جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-20@11:31:43 GMT

صوت المواطن

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

صوت المواطن

 

د. محمد بن عوض المشيخي **

المجالس البرلمانية تمثل نبض الشارع وصوت المُواطن وتنقل هموم الوطن للمسؤولين، في الدول التي تحظى فيها التجارب الديمقراطية بصلاحيات حقيقية؛ إذ يقوم نوّاب الشعب- كما هو الحال في الدول الغربية- بالعديد من الأدوار والمهام الوطنية، وعلى وجه الخصوص سن القوانين والتشريعات واستجواب الوزراء المخالفين لصلاحياتهم، ومراقبة السلطات التنفيذية في البلاد، ومحاربة الفساد في مختلف قطاعات الدولة.

وفكرة نوّاب الشعب الذين يعبِّرون عن ضمير المُواطن وطموحاته نحو الارتقاء بالمجتمع بمختلف شرائحه الاجتماعية؛ والذي يقوم في الأساس بدفع من يمثله إلى مجلس الشعب أو العموم (كما يطلق عليه في بريطانيا)، هي فكرة مرتبطة بالدرجة الأولى بالثورات الأوروبية في القرن السابع عشر والثامن عشر الميلاديين في كل من فرنسا وإنجلترا، فالشعوب انتزعت حقوقها وخرجت من ظلام القرون الوسطى، ثم انتشرت تلك التجارب الانتخابية إلى العديد من دول العالم مثل الولايات المتحدة والهند ومصر وتركيا والعديد من دول شرق آسيا.

من هنا يتطلع الجميع في هذا الوطن العزيز إلى تفعيل الصلاحيات المخصصة لمجلس الشورى، والسماح للأعضاء المنتخبين من الشعب بالقيام بواجباتهم البرلمانية كاملة؛ فعمر نهج الشورى في السلطنة يتجاوز 3 عقود وهي مدة كافية لنضوج هذه التجربة المباركة التي تدرجت في بدايتها في عقدها الأول، وكانت القبيلة هي المسيطرة؛ لكون شيوخ القبائل هم الذين كان يُسمح لهم بالتصويت واختيار من يرونه مناسبًا، ثم تطورت تلك العملية الانتخابية وتوسعت قاعدة المشاركة وأصبح كل من بلغ 21 سنة يحق له المشاركة في التصويت.

وشهد العقد الثالث الأخير اتجاهًا إيجابيًا من العديد من الشيوخ والوجهاء الذين أظهروا رغبة صادقة في اختيار الكفاءات دون انتماء قبلي ومصالح شخصية، لكن لم نصل إلى مستوى طموح الوطن في هذا المجال حتى الآن. هناك تحديات عديدة تواجه الوصول بالتجربة الشوروية إلى المستوى الذي تطمح إليه القيادة الرشيدة لهذا الوطن العزيز؛ فثقافة المجتمع ووجود القبيلة كمكون اجتماعي أصيل لا يمكن التخلص منه في عقود قليلة؛ بل الأمر يحتاج إلى فترات أطول.

لا شك أن هناك إجماعًا بين المسؤولين والعلماء ووسائل الإعلام، العامة منها والخاصة، على ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي والحديث بصوت واحد؛ مفاده نبذ المُحاصصة القبلية والمصالح الشخصية والاتجاه نحو الاختيار الأفضل لمن يمثل المجتمع في مجلس الشورى. الشخص المناسب هو الذي يستطيع أن يشارك في بناء الوطن ويقدم نقدا بناءً يساعد الحكومة في الارتقاء بالخدمات التنموية التي تقدم للمواطنين.       

وفي كل فترة انتخابية جديدة يشهد بلدنا الحبيب حراكًا انتخابيًا واصطفافًا عشائريًا غير مسبوق؛ ففي هذه الأيام تتجه الأنظار وتجتمع الحشود استعدادًا للفترة العاشرة لانتخابات مجلس الشورى؛ فهذه التجمعات الانتخابية والتكتلات القبلية بدأت مبكرًا هذا العام، استعدادًا للعرس الانتخابي المرتقب، على أمل أن تكون هذه المرة منافسة شريفة في مختلف ولايات السلطنة لاختيار من يمثّل الناخبين، ويحرز أكبرعدد من الأصوات في مختلف الدوائر الإلكترونية في العالم الافتراضي المرتبط بـ63 ولاية في البلاد.

لذلك نؤكد دائمًا أن صوتنا أمانة واختيارنا الأنسب واجب وطني.

وتأتي هذه المنافسة كنتيجة طبيعية للجهود الجبارة التي بذلها الأعضاء في الفترة التاسعة، وذلك من خلال استخدامهم الصلاحيات والأدوات الرقابية المنصوص عليها في القانون المتعلق بمجلس الشورى والتي وردت في قانون مجلس عمان وعلى وجه الخصوص المادة (56) والتي تضمنت 7 أدوات رقابية، تبدأ بالبيان العاجل الذي يلقيه العضو أمام المجلس حول قضية وطنية تتعلق بمصلحة الوطن ومستقبل المجتمع، وتنتهي بالاستجواب الذي يتطلب تقديم عريضة موقعة من 15 عضوًا كخطوة أولى؛ ثم يتم التصويت عليها من الجميع في المجلس، وبالفعل استطاع أصحاب السعادة الأعضاء استخدام كل تلك الأدوات خلال السنوات الأربع الماضية.

