المنتخب الوطني يسجل أول فوز له في «البطولة الأسيوية للرجبي»

كتب- فهد الزهيمي / «تصوير: فيصل البلوشي»

حقق المنتخب الوطني للرجبي أول فوز له في تاريخ مشاركته للمرة الأولى، وذلك بعد فوزه على نظيره الفلسطيني بنتيجة 22 / 7 ضمن اليوم الأول لـ«البطولة الأسيوية للرجبي» التي تستضيفها سلطنة عُمان ممثلة في رئيس اللجنة العُمانية للرجبي يومي 25 و26 أكتوبر الجاري على ملعب استاد الشرطة بالوطية بمشاركة 18 فريقًا يمثلون 15 دولة وهي: أفغانستان، والبحرين، والهند، وإيران، والعراق، والأردن، وكازاخستان، وقرغيزستان، ولبنان، وفلسطين، وقطر، والسعودية، وكوريا الجنوبية، وأوزبكستان، بالإضافة إلى سلطنة عُمان مستضيف البطولة، ويقام حفل الختام برعاية صاحب السمو السيد عزان بن قيس آل سعيد رئيس اللجنة الأولمبية العُمانية.

وافتتحت منافسات البطولة بخسارة منتخبنا الوطني في المشاركة الأولى له في تاريخ اللعبة، وذلك من المنتخب الأردني بنتيجة صفر/24، وفي اللقاء الثاني تمكن المنتخب الإيراني من الفوز على العراق 26/صفر، كما فاز المنتخب السعودي على قرغيزستان 22/صفر، بينما فاز منتخب أفغانستان بصعوبة على لبنان 14 /12، أما المنتخب القطري فقد استطاع من تحقيق فوزٍ عريضٍ على نظيره الفلسطيني 29/صفر، واكتسح منتخب البحرين نظيره العراقي بنتيجة 45/صفر، بينما تغلب المنتخب الكازاخستاني على قرغيزستان 44/صفر، واستطاع منتخب أوزبكستان من الفوز على لبنان 14 /10، بينما حقق منتخبنا الوطني أول فوز في أول مشاركة له في بطولات الرجبي وذلك بعدما استطاع من التغلب على نظيره الفلسطيني 22 /7، وفاز المنتخب الأردني على قطر 17 /5، أما المنتخب البحريني فقد حقق فوزا صعبا على نظيره الإيراني بنتيجة 21 /19، وفاز منتخب كازاخستان على المنتخب السعودي 27 /صفر. وتستكمل غدًا الأحد منافسات البطولة في يومها الأخير بداية من الساعة 9 صباحا وحتى ختام البطولة في السابعة مساء.

وتتكون قائمة المنتخب الوطني المشاركة في البطولة الآسيوية للرجبي، من مدرب المنتخب برايان هوبكن، ومساعده علي الذخري، ومدير المنتخب محمد الهشامي، وأخصائي العلاج الطبيعي دونا هوبكن، أما تشكيلة اللاعبين فتتكون من كابتن المنتخب عماد المرجبي و⁠هيثم الحارثي و⁠ماجد الذخري وأحمد البلوشي وراشد الراشدي و⁠فيصل الفليتي وزكريا الفليتي وأسيد الرواحي و⁠جوليان و⁠دويت وأحمد محمد و⁠محمود صبري و⁠فينلي.

حدثٌ تاريخي

وتأتي استضافة هذه البطولة لأول مرة لترسيخ حضور سلطنة عُمان على خريطة الرياضة الآسيوية والدولية من خلال استضافة البطولات الكبرى، وفي خطوة تعكس الثقة المتزايدة التي تحظى بها سلطنة عُمان من قبل الاتحادات القارية، وهذه الاستضافة تؤكد قدرة سلطنة عُمان على تنظيم الأحداث الرياضية وفق أعلى المعايير، بما يعزز من مكانتها كوجهة رياضية وسياحية متميزة، وما تحمله من فرص لتعزيز الرياضة العُمانية وتطوير قاعدة جماهيرية لهذه اللعبة الحديثة نسبيًا في سلطنة عُمان، وكذلك تمنح الجماهير فرصة التعرف على لعبة الرجبي التي تشهد انتشارًا متناميًا في المنطقة، كما أنها المرة الأولى التي تستضيف فيها سلطنة عُمان مثل هذه البطولات الدولية المعتمدة، وهو ما يثبت أن عُمان مستعدة لتأخذ مكانها على الساحة العالمية لرياضة الرجبي، كما أنها فرصة للاعبين لعرض مواهبهم وشغفهم باللعبة أمام العالم، كما أن الهدف الرئيسي من استضافة هذه البطولة هو أن نجلب رياضة الرجبي إلى سلطنة عُمان وكذلك أن نقدم عُمان للعالم.

