أوضح الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" على قناة "dmc"، اليوم السبت، أن القرآن الكريم يحتوي على ألفاظ متقاربة في الشكل قد يظن البعض أنها متشابهة في المعنى، لكنها تحمل دلالات دقيقة ومتميزة تعكس الإعجاز البلاغي للنص القرآني.

وأشار الجندي إلى أن كثيرًا من الناس يخلطون بين ثلاثة أفعال قرآنية وهي تاب، وآب، وأناب، مؤكدًا أن لكل منها معنى محدد في سياق القرآن الكريم.

وبين أن الفعل "تاب" يُستخدم لمن ارتكب ذنبًا ثم ندم وتوقف عن معصيته واستغفر الله، مستشهدًا بقول الله تعالى: «إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين»، وبالحديث النبوي الشريف: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له».

أما فعل "آب" فيعني الرجوع، كما في قوله تعالى: «إنه كان للأوابين غفورًا»، موضحًا أن الأواب هو الذي يعود إلى الله بعد أداء مسؤولياته اليومية، فلا يضيع وقته فيما لا ينفع، بل يجعل كل لحظة في حياته إما عبادة أو عملًا نافعًا.

خالد الجندي: التشكيك فى السنة النبوية طعن في وحي الله لنبيههل القرآن الكريم شرع ضرب الزوجة ومعنى واضربوهن؟ خالد الجندي يجيبخالد الجندي: الغنى والفقر والصحة والجمال امتحان لكل إنسانخالد الجندي: الله حرم الخمر والخنزير والبعض يبحث عن سبب التحريم

وأكد الجندي أن حياة المؤمن لا تعرف الفراغ، فهي متكاملة بين العبادة والعمل، مستشهدًا بالآية الكريمة: «فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون»، مؤكدًا أن الإسلام يربط بين العبادة والعمل كمسارين متوازيين للوصول إلى رضا الله.

واختتم الشيخ خالد الجندي حديثه بالتأكيد على أن التدبر في هذه الأفعال الثلاثة يبرز روعة الأسلوب القرآني ودقة اختيار ألفاظه، داعيًا المسلمين للتأمل في معاني القرآن بعناية وعدم الاقتصار على فهم الظاهر فقط حتى يتمكنوا من إدراك جماله وإعجازه البلاغي.

طباعة شارك خالد الجندي القرآن الكريم التوبة الأوابين الإعجاز البلاغي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خالد الجندي القرآن الكريم التوبة الأوابين الإعجاز البلاغي القرآن الکریم خالد الجندی

إقرأ أيضاً:

خطبتا الجمعة بالحرمين: القرآن الكريم فيه حقائق التربية الفاضلة وأُسس المدنية الخالدة.. ومعرفة أسماء الله تزيد الإيمان وتشرح الصدر

