ندوة المواصفات والاعتماد تناقش إنجازات الجودة ودعم تنافسية الصناعات الوطنية
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
ناقشت ندوة "المواصفات والاعتماد من أجل صناعة مستدامة" التي نظمتها وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أحدث إنجازات سلطنة عُمان في مجال تطوير البنية الأساسية للجودة ودعم تنافسية الصناعات الوطنية. وكشفت الوزارة أن عدد جهات تقويم المطابقة المسجلة كاستثمارات جديدة ارتفعت بنسبة 6% لغاية أكتوبر 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وتم تسجيل أكثر من 109 مختبرات فحص ومعايرة، وترخيص 126 جهة تقويم مطابقة، إضافة إلى إصدار أكثر من 200 مواصفة عُمانية جديدة ودراسة 900 مواصفة خليجية.
وأصدرت المديرية العامة للمواصفات والمقاييس أكثر من 13.5 ألف شهادة مطابقة إلكترونية، وعالجت 22 ألف تصريح إفراج جمركي عبر منصة "عُمان للأعمال"، ونفّذت 31 زيارة فنية ميدانية لمختبرات الفحص والمعايرة بمشاركة 105 مقيّمين، مع تدريب أكثر من 250 متدربًا في مجالات التسجيل والاعتماد خلال العام الجاري والماضي.
وتأتي الندوة -التي نظمت بفندق دبليو مسقط، برعاية معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وحضور عدد من أصحاب السعادة، والمسؤولين والمختصين بالقطاع- ضمن الجهود الداعمة لمنظومة البنية الأساسية للجودة في سلطنة عُمان وتعزيز دور المواصفات والاعتماد في تمكين القطاع الصناعي الوطني، ورفع مستوى التنافسية الصناعية وفق متطلبات الأسواق الإقليمية والدولية، بما ينسجم مع مستهدفات "رؤية عُمان 2040" نحو اقتصاد معرفي قائم على التميز والابتكار.
دور التقييس والاعتماد
وقدم عماد بن خميس الشكيلي مدير عام المديرية العامة للمواصفات والمقاييس بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار كلمة، أكد فيها على أهمية دور التقييس والاعتماد كركيزة أساسية في دعم التنمية الصناعية وضمان جودة المنتجات في الأسواق المحلية والدولية، مشيرًا إلى جهود الوزارة في بناء منظومة وطنية متكاملة للجودة.
وأشار الشكيلي إلى توجه الوزارة لتدشين تعاون مع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للعمل في مختبرات المعادن الثمينة ودمغ المشغولات، ورفع آلية تعاون مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتعزيز فرص رواد الأعمال في مجالات التصنيع والاستيراد وتقييم المطابقة ومنح الشهادات.
وبيّن الشكيلي أن المديرية العامة للمواصفات والمقاييس أصدرت خلال العام الجاري 203 مواصفات قياسية عُمانية وشاركت في دراسة وإبداء الرأي في 983 مواصفة خليجية ضمن خطة 2025، بمساهمة 72 عضوا من الجهات الحكومية والخاصة، إضافة إلى إصدار دليل إجراءات العمل لدائرة المواصفات. وأكد الشكيلي على أن الندوة تشكل منصة لتعزيز الشراكة بين الجهات الحكومية والخاصة، ودعم التوجه الوطني نحو ترسيخ ممارسات الجودة والاستدامة.
تطوير البنية التحتية للجودة
من جانبه قال المهندس مسلم البراق سكرتير الجهاز العربي للاعتماد: تُعد سلطنة عُمان من الدول الرائدة في تطوير البنية التحتية للجودة، ويأتي إنشاء مركز الاعتماد العُماني ليجسد خطوة استراتيجية مهمة نحو بناء منظومة اعتماد وطنية متكاملة، تتماشى مع المتطلبات الدولية وتخدم مستهدفات "رؤية عُمان 2040".
وأضاف: إن توقيع مركز الاعتماد العُماني على اتفاقية الاعتراف المتعدد الأطراف، يُعد إنجازًا يُضاف إلى قائمة الهيئات العربية المعترف بها دوليًا، ويعزز من مكانة المركز كشريك فاعل ومتميز ضمن منظومة الاعتماد العربي والإقليمي، كما أن العلاقة بين المواصفات والاعتماد تمثل علاقة تكاملية جوهرية، تدعم الاقتصاد القائم على المعرفة، وتمكن الصناعة الوطنية من النمو والابتكار، وتوفر بيئة استثمارية قائمة على الثقة والمنافسة العادلة.
ويُعد تطبيق المواصفات الفنية الوطنية والدولية، والاعتماد على جهات تقييم مطابقة معترف بها، من الركائز الداعمة للسياسات الصناعية وتعزيز تنافسية المنتجات في الأسواق الإقليمية والعالمية.
وأوضح البراق أن اجتماع اليوم يعكس روح الشراكة والتكامل بين المؤسسات الوطنية للجودة، ويُعزز من توحيد الرؤى وتكامل الأدوار بين القطاعين العام والخاص، بما يدفع بعجلة التنمية المستدامة في الوطن العربي نحو آفاق أوسع.
أوراق العمل
كما تضمّنت الندوة عددا من العروض المرئية وأوراق العمل المتخصصة، أبرزها عرض مركز الاعتماد العُماني (OMAC) قدمه الدكتور سعيد بن سلطان البوسعيدي مدير مكتب الاعتماد بالمديرية العامة للمواصفات والمقاييس بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، تناول دور المركز في منظومة الجودة، وآليات الاعتماد، وبناء القدرات الوطنية، وإنجازات الزيارات الميدانية للمختبرات.