وتعد استضافة هذه البطولة لأول مرة حدثا تاريخيا، حيث ستسجل سلطنة عُمان اسمها في سجلات التاريخ الرياضي باستضافتها لأول مرة لـ«البطولة الأسيوية للرجبي»، كما تعد هذه البطولة بوابة للمنافسات القارية الكبرى، ومحطة تأهيلية رئيسية نحو سلسلة آسيا للرجبي 2026، وهي البطولة الأهم في القارة الآسيوية، وشهدت رياضة الرجبي الآسيوية نموًا لافتًا، إذ ارتفع عدد المنتخبات المشاركة من 36 منتخبًا في عام 2019 إلى 45 منتخبًا في عام 2025، فيما ارتفع عدد المنتخبات النسائية من 12 إلى 19 منتخبًا، ما يعكس النمو المستدام والتوازن بين الجنسين.

ثقة إقليمية

وقد ساعدت سلطنة عُمان العديد من العوامل في نيل ثقة الاتحاد الآسيوي في منحها حق الاستضافة، ومنها وجود ملعب مناسب للرجبي وهو استاد الشرطة الرياضي؛ وقد جرى خلال الأشهر الماضية التحضير الجيد لاستضافة البطولة من حيث: الملاعب، والمرافق، والإقامة، وذلك لضمان تجربة ناجحة وسلسة لجميع المشاركين، كما أُجريت تحضيرات مكثفة مسبقًا لجميع جوانب البطولة، ولكي يتم إسناد بطولة رجبي إقليمية أو دولية، فهناك الكثير من المتطلبات، وهناك مواصفات خاصة في مثل هذه الاستضافات وعدد كبير من الجوانب والاشتراطات المتعلقة بالوكالة العالمية لمكافحة المنشطات والمخدرات، وبالجانب الطبي، وغيرها من الجوانب الأخرى.

وتهدف اللجنة العُمانية للرجبي من استضافة هذه البطولة الآسيوية نشر ثقافة اللعبة بين أفراد المجتمع العُماني في مختلف المحافظات، وتعزيز حضور اللعبة في المدارس، إذ يجري التعاون بشكل وثيق مع وزارة التربية والتعليم لإتاحة الفرصة لطلبة المدارس لحضور منافسات البطولة الآسيوية المقبلة مجانًا، بما يسهم في تعريفهم بقواعد اللعبة وتشجيعهم على متابعتها وممارستها، فضلًا عن ترسيخ ثقافة الحضور الجماهيري في الفعاليات الرياضية الدولية التي تحتضنها سلطنة عمان، كما تعمل اللجنة بخطط مدروسة تهدف إلى توسيع قاعدة الممارسين والجمهور على حد سواء، كما أن اللجنة العُمانية للرجبي وضعت خطة استراتيجية شاملة بالتعاون مع الاتحاد الآسيوي للرجبي لتأهيل مدربين وحكام عُمانيين بما يضمن استدامة اللعبة ونموها على أسس احترافية، وكذلك وجود شراكات وتفاهمات مع عدد من الاتحادات الآسيوية والدولية لتبادل الخبرات الفنية والتنظيمية، وهو ما ينعكس إيجابًا على تطوير أداء اللاعبين ورفع كفاءة الكوادر الإدارية والفنية في سلطنة عمان، مؤكدًا أن الهدف الأسمى هو بناء قاعدة قوية للرجبي العُماني تُمكّنه من المنافسة قاريًا ودوليًا في المستقبل القريب.

وتضع اللجنة العُمانية للرجبي خططًا لاستضافة بطولات عالمية أو إقليمية أخرى مستقبلا بعد نجاح هذه البطولة الآسيوية، وستكون هذه البطولة خطوة أولى نحو استضافة بطولات إقليمية وعالمية أكبر في المستقبل، بما يعزز مكانة سلطنة عُمان كوجهة للرياضة الدولية، وبلا شك فإن استضافة هذه البطولة الآسيوية ستعود بالفائدة الكبيرة على الرياضة العُمانية بوجه عام، وعلى رياضة الرجبي بوجه خاص، ويمثل هذا المحل الإقليمي منصة انطلاق حقيقية للرجبي في سلطنة عمان، وفرصة ثمينة لترسيخ حضورها على الساحة الإقليمية والدولية.

