بوابة الوفد:
2025-10-30@00:30:59 GMT

شماعة جثامين الأسرى..!

تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT

فى تطور ربما لا يمثل أى مفاجأة للمتابعين لتطورات اتفاق وقف الحرب على غزة، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى مساء أمس الأول عن أن نتنياهو وجه القيادة العسكرية بتنفيذ ضربات قوية فى قطاع غزة على الفور. وبغض النظر عن الأسباب المعلنة لهذه الخطوة من الواضح أن تل أبيب تبحث عن حجج أيًا كانت وجاهتها لاستئناف حربها على غزة بعد اتفاق شرم الشيخ والذى ثارت شكوك مختلفة بشأن التزامها به.

الغريب هنا أن إسرائيل ترفع شماعة جثامين الأسرى للتحلل من التزامها رغم يقينها باستحالة عودة الجثامين كاملة لأسباب عملياتية ليس لموقف حماس أى دور فيها، حيث توجد صعوبات بالغة فى التوصل الى إخراج الجثث فى ضوء الدمار الشامل الذى لحق بقطاع غزة والذى تعد العمليات العسكرية الإسرائيلية السبب الرئيسى فيه. وإذا كانت إسرائيل على مدار عامين لم تستطع أن تصل الى الأسرى الأحياء فى غزة، فكيف يمكن للمقاومة أن تصل إلى الجثامين والتى ينطبق عليها ما ينطبق على الفلسطينيين فى غزة من إمكانية التعرض للوجود بين الأنقاض التى يصعب الوصول اليها وهو ما أشار اليه بيان حركة حماس بشأن تغيّر طبيعة أرض غزة، واستشهاد من كانوا يعرفون مواقع الدفن. ولعله مما يقوض الحجة الإسرائيلية إقدام مصر على المشاركة فى عملية البحث عن الجثامين من خلال ارسال فرق مزودة بمعدات ثقيلة للمساعدة فى تسريع الوصول الى رفات الأسرى وهو ما يشير إلى أن الأمر يتعلق بصعوبات على الأرض وليس تعنتًا من حماس.

وتثير هذه الحجة نقطة بالغة الأهمية تتعلق بأنه إذا كانت إسرائيل تبكى على هذا النحو على جثامين مواطنيها فماذا عن الأكثر من سبعين ألف شهيد الذين راحوا ضحية عملية الإبادة فى غزة فضلًا عن مئات الالاف من المصابين الفلسطينيين. من المتصور أن الأمور لو سارت بمقتضى منطقى وعقلى فإنه يجب على إسرائيل ان تدفع تعويضات وتتم محاكمة قادتها الذين يتبجحون بشماعة جثامين الأسرى.

من النقاط المهمة على هامش النظر لتلك القضية موقف عائلات الأسرى والذى يكشف عن جانب من طبيعة المجتمع الإسرائيلى وموقفه الهش من السلام، فتلك العائلات التى كانت تتظاهر ضد نتانياهو بالأمس مطالبة بالمرونة مع حماس تدعو اليوم الى تعليق المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار لحين تسليم بقية رفات الجثامين.

السؤال فى ظل لغة الاستقواء التى تبدو فى لهجة نتانياهو هو: هل أخطات حماس بإقدامها على قبول وقف النار رغم توقعها بالوصول إلى تلك الحالة من عدم التزام إسرائيل به؟ الواقع يقرر أن حماس لم يكن لديها سوى القبول بتلك الخطوة والتى تنزع عن إسرائيل حجة الحرب التى كانت ترفعها وهى تحرير الرهائن. كما أن الرؤية الدقيقة لتطورات الأمر تشير إلى أن القبول بوقف الحرب جاء تحت ضغط من ترامب على نتانياهو ليس حبًا من الرئيس الأمريكى فى السلام وإنما طمعًا فى الحصول على جائزة نوبل للسلام.. ما يطرح شكوكًا بأن عدم حصوله عليها ربما أعاده ويعيد الأمور إلى سيرتها الأولى.