صحيحٌ أن هناك تحديات واختلافات في وجهات النظر بين السلطة التنفيذية التي تُخطط وتضع السياسات وتُنفذ المشاريع والاستراتيجيات التنموية في السلطنة، وبين المجلس الذي يهدف إلى تحقيق طموحات المُواطن نحو حياة كريمة يسودها الرخاء الاقتصادي والنمو الاجتماعي.

في الختام.. الآمال معقودة على الناخب العُماني أينما وُجد، بالالتزام بالمشاركة في الإدلاء بصوته وأن يكون الاختيار المرشح الأنسب فصوته أمانة. وقد كانت نسبة المشاركة في الفترة التاسعة حوالي 49% فقط، بينما لم تتجاوز نسبة التصويت في انتخابات المجلس البلدي الأخير أكثر من 39% على الرغم من التصويت بالنظام الإلكتروني عبر الأجهزة الذكية التي يمكن استخدامها من المنزل أو المكتب أو السيارة وفي أي مكان.

** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حساب المواطن يوضح كيفية تسجيل بيانات الدخل بشكل صحيح

حدد برنامج حساب المواطن كيفية الإفصاح عن بيانات الدخل في البرنامج بشكل صحيح، وهل يشمل ذلك البدلات والعلاوات أم صافي الدخل.

بيانات الدخل في حساب المواطن

ووجه أحد المستفيدين سؤالا إلى برنامج حساب المواطن بشأن إدخال بيانات الدخل وهل يشمل ذلك البدلات والعلاوات أم لا.

وأوضح البرنامج أنه يتم الإفصاح عن كامل المرتب الوظيفي شاملاً التقاعد أو التأمينات وإدخال إجمالي الراتب متضمناً جميع البدلات والعلاوات.

وعليكم السلام ، يتم الإفصاح عن كامل المرتب الوظيفي شاملاً التقاعد أو التأمينات وإدخال إجمالي الراتب متضمناً جميع البدلات والعلاوات ، نسعد بخدمتك

— خدمة المستفيدين (@Citizen_care) June 19, 2025 تعديل بيانات الدخل في حساب المواطن

وأوضح حساب المواطن أنه في حال طرأ أي تغيير على البيانات لدى المستفيد في بيانات الدخل بعد شغل الوظيفة، يجب التوجه إلى حسابه عن طريق أيقونة (ملف المستفيد، وبعدها يتم اختيار بيانات عامة، وتغيير الحالة الوظيفية إلى موظف من قطاع ( خاص / حكومي )، وذلك حسب المصدر، وبعدها يتم النقر على إضافة مصدر دخل جديد، وبعدها يتم اختيار نوع الدخل (راتب شهري) ومصدر الدخل "حسب المصدر" ثم الضغط على أيقونة حفظ.

وحدد حساب المواطن أنواع الدخل التي يجب الإفصاح عنها هي: أولا: الراتب، ثانيا: النشاط التجاري، ثالثا: أي مصادر دخل أخرى.

إضافة مصدر دخل إضافي في حساب المواطن

وحدد البرنامج خطوات إضافة مصدر دخل إضافي للمستفيد الرئيسي في حساب المواطن، على النحو التالي:

الدخول إلى تطبيق البرنامج .

اختر ملف المستفيد  .

الضغط على بيانات عامة.

انزل إلى أسفل الصفحة تجد خانة الدخل مع خيار إضافة مصدر دخل (جديد).

اضغط على خيار إضافة مصدر دخل جديد واختيار نوع المصدر.

بعد اختيار مصدر الدخل اضف المعلومات التالية: (مصدر الدخل، المبلغ الشهري مع البدلات).

ومن ثم الضغط على حفظ. 

حساب المواطنبرنامج حساب المواطنبيانات الدخل في حساب المواطنقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • انطلاق أعمال المؤتمر البرلماني الثاني بشأن تعزيز الثقة واحتضان الأمل في روما بمشاركة رئيس مجلس الشورى
  • “حزبية وطائفية وعرقية، ودينية وجهوية”.. رئيس الوزراء يلخص المشكلات التي يعاني منها الوطن ويطرح المعالجات
  • رئيس مجلس الشورى يعزي في وفاة الشيخ مجاهد الكبسي
  • حساب المواطن يوضح كيفية تسجيل بيانات الدخل بشكل صحيح
  • بيان لـ الوطني الحر في البترون: نرفض التصويت بأوراق من خارج القائمقامية
  • "مكتب الشورى" يستعرض تقرير "مراجعة منافع منظومة الحماية الاجتماعية"
  • "الشورى" و"السياحة" يناقشان إنشاء مدن سياحية متكاملة
  • عبد المولى: رسالة المنفي بشأن الميزانية العامة للدولة لا تساوي الحبر الذي كُتبت به
  • محافظ الظاهرة يستعرض مع أعضاء "الشورى" مستجدات المشاريع
  • لجنة شؤون التعليم تناقش بيان الحكومة بشأن "تعزيز القيم والهوية الوطنية"