طابع تنافسي

قال قيس الظالعي رئيس الاتحاد الآسيوي للرجبي: نحن سعداء جدًا بإقامة «البطولة الأسيوية للرجبي» في سلطنة عُمان لأول مرة، ومن اليوم الأول للمنافسات شهدنا منافسات قوية وممتعة، وستسهم في ترسيخ أسس اللعبة في منطقتي غرب ووسط آسيا، ونتطلع إلى العمل مع اللجنة العُمانية للرجبي ووزارة الثقافة والرياضة والشباب خلال المرحلة المقبلة من أجل التطوير والارتقاء بهذه الرياضة في سلطنة عُمان، كما أن المنتخبات الفائزة للرجال والسيدات ستحظى بالتأهل إلى سلسلة آسيا للرجبي 2026 ما يضيف طابعًا تنافسيًا أكبر للبطولة.

من جانبه قال أسنغا سنيفيراتني رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي للرجبي: من الرائع إقامة أول بطولة للرجبي في سلطنة عُمان، والمنافسة عبر القارة أصبحت أكثر إثارة، والمنتخبات المشاركة في هذه البطولة قدمت مستويات فنية كبيرة منذ اليوم الأول للمنافسات وبلا شك أن هذه النسخة من البطولة ستكون بالفعل احتفالًا حقيقيًا لرياضة الرجبي الآسيوية.

الحكام المشاركون في البطولة

يشارك نخبة من الحكام في إدارة منافسات «البطولة الأسيوية للرجبي»، وجاء اختيار نخبة الحكام المجيدين في اللعبة لالتزام الاتحاد الآسيوي بتطوير منظومة التحكيم في القارة وتعزيز مبدأ الشمول والمساواة في اللعبة، حيث يشارك 9 من الحكام الرئيسيين (3 سيدات و6 رجال) من 7 دول، ويساعدهم 4 حكام من 4 دول، وسيقيم الحكام 2 من الفنيين المعتمدين دوليا في هذه الرياضة، الجدير بالذكر أن ستة من بين تسعة من الحكام الرئيسيين ينتمون إلى برنامج "تحديد المواهب" التابع للاتحاد الآسيوي، مما يؤكد سعي الاتحاد إلى دعم الحكام الصاعدين، ويمثل الحكام (الرئيسيون والمساعدون) 11 دولة آسيوية مختلفة، في تأكيد على التنوع الإقليمي في منظومة التحكيم.

والحكام الرئيسيون المعتمدون هم أيمن جريجي من السعودية، وتوماس نغان من هونغ كونغ، ورافين ألكسندر من سريلانكا، وإيشانكا أبيكون من سريلانكا، وليو وي ليانغ من سنغافورة، وبريا بانسال من الهند، ولورنس إيشوغا من الإمارات، وأديلين تشو من سنغافورة، وجوانا بيزودينهوت من قطر، أما الحكام المساعدون فهم محمد جاويد من باكستان، وطه شهاب من العراق وبريم كويرالا من نيبال، وأمين زاده من إيران، أما المقيّمون الفنيون فهما سايمون داود من الإمارات، وأنيل جاياسينغه من سريلانكا.

وقال فهو ديلروي فرناندو مدير الحكام في الاتحاد الآسيوي: سيتم تقييم أداء الحكام خلال البطولة من قبل المقيّمين الفنيين ومدير الحكام، مع تقديم تغذية راجعة تفصيلية لكل حكم، وتأتي هذه الخطوة ضمن التزام الاتحاد الآسيوي بتطوير مستوى التحكيم، وضمان الاتساق في الأداء، وفتح مسارات مهنية للحكام في القارة، وهذا الطاقم المتنوع والمجيد يعكس التقدم الكبير الذي نشهده في آسيا، ومشاركة 6 حكام من برنامج المواهب وثلاث حكمات سيدات تؤكد التزام الاتحاد بتطوير التحكيم والمساواة بين الجنسين، ولا شك أن هذه البطولة تمثل استمرار التزامنا بتطوير التحكيم في المنطقة، ونحن سعداء بإتاحة الفرصة أمام حكام مساعدين من إيران والعراق ونيبال وباكستان لاكتساب خبرة دولية قيّمة.

المصدر: لجريدة عمان