بعيدًا عن أى أوهام ربما تمضى إسرائيل قدمًا فى عملياتها العسكرية فى غزة لمزيد من التعقيد للأوضاع على الأرض لعرقلة مهمة حماس فى الوصول إلى رفات الجثامين، وبالتالى تعزيز ذرائع مواصلة الحرب واذا وضعنا فى الاعتبار أن نتنياهو لم يكن يهمه الأسرى الأحياء فما بالنا بالجثامين.. ربما يؤكد ذلك النية الإسرائيلية المبيتة لمواصلة الحرب ما لم تجد من الوسطاء وخاصة الولايات المتحدة ما يوقفها ويلزمها باستكمال اتفاق وقفها.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات فى غزة

إقرأ أيضاً:

حماس تنفي علمها بمواقع جثامين الأسرى وتؤكد التزامها بالاتفاق

نفى المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم ما تزعمه إسرائيل بشأن معرفة الحركة بأماكن جثامين الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، مؤكدًا أن هذه الادعاءات "كاذبة" وأن تغيّر معالم القطاع بفعل العدوان يجعل الوصول إلى الجثامين عملية معقدة وصعبة.

وقال قاسم، في تصريح للجزيرة مباشر، إن من حق الفلسطينيين في غزة إدخال المعدات اللازمة لانتشال جثامين نحو 10 آلاف شهيد ما زالوا تحت أنقاض الدمار الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي.

وأضاف أن حماس ملتزمة بإتمام المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى من أجل "سد الذرائع أمام الاحتلال"، مؤكّدًا أن الحركة مصممة على تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين في أسرع وقت ممكن.

وأشار المتحدث باسم حماس إلى أن الحركة أنجزت تسليم 18 جثمانًا من الأسرى الإسرائيليين حتى الآن، لكن ضعف الإمكانيات ونقص المعدات يعرقل استكمال عملية الانتشال في بقية المناطق المنكوبة.

حماس تقول إن ضعف الإمكانيات ونقص المعدات يعرقل استكمال عملية انتشال جثث الأسرى (رويترز)اتهامات إسرائيلية

وفي المقابل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية تقديرات تفيد بأن حماس "تعرف مكان دفن العقيد أساف حمامي والضابط هدار غولدين"، لكنها -وفق تلك المزاعم- تمتنع عن تسليم جثمانيهما في الوقت الحالي.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن إسرائيل "لم تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة"، مشددًا على وجود التزامات متبادلة بين الطرفين.

ودعا روبيو حركة حماس إلى تسريع تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين، في حين نقلت القناة الإسرائيلية الـ12 عن مسؤول أميركي قوله إن الـ48 ساعة التي تحدث عنها الرئيس دونالد ترامب لمتابعة ملف الأسرى "لم تكن تحذيرا نهائيا" للحركة.

وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بدأ سريان مرحلة أولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.

إعلان

ومنذ 13 من الشهر الحالي، أطلقت حركة حماس الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء، وسلمت جثامين 16 أسيرا ويتبقى 12.

وتؤكد الحركة أنها تسعى لإغلاق الملف، وتحتاج وقتا للبحث عن بقية الجثامين وإخراجها في ظل الدمار الهائل جراء حرب الإبادة الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وخلّفت حرب الإبادة 68 ألفا و527 شهيدا فلسطينيا، و170 ألفا 395 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا شمل 90% من البنى التحتية، مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: قطاع غزة لن يشكل تهديدا على إسرائيل بعد الآن
  • البث الإسرائيلية: من المتوقع أن تسمح إسرائيل باستئناف انضمام حماس لطواقم الصليب الأحمر
  • حماس: ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار وتسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين
  • حماس تفند مزاعم الاحتلال عن معرفتها بمواقع جثامين الأسرى
  • خمسة خيارات أمام إسرائيل إذا امتنعت حماس عن إعادة الجثامين
  • حماس تفند مزاعم الاحتلال عن معرفتها بمواقع جثامين الأسرى.. ملتزمون بالاتفاق
  • حماس تنفي علمها بمواقع جثامين الأسرى وتؤكد التزامها بالاتفاق
  • إعلام إسرائيلي: إسرائيل تمنح حماس مهلة حتى مساء اليوم لتحديد موقع جثامين الرهائن
  • الحية: نواصل البحث بجدية عن جثامين الأسرى الإسرائيليين بغزة