جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-08@20:19:31 GMT

صوت المواطن

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

صوت المواطن

 

د. محمد بن عوض المشيخي **

المجالس البرلمانية تمثل نبض الشارع وصوت المُواطن وتنقل هموم الوطن للمسؤولين، في الدول التي تحظى فيها التجارب الديمقراطية بصلاحيات حقيقية؛ إذ يقوم نوّاب الشعب- كما هو الحال في الدول الغربية- بالعديد من الأدوار والمهام الوطنية، وعلى وجه الخصوص سن القوانين والتشريعات واستجواب الوزراء المخالفين لصلاحياتهم، ومراقبة السلطات التنفيذية في البلاد، ومحاربة الفساد في مختلف قطاعات الدولة.

وفكرة نوّاب الشعب الذين يعبِّرون عن ضمير المُواطن وطموحاته نحو الارتقاء بالمجتمع بمختلف شرائحه الاجتماعية؛ والذي يقوم في الأساس بدفع من يمثله إلى مجلس الشعب أو العموم (كما يطلق عليه في بريطانيا)، هي فكرة مرتبطة بالدرجة الأولى بالثورات الأوروبية في القرن السابع عشر والثامن عشر الميلاديين في كل من فرنسا وإنجلترا، فالشعوب انتزعت حقوقها وخرجت من ظلام القرون الوسطى، ثم انتشرت تلك التجارب الانتخابية إلى العديد من دول العالم مثل الولايات المتحدة والهند ومصر وتركيا والعديد من دول شرق آسيا.

من هنا يتطلع الجميع في هذا الوطن العزيز إلى تفعيل الصلاحيات المخصصة لمجلس الشورى، والسماح للأعضاء المنتخبين من الشعب بالقيام بواجباتهم البرلمانية كاملة؛ فعمر نهج الشورى في السلطنة يتجاوز 3 عقود وهي مدة كافية لنضوج هذه التجربة المباركة التي تدرجت في بدايتها في عقدها الأول، وكانت القبيلة هي المسيطرة؛ لكون شيوخ القبائل هم الذين كان يُسمح لهم بالتصويت واختيار من يرونه مناسبًا، ثم تطورت تلك العملية الانتخابية وتوسعت قاعدة المشاركة وأصبح كل من بلغ 21 سنة يحق له المشاركة في التصويت.

وشهد العقد الثالث الأخير اتجاهًا إيجابيًا من العديد من الشيوخ والوجهاء الذين أظهروا رغبة صادقة في اختيار الكفاءات دون انتماء قبلي ومصالح شخصية، لكن لم نصل إلى مستوى طموح الوطن في هذا المجال حتى الآن. هناك تحديات عديدة تواجه الوصول بالتجربة الشوروية إلى المستوى الذي تطمح إليه القيادة الرشيدة لهذا الوطن العزيز؛ فثقافة المجتمع ووجود القبيلة كمكون اجتماعي أصيل لا يمكن التخلص منه في عقود قليلة؛ بل الأمر يحتاج إلى فترات أطول.

لا شك أن هناك إجماعًا بين المسؤولين والعلماء ووسائل الإعلام، العامة منها والخاصة، على ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي والحديث بصوت واحد؛ مفاده نبذ المُحاصصة القبلية والمصالح الشخصية والاتجاه نحو الاختيار الأفضل لمن يمثل المجتمع في مجلس الشورى. الشخص المناسب هو الذي يستطيع أن يشارك في بناء الوطن ويقدم نقدا بناءً يساعد الحكومة في الارتقاء بالخدمات التنموية التي تقدم للمواطنين.       

وفي كل فترة انتخابية جديدة يشهد بلدنا الحبيب حراكًا انتخابيًا واصطفافًا عشائريًا غير مسبوق؛ ففي هذه الأيام تتجه الأنظار وتجتمع الحشود استعدادًا للفترة العاشرة لانتخابات مجلس الشورى؛ فهذه التجمعات الانتخابية والتكتلات القبلية بدأت مبكرًا هذا العام، استعدادًا للعرس الانتخابي المرتقب، على أمل أن تكون هذه المرة منافسة شريفة في مختلف ولايات السلطنة لاختيار من يمثّل الناخبين، ويحرز أكبرعدد من الأصوات في مختلف الدوائر الإلكترونية في العالم الافتراضي المرتبط بـ63 ولاية في البلاد.

لذلك نؤكد دائمًا أن صوتنا أمانة واختيارنا الأنسب واجب وطني.

وتأتي هذه المنافسة كنتيجة طبيعية للجهود الجبارة التي بذلها الأعضاء في الفترة التاسعة، وذلك من خلال استخدامهم الصلاحيات والأدوات الرقابية المنصوص عليها في القانون المتعلق بمجلس الشورى والتي وردت في قانون مجلس عمان وعلى وجه الخصوص المادة (56) والتي تضمنت 7 أدوات رقابية، تبدأ بالبيان العاجل الذي يلقيه العضو أمام المجلس حول قضية وطنية تتعلق بمصلحة الوطن ومستقبل المجتمع، وتنتهي بالاستجواب الذي يتطلب تقديم عريضة موقعة من 15 عضوًا كخطوة أولى؛ ثم يتم التصويت عليها من الجميع في المجلس، وبالفعل استطاع أصحاب السعادة الأعضاء استخدام كل تلك الأدوات خلال السنوات الأربع الماضية.

