زاهي حواس لـ"الوفد": عرش توت عنخ آمون قطعة فريدة لا مثيل لها في العالم
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
يعد العرش الذهبي للملك توت عنخ آمون من أروع وأندر التحف الفنية التي أبدعتها الحضارة المصرية القديمة، وهو اليوم من أبرز القطع المعروضة داخل المتحف المصري الكبير، حيث يجذب أنظار الزوار من مختلف أنحاء العالم بروعته ودقة تفاصيله.
. (تفاصيل وصور)
وقال عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، وزير الأثار السابق، في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد" الإلكترونية، إن هذا العرش لا يُعتبر مجرد قطعة ملكية فاخرة، بل هو عمل فني متكامل يجسد عبقرية الفنان المصري القديم، ويعكس مدى التقدم الحرفي والذوق الرفيع الذي تميز به العصر الذهبي في تاريخ مصر القديمة، وأوضح أن العرش عُثر عليه داخل مقبرة الملك الشاب في وادي الملوك بالأقصر عام 1922، بحالة ممتازة، ليصبح أحد الرموز الأيقونية التي تُمثل فخامة الملك توت عنخ آمون.
ويتميز العرش الذهبي بتصميم فريد يعكس مزيجًا من الجمال والرمزية، إذ صُنع بالكامل من الخشب المغطى بأوراق الذهب، وزُيّن بأحجار شبه كريمة وزجاج ملون، كما تتداخل فيه النقوش والزخارف الدقيقة التي تحكي جوانب من حياة الملك الخاصة ويظهر في أحد جانبيه مشهد بديع يصور الملك جالسًا على العرش بينما تضع زوجته "عنخ إس إن آمون" يديها على كتفه في لحظة إنسانية تعبّر عن الحنان والوفاء الزوجي، وهو من المشاهد النادرة التي تجمع بين العاطفة الملكية والجانب الإنساني.
أما مسند الذراعين والساقين فمزخرف بصور آلهة ورموز مقدسة تمثل القوة والحماية، فيما تعكس الأرجل شكل الأسود كرمز للهيبة والسيادة، وقد استخدم الفنانون تقنيات دقيقة في التذهيب والتطعيم، مما جعل العرش يبدو وكأنه قطعة من النور أكثر منه أثراً مادياً.
ويعد العرش الذهبي لتوت عنخ آمون شاهدًا على براعة المصري القديم في تحويل الفن إلى لغة خالدة تتحدث عبر العصور، حيث يجسد مزيجًا فريدًا من القوة والجمال، ويمنح الزائر إحساسًا بقدسية الملك ومكانته في التاريخ الإنساني، ليبقى هذا العرش أحد أبرز رموز الحضارة التي لا تُنسى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: توت عنخ آمون قناع توت عنخ آمون صورة توت عنخ آمون زاهي حواس عالم الآثار زاهي حواس الدكتور زاهي حواس قاعة توت عنخ آمون مقتنيات توت عنخ آمون قاعة توت عنخ امون بالمتحف الكبير المتحف المصري الكبير افتتاح المتحف المصري الكبير موعد افتتاح المتحف المصري الكبير تفاصيل افتتاح المتحف المصري الكبير موعد المتحف المصري الكبير صور المتحف المصري الكبير حفل افتتاح المتحف المصري الكبير آثار المتحف المصري الكبير المتحف المصری الکبیر زاهی حواس
إقرأ أيضاً:
زاهي حواس: المتحف المصري الكبير إنجاز عظيم يقدم وعيًا أثريًا للعالم
في حلقة خاصة من برنامج "واحد من الناس" مع الإعلامي د. عمرو الليثي، تحدث عالم الآثار المصري د. زاهي حواس عن تجربته الشخصية ومسيرته الطويلة في مجال الآثار، مؤكدًا أن المتحف المصري الكبير يعد أهم مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين، ويمثل إنجازًا كبيرًا للمصريين ورسالة وعي أثري للعالم كله.
تجربة حواسروى د. حواس أنه خلال أحداث عام 2011 كان مسافرًا خارج مصر، وفوجئ بوجود بعض المظاهرات ضده، إلا أنه أكد أنه يعرف من كان وراءها، مشيرًا إلى أنه رغم الهجوم الذي تعرض له فإنه لم يحزن من النقد أو التجاوز.
وأشار إلى أنه أثناء زيارته لإيطاليا لتكريمه وجد ترحابًا كبيرًا ومحبة من الشعوب الأجنبية، مؤكدًا أن حبه لبلده مصر لا يُضاهى، وأنه يشعر بالفخر والانتماء في كل مكان يذهب إليه.
استعرض د. حواس جانبًا من مسيرته المهنية، موضحًا أنه قدم برنامجًا مع الإعلامي العالمي بيرس مورجان، لكنه شعر بالحزن من بعض المصريين الذين وجهوا له السباب في تلك الفترة.
وأضاف أنه يؤمن بأهمية أن يكون العلماء المصريون هم الأقدر على الحديث عن آثار بلادهم قبل أي باحث أجنبي، مشيرًا إلى أنه درب أكثر من 500 تلميذ وشاركهم خبرته الممتدة في هذا المجال.
وعن بداياته مع عشق الآثار، قال إنه وقع في حبها بعد مشاهدته أول مومياء أثناء الحفر، مؤكدًا أن الملك خوفو يمثل الشخصية الأهم في حياته، حيث عاش أمام هرمه لمدة عامين وكتب عنه كتابين، إلى جانب كتابه الشهير "الرجل ذو القبعة" الذي تُرجم إلى الإيطالية والإنجليزية والعربية.
تحدث حواس عن فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير التي بدأت عام 2002 بالتعاون مع الفنان فاروق حسني، موضحًا أن المتحف يضم قطعًا أثرية نادرة من بينها تماثيل رمسيس الثاني، وخوفو، ومراكب خوفو، وملكات مصر، وحتشبسوت، وأخناتون، وتوت عنخ آمون.
وكشف أن المتحف يحتوي على 5000 قطعة أثرية من كنوز توت عنخ آمون، بينها القناع الذهبي الذي خُصصت له غرفة منفصلة، فضلًا عن كرسي العرش للملك وزوجته الذي يقدم مشهدًا رائعًا يجسد الحب والتآلف بينهما.
وجه د. زاهي حواس رسالة شكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه الكبير للمتحف والمشروعات الأثرية، مؤكدًا أن المتحف المصري الكبير سيكون منارة ثقافية عالمية تُبرز عظمة الحضارة المصرية وتُعمق وعي الأجيال الجديدة بتاريخ بلادهم.
وختم حواره بالتأكيد على أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح أثري، بل رمز لإنجاز المصريين وقدرتهم على تقديم تاريخهم للعالم بأبهى صورة.