د. منال إمام تكتب: المتحف المصري الكبير: حين تتحدث الحضارة بلغة العصر
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
في نوفمبر القادم، تفتح مصر أبواب واحد من أعظم صروحها الثقافية على الإطلاق: المتحف المصري الكبير، ذلك المشروع الذي طال انتظاره، ليكون بمثابة هدية مصر للعالم، ورسالة واضحة بأن الحضارة لا تموت، بل تتجدد وتُحكى من جديد بلغة تفهمها كل الأجيال.
المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى يحتضن آثارًا مصرية قديمة، بل هو جسر يربط بين الماضي العريق والحاضر المتطلع إلى المستقبل.
فرصة ذهبية لرسم صورة مصر الجديدة
افتتاح المتحف يمثل فرصة لا تُقدّر بثمن لمصر كي تعيد تقديم نفسها إلى العالم، لا فقط كوجهة سياحية، بل كقوة ناعمة، تمتلك ما لا يملكه غيرها، تاريخ ممتد، وهوية متجددة.
يمكن استثمار هذا الحدث لتصحيح الصور النمطية، وتعزيز مكانة مصر ثقافيًا وسياحيًا واقتصاديًا، من خلال حملات إعلامية ذكية، وشراكات مع مؤسسات ثقافية عالمية، وتنظيم فعاليات دولية تنطلق من قلب المتحف نحو كل العالم وتنظيم مؤتمرات وندوات دولية عن الحضارة المصرية وعلاقتها بالحضارات الأخرى ودعوة فنانين ومثقفين عالميين للمشاركة في ورش وعروض مستوحاة من الثقافة المصرية.
الثقافة تبني جسورًا.. لا جدرانًا
حينما نُخرج الثقافة من إطار النخبة، ونجعلها جزءًا من الحياة اليومية، فإننا لا نبني جدرانًا تفصلنا عن الآخر، بل نمد جسورًا للتفاهم والتقارب. الثقافة، حين تُقدّم بروح الانفتاح، تخلق فرصًا للحوار، وتغني التجربة الإنسانية، والتركيز على عناصر حضارتنا التي تتقاطع مع الإنسانية ككل (العدالة، العلم، الجمال، التعايش، احترام المرأة...) وتسليط الضوء على كيف أثرت الحضارة المصرية في التراث الإنساني العالمي.
ولعل المتحف المصري الكبير يُجسد هذا المفهوم بشكل عملي، فهو ليس فقط مزارًا سياحيًا، بل منصة للحوار الحضاري، ومركزًا للتبادل الثقافي، وفضاءً للتعلم والتأمل.
مصر تُعيد كتابة سرديتها
هذا الحدث ليس مجرد قص شريط افتتاح، بل هو إعلان عن ولادة سردية مصرية جديدة، لا تكتفي بأن تحكي ما كان، بل تسأل: ماذا بعد؟ كيف نحول التاريخ والحضارة إلى قوة دفع للمستقبل؟ وكيف نلهم الأجيال القادمة ليكملوا الطريق بروح من يفخر بجذوره ويصنع حاضره بوعي وشغف، والاستفادة من المتحف كأداة تعليمية حية للطلاب عن قيمة التنوع والتعايش والانفتاح على الآخر.
إن المتحف المصري الكبير ليس فقط صرحًا أثريًا، بل هو منصة ثقافية يمكن أن تعيد تموضع مصر كقوة ناعمة في العالم.
هو فرصة لرواية قصتنا نحن، لا كما يراها الآخر، بل كما نختار نحن أن نحكيها: قصة حضارة علمت العالم الكتابة، وألهمته بالفن، وسبقت في التنظيم والمعرفة والعدالة.
المتحف المصري الكبير هو أكثر من جدران تضم آثارًا، إنه نبض حضارة لا تزال تنبض بالحياة. وها هي مصر، كما كانت دومًا، تُحدث العالم بلغة الفن والعلم والجمال... وتقول بثقة: نحن أبناء التاريخ، وصناع الغد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم الحضارة المتحف المصري المتحف المصری الکبیر
إقرأ أيضاً:
أيقونة تجسد عظمة الحضارة المصرية.. العالم يترقب افتتاح المتحف المصري الكبير
استعرضت قناة القاهرة الإخبارية في تقرير لها، أن المتحف المصري الكبير يُعد أيقونة حضارية تجمع بين عراقة التاريخ وروعة التطور التكنولوجي العالمي، إذ يمثل أحد أضخم المشروعات الثقافية والأثرية على مستوى العالم، ووجهة ثقافية فريدة تعكس قدرة الشخصية المصرية على الحفاظ على أمجاد الأجداد.
وأوضح التقرير أن المتحف يقدم الحضارة المصرية القديمة في صورة جديدة غير مسبوقة، تجسد عظمتها بما يليق بمكانتها التاريخية والحضارية بين شعوب العالم.
وأشار التقرير إلى أن المتحف المصري الكبير لا يقتصر على عرض القطع الأثرية الفريدة، بل يضم أيضًا كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون مجتمعة في مكان واحد للمرة الأولى منذ اكتشافها، ما يجعله نقلة نوعية في طرق عرض وتوثيق الآثار.
كما يعتمد المتحف على أحدث تقنيات العرض الرقمي والتفاعلي لتقديم تجربة فريدة للزائرين تمزج بين التعليم والمتعة، وتتيح لهم استكشاف التاريخ المصري بأسلوب عصري يجسد تلاقي الأصالة بالتطور.
وأوضح التقرير أن المتحف يُمثل قيمة مضافة للاقتصاد المصري، إذ من المتوقع أن يجذب نحو خمسة ملايين زائر سنويًا، ليصبح من أبرز المقاصد السياحية والثقافية في العالم.
كما يضم 12 قاعة عرض رئيسية، إلى جانب قاعات عرض مؤقتة ومناطق خدمية وساحات خارجية واسعة لاستقبال الزوار، فضلًا عن مرافق تجارية وثقافية متكاملة تُسهم في تنشيط السياحة المصرية وتعزيز تنافسيتها عالميًا.
وأضاف تقرير القاهرة الإخبارية أن المتحف يمتد على مساحة تقترب من 490 ألف متر مربع، ويضم مدخلًا رئيسيًا ضخمًا تبلغ مساحته نحو 7000 متر مربع يتوسطه تمثال الملك رمسيس الثاني، بينما يمتد الدرج العظيم على مساحة 6000 متر مربع بارتفاع يعادل ستة طوابق.
المتحف يضم أكثر من 57 ألف قطعة أثريةويضم المتحف أكثر من 57 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور المصرية القديمة في تجربة غير مسبوقة، تجعله بحق هدية مصر للعالم.