الكرملين يرد على تصريحات بشأن التجارب النووية.. ولافروف يؤكد: الحوار مع واشنطن قائم
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
عواصم " وكالات": أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف، اليوم الأحد، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يصدر أي تعليمات للبدء في إعداد التجارب النووية، ويتعين أولا تقييم جدواها.
وقال بيسكوف "لم يصدر الرئيس أي أوامر ببدء الاستعدادات. أولا، علينا أن نفهم ما إذا كنا بحاجة إلى القيام بذلك.
وأضاف بيسكوف أن "بوتين أكد مرارا وتكرارا أن روسيا ملتزمة بالتزاماتها بحظر التجارب النووية".
وأوضح بيسكوف أنه "إذا فعلت دولة أخرى ذلك (انتهكت دولة أخرى التزاماتها بحظر التجارب النووية)، فسيتعين علينا القيام بذلك من وجهة نظر الحفاظ على التكافؤ".
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق أنه أمر بإجراء تجارب الأسلحة النووية "على قدم المساواة" مع الدول الأخرى التي يزعم أن لديها برامج ذات صلة.
وأكد المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن على روسيا الاستعداد في حال استئناف الولايات المتحدة التجارب النووية.
لافروف: الحوار مع واشنطن مستمر ولكن ليس بالسرعة المطلوبة
من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، اليوم الأحد، أن الحوار بين روسيا والولايات المتحدة بشأن القضايا الثنائية قائم، ولكن ليس بالسرعة المطلوبة.
وقال لافروف إن "هناك العديد من العوامل المزعجة في العلاقات الروسية الأمريكية، والتي ورثناها من الإدارة الأمريكية السابقة. سيستغرق الأمر وقتا طويلا لتصحيح هذه الفوضى"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وأضاف لافروف، في مقابلة مع وكالة سبوتنيك، "مع وصول الإدارة الجديدة، لمسنا رغبة في استئناف الحوار. هذا يحدث بالفعل، ولكن ليس بالسرعة التي نتمناها".
وأشار لافروف إلى أنه تم عقد جولتين من المشاورات في الربيع، وتم التوصل خلالهما إلى عدد من الاتفاقيات لتحسين الظروف المعيشية للبعثات الدبلوماسية.
وتابع لافروف "من جانبنا، في إطار هذا الحوار، نعتبر أنه من المهم ألا نقتصر على مشاكل البعثات الدبلوماسية فقط. من المهم الانتقال إلى معالجة قضايا مثل إنشاء خدمة جوية مباشرة وإعادة الممتلكات الدبلوماسية الروسية التي استولى عليها (الرئيس الأمريكي الأسبق) باراك أوباما بشكل غير قانوني في ديسمب 2016، قبل ثلاثة أسابيع من تنصيب دونالد ترامب لأول مرة".
وأضاف لافروف "ما زلنا ننتظر. وتم نقل مقترحاتنا المتعلقة بالعلاقات الدبلوماسية والسفر الجوي إلى الجانب الأمريكي. وتجري حاليا اتصالات عمل بشأن إمكانية مواصلة الحوار".
وقال لافروف " أنا ووزير الخارجية ماركو روبيو نتفهم أهمية التواصل المنتظم. فهو مهم لمناقشة القضية الأوكرانية ودفع عجلة التعاون الثنائي. ولهذا السبب نتواصل هاتفيا، كما أننا مستعدون لعقد اجتماعات شخصية عند الضرورة".
وقال لافروف، ردا على سؤال الوكالة حول ما إذا كانت الإدارة الأمريكية أشارت إلى استعدادها للاعتراف قانونيا بشبه جزيرة القرم كأراض روسية كجزء من خطة السلام لأوكرانيا، "لأسباب واضحة، فإننا لا نفصح عن كل تفاصيل مناقشاتنا مع الجانب الأمريكي بشأن القضية الأوكرانية، على الرغم من أنه عندما تسرب وسائل الإعلام معلومات كاذبة بشكل صريح، فإننا ندلي بطبيعة الحال بتعليقات مناسبة".
وأكد لافروف أن "إنهاء الصراع أمر مستحيل دون أخذ المصالح الروسية في الاعتبار والقضاء على أسبابه الجذرية"، وقال لافروف إن مسألة ملكية القرم مغلقة بالنسبة للجانب الروسي، مضيفا أن "سكان شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول مارسوا حقهم في تقرير المصير في استفتاء جرى في مارس 2014، وصوتوا لصالح إعادة التوحيد مع روسيا".
وأوضح لافروف أن "النقاش (مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا) يشمل طيفا واسعا من المواضيع ولا يقتصر على جانب واحد. مع أن هذا هو بالضبط ما يحاول بعض الصحفيين والخبراء تصويره، وهو أمر خاطئ جوهريا".
وأكد لافروف، في المقابلة، أن مصادرة الأصول الروسية المجمدة لن تنقذ أوكرانيا، ولن تتمكن من سداد أي ديون.
وأضاف لافروف "مصادرة احتياطياتنا من الذهب والعملات الأجنبية لن تنقذ رعاة كييف في "الإتحاد الأوروبي". ومن الواضح أن النظام لن يكون قادرا على سداد أي ديون ولن يسدد قروضه أبدا".
