من ليبيا إلى السودان، ومن السودان لغزة، ومن غزة إلى جنوب لبنان، ومن جنوب لبنان إلى اليمن والممرات البحرية فى البحر الأحمر، وصولاً إلى الاضطراب فى القرن الأفريقي. وسط هذا كله تقف مصر واحة للأمن والاستقرار.
منذ وقت ليس ببعيد كان أهل الشر يتندرون ويسخرون، من جملة «مش أحسن ما نبقى زى سوريا والعراق» فى إشارة إلى قيمة الأمن والاستقرار داخلياً مقارنة بما كانت تعانيه تلك الدول الشقيقة من حالة اضطراب وعدم استقرار.
أهل الشر وجحافل الذباب الإلكترونى المجند لهم كانوا يحاولون استغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية الضاغطة لشق الصف وكسر حالة الاصطفاف الوطنى التى تشكلت خلف مشروع ٣٠ يونيو الوطنى ما بعد ٢٠١٤. يعز عليهم عودة الأمن والأمان والاطمئنان داخلياً حتى مع الأوجاع الاقتصادية. حاولوا مراراً وتكراراً ولا يزالون يحاولون لكن دائما وابدا وعى المواطن المصرى ظل حائط الصد المنيع فى مواجهة كل هذه المحاولات البائسة.
الآن، انعكست الآية، وانقلب الدفاع والصد إلى هجوم عكسى، وطنى شعبى وتلقائي. المواطن نفسه هو من أصبح يفتخر بهذا الاستقرار بعدما شعر بقيمة هذا الاستقرار وأدرك أهميته، ولمس بنفسه انعكاس الأمن والأمان فى خضم إقليم مشتعل.
المواطن المصرى وجد نفسه يُصوت فى انتخابات مجلس الشيوخ، ثم يشهد قمة سياسية كبيرة فى شرم الشيخ بحضور رئيس أكبر دولة فى العالم، ثم افتتاح أكبر متحف فى العالم، والآن يستعد للتصويت فى انتخابات مجلس النواب. والعمل فى المشروعات القومية مستمر بوتيرة ثابتة ومستقرة.
ليس هذا فقط؛ فمع الاستقرار الداخلى، مصر ليست منعزلة عن محيطها الإقليمى، تمارس دورها ركيزة أساسية للأمن والسلم الإقليمى على أكمل وجه، وفى جميع الملفات: غزة، السودان، ليبيا ولبنان. تعمل على حفظ السلام وكبح جماح التوترات فى جميع ساحات وبؤر عدم التوتر وعدم الاستقرار.
الاستقرار هنا فى الحالة المصرية ليس من وليد الصدفة أو حالة عابرة؛ لكنه ثمرة تخطيط ووعى سياسى، فقد استطاعت الدولة المصرية أن تُوازن بين ضرورات الأمن ومتطلبات الإصلاح، فحافظت على مؤسساتها الوطنية، ووسّعت من نطاق الشراكات الاقتصادية، ورفعت من كفاءة البنية التحتية والخدمات العامة، وهى خطوات هيكلية رسخت الثقة بين المواطن والدولة.
وهذا الاستقرار، مع سلامة وصلابة الجبهة الوطنية الداخلية، يمثل رسالة ردع واضحة لكل القوى المعادية ــ دولاً كانت أو جماعات ــ بأن مصر قوية، صلبة، عصيّة على الاختراق أو الانكسار، مهما كانت طبيعة الظروف أو حجم التحديات.
هذا الاستقرار يجعل من مصر «الدولة القائد» فى المنطقة، وهى الدولة التى عرفها المفكر السياسى الكبير الدكتور حامد ربيع: بأنها الدولة التى تمتلك الإرادة التاريخية والرؤية الفكرية والقدرة المؤسسية التى تمكّنها من توجيه الفعل العربى نحو مشروع نهضوى موحد. وقد اعتبر حامد ربيع أن مصر هى المؤهلة تاريخيًا وحضاريًا وجغرافيًا لأن تضطلع بهذا الدور، بما تمتلكه من عمق حضارى وموقع استراتيجى وقدرة بشرية وتنظيمية تجعلها مركز التوازن العربى.
