأنشطة الأكثر طلبًا تشمل تسويق الحلويات المنزلية والملابس والمشغولات اليدوية، إضافة إلى خدمات التوصيل والنقل المنزلي وبيع الأدوات الإلكترونية البسيطة، فضلًا عن التسويق لمنتجات الحرفيين وتقديم خدمات العناية الصحية المنزلية.
دوافع التحول إلى المنصات الرقمية
بيّن الكوافي أن ضعف فرص العمل في القطاعات التقليدية دفع كثيرًا من الشباب إلى التجارة الإلكترونية كبديل عملي منخفض التكلفة مقارنة بالتجارة الميدانية، فيما وجد المستهلكون في الشراء عبر الإنترنت وسيلة مريحة للوصول إلى المنتجات مع توسّع خدمات التوصيل والعروض الرقمية. وأضاف أن اعتبارات الأمن، في ظل حالات الانفلات والاشتباكات المتقطعة، أسهمت في تعزيز الاعتماد على التسوّق الإلكتروني، إلى جانب الأثر التعريفي الذي أحدثته جائحة كورونا.
رأي أكاديمي: الحاجة إلى إطار تنظيمي واقعي
من جانبه، رأى إسماعيل ساطي، الأكاديمي في قسم التسويق والتجارة الإلكترونية بجامعة طرابلس، أن التعاطي الرسمي مع الظاهرة «ما يزال دون المستوى»، وأن التجارة الإلكترونية في ليبيا أعقد مما يبدو وتحتاج دراسات ميدانية لفهم طبيعتها وانتشارها. وأشار إلى أن منصة «موثوق» لا تزال تفتقر إلى ضوابط واضحة لتأسيس المنصات، وأن تسجيل 74 متجرًا فقط لا يعكس الإقبال الحقيقي، إذ تُظهر بيانات المنصة نفسها وجود 184 متجرًا مسجّلًا منها 98 متجرًا موثوقًا، معتبرًا أن الخطوات الحكومية الحالية أقرب إلى «الإجراءات الشكلية» في ظل غياب الرصد العلمي.
طفرة الجائحة… وثقافة جديدة يقودها الشباب
أكد ساطي أن الطفرة الحقيقية حدثت أثناء جائحة كورونا، حين تضاعف عدد المنصات الناشئة، ما حول التجارة الإلكترونية إلى «ثقافة اقتصادية» جديدة يقودها شباب وطلاب ومهندسون اتجهوا نحو ريادة الأعمال الرقمية. ولفت إلى أن القرارات الحكومية ينبغي أن ترتقي إلى مستوى التحول حتى لا تصبح قيودًا على المبادرات الفردية الصغيرة التي لا يتجاوز حجم كثيرٍ منها مئات الدولارات، خاصة مع اعتماد عدد من المشاريع على الشحن الخارجي والتعامل مع شركاء دوليين.
توصيات لتنمية الاقتصاد الرقمي
دعا ساطي إلى إطلاق برامج بحثية وتنموية تقترب من واقع الشباب والأسر المبادِرة بدلًا من الاكتفاء بالجانب التنظيمي، معتبرًا أن فهم طبيعة أعمالهم ومشكلاتهم هو مفتاح تطوير الاقتصاد الرقمي الليبي.
المرصد – متابعات
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: التجارة الإلکترونیة
إقرأ أيضاً:
دراسة بحثية لـ”تريندز” تناقش دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم
أبوظبي – الوطن:
أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات العدد (32) من سلسلة”أوراق سياسة” باللغة الإنجليزية، تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي في التعليم: تسريع النمو الفكري والعاطفي والاجتماعي”، تناقش الفرص التحويلية لدمج الذكاء الاصطناعي (AI) في التعليم، مؤكدةً قدرته على تعزيز التنمية الفكرية والعاطفية والاجتماعية للطلاب بشكل كبير.
وتوضح الورقة التي أعدها مايك سيكستون، مستشار أول في مكتب تريندز بالولايات المتحدة ومستشار سياسات أول في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي بمؤسسة “ثيرد واي” الأمريكية، أن أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل Khanmigo، تمثل “محركاً غير مسبوق للتغيير التعليمي” ولديها القدرة على حل مشكلة “الاثنين سيجما” لبولوم عبر توفير وصول شامل للتعليم الخاص والشخصي الذي كان متاحاً في السابق فقط للمحظوظين.
وتؤكد الدراسة أن فوائد الذكاء الاصطناعي تتجاوز الإنجاز الأكاديمي البحت، إذ تعيد تشكيل المدارس لتصبح بيئات تعزز الإبداع والذكاء العاطفي والتحفيز الداخلي. ومن خلال تسخير الذكاء الاصطناعي، يمكن للمربين الموازنة بين المناهج القائمة على الكفاءة والنمو الشخصي، باستخدام استراتيجيات مثل التحسين التدريجي المستمر (كايزن) والتلعيب للحفاظ على الدافع لدى الطلاب في جميع مستويات الأداء. كما يشير سيكستون إلى أن التعلم الذاتي الموجه بالذكاء الاصطناعي يفيد بشكل خاص الطلاب الموهوبين وذوي الاحتياجات العصبية المتنوعة.
وتدعو الورقة إلى ضرورة تطور دور المعلمين من التدريس التقليدي نحو التوجيه وإدارة الفصول الدراسية والتنمية العاطفية، مع التشديد على الرقابة والمساءلة الإنسانية لتعزيز الروابط البشرية الأساسية للنمو الشامل للطلاب.
وإدراكاً للضرر النفسي الناتج عن التعرض المفرط للشاشات الرقمية، تدعو الدراسة إلى توفير قدر كبير من التعليم الخالي من الشاشات وتطبيق حظر صارم للهواتف المحمولة داخل المدارس. وتشدد على أن مواد مثل الأدب واللغات والدراسات الاجتماعية تستفيد بشكل خاص من التفاعلات المباشرة التي يقودها العنصر البشري لتعزيز النقاشات الأعمق والفهم الثقافي والعمق العاطفي.
كما تسلط الورقة الضوء على الحلول الإرشادية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل منصة Guidancy المقترحة، والتي تعد بتحسينات ثورية في خدمات الصحة العقلية للطلاب من خلال تقديم دعم عاطفي استباقي وقابل للتطوير وعادل. وتختتم الدراسة بالتأكيد على أن دمج الذكاء الاصطناعي يجب أن يرافقه تطبيق معايير صارمة للخصوصية والأخلاق لحماية بيانات الطلاب وتخفيف المخاطر.
وتقدم الدراسة مجموعة من التوصيات السياسية القابلة للتنفيذ لتوجيه المجتمع التعليمي نحو دمج مدروس ومنصف وفعّال للذكاء الاصطناعي، بما يضمن تمكين كل طالب من الوصول إلى أقصى إمكاناته في مستقبل مُعزز بالذكاء الاصطناعي.