واختتم لافروف حديثه قائلا "ليس الجميع في الاتحاد الأوروبي مستعدين، في ضوء ذلك، لاتخاذ خطوات عمياء محفوفة بمخاطر جدية على سمعة منطقة اليورو باعتبارها منطقة للنشاط الاقتصادي".
أوكرانيا تحاول جاهدة إعادة تشغيل شبكات الطاقة
وعلى الارض، تحاول أوكرانيا جاهدة إعادة تشغيل الكهرباء والتدفئة بعد هجمات روسية استهدفت البنى التحتية للطاقة، فيما أكدت الشركة الحكومية المزوِّدة أن قدرتها التوليدية توقفت تماما.
أطلقت موسكو التي كثّفت هجماتها على البنى التحتية الأوكرانية في الأشهر الأخيرة، مئات المسيّرات ضد منشآت الطاقة في أنحاء البلاد امس.
في الأثناء، أدت ضربات أوكرانية على البنى التحتية الروسية إلى انقطاع التيار عن أكثر من 20 ألف شخص في المناطق المحاذية لأوكرانيا، بحسب ما أفادت السلطات المحلية.
وأدت الهجمات الروسية إلى انقطاعات في التيار الكهربائي والتدفئة وإمدادات المياه في عدة مدن، فيما حذّرت شركة الطاقة الرسمية "سنتر إنرغو" من أن قدرتها التوليدية "تراجعت إلى الصفر".
وقالت في بيان إن "عددا غير مسبوق من الصواريخ ومسيّرات لا حصر لها - عدة في كل دقيقة - استهدف محطات الطاقة الحرارية ذاتها التي قمنا بإصلاحها بعد هجوم العام 2024 المدمّر".
وسيُقطع التيار الكهربائي ما بين ثماني ساعات و16 ساعة يوميا في معظم أنحاء أوكرانيا، بحسب ما أعلنت الشركة المشغلة لنظام نقل الطاقة "أوكران إنرغو" بينما تجري أعمال الصيانة وتحويل مصادر الطاقة.
من جانبها، أكدت وزيرة الطاقة سفيتلانا غرينتشوك أن الليلة كانت "من بين أصعب الليالي منذ بدأت الحرب الشاملة" في فبراير 2022.
وأوضحت أنه بينما استقر الوضع بعض الشيء، قد تتواصل الانقطاعات المتكررة في مناطق بينها كييف ودنيبروبيتروفسك ودونيتسك وخاركيف وبولتافا وتشيرنيغيف وسومي.
وقالت لشبكة "يونايتد نيوز" المحلية إن "الجيش الروسي نفّذ ضربة هائلة بالصواريخ البالستية التي يعد إسقاطها أمرا صعبا للغاية. لا أتذكر وقوع هذا العدد من الضربات المباشرة على منشآت الطاقة منذ بدأ الحرب مطلع العام 2022.
واستهدفت مسيّرات روسية محطتين فرعيتين للطاقة النووية في غرب أوكرانيا، بحسب ما أفاد وزير الخارجية أندريي سيبيغا، داعيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية للرد.
ولفت إلى أن المحطتين الفرعيتين تشغلان محطتي خملنيتسكي ورونة النوويتين، على بعد 120 و95 كيلومترا على التوالي من لوتسك.
وكتب على "تلغرام" مساء السبت "روسيا تعرّض عن عمد السلامة النووية في أوروبا للخطر. ندعو إلى اجتماع عاجل لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية للرد على هذه المخاطر غير المقبولة".
كما طالب سيبيغا الصين والهند اللتين تعدان من كبار المشترين للنفط الروسي، بالضغط على موسكو لوقف هجماتها.
وكان سلاح الجو الأوكراني قد اعلن عن أسقط 406 مسيّرات وتسعة صواريخ من بين 458 مسيرة و45 صاروخا أطلقتها روسيا ليل الجمعة السبت.
وأفاد خبراء بأن الضربات على البنى التحتية للطاقة تضع أوكرانيا أمام خطر انقطاع التدفئة قبيل الشتاء.
واستهدفت روسيا شبكة الطاقة والتدفئة خلال الغزو الذي بدأ قبل نحو أربع سنوات، ما أدى إلى تدمير جزء كبير من البنى التحتية المدنية.
وكان وابل الصواريخ والمسيّرات ليل الجمعة السبت تاسع هجوم كبير يستهدف البنى التحتية المرتبطة بالغاز منذ مطلع أكتوبر، بحسب شركة الطاقة الأوكرانية "نفتوغاز".
وقدّرت "كلية الاقتصاد في كييف" في تقرير أن الهجمات أدت إلى توقف نحو نصف إنتاج الغاز الطبيعي في البلاد.
وأفاد كبير خبراء الطاقة في أوكرانيا أولكسندر خارتشينكو الصحافيين الأربعاء بأن خروج محطتي الطاقة والتدفئة في كييف عن الخدمة لأكثر من ثلاثة أيام عندما تهبط الحرارة إلى ما دون العشر درجات تحت الصفر سيؤدي إلى "كارثة تكنولوجية" في العاصمة.