صحيحٌ أن هناك تحديات واختلافات في وجهات النظر بين السلطة التنفيذية التي تُخطط وتضع السياسات وتُنفذ المشاريع والاستراتيجيات التنموية في السلطنة، وبين المجلس الذي يهدف إلى تحقيق طموحات المُواطن نحو حياة كريمة يسودها الرخاء الاقتصادي والنمو الاجتماعي.

في الختام.. الآمال معقودة على الناخب العُماني أينما وُجد، بالالتزام بالمشاركة في الإدلاء بصوته وأن يكون الاختيار المرشح الأنسب فصوته أمانة. وقد كانت نسبة المشاركة في الفترة التاسعة حوالي 49% فقط، بينما لم تتجاوز نسبة التصويت في انتخابات المجلس البلدي الأخير أكثر من 39% على الرغم من التصويت بالنظام الإلكتروني عبر الأجهزة الذكية التي يمكن استخدامها من المنزل أو المكتب أو السيارة وفي أي مكان.

** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس الشورى يبدأ زيارة رسمية إلى جمهورية باكستان الإسلامية

يبدأ رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ غدًا، زيارة رسمية إلى جمهورية باكستان الإسلامية على رأس وفد من المجلس، تلبية لدعوة تلقاها من رئيس الجمعية الوطنية بجمهورية باكستان الإسلامية سردار أياز صادق.

وأكّد رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ -في تصريحٍ صحفي-، على ما تتميز به العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية من عمقٍ إستراتيجيٍ راسخ، يجسّد متانة الروابط الأخوية بين البلدين الشقيقين، بمتابعةٍ واهتمامٍ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، ومن قيادة جمهورية باكستان الإسلامية.

ونوّه بما تشهده العلاقات الثنائية من تطور مستمر، امتدادًا لإرثٍ تاريخيٍ أصيلٍ يجمع البلدين منذ عقودٍ طويلة من التعاون البنّاء والتكامل في شتى المجالات، حتى غدت نموذجًا يُحتذى به في الشراكة الإستراتيجية القائمة على الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة، بما يعكس عمق العلاقات الأخوية والحرص المتبادل من قيادتي البلدين على دفعها إلى آفاقٍ أرحب من التعاون والتنسيق.

وأشار إلى أن زيارته لجمهورية باكستان الإسلامية تأتي في إطار دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، معربًا عن تطلعه لأن تسهم الزيارة في فتح آفاقٍ جديدةٍ للتعاون بين مجلس الشورى والجمعية الوطنية الباكستانية ومجلس الشيوخ الباكستاني، من خلال تنسيق المواقف البرلمانية في المحافل الإقليمية والدولية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن تبادل الزيارات البرلمانية يمثّل رافدًا مهمًا لتعزيز التعاون الثنائي، بما يحقق تطلعات قيادتي البلدين وشعبيهما الشقيقين نحو مزيدٍ من الازدهار والتكامل.

ويعقد رئيس مجلس الشورى خلال الزيارة، جلسة مباحثات رسمية مع رئيس الجمعية الوطنية الباكستانية, كما يلتقي رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني، فيما يلتقي في خضم الزيارة عددًا من كبار المسؤولين في جمهورية باكستان الإسلامية؛ لاستعراض العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها، إلى جانب بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

ويضم وفد مجلس الشورى المرافق لرئيس مجلس الشورى أعضاء المجلس المهندس خالد بن عبدالله البريك, والدكتورة ابتسام بنت عبدالله الجبير, والأستاذ أحمد بن عبدالرحمن الوردي, وعدد من مسؤولي المجلس.

أخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس الشورى يستعرض العلاقات الثنائية مع رئيس وزراء باكستان
  • رئيس مجلس الشورى يجتمع مع رئيس البرلمان التركي في إسطنبول
  • رئيس مجلس الشورى: قطر تنتهج مقاربة شاملة في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف
  • ذكرى ميلاد بليغ حمدي.. الموسيقار العبقري الذي أبدع في حب الوطن بأجمل الألحان
  • دبرز: التصويت أقرّ تقريرًا مبدئيًا بشأن خارطة الطريق الأممية وقدّمنا تعديلات رئيسية
  • رئيس مجلس الشورى يصل إلى باكستان في مستهل زيارة رسمية
  • الشورى يشارك في الاجتماع التنسيقي للمجالس التشريعية الخليجية
  • السيسي مهنئًا بانتصارات أكتوبر: نستعيد بفخر روح العزيمة والوحدة التي حمت الوطن
  • محافظ بورسعيد: نصر أكتوبر حطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر وأثبت للعالم إرادة المصريين
  • رئيس مجلس الشورى يبدأ زيارة رسمية إلى جمهورية باكستان الإسلامية