وقدمت الدكتورة جهاد بنت جبر البوسعيدية مديرة دائرة المواصفات بالمديرية العامة للمواصفات والمقاييس بالوزارة، عرضا مرئيا تناول منظومة المواصفات والمقاييس والتشريعات المرتبطة بها، وإنجازات عام 2025، وتطوير الخدمات الرقمية، ومبادرة "سفراء التقييس".
كما قدمت مريم بنت عمران المنذرية فنية مختبر أحياء دقيقة، من شركة أريج للزيوت النباتية عرضا مرئيا استعرض دور اعتماد المختبرات في رفع جودة المنتجات الغذائية وتعزيز ثقة المستهلك والأسواق العالمية.
وقدم المهندس مسلم البراق سكرتير الجهاز العربي للاعتماد، عرضا مرئيا تناول فيه دور الاعتماد في دعم السياسات العامة وتعزيز الثقة وحماية المستهلك وجذب الاستثمارات.
كما قدم الدكتور زهران بن سيف الكمياني رئيس قسم المواصفات الهندسية بشركة نماء لخدمات المياه، عرضا مرئيا استعرض فيه مشروع تطوير وتوحيد المعايير الهندسية في قطاع المياه وتحقيق الاستدامة ورفع كفاءة البنية الأساسية.
واختتمت الندوة بالتأكيد على أهمية تعزيز ثقافة الجودة والاعتماد في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، وتكامل جهود الجهات الوطنية في دعم تنافسية الصناعات العُمانية، وتهيئة بيئة أعمال محفزة للمؤسسات الصناعية ورواد الأعمال، بما يسهم في بناء قطاع صناعي مستدام يعكس مكانة سلطنة عُمان على خارطة الجودة العالمية.
توسيع الشراكات الدولية
وقد حققت المديرية سلسلة من الإنجازات النوعية شملت التطوير التنظيمي، والتمكين الفني للمختبرات الوطنية، وتعزيز الرقابة على الأسواق، وتوسيع الشراكات الدولية، فقد شهد عام 2024 تنفيذ سبعة برامج متخصصة بالتعاون مع مركز الاعتماد الخليجي لإنشاء مركز الاعتماد العُماني، وهو مشروع استراتيجي يهدف إلى تمكين جهات تقويم المطابقة في سلطنة عُمان من الحصول على الاعتراف الدولي، وتسهيل دخول المنتجات العُمانية إلى الأسواق الخارجية.
وفي إطار تعزيز الابتكار والاستدامة، دشنت المديرية البطاقة الخضراء لترشيد استهلاك المياه، وأطلقت لائحة علامة الجودة العُمانية ولائحة مختبرات الفحص والمعايرة، إلى جانب تشغيل أول مختبر متنقل للتحقق من مضخات الوقود في سلطنة عُمان، كما تم تطوير أنظمة إلكترونية لخدمة التقييس، وتفعيل "المتجر العُماني للمواصفات القياسية" بنسخته المطورة.
وبهذه الخطوات المتسارعة، تواصل المديرية العامة للمواصفات والمقاييس تنفيذ خططها المستقبلية لتعزيز بنية الجودة الوطنية، ورفع كفاءة القطاعات الإنتاجية، وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من الدخول في مجالات التقييس والاختبارات، بما يرسّخ موقع سلطنة عُمان في منظومة الجودة الدولية ويدعم اقتصادًا مستدامًا قائمًا على المعرفة والابتكار والثقة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التجارة والصناعة وترویج الاستثمار ع مانیة أکثر من
إقرأ أيضاً:
مكتبة قطر الوطنية تنظم ندوة ترابط المجتمعات من خلال دمج ذوي الإعاقة
نظمت مكتبة قطر الوطنية اليوم، ندوة "ترابط المجتمعات من خلال دمج ذوي الإعاقة" ضمن حملة "نحو فرص متكافئة للجميع" التي تهدف لتعزيز الوعي حول أهمية دمج ذوي الإعاقة والتحديات التي يواجهونها.
وأكدت الندوة النقاشية على أهمية إدماج ذوي الإعاقة في المجتمع، كما أقيم معرض لذوي الإعاقة يهدف إلى تمكينهم ودمجهم وتشجيعهم على المشاركة الكاملة في المجتمع.
وفي هذا السياق، قالت حنان زيدان، أخصائي معلومات في مكتبة قطر الوطنية: نفخر بدعم هذه المبادرة التي لا تسلط الضوء على تجارب الأشخاص ذوي الإعاقة فحسب، بل تدعم أيضًا قيم تكافؤ الفرص وتيسير وصولهم للمعلومات وتمكينهم وإدماجهم في المجتمع.
وأضافت قائلة: إن هذه المبادئ ضرورية لازدهار المجتمع، وتتسق مع رسالتنا الرامية إلى تعزيز التعلم المستمر مدى الحياة والتطور الشخصي.
وشهدت الفعالية حضور أحمد الشهراني، صاحب الرقم القياسي في موسوعة غينيس لأسرع عبور لدولة قطر على كرسي متحرك، حيث يجسد إنجاز الشهراني قوة عزيمة الأشخاص ذوي الإعاقة وصلابة إرادتهم، ويؤكد أهمية إزالة أي عوائق مادية أو مجتمعية لضمان تكافؤ الفرص للجميع.
وتواصل مكتبة قطر الوطنية من خلال هذه الندوة النقاشية، التزامها بإنشاء مساحة، يشعر فيها كل فرد بالتقدير والاحترام والتمكين للمساهمة في المجتمع، بغض النظر عن خلفيته أو قدراته.