وذكر بأن على المدن الأوكرانية التي تعتمد بالمجمل على التدفئة المركزية أن تعد خططا طارئة لمنع تجمّد الأبنية في حال تعرّضت إمدادات التدفئة إلى أضرار.
في الأثناء، كثّفت أوكرانيا ضرباتها على مستودعات النفط الروسية والمصافي في الشهور الأخيرة، في مسعى لقطع صادرات موسكو الحيوية من الطاقة والتسبب بنقص في الوقود في أنحاء البلاد.
واندلعت حرائق في محطة للطاقة في منطقتي كورسك (غرب) وفورونيج (جنوب)، بحسب ما أفاد الحاكمان الإقليميان الأحد.
وقال حاكم منطقة بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف أنّ "شبكات الكهرباء والتدفئة تعرّضت لأضرار جسيمة" في مدينة بيلغورود، عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه بعد وابل من الضربات الأوكرانية التي قال غلادكوف إنها تركت "أكثر من 20 ألفا من السكان" من دون كهرباء.
ومددت السلطات الروسية الحظر على صادرات البنزين حتى نهاية كتوبر للسيطرة على أسعار الوقود المرتفعة بعد الهجمات الأوكرانية على المصافي خلال الصيف.
زيلينسكي طلب إنشاء منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا
من جهة اخرى، كشف الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرج، أنه في فبراير 2022، اتصل فلاديمير زيلينسكي من مخبأ في كييف لطلب فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا، لكن طلبه قوبل بالرفض.
وقال ستولتنبرج "اتصل بي (زيلينسكي) من مخبأ في كييف، ليس بعيدا عن المكان الذي كانت تتمركز فيه الدبابات الروسية، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وأضاف ستولتنبرج "وقال(زيلينسكي): أقبل أنك لن ترسل قوات برية لحلف شمال الأطلسي، على الرغم من أنني لا أتفق معك. ولكن من فضلك أغلق المجال الجوي".
وقال ستولتنبرج إن زيلينسكي حاول الاستعانة بتجربة إغلاق المجال الجوي فوق البوسنة والهرسك من قبل قوات حلف شمال الأطلسي خلال الصراع في يوغوسلافيا.
وتابع ستولتنبرج، في مقابلة مع صحيفة "التايمز" البريطانية، "أتفهم سبب طلبك هذا. لكن هذا لن يحدث، لأنه إذا كان الناتو سيغلق المجال الجوي الأوكراني، فإن أول ما علينا فعله هو تعطيل أنظمة الدفاع الجوي الروسية في بيلاروسيا وروسيا، لأننا لا نستطيع التحليق فوق المجال الجوي الأوكراني عندما تكون صواريخ الدفاع الجوي الروسية موجهة ضد طائرات الناتو. وإذا كانت طائرة أو مروحية روسية في الجو، فسيتعين علينا إسقاطها، وسنجد أنفسنا حينها في حالة حرب حقيقية بين الناتو وروسيا. ونحن لا ننوي فعل ذلك"، على حد قوله.
واستشهد ستولتنبرج بموقف الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قائلا: "كما قال بايدن، الذي كان رئيسا للولايات المتحدة في ذلك الوقت، لن نخاطر بحدوث حرب عالمية ثالثة من أجل أوكرانيا".
ووفقا لستولتنبرج، فإن النهج الحالي لحلف شمال الأطلسي تجاه الصراع "صحيح، حيث لا يرسل التحالف قوات إلى أوكرانيا".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التجارب النوویة وکالة سبوتنیک البنى التحتیة شمال الأطلسی المجال الجوی وقال لافروف بحسب ما فی کییف
إقرأ أيضاً:
هل وقع خلاف بين بوتين ولافروف؟.. الكرملين يوضح
نفى الكرملين، الجمعة، التكهنات بوجود خلاف بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرغي لافروف.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "موسكو تايمز" أن الخلاف نشب بين بوتين ولافروف، بعد مكالمة أجراها هذا الأخير مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، قبيل إلغاء واشنطن لقمة بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب في بودابست، وإصدار عقوبات على أكبر شركتين نفطيتين في روسيا.
وأوضحت الصحيفة، أن لافروف لم يحضر اجتماع مجلس الأمن الروسي، الأربعاء، رغم كونه عضوا دائما فيه.
وعادة ما يتراس لافروف الوفد الروسي المشارك في قمة مجموعة العشرين، إلا أن الكرملين أعلن، الأربعاء، أن لافروف لن يترأس الوفد، بناء على تعليمات بوتين.
ولكن المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، نفى كل تكهنات حول وجود خلاف بين بوتين ولافروف.
وقال بيسكوف، الجمعة، خلال مؤتمر صحفي، إن هذه التكهنات "لا تتوافق مع الواقع"، مؤكدا أن لافروف مستمر في أداء مهامه كوزير خارجية.
ويشغل لافروف، البالغ من العمر 75 عاما، منصب وزير الخارجية في روسيا منذ عام 2004.