أتمنى أن تستمر حالة الزخم والاصطفاف والفخر الوطنى المصاحبة لنا، وأن نفخر جميعا بمصر الوطن، وبقيادتنا الوطنية، وجيشنا الحارس الأمين على مقدرات هذا الوطن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د وليد عتلم ليبيا إلى السودان السودان لغزة غزة إلى جنوب لبنان والممرات البحرية هذا الاستقرار
إقرأ أيضاً:
المملكة تتصدر العالم أمناً وأماناً
تصدرت المملكة العالم أمنًا وأمانًاـ وفقًا لبيانات الأمم المتحدة لمؤشرات أهداف التنمية المستدامة ـ كما كشف استطلاع حديث تم نشره مؤخرًا لمؤسسة “غالوب” عن تحقيق المملكة العربية السعودية المرتبة الرابعة عالميًا في مؤشر “الشعور بالأمان”، وفي كلا الحالتين؛ فقد حققت مملكتنا الحبيبة نجاحا عالميًا مرموقًا، وهو ما يتماشى مع رؤية 2030 التي أطلقها قائدنا الملهم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ التي تهدف إلى توفير الأمن والحياة الكريمة في مختلف المجالات ومبدأ الإنسان أولًا، ويشير ذلك إلى أن المبادئ الأساسية للرؤية، تركز على الإنسان وأمنه وأمانه، وتضع احتياجاته وقيمته في المقدمة؛ لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وتركز على أمن المواطنين والمقيمين من خلال الرؤية، وبرامجها التنفيذية؛ مثل مبادرات “جودة الحياة” التي تشمل تطوير مراكز الشرطة والتجهيزات الأمنية المتقدمة، واستخدام التقنيات الحديثة في المراقبة والاستجابة ــ كما تهدف هذه الجهود إلى تعزيز الثقة في المؤسسات الأمنية ومكافحة الجريمة بكافة أشكالها، بما في ذلك الجرائم الإلكترونية، عبر تطوير قدرات أمنية متقدمة وبرامج توعية مجتمعية، بالإضافة إلى ذلك، تسعى المملكة إلى تحقيق الأمن والاستقرار كمحفز للتنمية والتقدم، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة للعيش والعمل، وشهد الأمن بدعم غير محدود من القيادة الرشيدة، ومتابعة من سمو وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيزـ حفظه الله ـ قفزات هائلة على جميع الأصعدة، لينعم مواطنو ومقيمو وزوار المملكة بالأمن والأمان والاستقرار وجودة الحياة في جميع المناطق والمدن والمحافظات؛ تأكيدًا على جاهزية رجال الأمن، في حفظ أمن الوطن، وتعزيز جودة الحياة ومواكبتها للتحولات الإقليمية والعالمية، والإسهام في دعم إنجازات المملكة التنموية؛ باعتبار أن الأمان هو الشعور بالاطمئنان الداخلي والراحة، وكلاهما ضروري لتحقيق الاستقرار والتقدم؛ لذلك نجزم بأن نعمة الأمن والأمان في الأوطان هي من أعظم النعم، فهي أساس الاستقرار والازدهار، والأمن والأمان أيضًا يوفران بيئة آمنة للأفراد والمجتمعات لحماية الأنفس والممتلكات؛ ما يسمح بتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية دون خوف أو قلق ـ فالاستقرار الناتج عن الأمن يسمح بتطبيق القوانين والنظام الاجتماعي، ويدعم بيئة العمل والاستثمار، والأمن والأمان هما أساس التنمية والرخاء، وجذب الاستثمارات ويخلقان بيئة مستقرة تسمح ببدء المشاريع وتنميتها، ويزيد من ثقة المستثمرين ورؤوس الأموال المحلية والأجنبية، كما يشجع الأفراد على العمل والإبداع والاستقرار الاجتماعي ــ هنيئًا لمملكتنا العظيمة هذه المكانة العالمية المرموقة، وأدام الله عليها نعمه الظاهرة والباطنة ونعمة الأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار وجودة الحياة والازدهارـ اللهم آمين ــ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.