ألقى الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله -عز وجل-، والحذر من اقتراف الشرور والأكدار، والسعي لكل صلاح وإعمار.
وقال: في هذا العصر الزاخر بالصراعات المادية والاجتماعية، والظواهر السلوكية والأخلاقية، والمفاهيم المنتَكسَة حيال الشريعة الربانية، لا بد من الرجوع إلى هدايات القرآن وآدابه، ففيه حقائق التربية الفاضلة، وأُسس المدنية الخالدة، ولذلك كانت سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثرة موعظة النَّاس بالقرآن، بل كان كثيرًا ما يخطب النَّاس به”.
وأضاف يقول: “اشتملت سورة الفاتحة على أمهات المطالب العالية، فلا يقوم غير هذه السورة مقامها، ولا يَسُدُّ مَسَدَّهَا، ولذلك لم يُنزل الله تعالى في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور مثلها، جمعت أصول القرآن، ومعاقد التوحيد، ومجامع الدعاء، وهي رقية فيها الشفاء، واشتمالها على التوحيد وأصول الدين وقواعده ومقاصده، والحمد والثناء والدعاء، وعلمتنا هذه السورة الدعاء والثناء، والتوسل والعبودية والولاء والبراء، كما اشتملت على آداب الطلب، وثبوت أوصاف الكمال والجلال والعبودية والاستعانة بالله رب العالمين وحده لا شريك له”.
وشدد الشيخ عبدالرحمن السديس على احتياج الأمة إلى تأمل هدايات كتاب ربها ومقاصده في عصر عمت فيه الفتن، وكثرت فيه المحن، وتَنَكَّبَ فيه بعضهم صراط الله المستقيم بموجات تشكيك وإلحاد، وضروب إشراك وبدع ومحدثات، ونيل من مقامات الأنبياء والرسل، ووقيعة بالصحابة والآل الكرام، وتوسيع هوة الخلافات، وهم يكررون هذه السورة عدة مرات، ولا سيما في زمن أصيبت فيه الأمة بفقد علمائها الربانيين، وفقهائها الراسخين، سائلًا الله تعالى أن يهدينا صراطه المستقيم، ويجعلنا من أهل إياك نعبد وإياك نستعين، ويجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين، إنه جواد كريم.
ولفت فضيلته النظر إلى أنه لا بد أن تُربّى الأجيال والمجتمعات على هدايات القرآن الكريم قولًا واعتقادًا، وعملًا وانقيادًا علميًا، وخلقيًا واجتماعيًا، لأنها ملاك الحفاظ على الهوية الإسلامية، والحصن المكين دون تسلل ذوي الأفكار السلولية شطر ديار المسلمين الأبية، وبذلك تعز الأمة وترقى، وتبلغ من المجد أسمى مرقى، مؤكدًا أن الحاجة ماسة لهدايات القرآن في هذه الحقبة، ذلك أن العالم اليوم يعيش الفتن والقلاقل، ويحيى على كثير من الزعازع والبلابل، مبينًا أن واجبنا أن ننهل من معين القرآن الكريم ونرتوي منه لنحقق سعادة الدنيا والآخرة.
* وفي المسجد النبوي الشريف ألقى خطبة الجمعة اليوم فضيلة الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله وطاعته. قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.
وبيّن فضيلته أن أنفع العلوم وأشرفها العلم بأسماء الله الحسنى الدالة على أحسن المعاني وأكمل الصفات وأجلها وأعظمها، وأعظم ما يستنير به القلب وينشرح به القلب والصدر معرفة أسماء الله الحسنى، مشيرًا إلى أن من تلقى أسماء الله الحسنى بالقبول والرضا والتسليم والإذعان لها بالانقياد والاطمئنان إليها وتعبد الله بها ازداد إيمانًا.
وأكّد أن المعرفة بأسماء الله والحاجة إليها تملأ القلب بمراقبة الله مراقبةً تامة في الحركات والسكنات والمسارعة إلى الطاعات والبعد عن المنهيّات، وزاد الإيمان بالله والعبودية، قال تعالى {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن لله تسعًا وتسعين اسمًا، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن لله تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا، مَنْ أَحْصَاهَا دخل الجنة».
وأشار فضيلته إلى أن العبد يجب عليه إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه، ونفي ما نفاه عن نفسه في نصوص القرآن والسنة من غير تحريف ولا تمثيل ولا تعطيل، قال جل من قائل {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
وأوضح تقسيم الدعاء إلى دعاء عبادة بالعلم بأن الله هو القوي المتين، فهو يقوي التوكل على الله والركون إليه، ويقطع الالتفات إلى غيره من المخلوقات. ودعاء المسألة والطلب فهو دعاء العبد بما يتوافق مع حاجته.

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي: لو تدبرنا إعجاز القرآن لانشغلنا بالخير عن الخلاف
  • خالد الجندي: حياة المؤمن لا تعرف الفراغ.. بين عبادةٍ وعملٍ دائم لله
  • معنى الوسيلة ومواضع ذكرها في القرآن الكريم والسُنة
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: القرآن الكريم فيه حقائق التربية الفاضلة وأُسس المدنية الخالدة.. ومعرفة أسماء الله تزيد الإيمان وتشرح الصدر
  • إقبال كبير على التسجيل في مسابقة الشيخ جاسم للقرآن الكريم
  • خالد الجندي يوضح الفرق بين الحمد والشكر.. فيديو
  • خالد الجندي: الطعن فى السنة النبوية انتقاص من وحي الله لنبيه
  • خالد الجندي: التشكيك فى السنة النبوية طعن في وحي الله لنبيه
  • ما ينتظر أهل القرآن الكريم من جزاء